دعاؤه (عليه السلام) في الصلاة على محمّد وَآله (عليهم السلام) بعد صلاة العصر فيه
اَللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ كَما وَصَفْتَهُ فِي كِتَابِكَ، حَيْثُ تَقُولُ: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ (۱) حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» (۲)، فَأشْهَدُ أنَّهُ كَذلِكَ، وَأنَّكَ لَمْ تَأمُرْ بِالصَلاةِ عَلَيْهِ إلاَّ بَعْدَ أنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أنْتَ وَمَلائِكَتُكَ، وَأنْزَلْتَ فِي مُحْكَمِ قُرْانِكَ: «إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوَنَ عَلَى النَبِيِّ يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوِا تَسْلِيماً» (۳)، لا لِحاجَةٍ إلَى صَلاةِ أحَدٍ مِنَ الْمخْلُوقينَ بَعْدَ صَلاتِكَ عَلَيْهِ، وَلا إلى تَزْكِيَتِهِمْ إيّاهُ بَعْدَ تَزْكِيَتِكَ، بَلِ الخَلْقُ جَمِيعاً هُمُ الْمُحْتاجُونَ إلى ذلِكَ.
لاِنَّكَ جَعَلْتَهُ بابَكَ الَّذي لا تَقْبَلُ مِمَّنْ أتاكَ إلاَّ مِنْهُ، وَجَعَلْتَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ قُرْبَةً مِنْكَ، وَوَسيلَةً إلَيْكَ، وَزُلْفَةً عِنْدَكَ، وَدَلَلْتَ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ، وَأمَرْتَهُم بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ، لِيَزْدادُوا بِها أثَرَةً (٤) لَدَيْكَ، وَكَرامَةً عَلَيْكَ، وَوَكَّلْتَ بِالْمُصَلِّينَ عَلَيْهِ مَلاَئِكَتَكَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، وَيُبَلِّغُونَهُ صَلاتَهُم وَتَسْليمَهُم.
اَللّهُمَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَإنِّي أسْألُكَ بِمَا عَظَّمْتَ مِنْ أمْرِ مُحَمَّدٍ، وَأوْجَبْتَ مِنْ حَقِّهِ، أنْ تُطْلِقَ لِساني مِنَ الصَلاَةِ عَلَيْهِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضى، وَبِما لَمْ تُطْلِقْ بِهِ لِسانَ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تُعْطِهِ إيَّاهُ، ثُمَّ تُؤْتِيَني عَلى ذلِكَ مُرافَقَتَهُ، حَيْثُ أحْلَلْتَهُ عَلى قُدْسِكَ وَجَنّاتِ فِرْدَوْسِكَ، ثُمَّ لا تُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَهُ.
اَللّهُمَّ إنِّي أبْدَأُ بِالشَّهَادَةِ لَهُ ثُمَّ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ، وَإنْ كُنْتُ لاَ أبْلُغُ مِنْ ذلِكَ رِضى نَفْسي، وَلا يُعَبِّرُهُ لِساني عَنْ ضَميري، وَلا اُلامُ عَلَى التَّقْصيرِ مِنّي لِعَجْزِ قُدْرَتي عَنْ بُلُوغِ الْواجِبِ عَلَيَّ مِنْهُ، لأنَّهُ حَظٌّ لِي وَحَقٌّ عَلَيَّ وَأدَاءٌ لِما أوْجَبْتَ لَهُ في عُنُقي، اِذ قَدْ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ، غَيْرَ مُفَرِّطٍ فيما أمَرْتَ، وَلا مُجاوِزٍ لِما نَهَيْتَ، وَلا مُقَصِّرٍ فيما أرَدْتَ، وَلا مُتَعَدٍّ لِمَا أوْصَيْتَ، وَتَلا اياتِكَ عَلى مَا أنْزَلْتَهُ إلَيْهِ مِنْ وَحْيكَ، وَجاهَدَ فِي سَبيلِكَ مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ، وَوَفى بِعَهْدِكَ، وَصَدَّقَ وَعْدَكَ، وَصَدَعَ بِأمْرِكَ، لاَ يَخافُ فيكَ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَباعَدَ فيكَ الأقْرَبينَ، وَقَرَّبَ فيكَ الأبْعَدينَ، وَأمَرَ بِطاعَتِكَ، وَائْتَمَرَ بِها سِرّاً وَعَلانِيَةً، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَانْتَهى عَنْها سِرّاً وَعَلانِيَةً وَدَلَّ على محاسِنِ الاخلاقِ وَاَخذَ بِها، وَنَهى عن مَساوِي الاخلاقِ وَرَغَّبَ عنها، وَالى أولياءَكَ بالَّذي تُحِبُّ أنْ يُوالَوْا بِهِ قَولاً وَعَمَلاً، وَدَعا الى سَبيلِكَ بِالْحِكمَةِ وَالْمَوعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً حتّى أتاهُ الْيقينُ، فَقَبْضَتُهُ اِلَيْكَ تَقِيّاً نَقِيّاً زَكِيّاً قَدْ أَكْمَلتَ بِهِ الدّينَ وَأَتْمَمْتَ بِهِ الْنَعيمَ، وَظاهَرْتَ بِهِ الْحُجَجَ، وَشَرَعْتَ بِهِ شَرائِعَ الاسلامِ، وَفَصَّلْتَ بِهِ الْحَلالَ عَنِ الْحَرامِ، وَنَهَجْتَ بِهِ لِخَلْقِكَ صِراطَكَ الْمُستَقيمَ، وَبَيّنْتَ بِهِ الْعَلاماتِ وَالْنُّجومَ الَّذي بِهِ يَهتَدونَ، وَلَمْ تَدَعْهُمْ بَعْدَهُ في عَمياءَ يَهيمُونَ، وَلا في شُبهَةٍ يَتيهُونَ، وَلَمْ تَكِلْهُمْ الى الْنَظَرِ لانفُسِهِمْ في دِينِهِمْ بِآرائهِمْ، وَلا التَخَيِّرِ مِنْهُمْ بأهوائِهِمْ، فَيَتَشَعَّبُونَ في مُدْلَهِمّاتِ الْبِدَعِ، وَيَتَحَيَّروُنَ في مُطْبِقاتِ الظُلَمِ، وَتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُبُلُ فيما يَعْلَمونَ وَفيما لا يَعْلَمونَ.
وَاَشْهَدُ اَنَّهُ تَوَلّى مِنَ الدُّنيا راضِياً مَرْضِيّاً عِنْدَكَ، مَحْمُوداً فِي الْمُقَرَّبينَ وَأنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلينَ وَعِبَادِكَ الصّالِحينَ الْمُصْطَفَيْنَ، وَأنَّهُ غَيْرُ مُليمٍ وَلا ذَميمٍ (٥)، وَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُتَكَلِّفينَ، وَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ ساحِراً وَلا سُحِرَ لَهُ، وَلا كاهِناً وَلا تُكُهِّنَ لَهُ، وَلا شاعِراً وَلا شُعِرَ لَهُ، وَلاَ كَذّاباً، وَأنَّهُ رَسُولُكَ وَخاتَمُ النَّبِيّينَ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ (٦) الْحَقِّ، وَصَدَّقَ الْمُرْسَلينَ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ كَذَّبُوهُ ذائِقُوا الْعَذابِ الألِيمِ، وَأشْهَدُ أنَّ ما أتانا بِهِ مِنْ عِنْدِكَ وَأخْبَرَنا بِهِ عَنْكَ أنَّهُ الْحَقٌّ الْمُبينُ (۷)، لا شَكَّ فيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ، وَنِجيِّكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ لِرِسالاتِكَ، وَاسْتَخْلَصْتَهُ لِدينِكَ، وَاسْتَرْعَيْتَهُ عِبادَكَ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيكَ، عَلَمِ الْهُدى، وَبابِ التُّقى (۸)، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى فيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ، الشّاهِدِ لَهُمْ، الْمُهَيْمِنِ (۹) عَلَيْهِم، أشْرَفَ وَأفْضَلَ وَأزْكى، وَأطْهَرَ وَأنْمَى وَأطْيَبَ مَا صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأنْبِيَائِكَ، وَرُسُلِكَ وَأصْفِيائِكَ الْمُخْلَصينَ مِنْ عِبَادِكَ.
اَللّهُمَّ وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَغُفْرانَكَ، وَرِضْوانَكَ وَمُعافاتَكَ، وَكَرامَتَكَ وَرَحْمَتَكَ، وَمَنَّكَ وَفَضْلَكَ، وَسَلامَكَ وَشَرَفَكَ، وَإعْظامَكَ وَتَبْجيلَكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ وَأنْبِيائِكَ، وَالأوْصِياءِ وَالشُّهَدَاءِ وَالصِّدّيقينَ وَعَبادِكَ الصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا، وَأهْلِ السَمَاوَاتِ وَالأرَضينَ وَما بَيْنَهُما وَمَا فَوْقَهُما وَمَا تَحْتَهُما، وَما بَيْنَ الْخافِقَيْنِ (۱۰)، وَمَا بَيْنَ الْهَواءِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَالْجِبالِ وَالشَّجَرِ وَالدَّوَابِّ، وَما (۱۱) سَبَّحَ لَكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَفِي الظُّلْمَةِ وَالضِّياءِ، بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَفِي آنَاء اللَّيْلِ وَأطْرافِ النَّهارِ وَساعاتِهِ، عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَإمامِ الْمُـتَّقينَ، وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَوَلِيِّ الْمُسْلِمينَ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إلَى الْجِنِّ وَالإنْسِ وَالأعْجَمينَ، وَالشّاهِدِ الْبَشيرِ الأمينِ النَّذِيرِ، الدَاعِي إلَيْكَ بِإذْنِكَ السِّراجِ الْمُنيرِ.
اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأوَّلينَ، وَصَلِّ (۱۲) عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الاخِرينَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَوْمِ الدِّينِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (۱۳) كَمَا هَدَيْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أنْعَشْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أحْيَيْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا شَرَّفْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أعْزَزْتَنا بِهِ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما فَضَّلْتَنا بِهِ.
اَللّهُمَّ اجْزِ نَبِيَّنا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أفْضَلَ مَا أنْتَ جَازٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أرْسَلْتَهُ إلَيْهِ، اَللّهُمَّ اخْصُصْهُ بِأفْضَلِ قِسَمِ الْفَضائِلِ، وَبَلِّغْهُ أعْلى شَرَفِ الْمَنازِلِ (۱٤) مِنَ الدَّرَجاتِ الْعُلى فِي أعْلى عِلِّيِّينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (۱٥) يا ارْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اللّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتَّى يَرْضى وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضا، وَاجْعَلْهُ أكْرَمَ خَلْقِكَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأعْظَمَهُم عِنْدَكَ جاهاً، وَأوْفَرَهُم عِنْدَكَ حَظّاً، في كُلِّ خَيْرٍ أنْتَ قاسِمُهُ بَيْنَهُم، اَللّهُمَّ أوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَأزْواجِهِ وَأهْلِ بَيْتِهِ وَذَوي قَرابَتِهِ وَاُمَّتِهِ مَنْ تُقِرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَأقْرِرْ عُيُونَنا بِرُؤْيَتِهِ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأعْطِهِ مِنَ الْوَسيلَةِ وَالْفَضيلَةِ وَالشَّرَفِ وَالْكَرامَةِ ما يَغْبِطُهُ بِهِ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَالْنَّبِيُّونَ وَالْمُرسَلُونَ وَالْخَلْقُ أجْمَعُونَ.
اَللّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأعْلِ كَعْبَهُ (۱٦)، وَأفْلِجْ حُجَّتَهُ (۱۷)، وَأجِبْ دَعْوَتَهُ، وَابْعَثْهُ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذي وَعَدْتَهُ، وَأكْرِمْ زُلْفَتَهُ (۱۸)، وَأجْزِلْ عَطِيَّـتَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ، وَأعْطِهِ سُؤْلَهُ، وَشَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَنَوِّرْ نُورَهُ، وَأوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاسْقِنا بِكَأسِهِ، وَتَقَبَّلْ صَلاةَ اُمَّتِهِ عَلَيْهِ، وَاقْصُصْ (۱۹) بِنا أثَرَهُ، وَاسْلُكْ بِنا سَبيلَهُ، وَتَوَفَّنَا عَلى مِلَّتِهِ، وَاسْتَعْمِلْنا بِسُنَّتِهِ، وَابْعَثْنا عَلى مِنْهاجِهِ، وَاجْعَلْنا نَدِينُ بِدِينِهِ وَنَهْتَدي بِهُداهُ وَنَقْتَدي بِسُنَّتِهِ، وَنَكُونُ مِنْ شِيعَتِهِ وَمَواليهِ وَأوْلِيائِهِ وَأحِبّائِهِ وَخِيارِ اُمَّتِهِ، وَمُقَدَّمِ زُمْرَتِهِ (۲۰)، وَتَحْتَ لِوائِهِ، نُعادي عَدُوَّهُ وَنُوالي وَلِيَّهُ، حَتَّى تُورِدَنا عَلَيْهِ بَعْدَ الْمَماتِ مَوْرِدَهُ، غَيْرَ خَزايا وَلا نادِمينَ، وَلا مُبَدِّلينَ وَلا ناكِثينَ.
اَللّهُمَّ وَأعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً، وَمَعَ كُلِّ قُرْبَةٍ قُرْبَةً، وَمَعَ كُلِّ وَسيلَةٍ وَسيلَةً، وَمَعَ كُلِّ فَضيلَةٍ فَضيلَةً، وَمَعَ كُلِّ شَفاعَةٍ شَفاعَةً، وَمَعَ كُلِّ كَرامَةٍ كَرامَةً، وَمَعَ كُلِّ خَيْرٍ خَيْراً، وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً، وَشَفِّعْهُ في كُلِّ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ في اُمَّتِهِ (۲۱) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْرِهِم مِنَ الاُمَمِ، حَتَّى لا يُعْطى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلاَ عَبْدٌ مُصْطَفىً، إلاَّ دُونَ ما أنْتَ مُعْطيهِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ.
اَللّهُمَّ وَاجْعَلْهُ الْمُقَدَّمَ في الدَّعْوَةِ، وَالْمُؤْثَرَ بِهِ فِي الاَثَرَةِ، وَالْمُنَوَّهَ بِاسْمِهِ فِي الشَّفاعَةِ، إذَا تَجَلَّيْتَ بِنُورِكَ وَجيءَ بِالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ، وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ذلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ، ذلِكَ يَوْمُ الحَسْرَةِ، ذلِكَ يَوْمُ الازِفَةِ، ذلِكَ يَوْمٌ لاَ تُسْتَقالُ فِيهِ الْعَثَراتُ، وَلاَ تُبْسَطُ فيهِ التَّوْباتُ، وَلاَ يُسْتَدْرَكُ فيهِ ما فاتَ.
اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى إبْراهيمَ وَآلِ إبْراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اَللّهُمَّ وَامْنُنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأفْضَلِ ما مَنَنْتَ عَلى مُوَى وَهارُونَ، اَللّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأفْضَلِ ما سَلَّمْتَ عََى نُوحٍ فِي الْعالَمينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلى أئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ الأوَّلينَ مِنْهُم وَالاخِرينَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلى إمامِ الْمُسْلِمينَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، اَللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَأهْلِكْ أعْداءَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ وَأهْلِ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأزْواجِهِ، الطَيِّبِينَ الأخْيارِ، الطّاهِرينَ الْمُطَهَّرينَ، الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ (۲۲)، غَيْرِ الضّالينَ وَلا الْمُضِلِّينَ، الَّذينَ أذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأوَّلينَ، وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الاخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ فِي الْمَلاَءِ الأعْلى، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ أبَدَ الابِدينَ، صَلاَةً لا مُنْتَهى لَها وَلا أمَدَ دُونَ رِضاكَ، امينَ امينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وفي رواية زيادة:
اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذينَ بَدَّلُوا دِينَكَ وَكِتابَكَ، وَغَيَّرُوا سُنَّةَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأزالُوا الْحَقَّ عَنْ مَوْضِعِهِ، ألْفَيْ ألْفِ لَعْنَةٍ مُخْتَلِفَةٍ غَيْرِ مُؤْتَلِفَةٍ، وَالْعَنْهُمْ ألْفَيْ ألْفِ لَعْنَةٍ مُؤْتَلِفَةٍ غَيْرِ مُخْتَلِفَةٍ، وَالْعَنْ أشْياعَهُمْ وَأتْباعَهُمْ وَمَنْ رَضِيَ بِفِعالِهِم مِنَ الأوَّلينَ وَالاخِرينَ.
اَللّهُمَّ يَا بَارِيءَ المَسْمُوكاتِ (۲۳)، وَداحِيَ الْمَدْحُوّاتِ، وَقاصِمَ الْجَبابِرَةِ، وَرَحْمانَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَرَحيمَهُما، تُعْطي مِنْهُما ما تَشاءُ وَتَمْـنَعُ مِنْهُما ما تَشاءُ، أسْألُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أعْطِ مُحَمَّداً حَتَّى يَرْضى وَبَلِّغْهُ الْوَسيلَةَ الْعُظْمى، اَللّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً فِي السّابِقينَ غايَتَهُ، وَفِي الْمُنْتَجَبينَ كَرامَتَهُ، وَفِي الْعالَمينَ (۲٤) ذِكْرَهُ، وَأسْكِنْهُ أعْلى غُرَفِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ الَّتي لا تَفُوقُها دَرَجَةٌ وَلا يَفْضُلُها شَيْءٌ، اَللّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأضِىءْ نُورَهُ، وَكُنْ أنْتَ الْحافِظَ لَهُ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً أوَّلَ قارِعٍ لِبابِ الْجَنَّةِ، وَأوَّلَ داخِلٍ وَأوَّلَ شافِعٍ، وَأوَّلَ مُشَفَّعٍ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْوُلاةِ السّادَةِ، الْكُفاةِ (۲٥) الْكُهُولِ، الْكِرامِ الْقادَةِ، الْقَماقِمِ (۲٦) الضِّخامِ، اللُّيُوثِ الأبْطالِ (۲۷) ، عِصْمَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِم، وَإجارَةً لِمَنِ اسْتَجارَ بِهِمْ، وَالْكَهْفِ الْحَصينِ، وَالْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، الرّاغِبُ عَنْهُمْ مارِقٌ، وَالْمُتَأخِّرُ عَنْهُمِ زاهِقٌ، وَاللاّزِمُ لَهُم لاحِقٌ، رِماحِكَ فِي أرْضِكَ، وَصَلِّ عَلى عِبادِكَ فِي أرْضِكَ الَّذين أنْقَذْتَ بِهِمْ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَأنَرْتَ بِهِمْ مِنَ الظُّلْمَةِ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، امينَ امينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اَللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ مَسْألَةَ الْمِسْكينِ الْمُسْتَكينِ، وَأبْتَغي إلَيْكَ ابْتِغاءَ الْبائِسِ الْفَقيرِ، وَأتَضَرَّعُ إلَيْكَ تَضَرُّعَ الضَّعيفِ الضَّريرِ، وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ ابْتِهالَ الْمُذْنِبِ الْخاطِىءِ، مَسْألَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ، وَرَغِمَ لَكَ أنْفُهُ، وَسَقَطَتْ لَكَ ناصِيَـتُهُ، وَانْهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ، وَفاضَتْ لَكَ عَبْرَتُهُ، وَاعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ، وَقَلَّتْ عَنْهُ حيلَتُهُ، وَأسْلَمَتْهُ ذُنُوبُهُ، أسْألُكَ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ أوَّلاً وَاخِراً.
وَأسْألُكَ حُسْنَ الْمَعيشَةِ ما أبْقَيْتَني، مَعيشَةً أقْوى بِها فِي جَمِيعِ حالاتي، وَأتَوَصَّلُ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا إلَى اخِرَتي عَفْواً (۲۸)، لا تُتْرِفْني (۲۹) فَاَطْغي وَلا تُقَتِّرْ (۳۰) عَلَيَّ فَاَشْقَى (۳۱)، أعْطِني مِنْ ذلِكَ غِنىً عَنْ جَميعِ خَلْقِكَ، وَبُلْغَةً إلى رِضاكَ، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا لي سِجْناً وَلا تَجْعَلْ فِراقَها عَلَيَّ حُزْناً، أخْرِجْني مِنْها وَمِنْ فِتْنَتِها مَرْضِيّاً عَنِّي مَقْبُولاً فِيها عَمَلي إلى دارِ الْحَيَوَانِ وَمَساكِنِ الأخْيَارِ، اَللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ أزْلِها وَزِلْزالِها (۳۲)، وَسَطَواتِ سُلْطانِها وَسَلاطينِها، وَشَرِّ شَياطينِها وَبَغْي مَنْ بَغى عَلَيَّ فيها.
اَللّهُمَّ مَنْ أرادَني فَاَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَافْقَأْ عَنِّي عُيُونَ الْكَفَرَةِ، وَاعْصِمْني مِنْ ذلِكَ بِالسَّكينَةِ، وَألْبِسْني دِرْعَكَ الْحَصينَةَ، وَاجْعَلْني في سِتْرِكَ الْواقي، وَأصْلِحْ لي حالي، وَبارِكْ لي في أهْلي وَمالي وَوَلْدي وَحُزانَتي وَمَنْ أحْبَبْتُ فيكَ وَأحَبَّني، اَللّهُمَّ اغْفِرْلي ما قَدَّمْتُ وَما اَخَّرْتُ، وَما أعْلَنْتُ وَما أسْرَرْتُ، وَما نَسِيتُ وَما تَعَمَّدْتُ، اَللّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَني كَما أرَدْتَ فَاجْعَلْني كَما تُحِبُّ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
(۱) العنت: المشقّة.
(۲) التوبة: ۱۲۸.
(۳) الاحزاب: ٥٦.
(٤) اثرة: فضلاً.
(٥) الذميم: المذموم.
(٦) عندك (خ ل).
(۷) اليقين (خ ل).
(۸) النهى (خ ل).
(۹) المهيمن: الشاهد وَالرقيب وَالحافظ وَالمؤتمن.
(۱۰) الخافقين: افق المشرق وَالمغرب.
(۱۱) من (خ ل).
(۱۲) وَصلّ (خ ل).
(۱۳) في المواضع: محمّد وَال محمّد (خ ل).
(۱٤) شرف المكرّمين (خ ل).
(۱٥) مقعد صدق: مكان مرضيّ، عند مليك مقتدر: أي من المقرّبين عند من تعالى أمره في الملك والاقتدار.
(۱٦) في النهاية: لا يزال كعبك عالياً هو دعاء بالشرف والعلوّ.
(۱۷) الفلج: الظفر والفوز والغلبة.
(۱۸) الزلفة: القرب.
(۱۹) قصّ أثره: تتبعّه.
(۲۰) الزمرة: الجماعة من الناس.
(۲۱) من امّته (خ ل).
(۲۲) المهتدين (خ ل).
(۲۳) المسموكات: المرفوعات كالسّماوات، والمدحوّات: الارضون.
(۲٤) العالين (خ ل).
(۲٥) الكفاة ج الكفّي، وهو الذي يكفيك الشرور والآفات.
(۲٦) القماقم ج القمقام، وهو السيّد، ويقال: سيّد قماقم لكثرة خيره.
(۲۷) الابطال ج البطل وهو الشجاع.
(۲۸) عفواً: أي بقدر الكفاية او زائداً او طيّباً.
(۲۹) اترفه النعمة: اطغته.
(۳۰) التقتير: التضييق.
(۳۱) أشقى: أتعب، أو أصير شقيّاً بعدم الصبر.
(۳۲) الازل: الضيق والشدّة، زلزالها: بلاياها ومصائبها.
*******
المصدر: الصحيفة الصادقية