وشارك في الندوة ثلة من المفكرين من العالمين العربي والاسلامي في مقدمتهم رئيس مؤسسة عاشوراء أية الله الشيخ محمد حسن أختري ورئيس مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية سماحة السيد فادي السيد.
وافتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم للقارئ الدولي السيد عباس شرف الدين، وكلمة ترحيبية لرئيس المركز السيد فادي السيد الذي اكد فيها على دور الامام الصادق عليه السلام الفكري والسياسي ومدى تأثيره على الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني الراحل، ذاك الامام بثورته وشخصيته العظيمة، جسد كل معاني القيم الاسلامية محققاً حلم الانبياء والاولياء بثورته الاسلامية، تلك الدولة المباركة المشعل الوقاد في درب ذات الشوكة، والشعلة المنيرة لكل الشعوب المستضعفة من اليمن الى البحرين، ولبنان والعراق وسورية وفلسطين، قلب القضية والمحور الأساس في نهضة الامام الراحل واعتبر سماحته ان الصراع الثورة مع محور الشر من اجل استعادة حقوق المستضعفين.
وختم السيد فادي السيد قوله ان شخصية الامام الراحل الخميني (رض) لا يمكن لاحد ان يدركها، ولا يمكنه أن يعي القدرة الفكرية والاستراتيجية في استنهاض الامم المستضعفة سوى اولئك العظماء أمثال السيد الشهيد الصدر، ونالسون مانديلا وغيرهم من العظماء الذين سطروا ملاحم البطولة الحقيقة في سبيل رفع الظلم والجور عن الشعوب المستضعفة، وشدد على ضرورة حريّ بنا اليوم ان نقف عند كل موقف اعلنه الامام الخميني(رض)، لنستلهم الدروس والعبر فالثورة الخمينية ثورة كل محروم ومستضعف.
وتوالت الكلمات، حيث قدم "الدكتور جمال واكيم" مقاربة تاريخية حول الثورة الاسلامية وما تشهده المنطقة اليوم في الصراع مع العدو الاسرائيلي، لاسيما الانجازات على الصعيد العسكري هي من نتائج تلك الثورة الاسلامية، فشخصية الامام الخميني (رض)،والجمهورية الاسلامية الايرانية دخلت الى كل بلد مستضعف من بوابة فلسطين حيث اجتمع كل الشعوب الحرة على اتخاذ موقف العداء من الصهيونية والغطرسة الامريكية.
وختم بالقول إن الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم تلعب دوراً محورياً في تغيير معادلات استراتيجية لا سيما في الملف النووي، وهذا ما يجعلها قوة كاسرة للهيمنة والغطرسة الامريكية في المنطقة لا سيما في المحور العربي اذ انها تشكل محور ردع ضد العدو المشترك.
وتطرق "الدكتور محمد أمين الشناوي"، أستاذ في الجامعة اللبنانية الى الثورة الاسلامية من منظور الامام الخميني (رض) مؤسس تلك الثورة حيث كانت في فكره، ثورة حق ضد الباطل، وثورة اعادت الاسلام الى مكانته التي فقداها منذ عقود، من الجانب السياسي.
وأكد أن الثورة اعادت بناء الفكر الانساني عند العلماء ورجال الدين حيث قدمت لهم مفهوماً حقيقياً لدور رجل الدين والعالم الذي مهمته توجيه وتثقيف الناس ورفع الظلم عن المحرومين،كما استطاعت الثورة الاسلامية أن تخلق روحاً جديدةً وفكراً جديداً قائماً ضد النمطية القاتلة للفكر الانساني والانسانية.
وبعد ذلك، قدّم الدكتور علي حجازي الكاتب والروائي، "الثورة الاسلامية والامام الخميني(رض)" بقالب قصصي ادبي ارتقى الى مستوى اعمق واوسع من كتابة قصة قصيرة بساعتين، فالدكتور الذي ابدع في رواياته الثورية لاسيما عن فلسطين بدأ قصته القصيرة تلخص الثورة بساعتين مقارباً تلك الساعتين بعصر يوم العاشر من المحرم الحرام حيث معركة كربلاء، مستشرفاً خلاصات روحية وعقائدية وثورية من كربلاء، فثورة الخميني(رض) هي امتداد لنهج الامام الحسين(ع)،وحلم كل نبي من أنبياء الله.
وخلال كلمته، ركز الباحث الاسلامي "فضيلة الشيخ توفيق علوية" على الجوانب الاخلاقية العرفانية في شخصية الامام الخميني(رض)، مقارباً تلك الشخصية النادرة بشخصية وزمان حضرة الامام الصادق عليه السلام، الذي جمع حوله كل العالم فكرياً وعلمياً، حيث تتلمذ على يده عدد من علماء المذاهب الاسلامية، لاسيما الاربعة الكبرى منها.
واعتبر ان تلك الشخصية العلمية والفقهية النادرة استطاعت ان تجسد كل معاني العلم والمعرفة الحقيقية من خلال الحث على تنوع الاختصاص العلمي والسعي لتنظيم العلم وتوجيه العلماء نحو البحث والتخصص، وراي الشيخ علوية ان عصر الامام الصادق(ع)، والبيئة والحاضنة الشعبية لم تكن مهيئة لثورة جهادية عسكرية. أما شخصية الامام الخميني(رض) استطاع من خلال شخصيته الفذة وفكره الوقاد والبيئة الشعبية الحاضنة أن يحقق حلم الانبياء والاولياء بثورته الاسلامية الرافضة للظلم والعدوان.
وفي كلمته تحدث الاعلامي محمود موالدي من سورية عن مقومات الفقيه والثورة، والحاجة الشعبية للثورة الاسلامية حيث الشعوب المستضعفة وجدت القدوة في روح الله الخميني،ولحقت بركب ثورته المناهضة للظلم الرافضة للعدوان على الانسانية.
ورأى أن تلك الثورة التي حققت حلم الانبياء سرت في شريان الامة، ودخلت في العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة والممانعة منذ انتصار الثورة وما تشهده مناطق محور المقاومة اليوم ما هو الا من بركات تلك الثورة واعتبر ان الامام الذي اعاد الوعي للامة الاسلامية للدفاع عن كل مستضعف ومحروم، فكانت القدس وفلسطين الشعار والقضية الاولى الذي تتمحور حوله قضايا الامة لمقارعة الظلم والغطرسة الاميركية والحركات الصهيونية.
واختتمت الندوة بقصيدة معبرة من وحي الذكرى للدكتور الشاعر محمود محمد عيسى تحت عنوان "يا روح الله".