وتظهر المناظرات تأكيد وإصرار الجمهورية الإسلامية الايرانية على توفير إجراءات الشفافية للمواطنين كما تظهر نقاط القوة والضعف لدى كل من ممثلي التيارات والأحزاب في البلاد.
القضايا الإقتصادية وسبل دعم وتطوير عجلة التنمية في البلاد، محور الجولة الأولى من المناظرات الانتخابية بين المرشحين الرئاسيين السبعة في إيران.
المناظرات التي امتدت لثلاث ساعات قدم فيها المرشحون خططهم وبرامجهم لإدارة البلاد في السنوات الاربع القادمة أمام ثمانين مليون مواطن إيراني فيما كانت الأجواء مفعمة بالشفافية والوضوح الكامل واتيح لكل مرشح بأن يتحدى منافسيه ويدافع عن برامجه أمامهم.
المرشح للرئاسة إبراهيم رئيسي شدد على ضرورة معالجة كل القضايا التي تعيق عملية الإنتاج من أجل تحقيق التنمية داعياً إلى توفير الآليات التي تساعد في هذا المجال.
حيث قال في حديثه ان "لتحقيق ازدهار الانتاج يجب ان يتم خفض القضايا التي تعيقه، ومن هنا علينا ان نوفر الآليات المتعلقة بذلك ومنها التراخيص المحدودة"
أما المرشح محسن رضائي فقد وجه إنتقادات شديدة للحكومة الحالية معتبراً أن الشعب يكابد العيش لان الحكومة تمد يدها في جيب المواطنين لتأمين الميزانية.
فقد اشار الى ان "لدي برنامج اقتصادي قمت بالتخطيط له وسأحول ايران الى بلد اقتصادي، واذا ما اردنا تحقيق هذه البرامج يجب ان نغير السياسة الاقتصادية جذريا".
المرشح عبد الناصر همتي شدد على أهمية الإهتمام بالتوزيع العادل للثروة مشيراً إلى أنه يمتلك القدرة على تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين.
حيث اكد ان "سبق ان اعلنت بأن موضوعي الاساسي هو تغيير الحكومة الاقتصادية وهذا ما سأعمل عليه".
أما المرشح محسن مهرعليزاده فقد أشار إلى أن ايران تعاني من مشاكل كبيرة اثرت على الوضع المعيشي للمواطنين مشيراً إلى أنه يمتلك برنامج مدون عمل عليه منذ سنوات.
واكد انه "عملت في الانتاج عمليا وادرت محافظة خراسان، وقد بينت في كتاب لي كيفية زيادة الانتاج والعائدات".
المرشح قاضي زاده هاشمي ركز على العملة الوطنية مشيراً إلى أنه في حال استطاعتنا خفض التضخم فبإمكاننا الحفاظ على قيمة هذه العملة.
فقد قال "هناك مشاكل اكبر واهمها مشكلة سوء الادارة واذا ما اردنا بشكل حقيقي حل المشاكل يجب ان يكون هناك تغيير بنيوي في الاقتصاد".
أما المرشح علي رضا زاكاني فقد وجه إنتقادات حادة للمصرف المركزي وشدد على ضرورة إيجاد شبكات اتصال بين المصارف من أجل التخلص من المشاكل الإقصادية.
حيث اشار في حديثه الى انه "سوف اركز على مكافحة الفساد الاقتصادي والسيطرة على الفضاء الافتراضي كما إنني اعتقد ان موضوعي الاقتصاد والادارة يجب ان يكونا متلازمين".
فيما شدد المرشح سعيد جليلي على ضرورة ان تكون هناك ارادة حقيقية وبرامج من اجل ازالة الفقر والحرمان داعياً إلى اعطاء الشعب الايراني حصته من الطاقة.
وقال في حديثه الى انه "حسب برنامجي اريد العمل على تحقيق اكبر حجم من العائدات للبلاد ومن هنا على جميع القطاعات ان تقوم بتوفير فرص العمل في المجتمع".
أسلوب النقاش الدعائي الذي يتم إدارته في حلقات المناظرة للمرشحين فريد من نوعه في المنطقة والعالم ، واعتماد هذا النموذج من الدعاية ، ان دل على شيء فانما يدل على ترسخ مبادئ الديمقراطية في إيران ويؤكد إصرار إيران على توفير إجراءات الشفافية أمام شعبها كما إن المناظرات تظهر ايضا نقاط القوة والضعف لدى كل من ممثلي التيارات والأحزاب في إدارة الدولة للسنوات الأربع القادمة.
ويظهر تاريخ المناظرات في إيران أن هذا النموذج من الدعاية الانتخابية السليمة له تأثير أساسي على زيادة قبول الناس للانتخابات وزيادة مشاركتهم السياسية السليمة فيها والاقبال عليها حيث تظهر الاستطلاعات أن الاقبال على المشاركة في الانتخابات قبل المناظرات وبعدها يختلف اختلافًا كبيرًا.