حين تسمعين دائما من طفلك كلمة: "لا".
قد تطلبين من طفلك البالغ من العمر سنتين ان يصطحبك الى مكان ما فيرفع رأسه عاليا ويجيبك: لا، لا اريد.
وقد تطلبين منه ان ينضم اليكم لتناول الطعام، فيرفض؟
او انها المرة العاشرة التي تلفتين نظره كي يخلع حذاءه الوسخ قبل ان يدخل الى المنزل وهذه هي المرة العاشرة ايضاً التي لا يمتثل فيها طفلك لهذا الامر..
او تطلبين منه ان يغسل يديه قبل وبعد الطعام فيرفض...
فتتساءلين بيأس عن الاسلوب الصحيح الذي يجب اتباعه معه متهمة نفسك بالتقصير والقصور في انه لو كنت قد اتبعت الطريق الصحيح لما كان ابنك رافضا كما الآن...
في مثل هذه المواقف ماذا تفعلين؟
*******
لا تنسى ابداً ان
• كل الاطفال يمرون بفترات يكون العناد فيه سيد الموقف.
• ان الاطفال في عمر السنتين يحبون ان يقول لا وهذا امر طبيعي.
• كلمة لا ليست سيئة دائما فنحن يجب ان نعلم اطفالنا ان يرفضوا الكثير من الامور السيئة.
*******
الاسئلة
المحاورة: ننتقل الان الى ضيفة البرنامج الدكتورة اميمة عليق اخصائية نفسية تحية لكي، دكتورة لماذا يقول اطفالنا لا؟
الدكتورة اميمة عليق: ان الطفل بعمر السنتين او الاطفال في عمر الثانية وما قبل هم في طور تعلم التفكير ولديهم افكار اذا صح التعبير ويريدون ان يطبقوا ما يفكرون به، ويريدون ان ينجزوا الاعمال بطريقتهم وعندها يتعلمون كلمة لا كردة فعل طبيعية على منعهم من القيام باعمال معينة ولكن في هذا العمر هم لا يدركون اثار اعمالهم على الآخرين ولا يدركون الاخطار قبل القيام بعمل ما، وهناك شيء مهم جداً وهو حاجتهم للاستقلالية التي تبدأ من هذا العمر ايضاً فهم يريدون ان يقوموا بالاعمال كما يريدون ونحن نريدهم ان يكبروا حسب افكارنا، لهذه الاسباب يقول الاطفال لا.
المحاورة: طيب ما هي الاشكال الطبيعية للتعبير عن رفضهم لامر ما؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً نحن نتكلم عن عمر السنتين يلجأ الطفل عادة قليلاً ما يتكلم الطفل ويقول لا، عادة يلجأ الى اعمال معينة للتعبير عن الرفض، مثلاً عدم الاهتمام بما تطلبينه منه رفضك والذهاب الى شخص آخر دفعك من امامه حينما تطلبين منه امر معين الهرب منك في بعض الاحيان الذهاب الى مكان خطر للهرب منك ايضاً هناك القيام بعمل بعد ان تؤكدي له عدم القيام به كل هذه الاشكال هي اشكال طبيعية.
المحاورة: دكتورة في اي عمر يكون هذا الامر طبيعياً؟
الدكتورة اميمة عليق: قبل عمر الثلاث سنوات لانه بعمر الثلاث سنوات يصبح الطفل اجتماعياً اكثر وعندها يهتم بردة فعل الاخرين على عمله، تصير مشاعر الاخرين مهمة له ولذلك يلتفت اكثر لاختيار الكلمات المناسبة التي يقبلها الكبار طبعاً ايضاً لكي يكسب حبهم ورضاهم اكثر.
المحاورة: كيف نستطيع ان نساعد اطفالنا في مثل هذه الحالات؟
الدكتورة اميمة عليق: هناك عدة خطوات نستطيع ان نقوم بها مثلاً: اولاً: تغيير الظرف والحالة التي يرفضها الان الطفل، مثلاً اذا كان متعب ولا يريد ان يأكل نسمح له ان يذهب الى النوم ثم يأكل فيما بعد، مثلاً اذا نطلب من طفلنا امر معين في حالة تغيير امر تعود عليه مثلاً في الفترة الاولى التي يذهب فيها الى الحضانة فلا يجب ان نطلب منه ان يترك لاهيته عندها طبعاً سيقول لا، مثلاً اذا كان مريض يجب ان نتفهم الامر اذا كان ايضاً يرفض امر ما نستطيع نلهيه بامر آخر ونشاركه ايضاً بالقيام بهذا الامر، نساعد الطفل ان يكون مستقلاً ولكن ان يكون حاسبين بالنسبة لتعريضه للخطر ايضاً هناك ثالثاً: نستطيع ان نقول نشجعه على المساعدة مثلاً لا نطلب منه فقط ان يقوم بالعمل لوحده نقول له تعال ساعدني مثلاً لنجمع الالعاب هناك امر ان نكون واضحين بما نطلبه نقول له رتب غرفتك نقول له اجمع الالعاب او ضع ملابسك في هذا الجارور، هناك ايضاً امر مهم جداً نقول له ما يجب ان يقوم به وليس ما يجب ان لا يقوم به مثلاً نقول له لا توسخ ثيابك نقول له ابقي ثيابك نظيفة هذا الامر ذهنياً يتقبله الطفل اكثر من منعه عن امر ما، ان تكون مطالبنا منطقية ومعقولة لا نستطيع ان نطلب من الطفل ان يعطي كل العابه لرفيقه ويبقى دون العاب طبعاً سيقول لا، اذن هناك امر مهم جداً نساعد اطفالنا حين يقولون لا، من خلال ان نكون ثابتين فيما نطلبه وغير مذبذبين يعني في اول يوم نقول له اجمع العابك ونصر ان يجمع العابه مثلاً في اليوم الثاني نقول له اجمع العابك واذا لم يجمعها نتركه هذا الامر يشجع الطفل اكثر على ان يقول لا وان يرفض ما نطلبه منه، هناك امر مهم جداً ايضاً هو ان نراقب اعمالنا ومشاعرنا نحوه قد تكون هذه لا التي يقولها الطفل تقصيرنا نحن وليس تقصير الطفل مثلاً نضع نفسنا مرة واحدة مكان الطفل هل ما نطلبه منه منطقياً هل اذا كنا الطفل نقوم بهذا العمل، طبعاً هناك امر مهم جداً ايضاً ان نبحث عن السبب الذي يجعل الطفل يرفض.
المحاورة: طيب مع كل ما ذكرتيه هل هناك مشكلة حقيقية عند الطفل ام ان الامر ما زال تحت الخط الطبيعي؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً حين تصبح سلوكيات الاطفال حسب ما الان سوف نذكره عندها يكون الامر اصبح خطيراً وغير طبيعياً مرة حين يكبر هذا الطفل ويبقى يرفض بالطريقة البدنية كما قلنا مثلاً يدفع الام او يهرب ويقوم باعمال بنفسه عندها اصبح الامر غير طبيعي، كل ما قلتم له لايحزن ويكتئب وتستمر هذه الحالة طويلاً حالة الاكتئاب او الحزن اذا استمر معناه هناك امر خطير كان يغضب مثلاً اذا طلبتم منه شيء وتبقى هذه الحالة اكثر من ربع ساعة حالة الغضب ولا يستطيع بسهولة ان يسيطر على نفسه عندها طبعاً يجب ان نستعين باخصائي ويكون الامر قد تخطى الحالة الطبيعية.
المحاورة: الدكتورة اميمة عليق الاخصائية النفسية نشكرك جزيل الشكر على حضورك معنا داخل الاستوديو.
*******
خط احمر
• لا تفقدي اعصابك امام الـ"لا" التي يقولها ابنك ولا تصرخي عليه بـ"لا" اعلى فهذا يعد انتصاراً لاسلوبه.
• لا تناقشي امر عناد ابنك وبكثرة الا مع من يساعدك فعلاً.
*******
عملياً
احتفظي بمجموعة من الهدايا والمفاجآت التشجيعية واعطيها للطفل عندما ينفذ ما تطلبينه منه. ولا تنسي كلمات الاطراء والثناء فان تأثيرها سحري.
*******
كان يا ما كان
حكاية فيلو
احبائي الاطفال لنستمع الى قصة الفيل الزهري الصغير الذي كان دائما يقول لامه: لا.
كان يا ماكان كان هناك في غابة كبيرة جدا وجميلة فيها الكثير من الاعشاب الخضراء والاشجار الكبيرة التي يعيش فيها السناجب الذكية والطيور الشجاعة والارانب السريعة والثعالب الماكرة...
هناك بالقرب من التلة الصخرية وفي مغارة دافئة كان يعيش فيلنا الصغير مع امه...
كانت ام فيلو وهذا هو اسمه لديها مشكلة مع ابنها فكلما كانت تطلب منه امراً كان يقول لا...
رتب اغراضك: لا.
اجلب طعاماً: لا.
نظف خرطومك: لا.
نم باكراً: لا...
حتى عندما كانت تقول له لا تذهب لوحدك بعيدا في الغابة كان يقول لا مع انها كانت تشرح له انه اذا ابتعد عن البيت لوحده قد يأتي الصياد ويصطاده ويأخذه بعيدا عن الغابة التي يحبها كثيراً ولكنه كان يقول لا فانا احب ان ارى الغابة... حتى جاء ذلك اليوم الذي خرج فيه فيلو من البيت وذهب وذهب حتى نسي طريق العودة فضاع فيلنا الصغير في الغابة... ولكن هناك صوت خلف الاشجار "بانك بانك"... انه صوت صياد يريد ان يصطاد الفيل.... بدأ فيلنا الصغير يركض ويركض ويركض طيلة النهارحتى غابت الشمس وجاء الليل... بدأ الفيل بالبكاء فطلب من الليل ان يخبئه بلحافه الاسود فاختفى فيلو في الليل... ولكن حين جاء الصباح وقع فيلو من لباس الليل ورأه الصياد مرة ثانية. "بانك بانك" صوت الرصاص مرة ثانية الذي يلاحق الفيل بدأ فيلو يركض ويركض.... حتى وصل امام بيت صغير تجلس امامه ام تحكي قصة جميلة لابنها فاسرع فيلو ودخل في القصة فصارت القصة تحكي عن الفيل الصغير ولكن... حين انتهت القصة خرج الفيل مرة ثانية الى الغابة ورآه الصياد فبدأ يركض ويركض حتى رأى فتاة نائمة فتغلغل الفيل داخل المنام ولكن حين راته الفتاة خافت فاستيقظت فقفز الفيل مرة ثانية ورآه الصياد ولكن فيلو تعب كثيرا من الركض فجلس تحت شجرة وغطى عينيه بخرطومه وطلب من الله ان ينقذه من الصياد ف..."ترك ترك " انه صوت بارودة الصياد التي لم يعد فيها اي طلقة رصاص .... ففتح فيلنا الصغير عينيه وبدأ يركض خلف الصياد. "بانك بانك" انه صوت الفيل الصغير الذي يركض خلف الصياد الذي يهرب ولن يعود الى هذه الغابة ابدا... وفيلنا الصغير قرر ان يعود الى امه التي تنتظره بقلق.
*******
كلامكم نور:
قال الرسول الاعظم
(ص):
"علموا ولا تعنفوا فان المعلم خير من المعنف ".
"من ربى صغيرا حتى يقول لا اله الا الله لم يحاسبه الله ".
*******
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم