وكان من المفترض أن يتم تنفيذ العملية بمساعدة تمرين "احتيالي"، من حيث إرسال أدلة ميدانية كما لو كان الجيش على وشك القيام بغزو بري لقطاع غزة، ما قد يتسبب بنزول حماس إلى الأنفاق، وحينها يتم القضاء على المقاتلين.
وأضاف روعي شارون، في مقال على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، أن "العملية فشلت، وهذه خلاصة تحقيق أجراه الجيش، ونشرت تفاصيله لاحقا؛ لأن فرضية الجيش الإسرائيلي قامت على أنه عندما أدركت حماس أن غزوًا بريًّا على وشك الحدوث، فإن مقاتليها سينزلون إلى الأنفاق".
وأوضح أن "شيئين لم ينجحا في هذا السياق، أولهما أنه لم يكن الاحتيال الإسرائيلي فعالاً بما فيه الكفاية، ولم يقم الجيش بتفعيل عبوره للحدود إلى غزة، وثانيهما أن سبب فشل العملية يتمثل في كشف حماس للسلاح السري للجيش الإسرائيلي؛ لأن الأداة التي خطط لاستخدامها للقضاء على المقاتلين في الأنفاق عبارة عن قنابل خاصة تخترق الأرض لتدمير الأنفاق".
وختم بالقول: إنه "قبل يومين من ذلك المساء، قُتل مسؤول كبير في حماس داخل نفق وسط مدينة غزة، ونتيجة لذلك، أدركت حماس أن الجيش الإسرائيلي يمتلك مثل هذا السلاح، ولذلك امتنع مقاتلو حماس عن السير تحت الأرض".
إيتاي بلومنتال وكارميلا منشيه -الخبيران العسكريان- نقلا في تقرير على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، عن "أوساط في الجيش الإسرائيلي أنهم لا يعرفون ما إذا كان قد تحقق ردع إستراتيجي ضد حماس؛ لأن الفشل الأساسي للجيش تمثل في عدم القدرة على منع إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه "إسرائيل"، ولذلك فإن التحقيق في حيثيات حرب غزة ما يزال في مراحله الأولى، وتم بالفعل تقديم النتائج الأولية منه إلى رئيس الأركان".
هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني- كان، قالت: إن "الحرب انتهت في غزة بدون حصول إسرائيل على صورة انتصار، وهكذا انتهت الحرب حتى قبل أن نفهم ما أهدافها، وما إذا تم تحقيقها، لأنه طوال الوقت واجهت "إسرائيل" صعوبة في تقديم روايتها للعالم، رغم محاولاتها إقناع المجتمع الدولي، لكنها لم تعطِ مواطنيها إجابات بعد 11 يومًا من القتال في الجنوب وقطاع غزة، والنتيجة الإجمالية أن صورة النصر تعني صفرا، ليس أكثر".
وأضافت أنه "لا تزال قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي منتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة، تستعد لاحتمال انتهاك وقف إطلاق النار، بعد أن تعرضت "إسرائيل" إلى عدد قياسي للصواريخ، أكثر من حرب لبنان الثانية، وفقط أقل بألف قذيفة عن الجرف الصامد، واليوم ما يزال السؤال ماثلا عما أرادت "إسرائيل" تحقيقه من هذه الحرب، ولماذا تبدو صورة النصر مهمة جدا".
وأشارت إلى أنه "في ذروة حرب غزة، تلقت المنظومة الدعائية الإسرائيلية ضربة قاسية عندما انتقد الممثل الكوميدي والمقدم الأمريكي جون أوليفر بشدة العمليات الإسرائيلية، وجادل بأنه لا ينبغي لـ"إسرائيل" قصف غزة، لأن معظم الصواريخ التي أطلقت عليها اعترضت، وانتقد الاعتداءات الإسرائيلية على الأبراج الشاهقة في غزة، لأن تدمير مبنى سكني يعد جريمة حرب، نعم جريمة حرب، ولا أقل من ذلك".
ونقل عن المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي رونين ميناليس، أن "إسرائيل اختارت عدم القيام بعدة أمور، أولها أنها لم تعالج منهجيًّا مسألة المعلومات والوعي، وثانيها وهو الأكثر إشكالية التعامل مع حركة المقاطعة، وثالثها عدم التواصل مع الجماهير المؤيدة لها".
وأوضح أن "استهداف محمد الضيف ويحيى السنوار صورة لا جدال فيها بأنها إنجاز حرب أو صورة نصر، ولكن بعد أن حاول الجيش القضاء عليهما مرتين في الحرب، فإن هذا التحدي الاستخباري لم يقدم صورة النصر المنشودة، كما أنه لم يكن هناك زعيم إسرائيلي يقف أمام الكاميرات، ويجيب على الأسئلة أثناء القتال، في الوقت الذي انتشرت فيه الهاشتاغات (أنقذوا الشيخ جراح) و(غزة تتعرض للهجوم)".
وأشار إلى أن "الجهود الحكومية الإسرائيلية للرد على هذه الحملات ليست موحدة، وبدا عملها غير منظم مقارنة بالطرف الآخر، حيث لا تستخدم إسرائيل الأدوات التكنولوجية الأساسية لجمع المعلومات، ونشرها على مختلف الجماهير المستهدفة، ولا أحد يتحكم في الرواية الإسرائيلية التي تصدر، في حين أن رواية الطرف الآخر أبسط، فقط قل "فلسطين حرة"، وحينها سيصفق الجميع؛ لأنها مرتبطة بالروايات التقدمية في العالم".