ورد لافروف على سؤال "عن أي من مبادرات حفظ السلام الدولية لكازاخستان تعتبرها أكثر أهمية ولماذا؟ قال: "بالطبع، من بين مبادرات صنع السلام من جانب كازاخستان، لا يسعني إلا أن أبرز المساهمة التي تقدمتها عاصمة هذا البلد، أستانا، لعملية التسوية السورية، ما وفر منصة لما أصبح يسمى بـ(صيغة أستانا). يحضرها ممثلون عن الحكومة السورية، والمعارضة المسلحة التي تواجه القوات الحكومية (على الأرض)، والدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى مراقبين من الأردن والولايات المتحدة. هذا الدور ذو إضافة ودقيق وبناء يلقى تقديرا عاليا من قبل الجميع".
وفي معرض رده على سؤال حول تقييمه لمساهمة كازاخستان في تسوية النزاع الذي حصل بين روسيا وتركيا في عام 2015، قال لافروف: " كانت لحظة متوترة للغاية. بالطبع، فهم الجميع ضرورة التغلب على هذه المأساة من خلال الاعتذار. لن أخوض في التفاصيل، لكن (الرئيس الكازاخستاني) نور سلطان نزارباييف، بخبرته، تمكن من إيجاد (صيغة) الكلمات التي كانت تركيا قادرة على نطقها، وتقبل روسيا لها".
وتطرقت وكالة أنباء كازاخستان إلى قضية أخرى ملحة على جدول الأعمال العالمي وهي الحرب التجارية التي تتكشف بين الولايات المتحدة والصين، وجاء السؤال على النحو التالي: "في هذه الحالة بالتأكيد ستدعم روسيا حليفا هو الصين. ما هو المنتظر من كازاخستان، إذ إن أي تغيير في الوضع الاقتصادي داخل روسيا سيكون محسوسا بقوة في بلدنا"؟
فأجاب لافروف: "نحن نهتم في المقام الأول بمصالح روسيا. والحروب التجارية، حتى لو تمت المشاركة فيها، فإنها لا تجلب منافع لأي طرف. نحن نهتم بالمصالح الاقتصادية لروسيا وشركائنا في الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي".
وأضاف: "بطبيعة الحال، فإن الصين هي شريكنا التجاري الرئيسي، حيث يقترب حجم التبادل التجاري لهذا العام إلى 100 مليار دولار، لكن لدينا شركاء في الفضاء الأوروبي، في الجزء الأوروبي من قارتنا المشتركة، وفي الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي، وهناك شريك لنا هو إيران يخضع لعقوبات أمريكية صارمة".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "لكن، نحن نريد النظر في كل هذه المشاكل، ليس من خلال المشاركة في الانضمام إلى أي جانب في الحرب التجارية، ولكن من خلال تفعيل الإجراءات القانونية المشروعة لمنظمة التجارة العالمية، وهذا ما نقوم به بالفعل. الصين والاتحاد الأوروبي يفعلان نفس الشيء مع الولايات المتحدة".