اسمه وكنيته ونسبه (1)
الإمام أبو عبد الله، الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
من ألقابه
سيّد الشهداء، سيّد شباب أهل الجنّة، الشهيد، الرشيد، المبارك، السبط، أبو الأئمّة.
أُمّه
فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ص).
ولادته
ولد في الثالث من شعبان عام 4ﻫ بالمدينة المنوّرة.
بكاء النبي (ص) عند ولادته
لمّا بُشّر رسول الله(ص) بسبطه المبارك، خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة (عليها السلام)، وهو ثقيل الخطوات، وقد ساد عليه الحزن، فنادى: «يَا أَسْمَاءُ هَلُمِّي ابْنِي. فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ، فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى، وَأَقَامَ فِي الْيُسْرَى، وَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ فَبَكَى.
فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مِمَّ بُكَاؤُكَ؟ قَالَ: عَلَى ابْنِي هَذَا. قُلْتُ: إِنَّهُ وُلِدَ السَّاعَةَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ مِنْ بَعْدِي، لَا أَنَالَهُمُ اللهُ شَفَاعَتِي. ثُمَّ قَالَ: يَا أَسْمَاءُ، لَا تُخْبِرِي فَاطِمَةَ بِهَذَا، فَإِنَّهَا قَرِيبَةُ عَهْدٍ بِوِلَادَتِه»(2).
عمره وإمامته
عمره 57 عاماً، وإمامته 11 عاماً.
حروبه
شارك في جميع حروب أبيه الإمام علي (ع)، وهي: الجمل، صفّين، النهروان، وكان(ع) قائداً على جيش الإيمان ضدّ جيوش الكفر والضلال في معركة كربلاء (واقعة الطف).
من زوجاته
شهر بانو بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، الرباب بنت امرئ القيس الكلبي، ليلى بنت أبي مُرّة الثقفية، أُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية.
من أولاده
1ـ الإمام علي زين العابدين(ع).
2و3ـ علي الأكبر وعبد الله الرضيع (علي الأصغر) «استُشهدا في واقعة الطف».
4ـ رقية «تُوفّيت بالشام وهي طفلة أسيرة».
5ـ سكينة، كان الإمام الحسين(ع) يُحبّها كثيراً، حيث قال:
«لعمرُكَ إنَّنِي لأُحبُّ داراً ** تكونُ بها سُكينةُ والربابُ
أُحبُّهُما وأبذلُ جُلَّ مالي ** وليسَ لعاتبِ عندِي عتابُ»(3).
6ـ فاطمة، قال عنها الشيخ النمازي الشاهرودي: «وبالجملة، لا نظير لها في التقوى والكمال والفضائل والجمال، ولذلك تُسمّى الحور العين»(4).
إخبار النبي (ص) بقتله
قال الإمام الصادق(ع):
«إِنَّ جَبْرَئِيلَ(ع) نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ (ص) فَقَالَ لَه: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَه يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُه أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ. فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ وعَلَى رَبِّيَ السَّلَامُ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقْتُلُه أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي. فَعَرَجَ ثُمَّ هَبَطَ (ع) فَقَالَ لَه مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ وعَلَى رَبِّيَ السَّلَامُ لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ تَقْتُلُه أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي. فَعَرَجَ جَبْرَئِيلُ (ع) إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ هَبَطَ فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ويُبَشِّرُكَ بِأَنَّه جَاعِلٌ فِي ذُرِّيَّتِه الإِمَامَةَ والْوَلَايَةَ والْوَصِيَّةَ. فَقَالَ: قَدْ رَضِيتُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى فَاطِمَةَ أَنَّ اللَّه يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقْتُلُه أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْه: لَا حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ مِنِّي تَقْتُلُه أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا: أَنَّ اللَه قَدْ جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِه الإِمَامَةَ والْوَلَايَةَ والْوَصِيَّةَ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْه: أَنِّي قَدْ رَضِيتُ»(5).
استشهاده
استُشهد (ع) في 10 محرّم 61ﻫ بواقعة الطف، ودفنه نجله الإمام زين العابدين(ع) في كربلاء المقدّسة.
كيفية استشهاده
بقي الإمام الحسين (ع) بعد شهادة أصحابه وأهل بيته وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين، فتقدّم (ع) نحو القوم مصلتاً سيفه، فلم يزل يقتل كلّ مَن برز إليه حتّى قتل جمعاً كثيراً.
ثمّ صاح عمر بن سعد قائد الجيش الأموي: هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتّال العرب، احملوا عليه من كلّ جانب، فحملوا عليه، وهو يقاتلهم ببأس شديد، وشجاعة لا مثيل لها.
ولمّا ضعف عن القتال وقف ليستريح، فرماه رجل بحجر على جبهته، فسال الدم على وجهه، فرفع ثوبه ليمسح الدم عن عينيه، رماه آخر بسهم له ثلاث شعب وقع على قلبه، فأخرجه من قفاه، وانبعث الدم كالميزاب.
ثمّ ضربه رجل على كتفه الأيسر، ورماه آخر في حلقه، وضربه آخر على عاتقه، وطعنه رجل في ترقوته، ثمّ بدر إليه شمر بن ذي الجوشن فرفسه برجله، وجلس على صدره، وقبض على شيبته المقدّسة، وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة، واحتزّ رأسه المقدّس(6).
فضل زيارته (7)
وردت روايات كثيرة في فضل زيارة الإمام الحسين(ع)، منها:
1ـ قال رسول الله(ص): «مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ(ع) بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَهُ الجَنَّة».
2ـ قال الإمام الصادق(ع): «زِيَارَةُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ(ع) وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ يُقِرُّ لِلْحُسَيْنِ بِالْإِمَامَةِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».
3ـ قال الإمام الصادق(ع): «زِيَارَةُ الحُسَيْنِ(ع) تَعْدِلُ مِائَةَ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ، وَمِائَةَ عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَة».
رثاؤه
ممّن رثاه السيّد رضا الهندي (رحمه الله) بقوله:
«لَم أَنسهُ إذ قَامَ فِيهمْ خَاطباً ** فَإذَا هُمُ لا يَملكونَ خِطابا
يَدعُو أَلَسْتُ أنا ابنُ بِنتِ نَبيِّـكُم ** ومَلاذُكُم إن صرفُ دهرٍ نابا
هَل جِئتُ في دِينِ النَّبيِّ ببدعةٍ ** أم كُنتُ في أحكامِهِ مُرتابا
أمْ لَمْ يُوَصِّ بِنَا النَّبيُّ وأودعَ ** الثّقلينَ فِيكُم عِترةً وكتابا
إنْ لَمْ تَدينُوا بالمعادِ فَرَاجعُوا ** أحْسَابَكُم إنْ كُنتُمُ أعرابا
فغَدَوْا حَيَارَى لا يَرَوْنَ لِوَعظِهِ ** إلَّا الأسنّةَ والسِّهامَ جَوابَا
حَتَّى إذا أَسِفَتْ عُلوجُ أُمَيَّةٍ ** أنْ لا تَرَى قَلبَ النَّبيِّ مُصابا
صَلَّتْ على جِسمِ الحُسينِ سُيوفُهُم ** فَغَدَا لِسَاجدةِ الظُّبَا مِحرابا
ومَضَى لَهيفاً لَم يَجِدْ غَيرَ القَنا ** ظِلّاً ولا غيرَ النَّجيعِ شَرابا
ظَمآنَ ذَابَ فُؤادُهُ من غلّةٍ ** لو مَسَّت الصَّخرَ الأصَمَّ لذابا
لَهفي لجِسمِكَ في الصَّعيدِ مُجرَّداً ** عُريانَ تَكسُوهُ الدِّماءُ ثِيابا
تَرِبَ الجَبينِ وعينُ كلِّ موحّدٍ ** وَدَّتْ لِجِسمِكَ لو تَكونُ ترابا
لَهفي لرأسِكَ فوقَ مَسلوبِ القَنا ** يَكْسُوهُ مِنْ أنوارِهِ جِلبابا
يَتلُو الكِتابَ على السِّنانِ وَإِنَّما ** رَفَعُوا بهِ فوقَ السِّنانِ كتابا»(8).
ــــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: إعلام الورى بأعلام الهدى 1/ 419.
2ـ عيون أخبار الرضا 2/ 29 ح5.
3ـ مقاتل الطالبيين: 59.
3ـ مستدركات علم رجال الحديث 8/ 593 رقم 18140.
4ـ الكافي 1/ 464.
5ـ اُنظر: مقتل الإمام الحسين للكعبي.
6ـ الإرشاد 2/ 133.
7ـ ديوان السيّد رضا الهندي: 42.