لقد سمعتم طبعاً بالنشاط المفرط عند الاطفال والذي غالباً ما يترافق مع نقص في الانتباه، ولكن هل تعرفون انه اذا ما سألتم عشرة اختصاصيين مختلفين في علم النفس والطب عن تعريف للنشاط المفرط والنقص في الانتباه لحصلت على عشرة تعاريف مختلفة. واذا ما تساءلت عن السبب فالجواب بسيط لانه حتى اليوم لم يستطع الاطباء ان يعرفوا اسباب هذه الحالة وكيفية قياسها. فكثير ما يعاني الاهل من كثرة حركة اولادهم وخاصة الذكور منهم فلا يلتزمون باي قوانين ولا يتركون مجالا للهدوء والتنظيم ويتصرفون بطريقة لا تتناسب مع عمرهم الفعلي فتظهر عندها مشاكل اجتماعية مع الاخرين تزيد من مشاكل الاهل مع ابنهم ومع الآخرين الذين يضيقون ذرعاً بابنهم.
اذا كنتم تريدون ان تعرفوا اذا ما كان طفلكم كثير الحركة يعاني من هذه الحالة ام ان حركته طبيعية تابعونا عبر هذه الحلقة من "تحت السابعة ".
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان كل كثرة حركة عند الطفل لا تعني انه يعاني من ADHD (النشاط المفرط والنقص في الانتباه).
• في الاماكن التي يجب ان يلعب فيها الطفل (الحديقة العامة ومدينة الملاهي) لا يمكن التمييز بين الطفل الطبيعي والطفل المصاب بكثرة الحركة فلا تحكمي على طفلك في هذه الاماكن.
• انه كلما التفتنا الى السلوك الايجابي ساهمنا في تعزيزه، وكلما عاقبنا السلوك السلبي ساهمنا ايضاً في تقويته.
*******
الاسئلة
المحاورة: بداية ايها الاخوة والاخوات ننتقل الى ضيفتنا الدكتورة اميمة عليق الاخصائية في علم النفس، اهلاً بك في الاستوديو وفي هذا البرنامج (تحت السابعة)، بداية دكتورة ما الخصائص العامة التي تساعد الاهل على معرفة ما اذا كان طفلهم يعاني من هذه الحالة؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً الطفل الذي لديه كثرة الحركة مع نقص بالانتباه لديه حماس مفعم يتصرف بطريقة عفوية وغير ناضجة لا تتناسب مع عمره، لا يخشى المجهول لان عنده سهولة الاتصال بالاخرين ويحب المغامرة الخطرة في بعض الاحيان لديه مزاجية متقلبة ناتجة عن سرعة انفاعله حيال الظروف المحيطة به، لديه ايضاً عشوائية في الحركات يقع كثيراً يوقع الاشياء من حوله لديه تشتت بالانتباه يعني عدم تركيزه وعدم قدرة على تنظيم الامور حوله ايضاً اعارة انتباهه مبالغ به لعدد كبير من الاشياء في الوقت نفسه ان السرعة عنده سرعة الانفعال يتكلم دون ان يفكر بما يقوله ويتصرف بشكل تلقائي قد يؤذي به نفسه والاخرين لديه ايضاً اتكالية على الاخرين هو يعتبر ان صرفاته الطفولية تحسن له انتباه المحيطين به فيزيد من هذه الاتكالية على الاخرين، هذا بشكل عام الصفات العامة.
المحاورة: اذن ما هي اسباب النشاط المفرط والنقص في الانتباه؟
الدكتورة اميمة عليق: حتى يومنا هذا لم تعرف الاسباب الدقيقة والواضحة للنشاط المفرط وذكرتم انتم ذلك في المقدمة حين قلتم اذا طلبنا من عشرة اخصائيين ان يكلمونا عن هذه المشكلة سيكون لدينا عشرة اجوبة مختلفة واذا سألنا عن الاسباب ايضاً سيكون لدينا عشرة اجوبة.
المحاورة: هل هذه الحركة الكثيرة والمفرطة هي بايلوجية ام هي نفسية؟
الدكتورة اميمة عليق: تؤكد الدراسات على ان الاطفال الذين يعانون من هذه المشكلة يختلف التكوين الكيميائي لدماغهم عن الاخرين، مما يجعل عملية الانتباه وضبط الانفعالات اصعب لديهم، وايضاً من المؤكد ان الاطفال الذين لديهم هذه المشكلة يولدون مع هذه الحالة، واذا لم تظهر عليهم علامات هذه الحالة حتى سن السابعة فمعناه انه لن يعاني بعد هذا العمر من هذه المشكلة، هناك عوامل كثيرة قد تكون مسؤولة عن هذا العارض لا نقول هي المسؤولة قد تكون مسؤولة عن هذا العارض مثلاً خلال فترة الحمل اذا كان هناك سوء تغذية نزيف خلال الحمل تسمم او تعرض الام لامراض معدية خلال عملية الولادة مثلاً هناك نقص بالاوكسجين هذا النقص بالاوكسجين عند المولود لا يصل هذا الاوكسجين الى دماغه فيؤثر على كيميائية الولادة كما قلنا، ايضاً هناك الضغط على الدماغ من جراء سحب الجنين في بعض الاحيان الضغط على الرأس يؤثر على هذه الحالة، يعني هذه الاسباب التي قد تكون اسباب لهذه الحالة ولكنها ليست الاسباب الوحيدة وليست ايضاً الاسباب الحتمية لهذه الحالة.
المحاورة: هل هناك علاج حتمي لهذا الموضوع؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً هناك علاجات تستطيع ان تؤثر على العلاج اذا كنا نريد ان نقول كيف يجب ان نتعاطى مع هذا الطفل حتى نخفف من هذه الحالة.
المحاورة: قبل ان ننتقل الى علاج هذه الحالة نود ان نعرف هل تؤثر هذه الحالة على نجاحه الدراسي في المستقبل؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً اذا عدنا الى الصفات التي ذكرناها وهي الخصائص العامة التي يتميز بها هذا الطفل طبعاً نستطيع ان نتنبأ ان سيكون لديه مشاكل في المدرسة مثلاً انجاز مدرسي غير مستقر بسبب ذكرنا خصوصاً للطفل لديه تأرجح في انفعالاته وفي بعض الاحيان انفعالات غير متوقعة مثلاً سيكون لديه ايضاً تأرجح في العلامات من علامات جيدة وعلامات سيئة سيكون لديه ردائة في الخط يعني مازج احرف كبيرة مع احرف صغيرة وخط السطور والهوامش، لكن ما نذكره الان هو عادة ما نراه عند الاطفال الذين لديهم هذه المشكلة، وايضاً لا يملكون مهارات لازمة لتنظيم اوقاتهم انهاء واجباتهم وفروضهم لذلك هذا الوقت المخصص للواجبات يأخذ فترة طويلة وتزيد المشاكل وحركته لانه لا ينهي شيء ويريد ان يتابع كل شيء، ايضاً يفقد اشياء في المدرسة وينسى اشياء في البيت بطيء في عمله ولا ينهي واجباته كما هو مقرر، ايضاً هناك نقص في الانتباه وعدم تركيز، هذه الصفات التي ذكرناها ان دلت على شيء فيدل على مدى المشكلة التي قد يعاني منها في المدرسة.
المحاورة: مع كل هذه الصفات التي ذكرتيها بالنسبة للطفل الذي يعاني من هذه الحالة هل يكون من الاحسن ان نفصله من المدارس العادية او تكون مدرسة خاصة بهؤلاء الاطفال؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعا الذين يعانون من هذه المشكلة هناك درجة يعني هناك اطفال نقولها الان مثلاً هناك اطفال يجب يأخذوا ادوية عقاقير حتى يصبح كيميائية دماغهم تعود الى الحالة الطبيعية او شبه الطبيعية، هناك اطفال لا في بعض الاجراءات المنزلية نستطيع ان نسيطر على هذه الحالة في المدرسة ايضاً يجب ان تتعاون المعلمة مع الاهل طبعاً فيما الان سوف نذكره يعني يجب ان تكون هناك طريقة تعاطي واحدة مع الطفل في المدرسة لا ولكن يجب ان يبقى في المدرسة، طبعاً في مدرسة عادية لانه اذا ارسلناه لمدرسة خاصة لهؤلاء الاطفال واذا وضع مع اطفال لديهم مشكلات مختلفة قد تتعقد المشكلة اكثر، طبعاً في الصف يجب ان يكون مكانه منفصلاً قليلاً عن رفاقه ولكن في مكان لا يتشتت انتباهه يجب ان يكون امام اللوح وليس على جانب اللوح يجب ان يكون في وسط الصف وليس على الطرف لا يجب ان يكون في اخر الصف هذا ايضاً يؤثر كثيراً على شد انتباه اكثر الى المعلمة والى اللوح، طبعاً يجب ان تتكلم المعلمة معه بشكل مباشر باوقات كثيرة لا يجب ان تتكلم مع كل الصف وتشمله معهم مثلاً تتكلم مع كل الصف ثم تتكلم معه لكي ينتبه لما تقوله المعلمة.
المحاورة: كيف نتعامل مع الطفل الذي يعاني من هذه الحالة؟
الدكتورة اميمة عليق: انا لم افصل كثيراً في المدرسة لان نحن نتكلم عن الطفل ما تحت السابعة الذين طبعاً في الدول العربية لا يدخلوا الى المدرسة يعني قبل المدرسة وما اطرحه طبعاً يستطيع ان يطبقه الاخرون على ما تحت السابعة وما هم فوق السابعة، يجب ان يكون هناك تنظيم لحياته اليومية روتين مريح وواضح يعني في هذه الساعة يجب ان يستيقظ يجب ان يقوم بهذا العمل في هذه الساعة وهنا ايضاً استخدام ساعة منبه تساعد كثيراً الاهل يعني يجب ان يعرف انه حين تصبح العقارب على هذه الساعة يجب ان يقوم بهذا العمل ويسمع صوت المنبه الان مثلاً جرس المنبه هذا الامر يساعده كثيراً لتنظيم بدء ونهاية مثلاً أي عمل، ايضاً مساعدته على الوصول الى استقلالية اكبر في حياته ونطلب منه ان يقوم ببعض الاعمال لان الاستقلالية تساعده على ضبط حركاته بتسلسل يعني يجب ان يدرك الطفل انه لا يستطيع ان يقوم باي عمل في أي وقت يشاء وايضاً يجب ان يدرك ان كل حركة يقوم بها لها وظيفة معينة وليس مثلاً حينما نقول نساعده على الاستقلالية يجب ان يعرف انه وضع اللباس في رأسه حركة الرأس تساعده على ان يلبس الثياب، وغالباً ما يعاني هؤلاء الاطفال من شعوباً في ادراك الاتجاهات يرى امام تحت فوق يمين يسار كذلك من المهم اخضاعه لبرنامج مكثف من التمارين النفسية الحركية على يد اخصائية في هذا المجال.
المحاورة: علاوة على الاختصاص في هذا المجال بالنسبة لهذه الشريحة من الاطفال من الممكن ايضاً يذهب الطفل الى اخصائي في الدماغ؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً اخصائي دماغ يستطيع ان يساعده كثيراً على تشخيص هذه الحالة ومدى تقدمها ومدى دراجتها.
المحاورة: دكتورة اميمة عليق نشكرك جزيل الشكر على حضورك داخل الاستوديو.
*******
خط احمر
• لا تتجاهلي متابعة مشكلة ابنك اذا كان يعاني من النشاط المفرط لان الامر سيصبح اصعب حين يدخل المدرسة ولا تخجلي من مراجعة الاخصائيين.
• لا تتركي الفوضى تعم المنزل فان التنظيم والترتيب يساعدان ابنك كثيراً في تخطي حالة النشاط المفرط.
*******
عملياً
• اطلبي من ابنك دائماً القيام باعماله الخاصة فهذا يساعده على الاستقلالية التي هي من اهمّ الخطوات على طريق حل عارض النشاط المفرط.
• وفري الحوفز الفورية ولا تؤجلي تنفيذ الوعود اذا ما اردت ان تساعدي ابنك لتخطي هذه المشكلة.
*******
كان يا ما كان
حكاية زياد
ساحكي لكم حكاية زياد الطفل الذكي والذي يحب ان يلعب ويقفز ويركض كثيراً...في كل مكان وفي كل وقت حتى لو استاءت منه امه كثيراً. فعندما يذهب مع امه لزيارة جدته كان يقلب البيت رأساً على عقب. فتغضب جدته وتحزن لرؤيتها البيت بهذا الشكل المخيف وهي ضعيفة لا تستطيع ان ترتب دائماً. وكذلك حين يرافق والده الى بيت اصدقائه كانت الفوضى تملأ البيت ولا يستطيع احد ان يجلس بهدوء او ان يسمع ما يقوله الآخرون بسبب الضجيج.
حين يذهب برفقة امه الى التسوق كان زياد يأخذ العربة ويبدا بالركض في الممرات حتى تضطر امه للخروج من المتجر قبل ان تنهي شراءها.
ومنذ عدة ايام نهار الثلاثاء الماضي كان زياد مع امه وابيه في احد المطاعم لم يستطع ان يبقى جالسا على الكرسي فبدا يقف ثم يجلس ثم يقف ثم يتمشى بين الطاولات حتى كان السبب في دلق طبق طعام على ملابس احد الحاضرين مما اضطـُرّ للاعتذار وترك المطعم قبل تناول الطعام.
وكان زياد يستمع لكلام امه بانه يجب ان يصبح هادئا ولا يتحرك كثيراً لكنه لم يكن ينجح فكان ينسى ما وعد به امه. وكان يكثر من الحركة في كل الاماكن. حتى جاء ذلك اليوم الذي قررت امه ان تتفق معه على ان لا يلعب بشكل فوضوي او ان يكون كثير الحركة الا في الحديقة التي هي امام بيتهم وكتبت هذه الاتفاقية على ورقة وطلبت من زياد ان يوقعها اي ان يكتب اسمه في اسفل الصفحة وكتبت ايضاً امه انه اذا قام زياد بما هو مكتوب في الورقة فانها في نهاية الاسبوع ستصطحبه الى مدينة الالعاب كي يلعب كما يشاء.
ومنذ اليوم بدأ زياد بتطبيق الاتفاق مع امه ففي الشارع كان يريد ان يترك يد امه ويركض لكنه تذكر انه ليس مسموحاً له فمشى بهدوء قرب امه وكان يريد ايضاً ان يصرخ بفرح داخل المركز التجاري لكنه تذكر بانه سيخسر هديته آخر الاسبوع عندها تكلم مع امه بهدوء... ولكنه كان يشعر انه لا يستطيع ان يتحمل اكثر... حتى اذا ما وصل مع امه الى البيت نظرت امه اليه وقالت له انه يستطيع ان ينطلق الى الحديقة قرب المنزل ليلعب كما يشاء انطلق زياد بفرح وبدأ بالصراخ بفرح وبالقفز فوق الاعشاب وكانت تلك المرة الاولى التي يلعب بها بهذه السعادة.
*******
كلامكم نور
قال الرسول الاعظم
(ص):
"ان لكل شجرة ثمرة و ثمرة القلب الولد".
"اتقوا الله واعدلوا في اولادكم".
*******
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم