وحث “القره داغي” في مبادرته التي نشره على الموقع الرسمي للاتحاد، الأمة الإسلامية حكومات وشعوبا وعلماء وإعلاميين ومفكرين وسياسيين وأحزاباً وجماعات على “اعتبار اليوم الأول من شهر رمضان يوم مصالحة شاملة بين جميع مكونات الأمة الإسلامية، ويوم المبادرات لخدمة المستضعفين”.
وناشد الحكومات بـ”إطلاق سراح العلماء، وإطلاق سراح معتقلي الرأي والفكر أيضا بمناسبة شهر رمضان”، دون تسمية حكومات أو علماء بعينهم.
ووجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مبادرته بخطابه للأمة الإسلامية جمعاء حكومات وشعوبا وأحزاباً وإعلاميين بجميع مكوناتهم العرقية والمذهبية والفكرية والسياسية إلى جعل شهر رمضان شهر مصالحة شاملة الإسلامية.
وتأتي تلك الدعوات والمناشدات، بحسب البيان، احتراما لحرمة هذا الشهر، وللفريضة التي فرضها الله تعالى على الأمة من وجوب الصلح والإصلاح والوحدة والتعاون والتكامل ولدرء الفتنة والمنازعات والحروب التي مزقت أمتنا الإسلامية.
وفي 9 سبتمبر/ أيلول 2017، نفذت سلطات آل سعود حملة اعتقالات شهيرة بأوامر من ولى العهد محمد بن سلمان.
وطالت عشرات العلماء والدعاة والمفكرين والشعراء والأكاديميين والصحفيين السعوديين بتهمة الانتماء لـ”تيار الصحوة”.
وبدأت حملة الاعتقالات العنيفة التي شُنّت ضد “تيار الصحوة” في مطلع سبتمبر 2017، عندما أوردت وكالات الأنباء العالمية نبأً يفيد باتصال.
هاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، برعاية أميركية، للجلوس على طاولة حوار وبحث مآلات الأزمة الخليجية.
وشرعت سلطات آل سعود باعتقال العلماء د.سلمان العودة ود. عوض القرني قبل أن تتوسع لتطال شيوخاً وكتّاباً وصحافيين.
وقام العودة حينها بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي مباركاً هذه الخطوة وداعياً للوحدة بين الخليجيين، مما دفع السلطات لاعتقاله مع الداعية الإسلامي الآخر عوض القرني.
وبينما كان المراقبون في السعودية يتوقعون أن يكون اعتقال العودة والقرني مجرد توقيفات اعتيادية يقوم بها النظام السعودي كل مرة، فوجئ الجميع بحملة كبيرة استهدفت “تيار الصحوة” بأكمله.
وشملت الاعتقالات شيوخ “الصحوة” مثل ناصر العمر وسعيد بن مسفر ومحمد موسى الشريف ويوسف الأحمد وعبد المحسن الأحمد وغرم البيشي وخالد العودة شقيق سلمان العودة.
ولم تقف القائمة عند الدعاة الإسلاميين فحسب، بل شملت المفكرين والاقتصاديين المتعاطفين مع “تيار الصحوة”، مثل عصام الزامل وعبدالله المالكي، ومصطفى الحسن الذي أفرج عنه لاحقاً بسبب تدهور حالته الصحية وإصابته بالسرطان.
وعلي أبو الحسن والمنشد الإسلامي ربيع حافظ والروائي فواز الغسلان والصحافيين خالد العلكمي وفهد السنيدي، ورئيس رابطة الصحافة الإسلامية أحمد الصويان، والدكتور يوسف المهوس عميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة حوطة سدير.
ولم تتوقف الحملة التي أطلقت المنظمات السعودية عليها “حملة سبتمبر”، إذ لا تزال مستمرة حتى بعد مرور ثلاثة أعوام.
إذا اعتقلت سلطات آل سعود الأيام الماضية الشيخ القارئ د. عبد الله بصفر والأكاديمي سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام بالرياض سابقا.
وشملت حملة سبتمبر أيضا الداعية الإسلامي والأكاديمي في المعهد العالي للقضاء عبد العزيز الفوزان، وإمام الحرم المكي صالح آل طالب، والمفكر الإسلامي والشيخ سفر الحوالي، والشيخ السوري المقيم في السعودية محمد صالح المنجد.
ولم توجّه سلطات آل سعود لمعتقلي “الصحوة” أي تهمة رسمية علنية، لكن الأذرع الإعلامية التابعة لها اتهمت المعتقلين بالعمالة لجهات خارجية والسعي لتخريب البلاد، فيما لم تُعقد أي محاكمة علنية لأي من المتهمين.
وتتحفّظ سلطات آل سعود على معظم معتقلي سبتمبر في أماكن مجهولة وشقق خاصة تابعة لجهاز أمن الدولة، وهو الجهاز الذي أنشأه محمد بن سلمان ليدير حملات الاعتقال ضد مناوئيه.
لكن عدداً من المعتقلين يقبعون في سجني الحائر في مدينة الرياض، وذهبان في مدينة جدة، وهما أشهر سجنين سياسيين في البلاد.