اللهم إني أسألك يا راحم العبرات ويا كاشف الزفرات أنت الذي تقشع سحائب (۱) المحن وقد أمست ثقالا وتجلو ضباب (۲) الفتن (۳) وقد سحبت أذيالا وتجعل زرعها هشيما وبنيانها هديما وعظامها رميما وترد المغلوب غالبا والمطلوب طالبا والمقهور قاهرا والمقدور عليه قادراً.
فكم يا إلهي من عبد ناداك رب إني مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ففتحت من نصرك له أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وفجرت له من عونك عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وحملته من كفايتك عَلى ذاتِ أَلْواحٍ ودُسُرٍ.
يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم (٤) ولم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم وجد من معونتك صريخا مغيثا ووليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره وحرجه ويظهر له أعلام فرجه.
اللهم فيا من قدرته قاهرة ونقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع وتلفت منها الزروع وانهلت من أجلها الدموع واشتمل لها على القلوب اليأس وجرت بسببها الأنفاس.
*******
(۱) السحاب (خ ل)، اقشع السحاب: ازاله وكشفه.
(۲) الضباب: ندى كالغبار او هو سحاب رقيق يغشى الارض كالدهان.
(۳) الاحن (خ ل)، اقول: الاحن: جمع الاحنة، وهي الحقد والعداوة.
(٤) ليل بهيم: شديد الظلمة لاضوء فيها الى الصباح.
*******
المصدر: الصحيفة المهدوية