وأوضح عبدالسلام لقناة المسيرة في حلقة سياسية خاصة بالذكرى السادسة للصمود، أن فشل قوى العدوان عسكريا وأخلاقيا وإنسانيا كان نتيجة لصمود الشعب اليمني في وجه العدوان.
ولفت إلى أن الجهود السياسية استطاعت أن تواكب العمل العسكري والاجتماعي والإنساني في تحقيق المكاسب وإثبات حرصنا على السلام.
وأفاد بأن سبب عدم إحراز تقدم في الملف السياسي هو الفشل العسكري لقوى العدوان ومحاولته فرض حلول سياسية للوصول إلى ما فشل في تحقيقه عسكري.
وقال عبدالسلام "العُقد التي واجهت الملف السياسي مرتبطة بعدم وجود توجه حقيقي لدول العدوان لوقف الحرب ورفع الحصار، بل محاولات لكسب الوقت وتجزئة الاتفاقات".
وأضاف أن الموقف الأميركي والبريطاني والفرنسي وغيرهم مرتبط برؤيتهم للحرب على اليمن أنها سوق لبيع الأسلحة، مشيرا إلى أن هناك دول تبيع المواقف السياسية لدول العدوان سواء في مجلس الأمن أو المنظمات الحقوقية.
وبين أن فشل قوى العدوان في تحقيق أهدافها يجعلها ترى وقف الحرب ورفع الحصار خسارة لهم.
وأكد رئيس الوفد الوطني أن صلابة الموقف الوطني ورفض التنازل في المواقف المبدئية على المستوى الوطني والإقليمي كان من العوامل التي لم تسمح لقوى العدوان بالوصول إلى حل يرضيها، لافتا إلى أن العدوان فُرض علينا ويجب أن يرفع من الذين فرضوه.
وتابع قائلا: "الأعمال العسكرية والإنسانية والسياسية تفرض متغيرات في المفاوضات، وكلما صمد شعبنا كان موقفنا التفاوضي جيدا".
وحول معركة مارب أكد عبدالسلام أن الانزعاج منها سببه أن أي جبهة يتقدم فيها الجيش واللجان الشعبية تثير انزعاج أميركا وبريطانيا والدول المشاركة في العدوان، مشيرا إلى أن مارب منطقة عسكرية منذ بداية الحرب ومنها انطلقت عمليات لاستهداف صنعاء والجوف والبيضاء.
وقال "قدمنا مبادرة النقاط التسع فيما يتعلق بمأرب والطرف الآخر رفضها كما يرفض الحل في اليمن بشكل عام".
وأضاف أن معركة مأرب حصلت باعتبار وجود قوات أجنبية وعناصر تكفيرية فيها، ولأنها مركز عملياتي كبير لاستهداف كل المناطق المجاورة لها، مؤكدا أن مواجهة العدوان والاحتلال ضرورة أينما وجد في اليمن، ومعركة مارب تأتي في هذا الإطار وليس في إطار تحسين شروط التفاوض.
وبخصوص الموقف الأميركي أوضح محمد عبدالسلام أنه لم يتغير في مضمونه منذ عهد أوباما وترامب، ولا زال الموقف الداعم للسعودية والمشارك في الحرب ومن يقود الحصار، لافتا إلى أن الموقف الأميركي يختلف بين إدارة وأخرى من حيث الأسلوب والاستهلاك الإعلامي وإصدار التصريحات، وفي المضمون لم نلمس أي تغير.
وأكد أن عمليات الرد على العدوان واستهداف الدول المعتدية على اليمن ستساهم في الوصول إلى الحل السياسي.
وأشار إلى أن التواصل مع الأميركيين يتم عبر سلطنة عمان التي تنقل الرسائل بيننا وبينهم، لافتا إلى أنه لا مشكلة لدينا في اللقاء المباشر مع الأميركيين باعتبار أنهم من يقود العدوان علينا، لكن نتحفظ عن اللقاءات عندما تكون لمجرد اللقاء.
وأضاف "رفضنا اللقاءات مع المبعوث الأممي لأنها باتت تحصل قبل إحاطته لمجلس الأمن فقط"، مشددا على أن المطلوب من السعودية أن توقف العدوان وترفع الحصار، وبعدها يمكن الذهاب نحو بناء علاقات إيجابية قائمة على حسن الجوار.
وأوضح أنه كلما تحرك الجيش اليمني واللجان الشعبية لاستهداف القوات الأجنبية وإيجاد حالة ردع مع السعودية فإن الحلول السياسية تتقارب بشكل كبير.
ولفت إلى أن استمرار العدوان والحصار أمر مؤلم لكن لا خيار لنا سوى المواجهة، والمواجهة هي الخيار الأشرف لنا وللأجيال القادمة.