البث المباشر

الطارف والتليد -06/10/2009

الأربعاء 7 أكتوبر 2009 - 00:00 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين وافضل الصلاة والسلام على سيدنا النبي الامين محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين. المحاورة: اهلاً ومرحباً بكم ايها الكرام في كل مكان في رحاب الطارف والتليد ونحن في غاية الابتهاج بالوقوف على ضفاف فن الترجمة وما تزخر به من جمال وعطاء، نتمنى ان يغنم منها الجميع. معنا الاستاذ بشير الجزائري، اهلاً بك استاذ بشير. الجزائري: وبكم اكثر. المحاورة: اهلاً ومرحباً بكم، عقارب الساعة الان تقف على الخامسة والدقيقة التاسعة عشرة وان شاء الله حتى السادسة لمساء طهران نتواصل معاً وبمعيتي الاستاذ بشير الجزائري والحديث عن هذا الفن والنافع الممتع نعني فن الترجمة، هذا الفن الذي اسدى للحياة والادب والثقافة والعلم فضلاً جسيماً وخيراً عميماً فقد نقل الواناً ساطعة وانواعاً رائعة من ثمرات القلوب والعقول من لغة الى اخرى ومن ارض الى ارض مكرماً بني الانسان ومعلماً لهم. المحاورة: سرورنا ان نقف على ضفاف هذا الفن الجميل متأملين صفاء نبعه ونقاء طبعه وهو يهب لمتأمليه ما يروق لهم من رفيع القول وبديعه مشروعاً بتجارب الحكماء وآراء المتبصرين من اعمدة الحياة كما ان معنا الاستاذ بشير الجزائري ومعه نفتح هذه الندوة وحييناك في البداية والان ايضاً نحيي حضورك معنا في الطارف والتليد. الجزائري: تحياتي لكم مضاعفة ايضاً واكرمك الله واعزكم انتم وكل هؤلاء الذين يستمعون الينا الان. المحاورة: مشكور ومشكورين ايضاً معنا، بخصوص فن الترجمة والسؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن يعني هل الترجمة عملاً ابداعياً او اتباعياً؟ الجزائري: اعتقد اعتقاداً جازماً وهذا ما يعتقده الكثير من الناس الذين عرفوا هذا الفن او الذين احبوه انه عمل ابداعي جميل جداً ليس له من نظير وهو اكثر من عمل المبتكر من عمل الاديب المبدع الذي يكتب لنفسه قصة او قصيدة او مقالة او مسرحية فذاك يفكر بشيء ما ويحول ذلك التفكير على الورق وهو في راحة بال يحول ما قد عم له اما هذا فعليه ان يعاني الواناً من المعاناة حتى يعرف ماذا كان يرمي ذلك الكاتب الاول بما كتب ويعد ان يعرف تلك المعرفة بدقة ينتقل الى المرحلة الثانية وهي اصعب وهي التحويل من تلك اللغة الى اللغة الثانية واللغات متباينة، ليست من لغة تطابق لغة اخرى في الاداء وانما لكل منها خصائصها، على وفق هذه الخصائص هو ينقل ما كان قد وعاه وفهمه وتبصر به وهنا يكلفه البحث كثيراً عن هذه الكلمة وتلك الجملة وهذا المثل وربما المترجم من اللغات الاخرى الى العربية اكثر الناس معاناة ومقاساة في هذا الشأن. المحاورة: يعني تقصد ان المترجم كاتب مبدع وليس بمتبع، يعني النقطة التي تذكرها هي الحالة الروحية؟ الجزائري: يقيناً، الناس يتصورون ان المترجم هو ان يأتي الى نص من النصوص او كتاب من الكتب فينقله من هذه اللغة الى اللغة الاخرى. المحاورة: وحرفياً استاذ، هناك بعض الترجمات. الجزائري: ولذلك يسمونها ترجمة لفظية ومنهم من يرى ان هذا العمل لا يتوقف اصلاً عند النقل الامين والدقيق والصحيح وانما يتعداه الى المقاصد الخفية لأولئك المبدعين الاول الذين كانوا قد كتبوا وجاء هؤلاء وتأثروا خطاهم ونقلوا آثارهم الى اللغة الاخرى التي هم عليها. المحاورة: اهلاً ومرحباً بكم حيث تتواصلون وهذا اللقاء في محورنا حول فن الترجمة، في اكمال حوارنا الذي بدأ عن انه هل المترجم كاتب مبدع او متبع وبهذا السؤال الذي يتلاحق لما تقدم من كلامك استاذ الجزائري، يعني حتى مع هذا لم يخرج من دائرة الاصل يعني الكاتب الذي اقبل على ترجمة ما بيده، اليس عدم خروج المترجم عن دائرة الاتباع تكون واضحة كل الوضوح؟ الجزائري: يعني تقصدين انه يكون متأثراً من لغة الى لغة؟ المحاورة: انه ايضاً اتباعي وليس ابداعياً كما سلف القول يعني مادام هو اميناً فهو اتباعي، هذا تصور غير صحيح اطلاقاً، شرط من شروط الترجمة الراقية الامانة، ان يحفظ جوهر او مظهر، المظهر ليس مهم كثيراً الجوهر هو المهم، ان يحفظ ذلك الجوهر حفظاً دقيقاً جداً ليكون مأتمناً على كل ما ورد فيه من معاني وخواطر، خواطر كبيرة، مقاصد سامية، اذا كان فيه رفيع حفظ تلك الرفعة، اذا كان فيه خفيض حفظ ذلك ايضاً ولكن بطريقة مؤدبة مهذبة لاتشين ذلك االنص الاصلي ساعة يحول من لغة الى لغة فعدم خروجه اذن هو من ادلة المهارة الفائقة للمترجم الرفيع، المترجم المقتدر اما اولئك الذين يعبثون بنصوص الناس او الذين يغيرون معانيهم بدعوى انهم يريدون ان يصححوها او يدعوى انهم يريدون ان يقدموها في ارقى الصور فذلك ظلم عظيم للناس لأنك انت طلب اليك ايها المترجم ان تنقل هذا النص الذي بين يديك من اللغة العربية الى اللغة الانجليزية او الى اللغة الفارسية او اي من اللغات الرومية او بالعكس من ذلك عليك ان تقدمه كما جاء بأمانة حتى يشعر الناس بشخصية ذلك الكاتب الاول وتكون انت قد اسديت بنفسك سمة رفيعة جداً هي الامانة واسديت لصاحبك الذي نقلت نصه الى لغتك كرامة ما بعدها كرامة انك اريته الناس على حقيقته يعني لم تتدخل في تهذيبه، انت لست عليهم بمسيطر، انت لست مسؤولاً عن ذلك الرجل اجاد ام لم يجد انما انت مسؤول ان تعطي الصورة الكاملة فوتوغرافية بذلك النص الذي بين يديك ولكن بذوقك الرفيع هكذا تكون قد اكرمت نفسك واكرمت صاحبك واكرمت الجماعة التي نشرت فيها ذلك الاثر. تم الاعلان عن جسور تواصل مع لقاءنا المباشر مع حضراتهم مع الطارف والتليد في محورنا حول فن الترجمة، اذا كان المستمع الكريم متابعنا وصلنا الى النقطة لكي نطرح عليك سؤال آخر ولكن تذييل لما مر من الكلام استاذ جزائري. الجزائري: تفضلي. المحاورة: يخطر في البال قلت ان الحفاظ على الجوهر الكاتب الاول، المترجم يحافظ على جوهر الكاتب الاول وعلى ما كتبه يعني هل هذه الالية هي التي حافظت على نقل التراث الحضاري الانساني القديم الينا والى ما وصل الانسانية يعني كانت الاساطير الهندية ترجمت الى العربية لكن المجتمع العربي يستذوق او انه من العربية نقلت الى الحضارات الفارسية او الهندية يعني هل المترجمين كانوا على هذه الدقة وهذه الروحية وهذا الاخلاص الذي تحدثت عنه؟ الجزائري: هذا صحيح وانا اعتقد اعتقاداً قاطعاً ان العرب كانوا اجود المترجمين سواء كان العرب المسيحيون او العرب المسلمون او العرب الذين كانوا على ديانات اخرى وقد كانوا مستظلين بلواء الاسلام، الذين نقلوا للخليفة العباسي هارون الرشيد وابنه المأمون كانوا من مهرة النقلة، من مهرة المترجمين من اللغات اليونانية والفارسية والهندية وكانت آثارهم رفيعة جداً في مختلف العلوم والفنون، لم يكونوا قد نقلوا لنا الاثار الادبية فقط انما نقلوا لنا آثاراً فلسفية وطبية وعلمية مختلفة في كل شأن من الشؤون وكان كل ما نقلوه في غاية الدقة حتى اليوم معترف لهم بذلك حتى ان الاوروبيين ساعة رجعوا الى التراث الاسلامي اخذوا منه كثيراً من آثارهم هم، من الاثار اليونانية التي ضاعت، التي فقدت ولكنها بقيت بترجمتها العربية فكانت هي المنبع الاول لهؤلاء الاوربيين الذين يحكمون الدنيا اليوم والمسلمون قد تدهدوا الى الهاوية. المحاورة: طيب لو تسمح لنا، لدينا من الكويت مستمعة عزيزة بشائر محمد، بشائر السلام عليكم. بشائر: السلام عليكم لدي مشاركة حول الموضوع الادبي، سؤالين، الاول متى يكون المترجم اديباً جديراً بالاحترام والسؤال الثاني متى يكون ناقلاً لنص عن لغة الى اخرى مثل سائر الكتاب في الصحف الادارات العامة ولكم الشكر؟ المحاورة: شكراً جزيلاً على اتصالك الهاتفي بشائر، السؤال محال اليك استاذ جزائري. الجزائري: اكرمك الله، اما يا ليتني انا كنت من المترجمين او من اولئك الذين يقفون في ابواب المترجمين حتى اتحدث بشأنهم ولكن اني سعيد بأن اتحتم انتم لي مثل هذه الفرصة فأتكلم في شأن ناس كبار اراهم اعمدة الحياة الجديدة، هم الذين يمنون علينا الان بنقل هذه الروائع والبدائع التي تتحقق في آفاق الدنيا المختلفة وقد تقارب كل بعيد مع البعيد الاخر وتدانى وهذا شيء جميل. متى يكون المترجم اديباً ومتى يكون كاتباً مثل سائر الكتاب في هذه الادارة وفي تلك الادارة او كما نقول كاتب صادرة وكاتب واردة؟ الحقيقة حينما يقبل المترجم على نفسه هو اولاً فيثقفها ثقافة عميقة ودقيقة و واعية متبصرة في كل شأن يستطيع ان يتحول الى اديب طبعاً مع شرط آخر وهو ان يكون اساساً موهوباً اس ذا موهبة ادبية رفيعة وموهبة علمية دقيقة ورصينة ساعتها يكون اديباً ونحن نقر له بالاكرام والاحترام ونمجده ونفخر به وساعة قد يكون لاعرف هذه اللغة ولا تلك اللغة، يعرف العربية ويعرف شيئاً من الفارسية، يعرف الفارسية وشيئاً من العربية على سبيل المثال فأنه ينقل من هذه اللغة الى هذه اللغة ولا يدري دلالة هذه اللفظة وتلك الجملة في هذه اللغة او في تلك اللغة وانتم تعلمون ان كل لغة لديها خفايا وحوايا كثيرة وكثيرة لا يعرفها الا اولئك الراسخون في النظر في اعماق اللغات يعني ليس من تكلم بالفارسية يكون قد احاط باللغة الفارسية وليس كل من تكلم العربية ايضاً اصبح دقيقاً في فهم معانيها ونقلها الى الناس اذن وربما اطلت عليك، لابد لذاك الذي يريد ان يكون اديباً ويريد ان يخرج من دائرة كتاب الصادرة والواردة او كتاب الصحف او كتاب المؤسسات المختلفة لابد له ان يقبل على نفسه قبل ان يقبل على اللغات التي يترجم منها والتي يترجم اليها. المحاورة: نعم ان شاء الله يكون كذلك استاذ وانت تتكلم تبادر الى ذهني الان يعني في حالة الدراسات الجامعية التي تكون يعني من يدرس اللغات بكل سهولة يأتي الى ادارة ما ويقول له ترجم هذا، الترجمة اللفظية التي قلت عنها ويقول انا مترجم يعني حتى في هذه الترجمة اللفظية الصحفية يتوضح الخفة اذا تسنى لي ان اقول او هشاشة المقالة حتى، يعني تكون واضحة، الآليات التي تذكرها في الحقيقة توقظ الفكر في مسؤولية فن الترجمة. الجزائري: هذه كرامة منك ولااردها شكراً لك، صحيح ان الناس حتى اذا نالوا شهادات عليا كثير من الذين يمتلكون الشهادات العليا والذي يمارسون حتى تدريس فن الترجمة قد يكونون غير مترجمين. المحاورة: نعم احسنت وهو يشعر به من يراجعهم في هذا الموضوع. الجزائري: قبل ان تمضي الى فاصلك الكريم بودي ان اذكر شيئاً، كثير من الطيبين الذين راجعونا في هذه المؤسسة التي نتكلم فيها الان دامت علية ان شاء الله وسنية للناس، كثير من الناس راجعونا عنوان مترجمين سواء مترجمين من العربية الى الفارسية او من الفارسية الى العربية وكانت ايضاً شهاداتهم حسنة وعالية ايضاً وربما هي الشهادات الاخيرة يعني ما بعدها من شهادة ولكنهم لم يبرهنوا على ادنى معرفة تذكر في نطاق التنفيذ الفعلي لما هم قد نالوا الشهادة العليا فيه. المحاورة: لو سمحت استاذ لدينا اتصال هاتفي من الامارات معنا ايمان محمد، ايمان سلام عليكم. ايمان: عليكم السلام، حبيت اسأل ماالفرق بين الترجمة والتعريب وما حقيقة التعريب اذا كان غير الترجمة؟ المحاورة: نعم اذا كان التعريب غير الترجمة؟ نعم سؤال آخر ست ايمان؟ ايمان: لا، شكراً. المحاورة: شكراً على اتصالك الهاتفي وشكراً على اتصالاتكم الهاتفية وان شاء الله تكون مبكرة لكي يتسنى لكم ان تعثروا او ان تنالوا الاجابة الصحيحة من الاستاذ الجزائري، نعم ما الفرق بين الترجمة والتعريب؟ الجزائري: انا سعيد جداً ان اسمع مثل هذا السؤال لأنه يذكرني بفني الاول الذي احبه كل المحبة وبصوت علي اقول احبه واكرمه وهو التصحيح اللغوي وانا لست من المستعجلين في التصحيح، دائماً اتعب كثيراً واحفظ كثيراً واصون ذاك الذي وجدته وحفظته، اصونه غاية الصيانة زمناً طويلاً. المحاورة: لا وتلونه استاذ جزائري، السكون اللون الاحمر والفتحة اللون الاخضر ولو يعلم كيف تصحح لنا لشكرونا. الجزائري: رعاية لهذا الكريم الذي يصحبني اي كريم من الاعزة افعل ذلك اعتزازاً به. المحاورة: ونحن دائماً نقول انه اسكوب ملون يكون تصحيح الاستاذ الجزائري. الجزائري: اكرمك الله اذن اقول هنا الترجمة والتعريب، كثير من الناس حتى الكبار حتى من نسميهم الدكاترة سلام الله عليهم يخطئون في المعنيين، الترجمة غير التعريب، الترجمة هي نقل معنى من لغة الى لغة، نقل معنى من لغة الى لغة اما التعريب فهو نقل ذلك المعنى من لغة الى لغة بلفظه ايضاً يعني ننقل المعنى من الفارسية بلفظه الفارسي مع تحوير له في العربية حتى ينسجم مع لغتنا العربية ومن ذلك كتاب للجواليقي رحمه الله وهو منا من العلماء الكبار كان له كتاب اسمه المعرب وهو من خير الكتب العربية القديمة، الرجل من اهل القرن السادس الهجري كان قد قدم لهذه اللغة الكريمة، اللغة العربية عطاءاً ثراً كما تقدم في كلامك الاول وانت تصفين مخرج برنامجنا سلام الله عليه الاخ كاظم صادق. المحاورة: معد البرنامج كتبها كذا وان شاء الله يكون دائماً عطاءه اثر استاذ كاظم. الجزائري: اسأل الله لك وله ولكل الكرام العطاء الالهي الثر في الدنيا وفي الاخرة. المحاورة: آمين. الجزائري: على كل حال اذن التعريب هو نقل الكلمة من اي لغة الى العربية بلفظها ومعناها هذا هو التعريب اذن هو غير الترجمة ويخطأ من يترجم كتاباً ويكتب عليه عربه فلان او تعريب فلان يعني من الانجليزية الى العربية او من الفارسية الى العربية وهكذا انما هذا ترجمة. المحاورة: لو تسمح لي اشارة بخصوص لدينا اتصال هاتفي اخر استاذ جزائري. الجزائري: تفضلي. المحاورة: معنا عاطف المسكي من سورية سلام عليكم اخ عاطف. عاطف: عليكم السلام نحيي ضيفكم الجزائري ونشكره على هذا اللقاء ممكن من سؤال. المحاورة: تفضل. عاطف: استاذنا ما المشكلة التي يعاني منها المترجم من اللغات المختلفة الى اللغة العربية مع الشكر الجزيل. الجزائري: وشكرنا الجزيل لك ايضاً. المحاورة: شكراً على اتصالك الهاتفي والسؤال يحال الى الاستاذ الجزائري. الجزائري: اكرمك الله واكرم السائل، سؤال جميل جداً، المشكلات التي يعانيها المترجم من اللغات الاخرى الى العربية تظهر عندما يكون النص قد احتوى كلاماً عربياً مترجماً الى تلك اللغة مثلاً احد الادباء الكبار او من المؤرخين الكبار او من الجغرافيين الكبار كان قد نقل آيات من القرآن الكريم الى لغته هو او نقل اشعاراً عربية جميلة او غير جميلة من العربية الى لغته او نقل احاديث شريفة من العربية الى لغته ساعتها يأتي المترجم العربي ليعيد ذلك النص لينقله من تلك اللغة اياً كانت الانجليزية او الالمانية او الفرنسية او الفارسية او الروسية ساعة ينقلها الى العربية يواجه الصعوبة في نقل النص الشريف اذا كان قرآناً او حديثاً شريفاً او اذا كان شعراً عربياً اصيلاً او اذا كان حتى مثلاً عربياً لأن المثل العربي ساعة ينقل ينقل بما هو عليه، بما ورد عن العرب لا يجوز لي اذا وجدت كلاماً هو مثل عربي وجدته خطأً، لايجوز لي تصحيحه، ينقل المثل العربي. المحاورة: يعني لا يحق للمترجم ان يرجع الى المصدر الاصلي العربي؟ الجزائري: المترجم او العربي نفسه مثلاً "مكره اخاك لا بطل" او جاء في الكلام "مكرهاً اخاك لا بطل" بهذه الصورة جاء الكلام خطأً، نطقه بدوي من الاعراب لايعرف العربية الجيدة وكان علينا ان نتحمل هذا الكلام لأنه نقل الينا على انه خلاصة تجربة لأن المثل هو على قسمين، مثل قصة ومثل حكمة، مثل الحكمة من قبيل كلام امير المؤمنين الامام علي عليه السلام "رأس الحكمة مخافة الله" ومثل القصة الذي هو خلاصة تجربة عيشت وبقيت ملخصة بكلمة واحدة من قبيل "وافق شن طبق" المثل السائر في كل الاذهان وعند كل العرب في كل الاوطان. على كل حال اذن هذا ساعة يواجه مثل هذه النصوص اذا كانت مقدسة او اذا كانت غير مقدسة ولكنها تراثية اصيلة عليه ان يرجع بها الى اصولها اولى لأن لا يحق له ان يترجم المثل على ذوقه ومعرفته مهما كان هو بارعاً في تلك المعرفة ورفعة ذلك الذوق، عليه ان يعود بها الى الاصول وبهذا يستغرق منه وقتاً طويلاً ومتعباً ومضنياً، اجارك الله التعب في كل شأن من شؤونك. المحاورة: وسؤالنا الاخر استاذ الجزائري انه تقدم من كلامك ونتسائل ممن نجمت تسمية الترجمة علماً تارة فناً تارى اخرى مادامت هي مزيجاً متعادلاً متعاوناً من العلم والفن ولا تتحقق بأحدهما دون الاخر وانت كانت لديك اشارات كثيرة؟ الجزائري: اكرمك الله وحفظ عليك ذاكرتك الطيبة. المحاورة: على ما يبدو هناك اتصال هاتفي سريعا لسيد نوري من النجف سلام عليكم. نوري: سلام عليكم، السلام على اسرة البرنامج والسيد الجزائري. الجزائري: وعليك السلام ورحمة الله. نوري: مولاي سؤالي اذا ممكن ما هي دقة ترجمة الشاعر احمد الصافي النجفي لرباعيات الخيام ونبذة عن شاعريته وحياته والترجمة من الفارسية الى العربية وشكراً. الجزائري: فديتك واشكرك انا ايضاً. المحاورة: نعم شكراً على اتصالك الهاتفي السيد نوري، بأيجاز استاذ جزائري نظراً لضيق الوقت لكي نطرح عليك السؤال الذي وددنا. الجزائري: اما ترجمة السيد احمد الصافي النجفي لرباعيات الخيام واعتقد ان سؤاله فيه شيء من الاستنكار يعني الذي يسميه البلاغيون سؤالاً استنكارياً يعني هو يعرف الجواب ولكنه يريد ان يعرفه الاخرين، السيد نوري هو مطمئن ان ترجمة السيد احمد الصافي النجفي هي خير ترجمة لرباعيات الخيام بين عدة ترجمات عربية عراقية ولبنانية ومصرية وربما ترجمها عرب آخرون من بلدان اخرى وكثيرة، اجملها يقال ترجمة احمد رامي التي غنتها السيدة ام كلثوم هذا خبر من الاخبار اقوله انا لست مسؤولاً عنه، لست معنياً به انما على ان انقله هذا شأن من الشؤون والشأن الآخر فيما يخص حياة السيد احمد الصافي النجفي كان هو مطلوباً للحكم الانجليزي ففر من العراق الى ايران واشتغل بالتعليم ومن عجائبه انه تعلم الفارسية واصبح من خير معلمي الفارسية حتى كان خيراً من الايرانيين انفسهم في معرفة لغتهم وتعليمها ليس في معرفتها فقط ليس في تعلمها فقط وانما في تعليمها وهذه مهارة فائقة ولذلك جاء النص الذي قدمه هو في ترجمة رباعيات الخيام خير النصوص وانا اشكر السيد نوري على تذكيرنا بالسيد احمد الصافي النجفي الذي قتل مظلوماً في بيروت رحمة الله عليه برصاصة طائشة كما يقولون او بسهم عائر كما يقول العرب الاقدمون رحمهم الله. المحاورة: طيب ان شاء السيد نوري من النجف قد عثرت على اجابتك، نعم بخصوص سؤالنا والوقت يتداركنا يعني هل ان فن الترجمة مزيج من العلم والفن؟ الجزائري: انا اعتقد هذا الاعتقاد، الترجمة ان لم تكن علماً فليست بترجمة وان لم تكن فناً فليست بترجمة ايضاً هي صورتها عجيبة جداً، رأيت البيضة بالله عليك؟ المحاورة: مئات المرات استاذ! الجزائري: بيضة اي طير؟ نحن في العربية نقول للواحد طائر وللجميع طير هذا واحد، البيضة مركبة من صفار وبياض وكلمة صفار جاءت مساوقة لكلمة بياض، لا يعدو الابيض الذي هو الزلال على الصفار الذي هو المح المحاورة: استاذ جزائري موجز موجز حياك. الجزائري: كلاهما في موقعه ولكن لا نستطيع ان نقول عن احدهما انه بيضة، نستطيع ان نقول عن الزلال الذي في البيضة انه البيضة؟ المحاورة: لا. الجزائري: نستطيع ان نقول عن المح الذي هو الصفار انه البيضة؟ المحاورة: طبعاً لا. الجزائري: اذن هذه هي الترجمة يعني لابد لها من علم وفن. المحاورة: اذن مزيج ومتعادل كما ذكر معد البرنامج؟ متعادل ومتوازن؟ الجزائري: اكرمك الله متعادل ومتوازن تعادل هذه الكلمات ان شاء الله الطيبات التي اسمعتنيها. المحاورة: تحية طيبة لك استاذ الجزائري وشكراً لألقاءك الاضواء والاشراقات على ما دار من الاسئلة من قبل بأتصالاتهم الهاتفية او ما كان في البرنامج، طيب محور الاسبوع القادم لكي يتسنى لمستمعينا الاحبة في كل مكان ان يتواصلوا معنا ومع لقاء الطارف والتليد نكون مع ايضاً فن الترجمة اكمالاً له ان شاء الله ينال رضى في كل مكان. استاذ الجزائري الف شكر لحضورك وايضاً نعتذر اذا كان هناك مزاح ما بخصوص البيض والف شكر لك. الجزائري: انما اكرمنا الله سبحانه وتعالى واكرمكم بأن اتيحت لنا هذه الكلمة. المحاورة: اذن تتواصلون معنا في الاسبوع القادم ايضاً مع فن الترجمة، نلتقيكم على الخير والهدى دائماً، الى اللقاء.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة