وهو ترابط تسعى كلُّ من امريكا والسعودية والكيان الصهيوني إلى منعه، أو على الأقلّ تقييده والحدّ من اندفاعته.
وكتبت صحيفة "الاخبار" اليوم الثلاثاء أن مبادرات السلام المقدَّمة من جانب واشنطن وحلفائها، بنسخ جديدة أُعيد إنتاجها، إنما تهدف إلى نزع مصادر قوّة اليمن وتأثيره الإقليمي، ولاسيما أنها تسعى إلى حصر وجود حركة "أنصار الله" في مناطق جغرافية معزولة.
كذلك، تبدو اميركا على عجلة من أمرها لفرض واقع تستطيع من خلاله حرمان اليمن من أن يكون جزءاً من المعادلة الإقليمية. وفي هذا الإطار، عُلم، من مصادر خاصّة، أن واشنطن تقدَّمت بعروض مغرية في قضية فصل المسار الإنساني ورفع الحصار من طرف واحد، فيما هدفها الرئيس من وراء تلك التقديمات صرفُ اليمن عن خطط استعادة سيادته وأرضه المحتلّة.
وفي خطوة مثّلت بُعداً رمزياً ومعنوياً - ومِن المرجَّح أن تعقبها خطوات أخرى في الاتجاه ذاته -، قدَّم ممثّل "حماس" في صنعاء، معاذ أبو شمالة، درع الحركة لعضو "المجلس السياسي" في "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، تقديراً لدوره في دعم القضية الفلسطينية ونصرتها.
ونقل أبو شمالة تحيّات قيادة "حماس" إلى قيادة "أنصار الله"، ممثَّلة بالسيد عبد الملك الحوثي. وخلال اللقاء الذي جمع الجانبين، أوّل من أمس، أكد الحوثي اعتزاز الشعب اليمني بنضال الشعب الفلسطيني، ونظرته إلى الفصائل الفلسطينية من منظور واحد، معتبراً الوقوف إلى جانب الفلسطينيين "واجب وشرف".
موقف "حماس" الاعتباري تجاه اليمنيين، سبقه، الأسبوع الماضي، موقف بارز للأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، الذي أشاد بمواقف الشعب اليمني المتضامنة والداعمة لفلسطين، مُقدّماً الشكر الكبير للحوثي ولمبادرته بجمع التبرّعات، إذ قال: "لكم يا شعب اليمن العظيم كلّ الحبّ من شعب فلسطين، إنكم تُعلّموننا وتُعلّمون العالم كيف تكون الأخوة الحقيقية". وأضاف: "الشعب اليمني يريد أن يعطينا طعامه وطعام أطفاله، وهو لا يجد قوت يومه... إنهم يؤْثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
وكان السيد عبدالملك الحوثي، أعلن، الأسبوع الماضي، أن بلاده ستكون"جزءاً لا يتجزّأ من المعادلة التي أعلنها (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله، والتهديد للقدس يعني حرباً إقليمية في إطار محور المقاومة". وختم قائلاً: "سنكون حاضرين بكلّ قوّة وبكلّ ما نستطيع في إطار محور المقاومة، وفي إطار معادلة القدس".
وتجدر الإشارة إلى أن صنعاء كانت قد أعلنت، العام الماضي، مبادرةً للإفراج عن أحد الطيّارين السعوديين وأربعة من ضباط القوات السعودية وجنودها المعتقلين لديها، في مقابل الإفراج عن المعتقلين من أعضاء حركة "حماس" في المملكة، إلّا أن الأخيرة رفضت العرض.