يا دهرُ حيَّ على الحِدادِ المُدمِعِ ******* فلقد اُصيبَ المصطفى بتفجُّعِ
تركَتْ خديجةُ بَعلَها في لَوعةٍ ******* لفراقَ أحمدَ بعدَ حَجْرٍ مُوجِعِ
هو ذا رسولُ اللهِ غابَ نصيرُهُ ******* عمٌّ حَماهُ وزوجةٌ لم تخْنعِ
هَزمَتْ أذى المتربِّصين دوائراً ******* بالمؤمنينَ وبالنبيِّ اﻷرفَعِ
بذلتْ فِدى اﻻسلام ما ملكتْ ولمْ ******* تبخلْ بأموالٍ وفَخرٍ أروَعِ
وتحمّلتْ جُوعَ الفقيرِ وبؤسَهُ ******* وهي العظيمةُ في المقامِ اﻷمنَعِ
لكنّها تركتْ صَبيَّةَ غُربةٍ ******* حلّتْ بها وسطَ العشيرِ اللُذَّعِ
زهراءَ ما شبِعتْ حنانَ اُمُومةٍ ******* بطفولَةٍ يُتِمَتْ ولمّا تَيْنَعِ
كبُرَ المُصابُ على النبيّّ المصطفى ******* أعظِمْ بهِ جبلاً فلم يتضَعْضَعِ
عامٌ بهِ اﻻحزانُ تترى اَقبلتْ ******* يا حبذا اﻷحبابُ حولَ المُفجَعِ
حُصِرَ النبيُّ وقد تَسعَّر شرُّ مَنْ ******* عادى الرسالةَ راصِداً لم يَهجَعِ
فغدا رسولُ اللهِ يطلُبُ ناصراً ******* يحمي الرسالةَ من عَشيرٍ مُسْبِعِ
يستنهِضُ اﻷعوانَ وهو مؤيَّدٌ ******* بالمعجزاتِ يقولُ: منْ يمضي معي
هذا وبيتِ الله أعظمُ دَعوةٍ ******* في الخيرِ واﻻيمانِ للمُستَنفِعِ
ﻻتتركوا داعِي اﻹلهِ مُحاصَراً ******* في بطنَ مكّةَ للأعادِي اللُسَّعِ
ماكان أحمدُ يستغيثُ بقريةٍ ******* لوﻻ رحيلُ الناصرينَ المُنَّعِ
راعي النُبوّةِ عمُّهُ وكفيلُهُ ******* وخديجةٌ سَكَنَاً وخِيرةَ مَنْ يَعِي
اُمُّ البتولِ رَحيلُها أبكى السَّما ******* وأسالَ أدمُعَ أحمدَ المُتَوجِّعِ
فَتجلْبَبَ المبعوثُ بالصبرِ الذي ******* فوقَ النُجومِ وذُروةِ المُترَفَّعِ
وكـذا سَما آلُ النُبُوّةِ مَنهجاً ******* في النائباتِ وكلِّ جَورٍ مُقذِعِ
صلُّوا على طه الحبيبِ وآلهِ ******* فهمُ اﻷمانُ وملجأُ المُستشفِعِ
بقلم حميد حلمي البغدادي