وجاء في القصيدة:
كاظمَ الغيظِ يا جهاداً توالى ****** بنَقاءٍ أهدى الأنامَ كمالا
يا إمامي موسى بنَ جَعفرَ حاشى ****** أنْ يُزيلَ الطغاةُ صرحاً تلالا
كاظمَ الغيظِ ما أفَلْتَ إماماً ****** ولواءاً يستنهضُ الأبْطالا
هل اُناجيكَ أم طلبْتُ المُحالا ****** أم تُراني لستُ المُبوَّأَ حالا
جِئْتُ أسعى إلى رِحابِكَ شوقاً ****** فأضِفني يا ضائفاً أجيالا
يا عظيما لوَّى الخُطُوبَ عِناناً ****** أنتَ بالصبرِ قد سَمَوتَ جلالا
وعبَدْتَ الإلهَ حقّاً يقيناً ****** وتواضَعْتَ بلْ سَهُلْتَ مَنالا
آلُ طه هم سادةُ الدينِ نصَّاً ****** هم حِمانا نوُدُّهم إجلالا
ما عرِفنا لبيتِ أحمدَ وَهناً ****** قادةُ الخيرِ والثِّقاةُ مَقالا
أيها الكاظمُ العظيمُ مقامَاً ****** دُمْتَ عَوناً للطالبينَ نَوالا
أنتَ عينُ البصيرِ ترنُو رؤُوفاً ****** وتواسي العِبادَ جُودَاً زُلالا
والمطاميرُ للعُيونِ جُفُونٌ ****** ومَعينُ الكرامِ يَروي الجِبالا
لم يَخَلْ هارونُ عَسفاً وجهلاً ****** أن بَدْراً هو التمامُ اغتالا
لم تُغيِّبْهُ ظُلمةُ السِّجنِ نُكراً ****** وقِبابُ السُّراةِ خيرٌ مِثالا
تلكَ بغدادُ تزدهي كبرياءً ****** وهي بالكاظِمَينِ أحلى وصالا
آهُ يا سيدي الامامُ المُفدّى ****** أنتَ صوتٌ بالتضحياتِ تعالى
قد جعلتَ السجونَ مأوى اطِّهارٍ ****** لأُناسٍ خاضُوا الحياةَ ضلالا
وأنَرْتَ القُلوبَ حُبّاً ورِفقاً ****** فغدا ساجِنُوك طِيْبا خِصالا
كيف يَجفُون ابنَ طه عفيفاً ****** كاظمُ الغيظِ والصبورُ احتمالا
أرْكعَ السِّجنَ والحديدَ حبيساً ****** تلكَ أصفادُهُ انبثقنَ نِضالا
ايها الطاهرُ الذي أنتَ نورٌ ****** يا حِمى الدينِ والهَصُورُ فِعالا
لم تمالِ الطغاةَ مُلكاً عضُوضاً ****** فتقلَّبْتَ في السُجونِ انتِقالا
وجعلتَ السُّجودَ أُنْسَ إمامٍ ****** زُجَّ في غَيهَبِ السجونِ نَكالا
وبطامُورةٍ تقصُّ علينا ****** كيفَ أنَّ الطُّغاةَ ضامُوا الكمالا
آلَ طه وفاطمٍ وعليٍّ ****** وسراةُ الأنامِ نَهجا حَلالا
يومَ نادَوا ونعشُكَ الطُّهْرُ أرضاً ***** يا موالُونَ : كاظمُ الغيظِ زالا
ما صدقتُمْ يا قاتِلينَ إمامي ****** إنَّ موسى سمّمتُمُوهُ اغتيالا
فارقَتْ روحُهُ الحياةَ شهيداً ****** فغدا قبرُهُ يفيضُ انتهالا
ينهلُ الظامئونَ مِنهُ ارتواءً ****** ويطُوفون بالضريحِ ابتهالا
آلُ طه دامُوا مَدارسَ وحيٍ ******
فهم الشمسُ لن تغيبَ ارتِحالا
الإعلامي حميد حلمي البغدادي