روي عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن ابي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهم السلام)، انه صلى صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان، فلما فرغ من الصلاة ونوى الصيام رفع يديه فقال:
اللهم يا من يملك التدبير، وهو على كل شيءٍ قدير، يا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، ويجن (۱) الضمير وهو اللطيف الخبير.
اللهم اجعلنا ممن نوى فعمل، ولا تجعلنا ممن شقي فكسل، ولا ممن هو على غير عمل يتكل، اللهم صحح ابداننا من العلل، واعنا على ما افترضت علينا من العمل، حتى ينقضي عنا شهرك هذا، وقد ادينا مفروضك فيه علينا.
اللهم اعنا على صيامه، ووفقنا لقيامه، ونشطنا فيه للصلاة، ولا تحجبنا من القراءة، وسهل لنا ايتاء الزكاة، اللهم لا تسلط علينا وصباً (۲)، ولا تعباً، ولا سقماً ولا عطباً (۳).
اللهم ارزقنا الافطار من رزقك الحلال، اللهم سهل لنا ما قسمته من رزقك، ويسر ما قدرته من امرك، واجعله حلالاً طيباً، نقياً من الاثام، خالصاً من الاصار (٤) والاجرام.
اللهم لا تطعمنا الا طيباً، غير خبيث ولا حرام، واجعل رزقك لنا حلالاً، لا يشوبه دنس ولا اسقام، يا من علمه بالسر كعلمه بالاعلان، يا متفضلاً على عباده بالاحسان.
يا من هو على كل شيءٍ قدير، وبكل شيءٍ عليم خبير، الهمنا ذكرك، وجنبنا عسرك، وانلنا يسرك، واهدنا الرشاد، ووفقنا للسداد، واعصمنا من البلايا، وصنا عن الاوزار والخطايا.
يا من لا يغفر عظيم الذنوب غيره، ولا يكشف السوء الا هو، يا ارحم الراحمين، واكرم الاكرمين، صل على محمد واهل بيته الطيبين، واجعل صيامنا مقبولاً، وبالبر والتقوى موصولاً.
وكذلك فاجعل سعينا مشكوراً، وقيامنا مبروراً، وقراءتنا مرفوعـةً ودعـاءنا مسموعاً، واهدنا للحسنى، وجنبنا العسرى، ويسرنا لليسرى، واعل لنا الدرجات، وضاعف لنا الحسنات، واقبل منا الصوم والصلاة واسمع منا الدعوات، واغفر لنا الخطيئات، وتجاوز عنا السيئات.
واجعلنا من العاملين الفائزين، ولا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضالين، حتى ينقضي شهر رمضان عنا، وقد قبلت فيه صيامنا وقيامنا، وزكيت فيه اعمالنا، وغفرت فيه ذنوبنا، واجزلت فيه من كل خير نصيبنا، فانك الاله المجيب، والرب الرقيب، وانت بكل شيءٍ محيط.
*******
(۱) جن: استتر.
(۲) الوصب: المرض والوجع الدائم، التعب.
(۳) العطب: الهلاك.
(٤) الاصر: الاثم.
*******
المصدر: الصحيفة التقوية