روى ان الصادق عليه السلام أخرج آيات من القرآن وجعلها حرزاً لابنه موسى الكاظم عليه السلام، وكان يقرأه ويعوّذ نفسه به وهو هذا:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
بسم الله ولا اله الاّ الله حقّاً حقّاً، لا اله الاّ الله ايماناً وصدقاً، لا اله الاّ الله تعبُّداً وَرِقّاً، لا اله الاّ الله تلطُّفاً ورفقاً، لا اله الاّ الله، بسم الله والحمد لله، واعتصمت بالله، والجأت ظهري الى الله، ما شاء الله لا قُوّة الاّ بالله، وما توفيقي الاّ بالله، واُفوِّض امري الى الله، وما النّصر الاّ من عند الله، وما صبري الاّ بالله.
ونعم القادر الله، ونعم المولى الله، ونعم النّصير الله، ولا يأتي بالحسنات الاّ الله، ولا يصرف السّيّئات الاّ الله، وما بنا من نعمة فمن الله، وانّ الامر كُلّه لله، واستكفي الله، واستعين الله، واستقيل الله، واستغفر الله، واستغيث الله، وصلّى الله على محمد رسول الله وآله، وعلى انبياء الله وعلى ملائكة الله وعلى الصّالحين من عباد الله.
انّه من سليمان وانّه بسم الله الرحمن الرحيم، الاّ تعلوا عليّ وأْتُوني مسلمين، كتب الله لاغلبنّ انا ورُسُلي انّ الله قويُّ عزيز، لا يضُّركم كيدهم شيئاً انّ الله بما يعملون محيط، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، اذ همّ قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكفّ ايديهم عنكم واتّقوا الله، والله يعصمك من النّاس انّ الله لا يهدي القوم الكافرين، كُلّما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله، ويسعون في الارض فساداً، يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم، وارادوا به كيداً فجعلناهم الاخسرين، وزادكم في الخلق بسطة، فاذكروا آلاء الله لعلّكم تُفْلِحون، له معقّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله، ربّ ادخلني مُدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً، وقرّبناه نجيّاً، ورفعناه مكاناً عليّاً، سيجعل لهم الرّحمن وُدّاً، والقيْت عليك محبّة منّي ولتُصنع على عيني، إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا.
لا تخف انّك من الآمنين، لا تخف انّك انت الاعلى، لا تخاف دركاً ولا تخشى، لا تخف نجوت من القوم الظّالمين، لا تخف انّا منجوك واهلك، لا تخافا انّني معكما اسمع وارى، وينصرك الله نصراً عزيزاً، ومن يتوكّل على الله فهو حسبه انّ الله بالغ امره قد جعل الله لكلّ شيءٍ قدراً، فوقاهم الله شرَّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسروراً، وينقلب الى اهله مسروراً، ورفعنا لك ذكرك.
يحبُّونهم كَحُبِّ الله والذين آمنوا اشدُّ حُبّاً لله، ربّنا أفرغ علينا ًصبراً وثبّت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، الذين قال لهم النّاس انّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتّبعوا رضوان الله، اوَ من كان ميتاً فاحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس، هو الذي ايّدك بنصره وبالمؤمنين، والّف بين قلوبهم، لو انفقت ما في الارض جميعاً ما الّفت بين قلوبهم ولكن الله الّف بينهم انّه عزيز حكيم.
سنشدُّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون اليكما بآياتنا انتما ومن اتَّبعكما الغالبون، على الله توكَّلنا، ربَّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقِّ وانت خير الفاتحين، انّي توكّلت على الله ربّي وربِّكم ما من دابَّة الاّ هو آخذٌ بناصيتها انّ ربّي على صراط مستقيم.
فستذكرون ما اقول لكم واُفوِّض امري الى الله انّ الله بصير بالعباد، فان تولّوا فقل حسبي الله لا اله الاّ هو عليه توكَّلت وهو ربُّ العرش العظيم، ربِّ اِنّي مسَّني الضُّرُّ وانت الرحم الرّاحمين، لا اله الاّ انت سبحانك انّي كنت من الظّالمين، الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقَّين.
اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.
وعنت الوجوه للحيّ القيّوم وقد خاب من حمل ظُلْماً، فتعالى الله الملك الحقُّ لا اله الاّ هو ربُّ العرش الكريم، فللّه الحمد ربِّ السّماوات وربّ الارض ربِّ العالمين، وله الكبرياء في السّماوات والارض وهو العزيز الحكيم، واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً، وجعلنا على قلوبهم اَكِنَّةً ان يفقهوه وفي آذانهم وقراً.
واذا ذكرت ربّك في القرآن وحده ولّوْا على ادبارهم نُفُوراً، اَفَرأيْت من اتّخذ الههُ هواه واَضلَّهُ الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً، وجعلنا من بين ايديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً فاغشيناهم فهم لا يبصرون.
وما توفيقي الاّ بالله عليه توكّلت واليه اُنيب، انّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون، وقال المَلِكُ ائْتُوني به استخلصه لنفسي فلمّا كلّمه قال انّك اليوم لدينا مكين امين، وخشعت الاصوات للرّحمن فلا تسمع الاّ همساً، فسيكفيكهم الله وهو السّميع العليم.
لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله وتلك الامثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون، هو الله الذي لا اله الاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم، هو الله الذي لا اله الاّ هو الملك القُدُّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون، هو الله الخالق البارئُ المصوِّر له الاسماء الحُسْنى يسبِّح له ما في السّماوات والارض وهو العزيز الحكيم.
ربَّنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين، ربَّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم انّ عذابها كان غراماً، انّها ساءَتْ مستقرّاً ومُقاماً، ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النّار، وقل الحمد لله الذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذُّلِّ وكبِّرْهُ تكبيراً، وما لنا الاّ نتوكّل على الله وقد هدانا سُبُلنا ولَنَصْبرنَّ على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكّل المتوكلّون، انّما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له كُنْ فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كُلِّ شيءٍ واليه ترجعون.
اللهمَّ من اراد بي وبأهلي واولادي واهل عنايتي شرّاً، او بأساً، او ضرّاً فأقمع رأسه، واعقد(۱) لسانه، واَلْجِم فاهُ، وحُلْ بيني وبينه كيف شئت وانّى شئت، واجعلنا منه ومن كُلِّ دابّة انت آخذ بناصيتها انّ ربّي على صراط مستقيم، في حجابك الذي لايرام، وفي سلطانك الذي لايضام، فانّ حجابك منيع، وجارك عزيز، وامرك غالب، وسلطانك قاهر وانت على كل شيء قدير.
اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد افضل ما صلّيت على احد من خلقك، وصلِّ على محمد وآل محمد كما هديتنا به من الضّلالة، واغفر لنا ولآبائنا ولامّهاتنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والاموات، وتابع بيننا وبينهم بالخيرات، انّك مجيب الدّعوات وانت على كلّ شيء قدير.
اللهمّ انّي استودعك نفسي وديني، وامانتي واهلي ومالي وعيالي، واهل خُزانتي، وخواتيم عملي، وجميع ما انعمت به عليَّ من امر دُنيايَ وآخرتي، فانّه لايضيع محفوظك، ولاتُرَدُّ ودائعك(۲)، ولن يجيرني من الله احد، ولن اجد من دونه ملتحداً.
اللهمّ ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النّار ، وصلّى الله على محمد وآله اجمعين.
*******
(۱) اعقل (خ ل)، اقول: اعتقل لسانه، لم يقدر على الكلام.
(۲) ولا ترزء ودائعك (خ ل).
*******