وأوضح سماحته ، أن الانسان من خلال عبادة الصوم يقف ليعلن أمام ربّه عز وجل أنه في محضر الافصاح عن حقيقة إسمها الاعتراف والاقرار بعزّ الربوبية.
وقال السيد علي السيد قاسم في هذا التسجيل المصور: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، من جميل شهر رمضان المبارك أنه يغيّر العادات وبعد مضي 11 شهراً على الانسان في عادة الطعام والشراب وفي عادة يقترب من خلالها الى الكسل والخمول.
يأتي شهر رمضان المبارك ليكرّس قيمة جديدة على مستوى بناء الشخصية الانسانية، وهذه القيمة هي كسر الروتين والنمط التقليدي، وتأكيد منظومة بناء جديدة للشخصية الانسانية وللجسد والبدن في آن معاً، من خلال عبادة الصوم يقف الانسان ليعلن أمام ربّه عز وجل أنه في محضر الافصاح عن حقيقة إسمها الاعتراف والاقرار بعزّ الربوبية لله عز وجل، وذلّ العبودية في حضرة الله.
شهر الصيام يكرس عادة جديدة اسمها الحب الحقيقي في الله، كيف أكون عزيزاً في محضر العزيز، كيف أكون متصفاً بصفات الجمال الالهي، وكيف ذلك، لايكون ذلك الا من خلال العبودية المحضة لله عزوجل، عندها يتحول الانسان الى عابد في حضرة الحق ليكون مثال الحديث القدسي الذي يقول "عبدي أطعني تكن مثلي، تقل للشيء كن فيكون".
فتتحول شخصية العابد الى شخصية متصفة بجمال صفات الله سبحانه وتعالى عندها ينكسر النمط القديم ويأتي السالك الصائم المؤمن بنمط جديد يستشرق من خلال جمال الله ونورالله سبحانه وتعالى، هذا كله يتجلي من خلال عبادة الصوم التي تختزن على مضامين تلاوة القرآن ومن تلا في هذا الشهر آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
وعلى قيمة الصلاة التي يحصل الانس في حضرة الله سبحانه وتعالى وعلى قيمة اعطاء الفقراء حقوقهم من الزكوات والأخماس والصدقات عندئذ تصبح الشخصية الانسانية شخصية متجلية في ضيافة الله سبحانه وتعالى".