وأشار ناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إيران، في حوار مع وكالة انباء فارس، الى آثار وتداعيات هذه الحرب على محور المقاومة وكذلك على الكيان الصهيوني، وقال ردا على سؤال حول الفرق بين هذه الحرب مع الحروب السابقة على صعيد اقرار توازن الرعب والهجمات الصاروخية للمقاومة ومستقبل المقاومة الفلسطينية بعد هذه الحرب وما تفاوتها مع الماضي؟ قال ان من مصادر القوة الفلسطينية صمود الشعب وإيمانه بقضية التحرير وأضاف أن المؤامرات التي تعرض لها هذا الشعب خلال المئة عاما الماضية كانت كبيرة ولايستطيع اي احد ان يتحمل هذه المؤامرات التي لم تأت ولم تنبع فقط من الحركة الصهيونية، ولكن العالم الاستعماري الغربي كله وراءها، وان السكان الحاليون البالغ عددهم سبعة ملايين فلسطيني في الأراضي المحتلة هم المصدر الرئيسي للقوة والقدرة الفلسطينية".
وعلى حد قوله، يتجلى مصدر آخر للقوة الفلسطينية في حقيقة وجودهم هنا منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، عندما بذل الجيش الصهيوني قصارى جهده في غزة والضفة الغربية لمواجهتهم، المقاومة التي تشكلت وتطورت عام 2005 وصلت الآن إلى نقطة يمكنها فيها محاصرة كيان الاحتلال والتشكيك في هيمنة الجيش الصهيوني الخاوي.
وتابع أبو شريف إن المقاومة يجب أن تحول المكاسب العسكرية إلى مكاسب سياسية بعد الحرب والنصر. وفي شرحه لهذا الجزء من تصريحاته، أكد أن ما يقصده بالإنجازات السياسية ليس موضوع الانتخابات، بل أكثر من ذلك، حيث أظهرت الحرب الأخيرة أن جميع الفلسطينيين لديهم إجماع على خيار المقاومة ولم يعودوا راغبين لخيار المفاوضات كما يريد محمود عباس ولا لخيار اتفاق أوسلو.
واضاف ان "الشعب الفلسطيني اثبت عدم جدوى اوسلو والمفاوضات وانه يريد مقاومة المحتلين".
وذهب ناصر أبو شريف الى القول إنه من الآن فصاعدًا يمكن تشكيل قيادة واحدة للشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو غزة أو اراضي عام 1948 أو خارج فلسطين، وأن هذه إحدى ثمار الحرب الأخيرة. وشدد على أن الانتفاضة يجب أن تستمر بعد انتهاء الحرب، وضرورة تشكيل نظام سياسي جديد يمثل الشعب الفلسطيني، وأن يتحد الشعب حول برنامج المقاومة.
وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران، ردا على سؤال آخر لمراسل فارس، بخصوص تأثير حربرالـ 11 يوما على الوضع السياسي للكيان الصهيوني وخاصة بنيامين نتنياهو نفسه، واضاف أن امال الصهاينة في هذه الحرب فقدت بريقها.
وأضاف: "الآن يرى الكيان الصهيوني وحلفاؤه كيف يُحاصر هذا الكيان في الداخل ويواجه مازقا في غزة والضفة الغربية وفي داخله وان الفلسطينيين الغيارى واصحاب الحمية تلاحموا مع بعضهم البعض ومن هنا وتزامنا مع تحطم احلام الكيان الصهيوني، تغيرت الصورة العسكرية للأراضي المحتلة وتكبد الصهاينة خسائر فادحة، ويمكن القول إن هذه الأحداث هي مقدمة للتدمير الكامل لكيان الاحتلال".
وبشأن الوضع السياسي لنتنياهو، قال إنه على الرغم من الدعم الذي تلقاه خلال الحرب وعلى الأقل التزام خصومه بالصمت، فقد تعرض لانتقادات بعد الحرب وقد يتم تشكيل لجنة للنظر في ما حدث وان نتنياهو تكبد الضرر الاكبر في هذه الحرب.
ورداً على سؤال آخر حول رؤيته لانهيار الكيان الصهيوني، قال ناصر أبو شريف إن المقاومة واثقة من تراجع الكيان الصهيوني، وأن هذه الثقة نابعة من الإيمان بالله والإيمان بوعد الله.
قال: يكفي أن الله قال في القرآن: «فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيرا » وهذا يدل على الهلاك الحتمي لهذا الكيان .
واوضح ان هذه الحرب اظهرت أن العد التنازلي لانهيار الكيان الإسرائيلي قد بدأ والحرب كشفت نقاط ضعف الصهاينة، وأصبح من الواضح للعالم أن الكيان الصهيوني نظام عنصري وإرهابي والآن كل المؤسسات القانونية، والعالم بلا استثناء يعتبر هذا الكيان نظامًا عنصريًا مثل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ونرى المزيد والمزيد من المشاعر المعادية لإسرائيل كل يوم، وهذه أكبر ضربة لكيان الاحتلال الغاصب للقدس، هذا بالإضافة إلى المشاكل الداخلية للصهاينة والتي تنشا من عدم وجود اية فرصة لحل القضية الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع تنامي وتوسع اليمين، وبالتالي فاننا نؤمن بأن الحرب والمواجهة هي الخيار الوحيد، وأن الشعب الفلسطيني يتجه نحو مواجهة شاملة.
واختتم أبو شريف بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في ذلك، وأن هناك جبهة قوية في الشمال مثل حزب الله وفي اليمن وسوريا والمقاومة الإقليمية.