وفي حوار مع وكالة فارس قال العميد جواني: استشهاد الفريق قاسم سليماني حادثة متعددة الأبعاد يجب مناقشتها من جوانب مختلفة، فقد ترك الحادث تداعيات على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، لان عملية الاغتيال التي ارتكبتها أميركا بهذه الإحداثيات هو في الأساس استثناء، فاميركا دولة إرهابية، في الأساس، قادة الإرهابيين في العالم هم الأميركيون والكيان الصهيوني، لكن تنفيذ هذا الاغتيال بهذه الإحداثيات كان موضوعًا جديدًا، وربما ما قام به ترامب وأمر به ثم افتخر بعملية الاغتيال، هو اعتقاده أن اغتيال شخص ألحق الهزائم الرئيسية باميركا خلال اسنوات الماضية، سيؤدي الى اضعاف وانهيار المقاومة، وبالتالي تحقيق انتصارات أمريكية في المنطقة.
واعتبر العميد جوان ان هزيمة الرئيس الاميركي السابق ترامب في الانتخابات الرئاسية، يعني مؤشرا على الاهداف الاميركية في اغتيال الشهيد قاسم سليماني.
وتابع قائلاً: العملية التي مرت بها المقاومة منذ استشهاد الفريق سليماني حتى اليوم هي عملية تثبيت القوة وتطويرها، بعبارة أخرى، لم يضعف استشهاد الفريق سليماني محور المقاومة فحسب، بل ان دماء هذا الشهيد وخاصة رفيقه الشهيد أبو مهدي المهندس ومن حوله تسببوا لإيجاد حياة جديدة في المقاومة، وهذه الحياة الجديدة والروح الجديدة جعلت المقاومة أكثر ديناميكية، وفي الحقيقة أن الشهيد سليماني أخطر اليوم (على اميركا) من الفريق سليماني نفسه.
وبشأن القضايا الاقليمية، قال القيادي في الحرس الثوري: اذا أردنا دراسة قضايا العراق وسوريا ولبنان واليمن ، فإننا نرى أنه في كل هذه المناطق، أعد الأمريكيون خططًا في عهد الفريق سليماني واتخذوا خطوات للأمام، وظنوا أن الخطوات ستتسارع مع استشهاده، لكن كل هذه الخطط توقفت وتراجعت، فعلى سبيل المثال، أرادوا إضعاف مكانة إيران في العراق وإضعاف الحشد الشعبي والتحريض ضد المقاومة في العراق، واعتبار اميركا هي المنقذة وتدعم التيارات المعادية للمقاومة، لكننا رأينا بعد اسشهاد سليماني مباشرة، ان البرلمان العراقي أصدر قراراً لم يكن من الممكن أن يتم بسهولة اثناء تواجد الفريق سليماني على قيد الحياة، لكن استشهاده فعل ذلك.
ومضى يقول: في مجالات أخرى والاحداث التي شهدتها الولايات المتحدة نفسها أو في داخل البلاد، شاهدنا أيام الله التي حدثت مع استشهاده، واليوم نرى أن المقاومة وثقافة التضحية في المجتمع أصبح أكثر بروزاً، فقد حاول أعداؤنا جاهدين تقوية الفكر المناهض للمقاومة وثقافة التضحية بالنفس والاستشهاد في هذه الحرب الناعمة، إلا ان استشهاد الفريق سليماني أحبط العديد من هذه الخطط، وتعززت هذه الثقافة بطريقة بحيث انتشرت صورة الشهيد سلماني في مختلف مناطق العالم، وفي الأساس أصبحت المقاومة أكثر صلابة وأصبحت قيمة نفوذ إيران الاقليمي معروفاً بشكل أفضل.
وأردف يقول: بعبارة اخرى اذا قال الأميركيون اليوم إن خطر نفوذ ايران الإقليمي أكبر من النووي والصاروخي، والايحاء بإن وجود إيران في المنطقة من شأنه أن يسبب الاضطراب وعدم الاستقرار، فإن استشهاد الفريق سليماني ازاح الستار، وعرفت الشعوب اكثر التأثير الإقليمي لايران كعامل استقرار في المنطقة.
واختتم العميد جواني قائلاً: لذلك نحن اليوم على الرغم من فقدان الفريق سليماني باعتباره خسارة لنا بمعنى لم يعد لدينا هذا القائد العظيم، لكن لأن هذا الشخص جاهد في سبيل الله، فإن دمه يبث الحياة ونرى بركات هذه الشهادة في المجتمع.