اللهم صل على محمد وآل محمد، وأكرم أولياءك بانجاز وعدك، وبلغهم درك ما يأملون من نصرك، واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك، وتمرد بمنعك على ركوب مخالفتك، واستعان برفدك على فل حدك، وقصد لكيدك بأيدك، ووسعته حلما لتأخذه على جهرة، أو تستأصله على غرة.
فانك اللهم قلت وقولك الحق «حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (۱) وقلت: «فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ» (۲) وإن الغاية عندنا قد تناهت (۳)، وإنا لغضبك غاضبون وإنا على نصر الحق متعاصبون (٤)، وإلى ورود أمرك مشتاقون، ولانجاز وعدك مرتقبون، ولحول وعيدك بأعدائك متوقعون.
اللهم فأذن بذلك، وافتح طرقاته، وسهل خروجه، ووطئ مسالكه، واشرع شرائعه، وأيد جنوده وأعوانه، وبادر بأسك القوم الظالمين، وابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين، وخذ بالثار، إنك جواد مكار (٥).
*******
(۱) يونس: ۲٤.
(۲) الزخرف: ٥٥.
(۳) ان الغاية عندنا قد تناهت اي ظننا انه لم يبق لامهالهم امد لكثرة طغيانهم، او انا لاننتظر امراً لقتالهم ونصرة اسلامنا سوى امرك له بالخروج ولا نوقّفه على امر آخر.
(٤) متعاصبون: اي متعصّب كلّ منّا صاحبه في نصرة الحق.
(٥) الثأر: طلب الدم.
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية