باقِرَ الصَّدرِ يا عظيمَ العراقِ ******* طابَ ذِكراكَ للعُلى والتلاقي
باقرَ الصدرِ يا فقيهاً تصَدَّى ******* لنظامٍ الرَّدَى و"بعثِ" النفاقِ
وتحدَّى الطُّغاةَ لمّا استباحُوا ******* كُلَّ نُبلٍ لدى العراقِ وراقِ
وتفانى مثلُ الحُسينِ وأرسى ******* بعظيمِ الفِداءِ نَهجَ انعِتاقِ
فاستضاءَتْ بهِ الكُمَاةُ جِهاداً ******* حيدريّاً يدُكُّ "سجنَ الرِّفاقِ"
جعلُوا فيهِ ذا العراقَ أسيراً ******* يعتَريهِ الأسى وشَرُّ اختناقِ
إنّهُ الصدرُ باقرُ الفِكرِ فخْراً ******* مِنْ بَني احمدٍ وسامي المَراقي
يومَ لَبَّى مُضحِّياً كان يَدري ******* أنَّ "بعثَ اللئامِ" بَدْءُ انمِحاقِ
أنَّ يومَ العقابِ آتٍ بِفجْرٍ ******* ليذُوقَ الزَّنيمُ حَبْلَ الشِّناقِ
أنّ حزبَ المُستذئبينَ تردَّى ******* باندحارٍ وما لهُ مِن فَواقِ
واقترابَ الخلاصِ يَدنُو حثيثاً ******* وانبثاقَ الصباحِ حُلْوُ المَذاقِ
إيهِ يا صدرُ بيدَ أنَّ المنايا ******* أفقدَتْنا أُمثُولةَ الأخلاقِ
باقرَ الصدرِ قد فقدنا مَناراً ******* ومَلاذاً نُرِيدُهُ للوِفاقِ
لالتحامٍ بهِ العراقُ يُدَوّي ******* في سماءٍ يَفيضُ بالإشراقِ
لِتآخٍ به القلوبُ تُصَفَّى ******* بعَميمِ الوئامِ والإشفاقِ
وكثيرٍ منَ الرّضا والتراضي ******* ووفيرٍ من أنعُمِ الرزاقِ
وتواصٍِ بكلِّ صدقٍ يؤدي ******* لأزدهارٍ ونهضةٍ وانطلاقِ
آنَ يا صَدْرَنا الكبيرَ سلامٌ ******* نحتسي فيه بارِداتِ الدِّهاقِ
واتّحادٌ على هُداكَ رَصينٌ ******* وتَدانٍ يَطوي فصولَ الفُراقِ
واستماعٌ لما نَصَحْتَ حَذيراً ******* مِن هَيامٍ بسُلطةِ والتصاقِ
يا أبا جعفرٍ عَليكَ التَّحايا ******* من جميعِ الفِجاجِ والأعماقِ
طيَّبَ الله تربةً أنتَ فيها ******* مُستريحٌ من فتنةٍ وانزلاقِ
أنتَ علَّمتَ واجتهدتَ غيوراً ******* فسقاكَ الإلهُ خيرَ السَّواقي
كأسَ طه والمرتضى وبتولٍ ******* والشَهيدَينِ والنُّجومِ البواقيِ
نمَ قريراً فقد مضيتَ شهيداً ******* تستحِثُّ الخُطى بعزمِ الحِقاقِ
فتلقَّى نِداكَ حَشْدٌ كريمٌ ******* صانَ باسمِ القديرِ شعبَ العراقِ
باقرَ الصدرِ كُنْ مدى الدّهرِ طُهْراً ******* ورُواءً مِنْ نهرِنا الرَقراقِ
بقلم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي