الهي انّ ذنوبي وكثرتها قد غيّرت(۱) وجهي عندك، وحجبتني عن استئهال رحمتك، وباعدتني عن استنجاز مغفرتك، ولولا تعلقي بالائك، وتمسّكي بالرّجاء لما وعدت امثالي من المسرفين، واشباهي من الخاطئين، بقولك: «يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انّه هو الغفور الرّحيم»(۲). وحذرت القانطين من رحمتك، فقلت: «ومن يقنط من رحمة ربه الاّ الضّالّون»(۳)، ثمّ ندبتنا برحمتك الى دعاءك، فقلت: «ادعوني استجب لكم انّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين»(٤).
الهي لقد كان ذلّ الاياس عليّ مشتملاً، والقنوط من رحمتك بي ملتحفاً، الهي قد وعدت المحسن ظنّه بك ثواباً، واوعدت المُسيء ظنّه بك عقاباً.
اللهم وقد اسبل(٥) دمعي حسن ظني(٦) بك في عتق رقبتي من النار، وتغمّد زللي، واقالة عثرتي، وقلت وقولك الحقُّ، لا خلف له ولا تبديل: «يوم ندعو كلً اناس بامامهم» (۷)، ذلك يوم النّشور اذا نفح في الصّور، وبُعثِرَ ما في القُبُور(۸).
*******
(۱) غبّرت (خ ل).
(۲) الزمر: ۲۳.
(۳) الحجر: ٥٦.
(٤) الغافر: ٦۰.
(٥) اسبل المطر والدمع اذا هطل، الهطل: تتابع المطر والدمع وسيلانه.
(٦) حسن الظنّ (خ ل).
(۷) الاسرى: ۷۱.
(۸) بعثرت القبور (خ ل).
*******
المصدر: الصحيفة الكاظمية