المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونتوكل عليه وبه نستعين في امورنا كلها وسلام على احبتنا المستمعين الكرام واهلاً بحضراتهم في ندوة الطارف والتليد لنقف معاً على حدود الثقافة الاسلامية والثقافة المسلمة وانتم سالمون غانمون.
بدأنا في الحلقة الماضية الحديث مع الاستاذ بشير الجزائري اخي العزيز حول الثقافة الاسلامية والثقافة المسلمة والوقت لم يسعفنا لكي نتمكن من اتمام الحديث رغم انه حديث مطول وذو فروع متعددة ولكن نحن نسعى بقدر الامكان ان نبقى معكم ونوضح بعض النقاط من هذا الموضوع ولذلك سعادتي الان ان الج بحضراتكم اكرم ابواب الحياة الحرة الكريمة الا وهو باب الثقافة الاسلامية والثقافة المسلمة وكلتاهما مأمول بها الخير مأمون بها الشر وان زادت الاولى على الثانية في عطاءها ونماءها واسمحوا لي ان اتناول مفاتيح الدخول من اخي العزيز ابي محمد السيد بشير الجزائري، اهلاً وسهلاً بك سيد بشير.
الجزائري: حياك الله انا وهؤلاء المستمعون الكرام الذين نتمنى لهم ان يكونوا في غاية السعادة معنا حتى نهاية هذا المسير جعله الله ان شاء الله ثر العطاء وبر الوفاء.
المحاور: نعم انا مرة اخرى احيي اخي العزيز واستاذي السيد بشير الجزائري، سيد بشير الجزائري طبعاً نحن لا يمكننا لضيق الوقت ان نتحدث بأسهاب حول جميع المواضيع التي ننتخبها للمستمع الكريم ولكن علينا ان نضع بعض النقاط التي توضح، في الحلقة الماضية تحدثنا سيدي الكريم، انتم تحدثتم حول الفرق بين الثقافتين الاسلامية والثقافة المسلمة لربما لم يواكبنا احد المستمعين الافاضل في تلك الحلقة ولم يحالفنا الحظ ان نكون في خدمته لذلك انا ارجوك يعني سيدي الكريم كبداية ان توضح لي ما الفرق بين الثقافتين الاسلامية والثقافة المسلمة؟
الجزائري: اشكرك كل الشكر واعود لحضرتك الى شيء يسير جداً في الفرق بين الثقافتين الطيبتين وانت قلت في بداية حديثك ان احداهما تزيد على الاخرى في العطاء والنماء وهي الثقافة الاسلامية ذلك انها نازلة من الرب عزوجل وما كان من الرب لابد ان يربو على كل شيء يعني ان يزيد ويتضاعف على كل شيء عداه فأين عطاء الانسان من عطاء ربه سبحانه وتعالى، اين نور هذا الانسان من نور الرب الذي هو نور السموات والارض وما فيهما وما بينهما وهو بديعهما اصلاً يعني كل هذا الكون انما هو ذرة لطف من ربنا عزوجل لااقول هو كل لطف الله عزوجل لطفه لاتحده الحدود اذن هذه الثقافة التي نسميها اسلامية هي الثقافة المنتمية الى الرب عزوجل ومن هو بحجة لرب العالمين سبحانه وتعالى اي الانبياء والمرسلون والاوصياء والصالحون هؤلاء هم الذين يمثلون الثقافة الاسلامية اما الثقافة المسلمة فهي ثقافتي انا هذا القاصر وثقافة ذاك الانسان الذي علم او لم يعلم وصلى بما علم او صلى بما لم يعلم وكثير منا من يصلون بما لايعلمون وصومون بما لايعلمون ويؤدون كثيراً من الواجبات الدينية بما لايعلمون هذه نسميها ثقافة مسلمة.
المحاور: الله الله الله سيد بشير ذكرتني بحديث للامام الصادق يجب ان يكتب بماء الذهب الحقيقة واعتقد انك ستسر.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: هو يقول:
"الصلاة تبدأ من حيث تنتهي".
الجزائري: اي والله.
المحاور: الطارف والتليد ولازلنا في خدمة الاستاذ العزيز الاستاذ بشير الجزائري والحقيقة لا اجاملك سيدي بشير الحديث معك ذو شجون رغم انني في بعض الاحيان امازح لكي الطف لك الجو والطف الجو.
الجزائري: تخرجني من حيائي.
المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل سيدي الكريم وانت ذو حياء ورفعة ومنعة ايضاً.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: على كل حال ندع هذه الكلمات سيدي الكريم ألهذا يصف سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بعض الناس حاشا لله، بعض الناس بالحمار الذي يحمل اسفاراً؟
الجزائري: هذا هو الحق.
المحاور: طيب ألهذا الرسول الاعظم ايضاً (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما لو صح قولي يقول ان نكون دعاة للناس بغير السنتنا؟
الجزائري: احسنت.
المحاور: ما المقصود من ذلك؟ هل المقصود اننا نقرأ القرآن بتمعن ونؤمن بما نقرأ كي نفعل ما نقرأ على الارض ام نحفظ القرآن فقط؟
الجزائري: كثير من الناس حفظ القرآن وما ازداد بذلك الحفظ الا بعداً عنه وكثير من الناس من تبصر في معاني القرآن الكريم ولكنه لم يزدد الا جهلاً لمعانيه على ذلك التبصر، سبحان الله انت تذكر ان سيدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد هذا الكون بأجمعه كان يقول:
"لا تنظروا الى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل" كلمة طنطنة لها معنى ولا سيما حينما تجري على لسان اشرف الانبياء والمرسلين واحكمهم ذلك الذي امتاز من الانبياء والمرسلين بأنه لم يدع على قومه بل دعا لهم وكل الانبياء (سلام الله عليهم) اجمعين دعوا على قومهم اما هو فليس لم يدع عليهم وانما دعا لهم وانت تذكر دائماً قوله:
"اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون" ومتى كان يقول ذلك عندما يشتد اذاهم له، حينما يؤذونه كثيراً.
المحاور: ولا احد يذود عنه.
الجزائري: ولا احد يذود عنه وكان يقول ذلك وبأمكانه ان يقمعهم قمعاً اي ان يذلهم اذلالاً ايام هو كان رئيس الدولة سلام الله عليه وصلى الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين، حينما كان يمر في شوارع المدينة وذلك اليهودي كما انت عالم كان يؤذيه برمي ما تكرهه النفس وما يكره الانسان ذكره يرميه به فيمر دون ان يلتفت اليه او ينبس بكلمة واحدة هي كلمة عتبى او كلمة لو فأذ لم يجده يوماً عاد في اليوم الثاني فلم يجده فسأل عنه فقيل له انه مريض فقال لأهله قولوا له محمد بالباب يريد عيادتك فأبى ذلك الرجل ان يزوره فقالت له اهله انه مصر على رؤيتك فقال اذن غطي وجهي فغطته بغطاء او لحاف وجاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكشف عن وجهه وتعافى له اي قال له عافاك الله وشفاك اي دعا له دعاءاً طيباً، لمن؟ لذلك اليهودي الذي كان يؤذيه ايما ايذاء وكلمة ايما هنا تسمى الكمالية اي كل الاذى، كل الايذاء فخجل الرجل من نفسه وقال:
اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك رسول الله، هذا الخلق الكريم، هذا الموقف النبيل هو الذي نستطيع ان نسميه الثقافة الاسلامية وهو الذي نستطيع ان ننقل قوله الكريم:
"لا تنظروا الى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل" كثير منهم يرفع صوته ساعة يصلي صلاة الليل كما يقولون او صلاة التراويح كما يقولون، يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى، ثم يستدرك ذاك الذي جعل اليهودي من ساعته، ذلك اليهودي المعادي يعود من صميم قلبه معترفاً بعظمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعظمة الخالق الذي بعث هذا الرسول فيقول:
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله ولكن انظروا الى صدق الحديث واداء الامانة.
المحاور: الساعة تشير الى الخامسة واحدى ثلاثين دقيقة والحقيقة بودي ان ابقى معكم ولا اكذب القول اذا قلت كل هذه الامسية ولكن للاسف الشديد وقت البرنامج محدود، دعوني مستمعينا الافاضل قبل ان اعود واكون في خدمة الاستاذ بشير الجزائري دعوني اذهب الى البحرين العزيزة وهناك اخ عزيز، الاخ نبيل حبيب هو معي الان على الهاتف، اخ نبيل سلام عليكم اهلاً بك.
نبيل: عليكم السلام ورحمة الله اهلاً بك.
المحاور: يا مرحباًَ اهلاً وسهلاً.
نبيل: يا الف مرحباًَ بك الله يخليك.
المحاور: تفضل.
نبيل: بسم الله الرحمن الرحيم بداية ارحب بضيفكم الكريم الاستاذ بشير الجزائري وتحياتي الى مقدم البرنامج الاستاذ رائد دباب الموقر وعندي سؤال حول الموضوع المطروح وهو كيف نخرج من الثقافة المسلمة الى الثقافة الاسلامية؟ ودمتم نبراساً للامة الاسلامية وشكراً لكم، نبيل العابد من البحرين.
المحاور: يا مرحباًَ اهلاً بك اخي العزيز اذن استاذي الكريم كان بودي ايضاً ان ادخل هذا الموضوع لأنه اعتقد ان له علاقة مع التربية، كيف نخرج الحقيقة، ثقافة مسلمة وهناك ثقافة اسلامية مطروحة على الطاولة ونحن نشهدها من بعيد ولا نفعل شيئاً؟ ما هو السبيل؟
الجزائري: سبيلان، نظري وعملي اما السبيل النظري فقولنا برياضة النفس وصبرها عما تحب وعلى ما تكره، هذا قول يقال والعمل بما تعلم وهو ايضاً قول يقال والاخذ بحديثه (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه هو الاسوة، هو القدوة، هو المثال الاسمى، هو كان يقول اكفلوا لي ستة اكفل لكم الجنة، اضمنوا لي ستة انا اضمن لكم الجنة، أليست بهدية؟ ستة اشياء، قال اذا حدث احدكم فلا يكذب واذا وعد فلا يخلف واذا اؤتمن فلا يخن هذه ثلاثة اذن علينا ان لا نكذب وان لانخلف وعداً وان لانخون امانة هذه ثلاثة ستأتيك الثلاثة الباقية من قوله هو (صلى الله عليه وآله وسلم):
"غضوا ابصاركم وكفوا ايديكم واحفظوا فروجكم" اي منها اسهل؟ كلها تزول منها الجبال يا سيدي عيوننا ممتدة الى كل شيء، ايدينا بالغة كل شيء.
المحاور: يعني ليس الى هذه الدرجة استاذ بشير الجزائري.
الجزائري: أسأل الله العافية، لا هذه هي الحقيقة.
المحاور: ليس الى، والا اصبحت الجنة خالية من الناس.
الجزائري: والله ما كانت الزلازل ولا كانت الصواعق وما كانت البلاءات التي تنزل، التي كنت اشرت اليها ساعة رأيتني مبتلى بهذا البلاء الذي ترى سيماه الان في وجه اخيك، قد قلت لو كان كذلك لما بقي من الناس احد، لهلك الجميع، هو يهلك قوماً حتى يتعظ قوم آخرون، هو يدلني بهلاك اخي.
المحاور: ما الذي اوصلنا الى هذه النقطة يعني سيد بشير، استاذي الكريم انا ارى ان الثقافة الاسلامية كانت اصفى واسنى واعمق من الثقافة المسلمة رغم ان المجتمع كان بدوياً صحراوياً.
الجزائري: تلك البداوة والصحراء الصافيتان غاية الصفو هما علة ذلك الصفاء في النفوس.
المحاور: سيدي الكريم سؤالي الدقيق هو يعني كيف تمكن اولئك ان يخرجوا من حياة البداوة والقساوة والغزو والذبح والدمار ويوطدوا انفسهم ويوطنوها ويذللوها الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى اصبح روادهم يطأوا ارض الهند.
الجزائري: انا استميحك عذراً ان اكون جريئاً واقبل عينيك واقول بصوت رفيع، اعود بك الى بدأ الثلاثة الاولى من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اذا حدث احدكم فلا يكذب، اذا سمحت لي.
المحاور: انا اسمح لك.
الجزائري: امضي مرة اخرى الى رواية رواها احدهم قال جماعة من الصالحين، قال كنا في قافلة فضل احد الصالحين في الصحراء فبقي ليلة او ليلتين حتى رده الله سبحانه وتعالى الى قافلته، وجد تلك القافلة ولكن وجد بقربها قافلة اخرى ووجد في تلك القافلة وانا استميح المستمعين الكرام وحضرتك النبيلة عذراً ان اقول بقية الكلام فرأى في القافلة الثانية حسناء تغتسل من غير ماء فدهش اشد الدهشة وتعلق قبله ووجوده بذلك المنظر فأستعاذت الحسناء منه بالله تبارك وتعالى وقالت له انصرف عني وتغشت بشعرها، ناس يقولون بالشعر والفصحاء يقولون بشعرها، على كل حال كلتاهما صحيح فصيح ومليح.
قال: كيف انصرف وقد تعلق كلي بما ارى.
قالت: له لماذا؟
قال: لأنني اخذت بجمالك.
قالت له: لو رأيت اختي الصغرى لعجبت.
قال: كيف؟
قالت: هي اجمل مني.
قال: أين هي؟
قالت في تلك الخيمة فأذا التفت في بعض الروايات يقولون بصقت عليه ودعنا نتحدث من غير هذا الفعل، فقالت له: قاتل الله الكذب، بئس الخلق الكذب يعني اذا حل الكذب في شيء انتهت الحياة بأجمعها.
قال له: يا رسول الله هل يشرب المؤمن الخمر؟
قال: قد، يعني في لحظة ضعف.
المحاور: ربما.
الجزائري: ربما احسنت.
قال: يا رسول الله هل يزني المؤمن؟
قال: قد.
في لحظة ضعف ينكسر، قال: ويكذب يا رسول الله؟
قال: لا يعني كل هذا الكون العظيم البديع الجميل الفسيح قائم على ماذا؟ على الصدق، اذا ساد الكذب انتفت كل المعاني الرفيعة، كل الحياة الطيبة وبقينا نألم ونحزن ونتضرع الى الله فلايستجيب لنا.
المحاور: وايضاً الا توافقني الرأي سيدي الكريم، استاذ بشير الا تصدقني القول اذا قلت انه الصادق ايضاً لا يخون الامانة.
الجزائري: اي والله اي والله.
المحاور: والصادق ايضاً يصبر على الضيم.
الجزائري: ما زنا غيور قط وما خان مؤمن قط يعني في لحظة الزنا ليس بمؤمن، في لحظة الخيانة ليس بمؤمن وهكذا كل الشؤون.
المحاور: طيب سيدي الكريم انا بودي ان اعود الى هذا الموقع ولكن دعنا اولاً نذهب الى العراق ومعنا اخ عزيز، عبد الرزاق الحاتمي، اخ عبد الرزاق سلام عليكم واهلاً بك.
عبد الرزاق: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: يا اهلاً وسهلاً يا مرحباًَ.
عبد الرزاق: الله يحفظكم.
المحاور: تفضل.
عبد الرزاق: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجزائري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عبد الرزاق: تحياتي الى استاذنا العزيز السيد بشير الجزائري.
الجزائري: اكرمك الله وحياك.
عبد الرزاق: متمنياً له العمر الطويل ولأذاعة طهران التألق والازدهار.
الجزائري: اكرمك الله.
عبد الرزاق: بودي ان أسأل الاستاذ الجزائري متى غلبت الثقافة المسلمة الثقافة الاسلامية وما هو السبيل الى خروجنا من هذه الغلبة؟ مع تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد، اخوكم عبد الرزاق الحاتمي العراق النجف الاشرف.
المحاور: يا اهلاً وسهلاً اخ عبد الرزاق الحاتمي اذن سيدي الكريم هناك غلبة والغلبة للثقافة المسلمة على الثقافة الاسلامية.
الجزائري: سلمك الله وسلم الاخ عبد الرزاق والحاتميين جميعاً وانا اميل الى الحاتميين.
المحاور: انت تميل الى اهل النجف، تميل الى الحاتميين، انت تميل الى الجميع لأن قلبك كبير وعزيز ايضاً، نعم تفضل.
الجزائري: اكرمك الله، كقلبك انت يستمد نوره من نورك، اكرمك الله، سيدي كنا في الجواب، كنا انا وانت في جواب حبيبنا الكريم الاخ عبد الرزاق الحاتمي حفظه الله عندما ظهر الكذب ظهرت الثقافة المسلمة، شغل الناس بما هو ليس من الدين في شيء، انظر صورة من الصور انت تمر على احدهم وهو مشغول بتسبيح، هو يذكر الله سبحانه وتعالى، صحيح ان خير شيء من اعمالنا هو الذكر.
المحاور: أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
الجزائري: رحم الله والديك، حتى ان الامام الباقر (عليه السلام) كان يقول:
"الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن ولا تصيب الذاكر" يعني من كان مشغولاً
بِذِكْرِ اللَّهِ حتى الصاعقة اذا نزلت تستثنيه من البلاء، لاتلم به هذه كرامة، هذا الذكر شيء عظيم جداً لكن تمر على ذاكر من الذاكرين فتقول: سلام عليكم فلايكاد يفتح عينيه المغمضتين ولا اقول المغمضتين يعني لكثرة التغميض قلت مفعلتين، اغمض عينيه اقفلهما اما غمضهما يعني كثر.
المحاور: اسدل عليها الستار حتى لا ترى شيئاً.
الجزائري: احسنت حتى لا ترى شيئاً، فأنت تقول له سلام عليكم فلايجيبك وتعيد سلام عليكم وعشر مرات فلا يجيبك مشغول بتسبيحه، بتكبيره، بتهليله وهذا شيء جيد بتحميده وتمجيده وهذا شيء غاية في الكرامة، غاية في التعلق بالله ولكن هذا التعلق كان خطأً، كان خطأً جسيماً، رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في الصلاة التي هي اكبر من الذكر لأنها مفروضة والذكر مستحب أليس كذلك؟ رسول الله في صلاته حينما يسلم عليه يجيب السلام فما لنا بالله عليك اذا كنا كذلك، ما لنا نسأل كيف غلبت الثقافة المسلمة الثقافة الاسلامية، نستطيع ان نقول ما قلناه في البدأ عندما غلب الكذب الصدق، لو كان الصدق هو الغالب لكانت الثقافة الاسلامية هي الغالبة ولكان الناس جميعاً بخير وسعداء، كم يؤلمك انت حينما تقول لأحد مرة واحدة سلام عليكم وينظر اليك ويستمر
سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله، فتشتمه في اعماق نفسك وتسب عليه وعلى كل متعلقيه فكيف بك اذا سلمت عليه ثلاثاً واربعاً وعشراً وما اجابك، أين هذا من دين الله سبحانه وتعالى؟ وكما قلت لك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في اكبر من هذا كان يجيب الناس وخير جواب، لك الامر.
المحاور: والله بودي انا.
المحاور: على كل حال استاذ بشير الجزائري ذكرتني بمقولة احد الاخوة ولا اقول من لأنك تعرفه، قال اني ذهبت لأحد هؤلاء الذاكرين اسأله فخرج لي من كان يقوم بأعماله وكان ذلك الذاكر في غرفته فقلت لي سؤال وان الله سبحانه وتعالى ليقول:
«وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» فأرجو ان اقابل فلان فذهب الى الرجل وعاد الي وقال الرجل مشغول بذكره ويقول عد لي غداً، قال فغضبت، غضبت والحمد لله ذكرني الله سبحانه وتعالى بما يجب ان اقول ولم يكن كلامي في ذلك الحين، قال قلت له:
"أما والله الان قد افحمتني بأن هذا الرجل ليس بعالم دين ولا من الذاكرين، ألم يقرأ ما قاله سبحانه وتعالى ويأتيكم الموت وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ، هل امن الرجل على نفسه الى الغد ويريد ان يحل سؤالي".
الجزائري: الله اكبر.
المحاور: فالحمد لله الذي وضع على لسانك واوضحت لي هذا الرجل وما هو وما مستواه من الذكر، سيدي الكريم استاذ بشير.
الجزائري: هذا المثقف ثقافة اسلامية.
المحاور: سؤالي سيدي الكريم اين العلماء من هذه الثلمة التي وقعت في جسد الامة حتى بات صاحبنا وهو يافع شاب يذهب للزواج ويأخذ بالملقط ما تحت حاجبيه فيذللها ويسعى ان يصبح فتاتاً عذراً للمستمعين الافاضل، أين مسؤولية هؤلاء الذاكرين؟ أليس زكاة العلم، أليس عليهم ان يفعلوا ذلك على الارض؟
الجزائري: اعتقد ان الناس الذين سألت عنهم في البدأ كانوا في تلك الصحراء وكانوا في ذلك الجوع وفي ذلك القهر من الاعداء، كانوا بقية اسمى من الذهب والماس، اسمى من كل معدن رفيع، لماذا؟ لأنهم كانوا يعيشون في ظل محمد (صلى الله عليه وآله)، كانوا يعيشون في كنف علي (عليه السلام)، في كنف الحسن والحسين.
المحاور: وهم من سلالة عبد المطلب.
الجزائري: احسنت، في كنف خديجة وفاطمة وهكذا ترتفع الاسماء.
المحاور: انصافهم اكثر ايضاً استاذ بشير.
الجزائري: اكرمك الله، انا حينما ارى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في الكعبة يؤذى ذلك الايذاء البليغ برمي ما تكرهه النفس عليه وهو في ذكر الله سبحانه وتعالى وهو في عبادة الله سبحانه وتعالى.
المحاور: ويدخل منتصراً يقول لا تكسروا شجرة، من دخل الدار فهو آمن، من دخل البيت فهو آمن.
الجزائري: احسنت، من دخل دار ابي سفيان فهو آمن، عدو الله والرسول والاسلام والمسلمين وبقي كما كان، على كل حال مسلمة الفتح اسلموا ولكن ما اسلموا، اسلموا وما اسلموا، حقنوا دماءهم، على كل حال منهم من قبل الله سبحانه وتعالى وحسن اسلامه ومنهم من اظهر الاسلام وابطن غيره وما نحن مسؤولين عن الناس ولسنا بنابشي القبور ولا نتحدث بما ماضي ولكن اريد ان اقول صورة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي التي جعلت الثقافة الاسلامية تتجلى في سيرة الناس لافي كلماتهم فقط، لافي سمعهم وبصرهم وانما في كل جوارحهم، كانوا يعيشون اسلاماً او كانوا اسلاماً يعيش على الارض.
المحاور: استاذ بشير اين تضع هذا القول:
"احذروا خضراء الدمن".
الجزائري: والله انه لجميل جداً وتعلم ان نبعه هو الاجمل، نبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"احذروا خضراء الدمن المرأة الحسناء في منبت سوء" اراد ان يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تؤخذوا بالمناظر لتأخذكم الجواهر يعني ابحثوا لأنه هناك قاعدة دينية
"ان الله لا ينظر الى صوركم ولكن ينظر الى ما في قلوبكم" نحن شغلنا بالصور، بالمظاهر يعني كل منا يلبس لباساً كريماً وحسناً ويتعطر عطراً طيباً وحسناً ويسبل عينيه ويمد يده الى مسبحته ويسبح الله.
المحاور: انا دائماً استاذ بشير والله اقول انه ما كان من رجل يحمل مسؤولية الاسلام الا وكان اهلاً له ولو لا ذلك لما كان الاسلام ولما انتصر الرسول ولما كانت احد ولما كانت بدر ولا كانت هذه الفتوحات ايضاً فدائماً هناك من يعزهم الله بعزتهم في النفس، معي الان من طهران استاذ بشير.
الجزائري: قبل ان يكون معك هذا الكريم وانا احبه واثره اقول لك كلمة واحدة رحمة الله عليه الشهيد السيد محمد باقر الصدر كان كثير الصلاة ساعة فراغه لكن والله ما دخل عليه داخل مهما كانت ضئالة ذلك الداخل يعني مهما كان رثاً فقيراً جاهلاً مسكيناً ضعيفاً قوياً، اياً كان الا واخف صلاته يعني اسرع فيها حتى يفرغ لأداء ما لذلك الداخل عليه من حق، يكرمه وهذا خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذه هي الثقافة الاسلامية اما الثقافة المسلمة فأنها تمد في تلك الصلاة حتى يري المصلي انه انسان عابد محب لله ولرسوله وذائب في صلاته.
المحاور: والقول لأمير المؤمنين ما معناه وهو لا يسعفني الحقيقة الذهن، القول لأمير المؤمنين عندما يقول لذلك الرجل اكتب حاجتك على الارض فأنني اكره في عز المسؤول وفيك ذل السائل، معي من طهران اخ جواد سلام عليكم.
جواد: سلام عليكم وعلى سماحة الاستاذ.
الجزائري: اكرمك الله عليك السلام ورحمة الله.
جواد: كان عندي سؤال لو سمحتم.
الجزائري: تفضل.
جواد: فيما تختلف الثقافة الاسلامية عن الثقافة المسلمة؟
الجزائري: اكرمك الله واعزك، انا صرت جريئاً اتحدث قبلك.
المحاور: اسمع اليك.
الجزائري: لا لا الحقيقة انا.
المحاور: المكرفون لك.
الجزائري: لأننا من قبل شركاء وربما كانت لي الغلبة ايام زمان، الغلبة في العمر ولاالغلبة في المهارة والبراعة والمعرفة، انا اقول هذا عن حق وصدق، سيدي الكريم انت اهلها.
المحاور: اشكرك.
الجزائري: هذا الخير الطيب الذي سألنا هذا السؤال فيما تختلف الثقافة الاسلامية عن الثقافة المسلمة؟ يا يابة ألم نكن فيهما؟ ألم نكن في الاختلافات فيهما؟ ياسيدي احداهما عادة وتقليد، ولدت في اسرة مسلمة تحب الله ورسوله واهل بيته فصرت احب الله ورسوله واهل بيته (سلام الله عليهم) لكني ما سألت نفسي كما انت تنقل لي تكراراً مراراً اني كنت اقول لأبنتي آيات لماذا تصلين؟ انت وقفت تصلين، انا اشكر لك هذه الصلاة لكن لماذا تصلين؟
المحاور: صدقني هذا الواقع.
الجزائري: جميل جداً يعني انت بصرتها، علمتها، اردت ان تخرجها من ثقافة مسلمة الى ثقافة اسلامية يعني ان تخرجها من عادة وتقليد الى تفكر وتبصر.
المحاور: وتمحيص.
الجزائري: رحم الله والديك، اردت ان تنقلها من شيء مبني على غير علم الى شيء يقيمه العلم، غالباً اصحاب الثقافة المسلمة كما قلنا في اول حديثنا يعملون من غير علم لايدري لماذا يؤدي هذه الفريضة وتلك الفريضة وهذا العمل وذاك العمل اما اولئك الذين ثقفهم ربهم ثقافة اسلامية اي وجد فيهم استعداداً ان ينالوا هذا الطف وهذا البر فمكنهم منه، كل منا يستطيع ان ينال بر الله سبحانه وتعالى به ولطفه به ويوفق للخروج من تلك الظلمة، ظلمة الثقافة المسلمة الى نور الثقافة الاسلامية التي هي سيرة اهل البيت عليهم السلام التي هي ترجمة القرآن الكريم، أليس كذلك؟ القرآن الكريم هو عهد الله الى عبده الانسان دستوره لعبده الانسان.
المحاور: لااعلم استاذ بشير الجزائري ما مدى موافقتك على ما اريد ان اقول سيدي الكريم، انا عادة في بعض المجالس عندما اتحدث مع الاخوة الاعزاء وتعلم ان الاجواء التي نحن نعيشها كلها بحث وتمحيص وعناد وجدل وغير ذلك، اقول ان الله سبحانه وتعالى قد لم يبعث نبياً ولا رسولاً الا لقوم كانوا قد بلغوا من العمر حتى يتمكنوا ان يمنعوا عن ابيهم فلا تفرضوا لا الصلاة ولا الصيام ولا الزكاة ولاغيرها ولا القيام ولا الدعاء على اولادكم اذا ما كانوا راشدين.
الجزائري: اتركه سبعاً وعلمه سبعاً واصحبه سبعاً.
المحاور: الحمد لله هذا هو حديث رسول الله فكيف بك سيدي الكريم انت تتحدث عن ثقافة مسلمة والثقافة المسلمة تقول لبعض الاباء الذين وجدوا آباءهم هكذا يفعلون واصبحوا مسلمين عندما يضرب ابنه في اضلاعه بحذاءه ويقول لهم قم صلي الصباح.
الجزائري: والله ما صلى ووالله انا بأم عيني رأيت.
المحاور: هذه مسألة تربوية ذكوراً واناثاً من الفتيان الذين يفرض عليهم آباءهم هذا اللون من الفقر.
المحاور: هذا الفقر من الفساد.
الجزائري: احسنت بل هو الفساد عينه فأنهم يخرجون من غرفة الى غرفة اخرى ويبللون وجوههم ثم ينامون في تلك الغرفة الثانية.
المحاور: بل يدندن ولا يقول
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله.
الجزائري: اذا لم يقل شيئاً آخر.
المحاور: شكراً لكم سنتابع في الحلقة القادمة ما سنراه خيراً ان شاء الله لأنني الان.
الجزائري: الا تحب التعليم والقيم، تعليمنا وقيمنا.
المحاور: ان شاء الله نتعلم اذن دعونا نذهب الى تعليمنا والى قيمنا في الحلقة المقبلة ونحن في خدمتكم وفي خدمة الاستاذ العزيز بشير الجزائري.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: في امان الله.
*******