لطالما سمعنا الامهات والأباء يشكون من انهم يشترون قصصا لاطفالهم ولكن هم لا يقراونها وقد تقول ام بلهفة والله لم نكن نحن هكذا متعلقين بالتلفزيون.
ونسأل نحن بدورنا: هل يجب ان يقرأ الاطفال القصص؟ وكيف نشجعهم على اعطاء اهمية خاصة للكتاب في الوقت الذي يملا ضجيج التلفزيون والالعاب الكمبيوترية حياتهم؟
وبماذا تساعد الكتب اطفال تحت السابعة؟ وهل هناك اساليب معينة تجعل من طفلنا منذ الصغر طفلا ثم راشداً يحب المطالعة والكتاب؟
*******
الاسئلة
المحاورة: تحية طيبة نقدمها لكم، كالعادة في بداية كل لقاء تكون لدينا وقفة مع الدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس لنسلط الضوء على موضوع حلقتنا، اهلاً وسهلاً بك دكتورة.
الدكتورة اميمة عليق: اهلاً وسهلاً.
المحاورة: دكتورة هل يجب ان يقرأ الاطفال ولماذا؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً حين نقول نحن تحت سن السابعة اعتقد انه يجب ان نقول ان يألف الاطفال القصص وان نقرأ لهم وهذا الامر لايختلف عليه اثنان حتى لو عرفنا اهمية القصص لان القصص تساعد الاطفال على اظهار مشاعرهم وتعطيهم القدرة على البيان يعني حين يقرأ الطفل قصة او نقرأ له قصة نستطيع ان نسأله من هو بطلك المفضل، ماذا اعجبك في هذه القصة، ماذا تعلمت من هذه القصة حيث يتعلم ان يعبر بطريقة واضحة وجميلة، تساعد القصص الاطفال على تقوية الخيال عندهم وتساعدهم على التعلق بالكتابة والقراءة فيما بعد، طبعاً تنقل القصص المفاهيم الانسانية والاخلاقية بطريقة غير مباشرة ونحن نعرف ان الطرق غير المباشرة هي مفيدة للاطفال تحت السابعة وهي مفيدة للكلام والوعظ، طبعا القصص تساعد على اكتساب مجالات اجتماعية لانها تعرفهم على نقاط التعاطي السليم مع الاخرين وعلى طريقة حل المشاكل التي قد تواجههم، كل قصة لديها طبعاً رسالة هذه الرسائل عادة والاهداف يكتسبها الطفل بشكل سريع ويحب ايضاً ان يطبق ما اكتسبه.
المحاورة: طيب ما هو نوع القصص المناسبة لعمر تحت السابعة؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً الاطفال تحت عمر الثلاث سنوات لانهم لايعرفون القراءة ولايستطيعون ان يركزوا على استماع القصص لذلك ننصح بقصص تصويرية يغلب عليها الصور اكثر من الجمل، اما عادة الاطفال بين الثالثة والسابعة هؤلاء الاطفال يتجهون الى الخيال والواقع وعادة ما ننصح بالقصص التي يكون ابطالها حيوانات متعلقة بحياتهم اليومية تحمل قصص غير معقدة وبسيطة وشبيهة بما يحصلمعهم يومياً، يعني نحكي عن دب يذهب الى الحضانة، عن دب اشترت له امه لعبة جديدة او عن قطة ارادت ان تذهب الى الحديقة، بين الست سنوات الى السبع سنوات يحب الطفل القصص الخيالية لانه يحب ان يتعرف على كل جديد، يحب ايضاً ان يختار قصصاً يختارها هو وايضاً في هذا العمر يحب كثيراً ان يقسم الاشياء فلذلك يختار المجموعات عن السيارات، عن الطائرات، عن اوراق الشجر ويجب ان نجهزها للطفل في هذا العمر ايضاً في هذا العمر تبدأ المفاهيم الاخلاقية والعادات السلوكية بالتشكل عند الطفل لذلك ننصح ايضاً بأحضار القصص التي تعلمه السلوكيات البسيطة كيف ينظف اسنانه، كيف يرتدي لباسه لوحده، كيف يأكل كل انواع الاطعمة، كيف يجب ان يقرأ، كيف يرتب غرفته، في هذا العمر هذه القصص ايضاً.
المحاورة: فاصل قصير ونعود للحوار.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان قراءتك للكتب امام طفلك يشجعه كي يكون مثلك.
• ان المطالعة مهارة ككل المهارات تحتاج الى تمرين والى تشجيع كي تصبح ملكة عند طفلك.
*******
المحاورة: تحية طيبة لكم مازلتم وبرنامج تحت السابعة من طهران، دكتورة هل هناك نظرية علمية لتشجيع الطفل على الاهتمام بقراءة الكتب والقصص يعني بالتحديد؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً كما ذكرت في السؤال الاول ان المطالعة او قراءة القصص تتعلق بمهارة هذه المهارة تحتاج الى تقنيات كي تصبح ملكة وكي تصبح ثابتة عند الطفل، هذه المهارة ككل المهارات الايجابية الاخرى يعني اولاً تحتاج الى ان يكون لديه فهم في ان يحب القراءة ويحب الكتاب ويحترم الكتاب ثانياً تشجيعه اذا ما قام بسلوك معين في هذا المجال هناك ايضاً تعليمه يعني يجب تعليمه نعلمه الحروف واهمية الحروف بالنسبة لهذه القصص يجب ان يعرف اذا ما تعلمنا الحروف ستساعده على القراءة ايضاً يجب ان يكون هناك تشجيع ايجابي وتشجيع سلبي، التشجيع الايجابي هو ان يقرأ هذه القصص، التشجيع السلبي هو تقليل الامور التي لا تجعله يقرأ يعني تقليل ساعات التلفزيون، تقليل ساعات الالعاب الكمبيوترية طبعاً هناك يجب ايضاً ان نوصل له هدفاً، ان نقول له في هذا الشهر احضر لك عشر قصص يجب ان نقرأ هذه العشر قصص واذا ما قرأتها سوف تأخذ هدية ونشجعه اكثر يعني هذا بشكل عام اذا اردنا ان نعيد بشكل سريع يجب ان يكون هناك مثال لكي يقلد، التشجيع الايجابي والسلبي، يجب ان نعلمه، يجب ان نعطيه هدفاً بعيد المدى اذا صح التعبير بالنسبة لهذا الموضوع.
المحاورة: عملياً كيف نساعد الاطفال في هذا الامر؟
الدكتورة اميمة عليق: اولاً نقرأ امامهم، نصحبهم الى المكتبة اسبوعياً ليختاروا الكتب التي يريدونها، ليكن لهم مكاناً خاصاً بهم لوضع الكتب في البيت، نشترك له في احدى المجلات الاسبوعية، نساعده ليجمع المال بهدف شراء الكتب، نعلمه ان يهدي الكتب والقصص لأصدقائه مثلاً في اعياد ميلادهم او حين يذهب ليزورهم وهذا الامر سوف يساعد ايضاً الاصدقاء كي يهدوا الكتب، نتعود ان نأخذ معنا الكتب في المحلات او حين نذهب في السيارة في رحلات طويلة .
المحاورة: دكتورة اميمة عليق نشكرك جزيل الشكر على حضورك في الاستوديو.
*******
خط احمر
• لا تجبري طفلك على مطالعة القصص او على اقتناء القصص اذا كنت انت نفسك لا تميلين الى القراءة.
• لا تتعاطي مع الكتب الموجودة في البيت على انها عبء ولا ترمي الكتب غير المهمة في سطل المهملات فهذا التصرف سيؤثر على نظرة ابنك الى الكتب.
*******
عملياً
• لتكن هدية طفلك حين يقوم بعمل ما قصة جميلة يضيفها الى مكتبته.
• خصصي بعض المال شهريا لشراء القصص وتأكدي ان هذه القصص قد قرأها طفلك قبل ان تشتري غيرها.
• لتكن هدية طفلك لاصدقائه يوم عيد ميلادهم قصصا جميلة، فهذا الامر سيشجع رفاقه ايضاً على اهداء القصص.
*******
كان يا ما كان
الاميرة والشمس
صحت المدينة ذات صباح على خبر محزن: لقد مات الملك الطيب العجوز الذي حكم بالعدل وأحبه الناس كافة... وقد حزن الجميع اكثر لأن الملك لم يكن قد ترك سوى ابنة صغيرة ليس بوسعها ان تحكم.
ولكن الملك كان قد ترك ايضاً وصية لابنته قال فيها شيئا قليلاً جداً... قال كي تصبحي ملكة يجب ان تحملي الشمس الى القصر.
وقال الملك في وصيته ايضاً: "واذا لم تستطيعي حمل الشمس الى القصر فانك ستقضين حياتك في صندوق خشبي عقابا لك". وبعد ان قرأت الاميرة الوصية استدعت حكيم القصر وأخبرته أن أباها قد كلفها بمهمة عسيرة وأنها لا تريد ان تكون ملكة ابداً الا ان الحكيم العجوز قال لها: ان قوانين المملكة المكتوبة منذ زمن تحرم على الامير او الاميرة ان يرفضا الحكم وقال الحكيم العجوز: "ان ابنة الملك لا تستطيع الا ان تكون اميرة... وقد عاشت مملكتنا بسعادة دائمة لان كل واحد فيها يعرف واجبه ولا يهرب منه" جلست الاميرة في غرفتها واغلقت الباب واخذت تبكي خاصة وانها حاولت ان تلتقط الشمس من اعلى الجبل لكنها كانت كلما اقتربت من القمة ابتعدت الشمس اكثر. وبعد يومين شاهدت الاميرة الحزينة ورقة صغيرة تحت باب غرفتها فركضت واخذت تقرؤها كان فيها جملة صغيرة هي: "لن تستطيعي ان تجدي الشمس في غرفة مغلقة" واحتارت الاميرة لانها لم تعرف صاحب الخط. لكنها قررت ان تواصل بحثها عن الشمس... فعلقت على جدران القصربيانا قالت فيه ان اي رجل يستطيع ان يساعدها في حمل الشمس الى القصر سينال مكافأة من المجوهرات... وفي ايام قليلة عرف كل الناس ان الاميرة الصغيرة تريد حمل الشمس الى القصر لكن احدا لم يستطع ان يساعدها. وفي صباح اليوم التالي جاء الحكيم الى الاميرة وقال لها ان الفرصة التي اعطيت لها توشك ان تنتهي، وشرح العجوز ذلك فقال: ان اباك اوصاني قبل وفاته ان اشعل شمعة كبيرة مباشرة بعد وفاته فاذا ذابت قبل ان نهتدي الى الشمس فان عقابك يصير واجبا. حين خرج الحكيم من الغرفة حزنت الاميرة حزناً شديداً... وبينما هي غارقة في حزنها كان رجل عجوز جداً يحاول ان يدخل الى القصر ولكن الحراس كانوا يمنعونه ويحاولون طرده الا ان العجوز كان عنيدا... وشهدت الاميرة من شباك غرفتها ذلك المنظر، ثم سمعت صوت العجوز يصيح بالحرس: أريد ان ادخل لاساعد الاميرة وسمعت صوت الحرس: "اذهب من هنا فلا وقت للاميرة كي تضيعه معك".
وعادت تسمع صوت العجوز وهو يصيح: "حسنا، قولوا لها انه اذا لم يكن بوسع انسان عجوز ان يدخل القصر فكيف تطمع ان تدخل الشمس اليه". وفي تلك اللحظة ادار العجوز ظهره ومضى، وحاولت الاميرة ان تناديه الا انه كان قد اختفى.عادت الاميرة الى غرفتها حزينة يائسة واخذت تفكر فيما قاله العجوز للحراس، الا انها لم تستطع ان تعرف ما الذي قصده... وفجأة قررت ان تستدعي قائد الحرس.
حين دخل الى الغرفة، سألته عن الرجل العجوز الذي طرده الحراس وهل جاء الى القصر قبل ذلك؟
فقال قائد الحرس: ان الرجل العجوز يأتي كل مساء, الا ان الحراس يمنعونه من الدخول لانهم يعتقدون انه رجل مجنون.
قالت الاميرة: صفه لي فقال قائد الحرس: "انه رجل فقير يحمل قنديلاً صغيراً دائماً.
قالت الاميرة: "اذا جاء الرجل العجوز غداً... فاسمحوا له ان يدخل". الا ان الرجل العجوز لم يأت في اليوم التالي وعادت الاميرة الى حزنها ويأسها. وبينما كانت الاميرة في غرفتها تبكي شاهدت ورقة أخرى تحت الباب، فركضت اليها وفتحتها وقرأت فيها: الوقت ضيق... الشمعة الكبيرة على وشك ان تذوب.... ان البكاء والحزن لا يحلان المشكلات احست الاميرة بانها يجب ان تفعل شيئا والا قضت حياتها في صندوق مغلق، فاستدعت قائد الحرس وقالت له: "أريد ان تحضروا الى القصر كل رجل في المملكة يحمل قنديلاً صغيراً".
فقال قائد الحرس متعجباً: "كل ذلك من اجل عجوز مجنون"؟
عند المساء جلست الاميرة امام النافذة تنظر الى باحة القصر وتنتظر الرجال الذين يحملون القناديل الصغيرة... وفجأة شاهدت الاميرة منظرا عجيباً، ففي الافق المظلم البعيد كان آلاف الرجال يحملون القناديل ويتقدمون نحو القصر من النواحي كلها... وبعد قليل وصل الجميع الى ابواب القصر التي كانت مغلقة وازدحموا امامها وفي كل لحظة كان الرجال حملة القناديل يتكاثرون دون ان يستطيعوا الدخول بسبب الابواب الصغيرة، فطلبت الاميرة من الخدم ان يهدموا الاسوار العالية وان يوسعوا الابواب كي يتيسر للجميع الدخول الى باحة القصر... ونزلت الاميرة من غرفتها الى باحة القصر والى جانبها قائد الحرس ليدلها على الرجل العجوز... ولكن لشدة توهج الضوء لم يستطع قائد الحرس التعرف على العجوز.
فقالت الاميرة: "لم اكن اتصور انه يوجد في مملكتي كل هذه القناديل".
ثم اضافت وهي تنظر الى الحكيم: "لقد فهمت كل شي ان القناديل الصغيرة مجتمعة هي الشمس التي قصدها ابي".
فقال الحكيم: "نعم، ولكن انظري الى هناك". كانت الشمس قد بدأت تشرق وتدخل الى القصر، لتملأه بالنور الذي افتقده منذ وقت طويل.
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
«ادبوا اولادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم وحب اهل بيته وقراءة القرآن».
*******