المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولاحول ولاقوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون اعزائي المستمعين الكرام السلام عليكم وعظم الله اجورنا واجوركم بذكرى مصابنا بسيدنا الحسين عليه السلام واضاء قلوبنا بحبه واستدامة نهجه المقدس، نهج الحياة الطيبة. انها للحظات طيبة ان يكون لنا صوت بين هذه الاصداء والاضواء والانداء المتلألأة في هذه الذكرى نحي به تلك العواطف الجياشة التي تهيجت في رثاء سيد الشهداء عليه السلام عارفة له مكانته العليا عند ربه عزوجل وصادقة في الانتصار لدينه الذي ننعم الان بما عرفنا من احكامه الهادية. واعتز انا فرزدق الاسدي ان احييكم انا وزملائي في تقديم هذه الندوة وهم: مخرج هذه الانفاس الحارة بلوعة الفاجعة الكبرى الاخ كاظم صادق ومهندس الصوت الاخ حسين خروجي ومتلقي اصواتكم الكريمة الاخ خالد غلامي ولكم ان تشاركونا في عرض هذا الوفاء لأهل البيت عليهم السلام بهواتفنا الثلاثة المعلومة لكم واولها 22013762 والثاني رقمه 22013768 وهاتفنا الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي اي رمز ايران وعاصمتها طهران 009821 نرجو لمن يستمعون الينا ويتصلون بنا حظاً سعيداً فيما يستمعون وفيما يقولون وعظم الله اجور الجميع. مستمعينا الاكارم ونتشرف ايضاً في هذه الحلقة كحلقاتنا السابقة بحضور استاذي الكريم الاخ بشير الجزائري، حياك الله استاذ بشير وعظم الله لك الاجر
الجزائري: وحياك وعظم اجرك وبارك لك وفيك وانت سالم
المحاور: الجميع ان شاء الله، استاذ بشير كم يعجبني هذا المعنى المجتمع في هذه الابيات المقولة في رثاء الحسين عليه السلام ونحن نأخذ هذا الموضوع لحلقتنا لهذا اليوم وهو رثاء الحسين عليه السلام
الجزائري: سلام الله عليه
المحاور: الابيات تقول:
ان الكرام بني النبي محمد
خير البرية رائح او غادي
قوم هدى الله العباد بجدهم
والمؤثرون ضيفا بالازواد
كانوا اذا نهل القنا بأكفهم
سلبوا السيوف اعالي الاغماد
ولهم بجنب الطف اكرم موقف
صبروا على الريب الفضيع العاد
حول الحسين مصرعين
كأنما كانت مناياهم على ميعاد
ماذا تجد استاذ بشير في هذه اللوحة الرائعة من معاني الجمال والكمال في رثاء سيد الشهداء، سيد الشهداء الابرار عليهم السلام اجمعين
الجزائري: سلام الله عليه وعلى كل المستشهدين بين يديه وسلام عليك وعلى احبتنا المستمعين الكرام، خير لنا البدأ بأسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين في الاولين والاخرين وسلام خاص على سيدنا ابي عبد الله الشهيد العظيم الذي كان رسول الله صلى الله عليه واله كما هو معروف بحديثه المبارك الخالد "وانا من حسين".سيدي اذا التفت المرء الى هذه الابيات الجميلة وهذه اللوحة الرائعة الفريدة التي تفضلت بقراءتها
المحاور: هذا نموذج استاذ بشير
الجزائري: نعم ولكنه المثال النادر جداً لأنه كان قريباً جداً من الحسين عليه السلام لأن اللغة العربية كانت على عفويتها الجميلة، على جريانها المطلق الصافي العذب الذي لم يكدره التحضر بلون من الالوان او بعجمة مما اختلط باللغة العربية الجميلة، على كل حال انت تجد فيها كل المعاني السامية ساطعة ربما في كل نفثة من نفثاتها فهي مبتدئة بالتوكيد لكرامة اهل البيت عليهم السلام المنبعثة من بنوتهم للرسول الاكرم صلى الله عليه واله ومن حقيقة كونهم خير من مشى على هذه الارض، اي انسان بعد آل الرسول صلى الله عليه واله وسلم هؤلاء المعصومين الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى حجة على خلقه في زمانهم وفي كل زمان يأتي بعدهم حتى يرث الله الارض ومن عليها يعني نحن الان لانستطيع ان نقول ان الحسين عليه السلام كان حجة على الامويين او ان امير المؤمنين عليه السلام كان حجة على من كان بينهم
المحاور: بل على العالمين
الجزائري: احسنت او ان الصادق عليه السلام او الرضا او الهادي او العسكري كان حجة على العباسيين، تلاحظ؟ على المتوكل او على غير المتوكل لا لا، انهم كما تفضلت انت على العالمين
المحاور: دون حصر زمان او مكان
الجزائري: كما تفضلت انت حجة على العالمين كلهم وهذه كرامة لاتدانيها كرامة في هذه الدنيا ولا في تلك الدنيا لأنه حتى غيرهم من الصلحاء والفضلاء والاولياء الذين تقدموا الاسلام لايمكن ان يرقوا الى هذه المنزلة انما كان اولئك محصورين بأزمنتهم وامكنتهم حتى وبعضهم كان محصوراً بمكانه الذي هو فيه، اذا كان في القدس هو محصور في القدس، اذا كان في جبل فاران فهو في جبل فاران، في سيناء في سيناء وحدها وهكذا، على كل حال اذن هذه الصورة الجميلة التي جاء بها هذا الشاعر ارتنا كرامة اهل البيت علينا وعلى غيرنا وعلى زمانهم وعلى بعد زمانهم وهم ايضاً اشجع الناس كما تقدم في البيت الثالث عندك وما احلاه! وهم اشجع النس طراً حتى ان رماحهم اذا ارتوت من نجيع الدماء عمدوا الى سلب السيوف من غمادها يعني اول طعن بالرمح حتى اذا قرب من صاحبه او ارتوى سيفه من صاحبه الذي طعنه عاد عليه بالسيف فأتمه يعني هم مقبلون ابداً لاينطوون، لاينثنون، لايفرون في المعركة ولذلك يقال ان امير المؤمنين علياً عليه السلام سأل مرات لماذا كانت درعه فقط تمثل صدره وليس لها قفا، لاتستر ظهره؟ قال اني مقبل بها وغير فار بها
المحاور: اني كرار ولافرار
الجزائري: احسنت، اني كرار ولافرار كما تفضلت، على كل حال هذه الصفات التي اجتمعت ايضاً نقول ليس من شاهد اعظم مما جرى من صبرهم، صبر هؤلاء الطيبين يعني الامام الحسين عليه السلام ومن كان معه في كربلاء على قلتهم وغربتهم مقابل ذلك الجيش العظيم الذي اقل الروايات فيه انه كان مؤلفاً من ثلاثين الف فارس
المحاور: وما افضع هذا الريب
الجزائري: احسنت بين ثلاثين الف فارس، اضف اليهم انت الراجلة يعني اولئك الذين كانوا على الاقدام من المقاتلين.على كل حال هؤلاء وقفوا في وجه هذه الكثرة الكاثرة من غير ادنى ذرة خوف او ارتباك او تردد، لماذا؟ لأنهم كانوا واثقين كل الثقة
المحاور: كانوا على ميعاد
الجزائري: احسنت،
المحاور: كما يقول البيت طبعاً
الجزائري: انت دائماً تساعدني وتسندني وتوصلني الى غايتي من اقصر الطرق واجملها، على كل حال هذه النفوس العالية هي التي كانت قد وقفت مع الحسين عليه السلام بصبرها واخلاصها لله سبحانه وتعالى وحبها للحسين، هذا الحب كان صفياً زكياً لأبي عبد الله الحسين عليه السلام، كانوا واثقين انه الحجة الحقيقية عليهم والنور لديهم، النور الذي يخترقون به هذه الظلمات، ظلمات الانفس وظلمات الارض الى رحمة الله الواسعة التي لاتقل ولاتخرج من بلغها منها ابداً يعني من دخل هذه الجنة فهو خالد فيها مادام الوجود والوجود دائم بدوام الله سبحانه وتعالى انما تنطوي الدنيا الفانية والتراب والحطام الذي فيها وصاحب هذه اللوحة، بقي لي شيء قصير
المحاور: تفضل
الجزائري: صاحب هذه اللوحة الرائعة رجل من صميم هؤلاء المطهرين وهو عارف بفضلهم معتقد اعتقاداً جازماً بسموهم على كل من عداهم من اول ومن اخر ولذلك تلألأ الصدق كل الصدق في كلامه وتجلت الحرارة الحارة في كل حرف من حروفه
المحاور: وهو
الجزائري: ذلك هو السيد علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب سلام الله عليهم اجمعين
المحاور: عليهم السلام
الجزائري: وهو رجل ممن عاش في القرن الثالث الهجري
المحاور: طبعاً استيفاء جميل لهذا الجواب، يفرض علي ان ادعوك لتستريح قليلاً ريثما اعود اليك بسؤالي الثاني
الجزائري: كريم
المحاور: مستمعينا الكرام الطارف والتليد يأتيكم من اذاعة طهران وموضوعنا لهذه الحلقة الرثاء الحسيني عليه السلام وبعد الاستماع الى كلام الاستاذ بشير الجزائري نستمع الى آراء المستمعين الكرام اميرة آل رحمن من مملكة البحرين:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احيي الاخ فرزدق والاخ بشير وعظم الله اجورنا واجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين عليه السلام
مصاب سهمي بالطف اثني ان حدى
وكدر من دهري وعنفي وما حلى
فما هل شهر العشر الا تجددت
في قلبي احزان تنفذ بالبلا
واذكر مولاي الحسين وما جرى
عليه من الارجاس في طف كربلا
فوالله لاانساه بالطف قائلاً
لعترته الغر الكرام ومن تلا
الا فأنزلوا في هذه الارض
واعلموا بأني بها امسي صريعاً مجدلاً
واسقى بها كأس المنون على ظما
ويصبح جسمي بالدماء مغسلا
ولهفي له يدعو اللئام تأملوا
مقالي يا شر الانام وارذلا
ألا تعلموا اني ابن بنت محمد
ووالدي الكرار للدين اكملا
فهل سنة غيرتها ام شريعة؟
وهل كنت في دين الاله مبدلا؟
الشاعر وسام البصري، جمهورية العراق محافظة النجف الاشرف:اسمى آيات التعازي اتقدم بها الى مقام العصر والزمان والى المراجع العظام والى العالم الاسلامي اجمع بهذا الشهر الجلل، نسأل الله ان يجعلنا واياكم من انصار الحسين ومن السائرين على دربه ان شاء الله اجه حسين بقصيدة وما اجه الجمهو
هل من سامع ظل بالصدى يرجع
هل من ناصر ظل بالصدى يسمع
ونخى حسين القصيدة وفزعت وبنخواه
صاحت له اعد والقلم ظل يخشع
سوا الصور سافر والقلم هادود
بعد الجيش كلها فزعت المرتع
ماعاف القلم ذكر الحسين اليوم
نصعد على المنصة ونعرف الاشجع
يا حسين بضمايرنا القلب من طاح
ياحسين الضمائر ما بعد تفزع
هدو روج روج ونار تلهم نار
وبحضن الخيم جم نار تتربع
مافزعت زلم لاركبت الشجعان
ختل وجه الشجاعة ونام الاستسبع
ونزل اليهم حسين وخلف اشصار
خل الروس عن باقي الجسد ترفع
زلم مطرت الدنيا وراس تلطم راس
موت على الدخول وموت بالمطلع
الفرس سيف المنية والسنود رقاب
من يدخل السيف رقابهم توقع
ما يلحق يقطع راس تلو الراس
شلع على الروس كلها الطبرة من وقع
واجه الالهي ولن بديهن روس
شال الروس بيده وحال يضعضع
بس راس الحسين اختلف عنهن فوق
علت المنابر والبقى استخضع
صعد على الرمح ويرتل القرآن
والحرة العقيلة وبشدة تتلوع
ولهذا السبب من تنخى ابو السجاد
يقضيها بمضرته وزينب التشفع
*******
المحاور: نعم نشكركم مستمعينا الاكارم على هذه المشاركات القيمة، نشكر الاخت اميرة آل رحمن من البحرين وايضاً الاخ الشاعر وسام البصري من العراق ومعنا الان بعد هذه الاتصالات المسجلة معنا اتصال مباشر مع الاخ فاضل المغسل من السعودية، السلام عليك الاخ فاضل وعظم الله لك الاجر
المغسل: وعليك السلام ورحمة الله ولك العزاء والمثوبة برحيل قائدنا وحجتنا وامام زماننا الامام الحسين عليه السلام وكما احيي ايضاً الاستاذ بشير الجزائري واعظم له الاجر واحسن الله عزاك ابا محمد بهذه المصيبة الحزينة، سؤالي هو نصين، النص الاول هو سيدي العزيز السيد بشير الجزائري من اول ناعي نعى الامام الحسين عليه السلام ولمن ولماذا؟ والشق الثاني استاذي بشير الجزائري ايضاً وجدت في ادب الطف الى عبد الله شبر، الشيخ عبد الله شبر انه ذكر بعض الابيات مثلاً الى ابن الابار او غيرهم، اضرب لك المثال انه اكتحل يوماً، في يوم العاشر من المحرم فلامه بعض اصحابه فقال:
لم اكتحل في صبح يوم
اريق فيه دم الحسين
الا لحزني ولاكأني
ودت حتى بياض عيني
المحاور: لطيف
المغسل: وناقش الشيخ عبد الله شبر احد اعلامنا الشيخ علي المرهون، توفي طبعاً الشيخ المرهون قبل عام في مثل هذه الايام
المحاور: رحمه الله
الجزائري: رحمه الله
المغسل: له مؤاخذات على انه هل يعد من النعي الحسيني او الشعر الحسيني ام هل يعد من ادب الطف ام لا؟ فبودي استاذ بشير الجزائري ايضاً ان تسلط الضوء على هذه النقطة، شاكراً لكم واقول لكل المسلمين عظم الله اجوركم والسلام عليكم
المحاور: احسنت احسنت اخي الكريم فاضل المغسل من السعودية، استاذ بشير طبعاً سؤالي الثاني كان ربما نفس السؤال الذي طرحه الاخ فاضل المغسل، متى استاذ بشير بدأ الشعراء برثاء الحسين عليه السلام ومنهم الطليعة في هذا المضمار المبارك
الجزائري: اكرمك الله انت والاخ فاضلاً المغسل حفظه الله ورعاه، بودي ان استلفت نظرك الكريم ونظره الى انه جاء على لسانه سهواً او سهو لسان كان في الحقيقة كتاب ادب الطف لم يكن للسيد عبد الله شبر فالسيد عبد الله شبر هو المفسر المعروف وهو من الذين سبقوا زماننا بكثير يعني لعله هو من اهل المئتين السابقتين اما كتاب ادب الطف فهو للسيد الخطيب الكبير، الخطيب الحسيني الكبير السيد جواد شبر
المحاور: نعم استاذ بشير لو سمحت لدينا اتصال اخر من، لنأخذ هذا الاتصال لنجيب على الاسئلة بشكل اكمل
الجزائري: كما ترى
*******
المحاور: معنا الاخ رشيد من تونس، السلام عليك اخ رشيد
رشيد: السلام عليكم الاستاذ ابا محمد احييك واحي كافة المستمعين
المحاور: اهلاً وسهلاً احسن الله لك الاجر، تفضل اخ رشيد بسؤال او مداخلة ان كانت عندك
رشيد: طبعاً استاذ تعلم كما يعلم الجميع ان الماء اساس الحياة ودونه الموت ولعل قصة الحسين عليه السلام افضل امثولة على ذلك فكان كلما حمل على الفرات حملوا عليه بأجمعهم حتى اجلوه عنه فقال الشاعر:
يرى الفرات ولايحظى بمورده
ليت الفرات غدا من بعده يبساً
انا اسأل الاستاذ بشير الجزائري ماهي مكانة الماء في ادب رثاء الحسين؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاور: احسنت احسنت الاخ رشيد من تونس على هذا السؤال الوجيه، ان شاء الله سنأخذ هذا السؤال بمعنى الماء في الشعر الحسيني، استاذ بشير لتكمل ان شاء الله الجواب على السؤال الاول لنصل الى الاسئلة الاخرى
الجزائري: اكرمك الله، نعود للاستاذ الكريم فاضل المغسل، هو يقول من اول من نعى الحسين عليه السلام؟ معلوم ان الناعي هو بشر بن حذلم
المحاور: في اي سنة كان استاذ بشير؟
الجزائري: هو كان في ايام شهادة الامام الحسين عليه السلام، كان حياً لاندري بعدها كم بقي على الدنيا ولكن اعتقد انه كان في ذلك الوقت شاباً وقد رافق الامام زين العابدين عليه السلام في مسيره من كربلاء الى المدينة المنورة في عودتهم بعد دفن الشهداء سلام الله عليهم اجمعين، عادوا الى كربلاء، الامام السجاد عليه السلام التفت اليه وقال له يا بشر وفي روايات ان اسمه بشير والاسمان متقاربان من مادة واحدة ومعنى واحد، على كل حال قال له سمعت انك كأبيك تحسن الشعر وكان ابوك يقول الشعر الحسن فهل تقول انت منه شيئاً؟ قال بلى يا بن رسول الله، قال فأسبقنا الى المدينة وانعى الحسين عليه السلام فهو يقول دخلت المدينة ورفعت صوتي بهذين البيتين: يا اهل يثرب لامقام لكم بها وربما جاءت الرواية لامٌقام لكم بها والمصدر هنا بحسب الفعل كما تعلم اذا كان من قام فهو مقام واذا كان من اقام فهو مٌقام
يااهل يثرب لامٌقام لكم بها
قتل الحسين فأدمعي مدرار
اي منسكبة
الجسم منه بكربلاء مضرج
اي مخضب
والرأس منه على القناة يدار
اجمل نعي للحسين عليه السلام هو هذا، انظر
المحاور: لأنه نعي حار استاذ بشير
الجزائري: احسنت احسنت، قلب حار
المحاور: في يومه كان
الجزائري: قلب شاب وانت تعلم ان الشباب هم الوسيلة الاولى في الخير وفي الشر يعني اذا ركبوا سبيل الشر، اضروا واذا ركبوا نجد الخير نفعوا يعني هم القوة الفاعلة في الحياة الدنيا بأكملها ولذلك كان الايمان في قلوبهم افضل واكمل، عبادة الشاب عند الله مقدمة ومفضلة على عبادة الشيخ مهما كان ذلك الشيخ من العطاء
المحاور: وسبب اشتهار هذين البيتين استاذ بشير هل لأنها اول ما
الجزائري: اول ما رثي به الحسين عليه السلام؟ نعم اول ما نعي به الامام الحسين وهما في غاية الجمال، بقي قسم من سؤال الاخ ابي علي فاضل المغسل وهم انه يقول ان ذاك الرجل كان فد اكتحل في يوم العاشر من المحرم اي في عاشوراء وقد كانت هناك مناقشة بين السيد جواد شبر كما يبدو وبين الشيخ المرهون رحمه الله، علي المرهون الذي قال انه توفي العام الماضي رحمه الله وغفر له وللسيد جواد شبر الذي ايضاً فارق الدنيا منذ زمان، على كل حال انا اميل الى ان هذا الفعل لايقدح بنية الرجل يعني انت تعلم ان الرجال لايكتحلون ولاسيما في زماننا فحينما يقبل احدهم على مثل هذا الفعل انما اقبل عليه بتبصر وتدبر هذا كما قاله هو في جوابه
المحاور: يعني وما اسمى هذا البيت
الجزائري: رحم الله والديك، فهذا هو الجمال والكمال في حب الحسين عليه السلام
المحاور: يعني لم يقله قولاً استاذ بشير بل طبقه تطبيقاً لربما
الجزائري: احسنت هو فعله ثم قال فيه، فعله اولاً ثم قال ذلك القول الجميل الذي تفضل بقراءته علينا
المحاور: بقي سؤال اخر للاخ رشيد من تونس، ليت الفرات غدا من بعده يبسا، ما معنى الماء في الشعر الحسيني؟
الجزائري: انا بودي ان انقل روح حبيبي وسيدي الاخ رشيد من تونس الخضراء الى يوم صفين الذي كان الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي رحمه الله قد قال فيه القول الكثير وقال نهاية الاسلام كانت، يعني معنى قوله، مؤدى قوله نهاية الاسلام كانت او الفصل بين الاسلام والجاهلية كانت في ذلك اليوم يعني في صفين، في صفين كان موقف عجيب جداً من اهل الشام انهم استولوا على الشريعة والشريعة تقال في شمال افريقيا كما تقال في مدن وقرى العراق ايضاً، الشريعة هي المكان الذي يستطيع الناس العبور منه في النهر او الاستقاء منه ايضاً، السقي والاستقاء، على كل حال استولوا على الشريعة وحجبوا جيش امير المؤمنين عليه السلام من الاستقاء فذهب عدد يسير جداً من الابطال لعلهم لايزيدون على ثلاثين رجلاً وفي رواية لايزيدون على اثني عشر رجلاً وكسروا ذلك الجيش العرمرم المستولي على الشريعة بهزيمة نكراء جداً واستولوا على الشريعة وحجبوا اولئك الذين كانوا عليها وغيرهم من الاستقاء منها فقال امير المؤمنين لاتفعلوا هذا دعوهم يسقون ويستقون يعني دعوهم يهنئون بالماء فأنه الحياة ونحن جئنا لمنح الحياة ولم نجئ لنقطعها على احد او لنقطع احداً من الحياة، هذه الصورة انتقل بها
المحاور: الى كربلاء
الجزائري: احسنت الى كربلاء وهؤلاء الذين يقولون له ياحسين بن علي هذا هو الفرات جارياً او يجري، صافياً كبطون الحيات تنظر اليه فأنك تنظر اليه ولا تذوقه، انظر الى هذه النفس وتلك النفس، انظر الى هذه الضئالة وتلك الكثرة يعني كثرة علي والحسين، انظر الى هذا الهوان والذل وذاك العز والاباء عند علي والحسين عليهما السلام
المحاور: وما حل بقمر بني هاشم
الجزائري: احسنت ولعلك تذكر المعنى القرآني "وجعلنا من الماء كل شيء حي" فلاغرابة ولاجرم ان يكون الماء هو المعين الذي يستقي منه الشعراء جل المعاني السامية والجميلة والكاملة التي تشتاق اليها النفوس وتسعد بسماعها حتى وان كانت مستمطرة دموعها ومعتصرة قلوبها.
المحاور: نعم هذه لمحة عن بداية قول الشاعر الرفيع البديع في رثاء الحسين رثاءاً صادقاً حاراً بأخلاص قائله، نكتفي بها ونعود ان شاء الله اليك ولمستمعينا الكرام بعد قليل
الجزائري: اكرمك الله
*******
المحاور: مستمعينا الكرام نحييكم ثانية، احسن الله لكم الاجر، هذه اذاعة طهران تقدم لكم برنامج الطارف والتليد وبموضوع رثاء الحسين عليه السلام، معنا اتصال من مستمع كريم، معنا الاخت علياء النجار من سوريا، السلام عليك اخت علياء وعظم الله لك الاجر
علياء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته واقدم لكم طبعاً وللمستمعين ولمحبي ال البيت التعزية الحارة عبر اثيركم في ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام
المحاور: شكراً لك تفضلي الاخت علياء بسؤالك اوان كان عندك مداخلة او رأي في هذا الشأن
علياء: هي مداخلة وسؤال، طبعاً لاانسى ان احيي الاستاذ بشير، تحياتي الحارة له
الجزائري: حياك الله
علياء: حاولت اليوم ان اخط شيئاً عن حادثة استشهاد الحسين عليه السلام لكن ابى شعري وخانتني الفاظي وليت لي ان اطرح مداخلة بسيطة في ابيات للامام الشافعي في هذه الذكرى ان سمحتم لي
المحاور: تفضلي اختي الكريمة
علياء: هي ابيات قليلة يقول فيها:
دعوا قلبي والفؤاد كئيب
وارق نومي والسهاد عجيب
ذبيح بلا جرم كان قميصه
صبيغ بماء الارجوان خضيب
فللسيف اعوال وللرمح رنة
وللخيل من بعد الصهيل نحيب
تزلزلت الدنيا لآل محمد
وكادت صم الجبال تذوب
وغارت نجوم واقشعرت كواكب
وهتك اسرار وشق جيوب
يصلي على المبعوث من آل هاشم
ويعزي بنوه ان ذا لعجيب
لأن كان ذنبي حب آل محمد
فذلك ذنب لست عنه اتوب
هم شفعائي يوم حشري وموقفي
اذا ما بدت للناظرين خطوب
الجزائري: عال
المحاور: جيد
علياء: طبعاً سؤالي للاستاذ بشير ان سمحتم لي يعني بمناسبة هذه الابيات خطر ببالي سؤال، هو من اول من رثى الامام الحسين عليه السلام وياترى ماذا قال فيه؟
المحاور: نعم نشكرك جزيل الشكر الاخت علياء النجار على هذه الابيات الرائعة التي تنم عن حسن اختيارك وايضاً على السؤال، طبعاً السؤال نحن تطرقنا اليه بعض الشيء، استاذ بشير يعني على ضوء ما تفضلت به يعني تكلمنا عن بشير بن حذلم ولكن غير ما قاله بشير بن حذلم يعني لربما يعني لماذا تأخر الشعراء في رثاء الامام الحسين عليه السلام؟
الجزائري: اكرمك الله، مع امتزاج السؤالين
المحاور: نعم بالطبع قصدي هذا
الجزائري: بسؤال واحد اود ان استلفت نظر سيدي الكريم الاخ الاسدي والمستمعين الاعزاء الى ان النعي شيء والرثاء شيء، النعي هو اعلان موت احد والرثاء هو ذكر مناقب ذلك الاحد هذا معنى الرثاء ومعنى النعي، نرجع الى السؤال انه لماذا تأخر، سؤالك انت، لماذا تأخر الشعراء في رثاء الحسين عليه السلام؟ انا لااميل الى ان الشعراء تأخروا في رثاء الحسين عليه السلام اميل الى ان الشعراء كانوا قد رثوا الحسين من ساعة علموا ان الحسين عليه السلام قد استشهد ولاسيما في ذلك الموقف الكريم جداً، الابي جداً الذي كان روح الاباء والفداء، روح التضحية الجسيمة التي لم تسبقها تضحية بهذا الحجم ولاقريبة منها ولم تلحق بها تضحية بحجمها ولابقرب منها.
المحاور: يعني استاذ بشير مثلاً على سبيل المثال هل الاجواء الاموية آنذاك يعني هل حالت دون ذلك مثلاً
الجزائري: بلا شك
المحاور: ان تذكر في التاريخ، ان تدون؟
الجزائري: بلا شك، كانت القولة المشهورة لمعاوية بن ابي سفيان ان حرقوا اهل هذا البيت، حرقوا اهل هذا البيت وشردوهم وقتلوهم يعني اهل هذا البيت من؟ اي بيت؟ لم يكن بيتاً عدوياً، لم يكن بيتاً تميمياً، لم يكن بيتاً هذلياً تنما كان بيت رسول الله صلى الله عليه واله ولما يقول حرقوا اهل هذا البيت وشردوهم وقتلوهم فأنما يقصد كل انصارهم، كل من كان على محبة لهم، من كان على قرب منهم فأذا كانت هذه القولة سارية زمن معاوية بن ابي سفيان
المحاور: فكيف الحال زمان يزيد؟
الجزائري: احسنت، الذي كان يخاتل الحسين عليه السلام ويحاول مخادعته ويبعث اليه احياناً بهدايا او يبعث اليه بأموال بعنوان انها من حقه فكيف بيزيد الذي قتل الحسين واصحاب الحسين ولم يبق منهم احداً، قتل حتى الاطفال الصغار، حتى الذين لم يبلغوا الحلم، الا يمكن ان يكون هؤلاء الشعراء قد كتموا كل ما قالوا في صدورهم او قالوه لمن هم الاقرب اليهم يعني الى اخيه، الى بنيه، الى من يأتمنهم على نفسه وعلى ماله
المحاور: اذن البيتين لبشير بن حذلم
الجزائري: لا لا بشير بن حذلم نعى وبشير بن حذلم كان في عز وكان ناعياً
المحاور: اخبر تقصد
الجزائري: وحتى يزيد لم يمنع احداً من نعي الحسين في ذلك الوقت لأنه كما قلت لك هو اعلان وهذا الاعلان ينفع يزيد ولايضره في شيء، لماذا؟ لأن في تصور يزيد، لأنه سيرهب اولئك الناس الذين يتحفزون للثورة عليه، الذين يفكرون في ان ينتفضوا للثأر من يزيد
المحاور: ولكن البيتين استاذ بشير فيهن تحفز لربما ان صح التعبير او صح المصطلح فيه ولاء للامام الحسين
الجزائري: نعم نعم قلت لك ذلك لايمنع لأن الاصل فيه هو اعلان شهادة الحسين عليه السلام اذا كان الحسين وهو سيد الامة الاسلامية بأجمعها، هو ابن رسول الله صلى الله عليه واله وخديجة الكبرى وابن علي وفاطمة الزهراء واخ الحسن، هذا الرجل العظيم الذي كان اغنى الناس في المدينة المنورة وسيد المدينة المنورة والذي كان كما تقول اهله التي هي الرباب في بيت جميل جداً من رثاءها له، تقول:
قد كنت لي جبلاً صلداً الوذ به
يغني ويؤوي اليه كل مسكين
اذا كان كل مسكين وكل فقير يغنى بالحسين عليه السلام وقد قتله يزيد فكيف بغيره من عامة الناس؟ لايمكن ان يكون مصيرهم الا مثل مصير الحسين عليه السلام بأدنى من لمح البصر فأذن هذا كان من نفع يزيد حتى اذا كان فيه كلام طيب للحسين عليه السلام واستنهاض لأولئك الذين يحبونه.
المحاور: نعم استاذ بشير طبعاً الاسئلة كثيرة ولكن مع الاسف الوقت داهمنا
الجزائري: وانت بعباراتك الكريمة لم تدعني اجب السيدة علياء النجار حفظها الله
المحاور: ان شاء الله لربما في حلقات اخرى، كما ان السؤال كان مكرراً استاذ بشير ولكن انت اعلم مني ان الموضوع واسع جداً وشاسع
الجزائري: هو رثاء الحسين سعة الحسين عليه السلام
المحاور: طبعاً بالتأكيد بالتأكيد
الجزائري: لايسع الزمان الحسين عليه السلام ولايسع الزمان شعر الحسين عليه السلام، والله لايسعه
المحاور: بالطبع، اكيد وهذا شيء بديهي، اشكرك استاذ بشير على هذه المشاركة القيمة كما اشكر المستمعين الكرام على مشاركاتهم القيمة، مرة اخرى عظم الله لكم الاجر، احسن الله لكم الاجر جميعاً، لاتنسونا من الدعاء في هذه الايام المباركة، شكراً لكم والى اللقاء.
*******