كم غافل من يظن أن القرآن ينأى عن الحياة والسياسة والاقتصاد والحكومة! لا؛ الجزء الأساسي من القرآن يدور حول هذه القضايا الاجتماعية للحياة . إن الذين يحصرون القرآن والإسلام في الأمور الشخصية والمسائل العبادية ونحوها لا يعرفون القرآن. القرآن لا ينأى بنفسه عن التحديات السياسية والاجتماعية بأي حال، ولا يتجنب مواجهة الطواغيت والمستكبرين والمسرفين والظالمين. لقد وقف دائماً ضد هؤلاء. وإذا كنتم من أهل القرآن، فإن ميدان حياتكم هو قسراً ميدان الحضور للقرآن.
يجب أن يحرص المسؤولون على ألّا تصير المفاوضات استنزافية. لا ينبغي أن يكون الأمر على نحو تطيل فيه الأطرافُ المفاوضاتِ هكذا، لأن في ذلك ضرراً على البلاد. إنّ غالبية المقترحات التي يقدمونها هي غالباً متكبّرة ومُهينة ولا يمكن حتى النظر فيها. نأمل، إن شاء الله، أن يمضي مسؤولو الدولة قُدُماً في هذا الصدد بعيون مفتوحة وبقلب قوي وبالتوكل على الله، وبذكر «حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكيل». ونسأل الله أن يشملهم التوفيق الإلهي، وأن يُسعدوا الشعب ويُفرحوه.
لقد أعلنّا سياسة البلاد في قضيّة الحظر والاتفاق النّووي وهي سياسة واضحة. نحن قلنا إن الحظر يجب أن يُرفع أوّلاً، لأننا لسنا مطمئنين إلى وعودهم، فقد وعدوا عشرات المرّات ولم يفوا، بل عملوا عكس الوعد، والآن سيفعلون الأمر نفسه أيضاً، ولذلك عليهم أن يفعلوا ما نقول في البداية حتى نطمئن، وحينئذ، سنفعل ما يتعيّن علينا فعله.
لا بدّ للإنسان من الثناء عليهم والتوجه إليهم بالشكر. هذه الكمامة التي يضعها الإنسان وحدها تسبب له مشكلات كثيرة. في هذا الطقس الحار، ومع تلك الملابس المربكة، إذا كان يرتدي هذا اللباس هذا الشاب، هذا الممرض، هذا الطبيب، هذا المسعف، باقي الفريق الطبي. ويريدون العمل لساعات متتالية في المستشفى أو خارجه، انظروا مدى صعوبة ذلك. في الحقيقة، إنّ هذا مجاهدة في سبيل الله، جهاد في سبيل الله، وعليه كثير من الأجر والثواب، في رأيي.