المخاطَب في كلام الإمام الخميني وفكره السياسي هو البشرية، لا الشعب الإيراني فقط. لقد سمع شعبنا هذا النداء من أعماق قلبه، وصمد وناضل من أجله، واستطاع الحصول على عزّته واستقلاله. لكن المخاطب في هذا النداء هو البشرية كلها. المدرسة السياسية للإمام تروم هذا الخير والاستقلال والعزّة والإيمان للأمة الإسلامية كافة وللبشرية جمعاء. هذه رسالة على عاتق الإنسان المسلم.
طبعاً الفرق بين الإمام، وبين الذين يرون أنفسهم أصحاب رسالة عالمية، أنّ مدرسة الإمام السياسية لا تريد جعل شعب يعتقد بفكرها ونهجها بالمدافع والدبابات والأسلحة والتعذيب. الأمريكيّون أيضاً يقولون: عندنا رسالةٌ لنشر حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم. هل الطريق لنشر الديمقراطية هو استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما؟ هل هو المدافع والدبابات وإشعال الحروب والانقلابات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا؟ اليوم أيضاً نشاهد في منطقتنا هذا الغش والخداع والظلم والإجرام كلّه. يريدون بهذه الأدوات نشر حقوق الإنسان ورسالتهم العالمية!
المدرسة السياسية للإسلام تترك فكرها الصحيح وحديثها الجديد في فضاءات الذهن للبشرية بعد تبيينه وإيضاحه، فيتضوّع في الأماكن كلها مثل نسيم الربيع وأريج الورود. أصحاب الشّامة السليمة سوف يشتمّونه وينتفعون منه، كما انتُفع منه اليوم في عدد من دول العالم. الفلسطينيون يقولون إننا أخذنا حياتنا الجديدة وصحوتنا من نداء الإمام. اللبنانيون يقولون إننا تعلمنا درس الانتصار على جيش الكيان الصهيوني وطرد الصهاينة، من مدرسة الإمام.
المسلمون في كل نقطة من العالم، الشباب والمثقفون المسلمون والنخب المسلمة، يعدّون فتوحاتهم الفكرية في الميادين السياسية ناهضة وناتجة من المدرسة الفكرية للإمام. جماهير الأمة الإسلامية تستشعر العزة باسم الإسلام. هذه هي النظرة الدولية لمدرسة الإمام في قضايا البشر، وهي لا تختص بالعالم الإسلامي. لذلك، اليوم قضية فلسطين بالنسبة إلينا قضيةٌ أساسية، ومصائب الأمة الإسلامية مؤلمة لنا. ما يحدث في العالم الإسلامي قضايا أساسية لشعب إيران المتعلّقة قلوبهم والآنسة باسم الإمام الجليل وذكراه. لا يمكنهم أن يكونوا غير مكترثين تجاه هذه القضايا.
الإمام الخامنئي 3/6/2004