ولدى استقباله وفد وزارة الداخلية العراقية رحب عبد الرضا رحماني فضلي بالوفد العراقي، مؤكدا أن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق لا تندرج في إطار الاتفاقات ومذكرات التفاهم. وقال إن العلاقات بين البلدين تقوم على المعتقدات والقواسم المشتركة الثقافية والدينية والدينية. نحن نحب الشعب العراقي مثل شعبنا، وكذلك شعبنا يحب جدًا الشعب العراقي.
وأشار رحماني فضلي، إلى أننا حاولنا توسيع العلاقات بين البلدين خلال السنوات القليلة التي أمضيتها في وزارة الداخلية واضاف: "يمكن لوزارة الداخلية العراقية ووزارة الداخلية الإيرانية لعب دور مهم للغاية في تعزيز العلاقات بين البلدين".
وتابع وزير الداخلية بالقول إنه كان لدينا تعاون جيد للغاية وفعال مع وزيري الداخلية العراقيين السابقين وقال: "نأمل في تعزيز علاقاتنا وتطويرها وتوسيع نطاقها في امتداد التعاون السابق".
وأشار إلى مجالات مكافحة الإرهاب وقال: "في هذا المجال كان البلدان نشيطين للغاية. وبناء على طلب الحكومة العراقية، كلما طلبوا المساعدة والمشورة، بذلت إيران قصارى جهدها لمساعدة الشعب العراقي والحكومة".
وشدد وزير الداخلية على أن الأصدقاء والأعداء على حد سواء يعترفون بأن التعاون بين إيران والعراق تسبب في هزيمة داعش والقوى الإرهابية الأخرى هناك وان دماء شهداء إيران والعراق مختلطة في مكافحة الإرهاب وكانت دماء الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، شهادة عظيمة على شرعية جهاد الشعب العراقي ودعم إيران في محاربة الإرهاب وزيف النظام الأميركي ومن دعم الإرهاب.
وأضاف ان الحفاظ على القيم الدينية والامانة التي وصلت الينا من دماء الشهداء والتي هي سلام العراق وأمنه واستقراره ورفعة الشعب، هي واجب الحكومة العراقية وكذلك واجبنا كصديق لكم.
وأشار رحماني فضلي إلى اجتماعات الوفد العراقي في إيران خلال الأيام الثلاثة الاخيرة وقيّم هذه الاجتماعات بشكل إيجابي للغاية وقال انه بامكاننا تعزيز تعاوننا اكثر من السابق في مجال التعاون الامني بين البلدين ومكافحة الإرهاب والأمن وحركة المرور عبر الحدود وتهريب المخدرات والرعايا.
وقال ان من أهم أوجه التعاون بين الوزارتين موضوع ذكرى أربعين الامام الحسين (ع) وان الأربعين للشعبين الايراني والعراقي هي مسألة إيمان واعتقاد وثقافة، والتي بامكانها تعزيز العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر.
وأكد وزير الداخلية: "لا نعتبر التعاون في الأربعين مجرد عمل إداري عادي بين البلدين، لكننا نعتبره واجبًا دينيًا وخطوة لكسب الثواب من الله تعالى".
وتابع رحماني فضلي: "نتمنى من الله تعالى وببركة دم الإمام الحسين (ع) والأئمة الطاهرين أن يعود هذا النشاط والجهود التي تبذل لخدمة زوار الإمام الحسين وأبو الفضل العباس بالبركة والتنمية والأمن والازدهار لشعبي البلدين".
وقال إنه في اخر عام من توجه الزوار الايرانيين إلى الأربعين، شارك نحو ثلاثة ملايين زائر في هذه المراسم بالعراق، مضيفًا: "نحن على يقين من أنه إذا كانت الظروف مناسبة وتوفير ظروف اكبر عبر تفعيل المزيد من القدرات وتطوير المرافق، بما في ذلك خط سكك الحديد المتفق عليه، والذي سيكتمل قريباً وتوسيع الطرق من مهران وكرمانشاه وخوزستان إلى المدن العراقية، سيزيد عدد الزوار إلى 5 ملايين.
بدوره صرح المستشار الاعلى لوزير الداخلية العراقي، انه يقوم بزيارة ايران لاجراء مفاوضات وابرام اتفاق للتعاون الامني بين البلدين.
واوضح الفرهود خلال اللقاء مع وزير الداخلية، ان الوفد المرافق له يضم رؤساء الاقسام المختلفة في الداخلية العراقية حيث قد اجروا مباحثات خلال الايام الماضية مع نظرائهم الايرانيين، على ان يتم حسم الاتفاق المرتقب ومتابعة الاجراءات لتوقيعه فور العودة الى العراق.
واكد المسؤول العراقي بدوره، ان هذا الاتفاق لا يجسد التعاون العريق بين طهران وبغداد؛ لافتا الى ان ايران بادرت على وجه السرعة الى دعم العراق عقب الهجمات التي شنتها الجماعات الارهابية وداعش.
واوضح الفرهود، ان العلاقات بين ايران والعراق تنبع من الخطر المشترك التي يواجه كلا البلدين.