وتتصدر قمة الترجي التونسي ونادي الزمالك المصري، التي تقام مساء السبت على ملعب رادس الأولمبي، ضمن المجموعة الرابعة، في مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، إذ يسعى الفريقان إلى تزعم المجموعة وقطع أولى الخطوات على درب التأهل للدور ربع النهائي.
ويلتقي الترجي والزمالك للمرة الثانية عشرة في تاريخ مواجهات الفريقين، وللمرة التاسعة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا بعد أن كانا التقيا للمرة الأولى في نهائي نسخة عام 1994 من دوري الأبطال التي كانت تسمى كأس إفريقيا للأندية البطلة.
ويملك قطبا الكرة التونسية والمصرية سجلا حافلا بالألقاب القارية، إذ توجا معا بثمانية عشر لقبا قاريا من بينها 9 ألقاب لدوري أبطال إفريقيا.
وتوج الزمالك بدوري الأبطال في خمس مناسبات سنوات 1984 و1986 و1993 و1996 و2002 أما الترجي فقد أحرز هذا اللقب أربع مرات وذلك أعوام 1994 و2011 و2018 و2019 كما سبق لكل منهما أن توج بكأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس وبكأس الكونفدرالية وكأس السوبر الإفريقي.
وتختزل قمة ملعب رادس الأولمبي، قصة مثيرة من المواجهات السابقة التي تميزت بالتشويق والتنافس الكبير حيث يملك الزمالك أسبقية طفيفة على حساب منافسه بثلاثة انتصارات مقابل انتصارين للترجي التونسي فيما حسم التعادل أربع مواجهات.
وفضلا عن المواجهات العديدة، على مر التاريخ في دوري أبطال إفريقيا، التقى الترجي والزمالك في العام الماضي في كأس السوبر الإفريقي الذي آل في أعقابه اللقب لفريق القلعة البيضاء بعد الفوز بثلاثة أهداف لهدف واحد.
وسبق للترجي أن توج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة لأول مرة في تاريخه وذلك في العام 1994 بفضل فوزه في مباراة إياب الدور النهائي على الزمالك بنتيجة (3ـ 1) بعد أن انتهى لقاء الذهاب دون أهداف.
وخلال تلك النسخة من أمجاد الكؤوس الإفريقية، برز الترجي التونسي والزمالك المصري كأفضل فريقين في القارة السمراء، لكن الفريق التونسي تمكن من إحراز اللقب بفضل فوزه في مباراة لا تزال خالدة، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
ويذكر نجم الترجي السابق، وأحد صانعي التتويج القاري، محمد علي المحجوبي، تلك المباراة بتفاصيلها ليؤكد أنها ترجمت في ذلك الوقت سيطرة الترجي على الكرة الإفريقية بفضل ما كان يضمه في صفوفه من لاعبين مميزين.
وقال المحجوبي في تصريح له: "كانت مباريات الترجي والزمالك ولا تزال من أبرز المواجهات في مسابقات الأندية في إفريقيا، فالمنافسة لا تزال حتى الآن تحتفظ إثارتها بفضل عراقة كل الفريقين اللذين يعتبران بشهادة كل الملاحظين أبرز المراهنين على زعامة الكرة الإفريقية."
وتابع المحجوبي: "للترجي قصة طويلة وتاريخ كبير ومليء بالمواجهات المثيرة لا فقط مع الزمالك وإنما مع الأندية المصرية بوجه عام، ومنها الأهلي والإسماعيلي، ولكن أعتقد أن نهائي نسخة 94 كان المواجهة الأفضل والتي ما زالت أعتبرها أفضل المباريات التي خضتها مع الترجي طيلة مسيرتي."
وبخصوص المواجهة التي ستجمع الفريقين مساء السبت ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات، قال المدافع الدولي السابق لمنتخب تونس، في تصريح له أن "المباراة تكتسي طابعا ثأريا رياضيا لبطل تونس الذي يسعى إلى تعويض إخفاقاته الأخيرة أمام غريمه التقليدي خصوصا بعد أن خسر الموسم الماضي رهانين متتاليين وهما دوري الأبطال وكأس السوبر وذلك في أقل من شهر."
وأضاف: "الترجي يمر بفترة شك في الأشهر الماضية بعد أن غاب عنه الإقناع حتى في حالة الانتصار، ولكن مثل هذه المباريات عادة ما تشكل فرصة للجهاز الفني واللاعبين لتقديم أفضل مستوياتهم وتأكيد جدارتهم بلعب الأدوار الأولى في المسابقة."
بدوره قال مهاجم الترجي، أنيس البدري، أن مواجهة الزمالك تكتسي أهمية كبيرة على درب التأهل للدور ربع النهائي ولكنها لن تكون سهلة بحسب قوله.
وقال البدري، العائد للفريق الأحمر والأصفر، بعد تجربة خاطفة في نادي اتحاد جدة السعودي، إن قراره تجديد العهد مع ناديه السابق يحمل عدة تحديات أبرزها التتويج بدوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في مسيرته بعد الفوز بهذا اللقب في 2018 و2019 وأن الفوز على الزمالك يوم السبت سيكون بمثابة الخطوة المهمة لاستعادة الثقة ومواصلة رحلة البحث عن المجد القاري بحسب قوله.
وقبل لقائهما يوم السبت، يتصدر الترجي التونسي ترتيب المجموعة الرابعة من دوري الأبطال برصيد أربع نقاط فيما يحتل الزمالك المصري ونادي مولودية الجزائر المركز الثاني بنقطتين ويتذيل نادي تانغيث السينغالي المجموعة بنقطة واحدة.