الفصل السابع مرفوض
السيد نصر الله وفي بداية كلمته بذكرى القادة الشهداء أعلن أن حزب الله لا يقبل من أحدٍ الحديث عن قرار فصل سابع مهما كان السبب كما لا يمكنه المجاملة في ذلك، مشدداً على أن الحديث عن التدويل أيضاً من خلال أخذ الملف اللبناني إلى الأمم المتحدة يضر بلبنان وسيادته ويعقد الأمور فيه.
وأضاف أن التدويل قد يكون غطاءً لاحتلال جديد والدول التي يدعونها، والتي لن تقدم مصحلة لبنان أولاً لأن لديهم مصلحة "إسرائيل" أولاً.
فشل الحملة ضد حزب الله
سماحته لفت إلى جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة، وهو أمر يعبر عن أصحابه، كما أن الذي يشتم يعبر عن ضعف وعجز.
ودعا جمهور المقاومة ومحبوها إلى عدم المقابلة بالمثل فيما يتعلق بالسباب، مشدداً على أننا أقوياء ولسنا محبطين لكي نقابل هذه الحملات التي لا تؤثر علينا بالمثل.
وأوضح في هذا السياق، أن ما يجري ضد حزب الله من اتهامات هو خارج كل الأعراف والشرائع والقواعد القانونية. وكذلك التعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته.
السيد نصر الله وإذ أكد وجود استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، شدد على أن الحملة فشلت في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها.
وأشار إلى أن الكيان "الإسرائيلي" يقتل اليهود أنفسهم من أجل خدمة مشروعه وقد قام بعمليات قتل كثيرة في دول مختلفة بحق اليهود الذين رفضوا الذهاب إلى فلسطين.
لإعلان نتائح مرفأ بيروت
أما عن قضية انفجار مرفأ بيروت جدد السيد نصر الله موقفه بأن من واجب الجهة المعنية في القضاء اللبناني الإعلان عن نتائج التحقيق.
وأكد سماحته أن البعض قال أن قيمة التأمينات المستحقة لعوائل الشهداء والمتضررين قد تصل إلى 1.2 مليار دولار. بينما يقول بعض عوائل الشهداء أن شركات التأمين ترفض دفع بدلات التأمين قبل معرفة حقيقة ما حصل، كما أن بعض الشركات تعرض 30% فقط من قيمة التأمين.
في التشكيل الحكومي
وفي الشأن الحكومي، أوضح السيد نصر الله أن لا أحد في لبنان لا يريد تأليف حكومة جديدة، بينما هي كن مصلحة الجميع.
ورفض الكلام عن انتظار النووي الايراني واعتبره ممجوج ولا مكان له، لافتاً إلى أن انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، وأن الضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه.
كما شدد السيد نصر الله على أنه من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية.
وبيّن تفهم حزب الله لمطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل، بينما عدم تفهمه الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، فيما تعتقد بعض الشرائح أن الهدف من ذلك هو إلغاءها.
تفاهم مار مخايل
السيد نصر الله أشار إلى العلاقة مع التيار الوطني الحر، قائلاً إن 15 عاماً مرت وهذا التفاهم صمد ومستمر على عكس التفاهمات والتحالفات في لبنان، محققاً مجموعة من المصالح للبنان والطرفين.
وأضاف أن حزب الله لا يوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار الوطني، والتي تعطي مادة للمتربصين، مؤكداً متانة العلاقة مع الحلفاء والحرص على تطويرها.
الجيوش الإلكترونية
وفيما يعنى بأدوات الحرب الناعمة، رأى السيد نصر الله أن هناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت في هذا السياق، إلى أن تل أبيب وواشنطن وحلفاؤهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً الكترونية لإثارة الفتن والخلافات، داعياً إلى الحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الاساءة.
ملفات إقليمية
إقليمياً، أشار السيد نصر الله إلى تطورات كبيرة تحصل في المنطقة، وإلى تأثر لبنان كجزء أساسي فيها بكل ما يجري.
وأوضح أن هناك قلق "إسرائيلي" وسعودي واضح حيال ملفات النووي الإيراني واليمن، في وقت يتقدم فيه الجيش اليمني واللجان الشعبية في كل الجبهات.
وعن سوريا، لفت إلى أن حديث الأميركيين أن مهمتهم لم تعد تشمل حماية النفط هناك ترافق مع إعادة إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً أن من هزم "داعش" سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدداً.
أما عن الإدارة الأميركية الجديدة، رأى السيد نصر الله أن أولوياتها هي الصين التي تشكل تهديداً كبيراً لها على المستوى الاقتصادي، بينما لا أحد يتحدث اليوم عن صفقة القرن التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراج نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة.
ولفت في هذا السياق، إلى أن موقف الشعبين المصري والأردني هو نموذج واضح لرفض التطبيع ينسحب إلى باقي الشعوب، كذلك ما زالت دول عربية واسلامية كالجزائر وتونس وباكستان صامدة ومتماسكة.
وأضاف أن أصحاب الأوهام كحكام السودان سيكتشفون أن التطبيع مع "إسرائيل" لن يحل مشاكلهم الاقتصادية.
وتوجه السيد نصر الله إلى رئيس أركان العدو الإسرائيلي بالقول "أننا لا نبحث عن مواجهة ولا عن حرب ولكن إن فرضتم حرباً سنخوضها"، مهدداً "إن قصفتم مدينة سنقصف مدينة وإن قصفتم قرى سنقصف المستوطنات".
الثورة الإسلامية
واستذكر السيد نصر الله الذكرى الـ42 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لافتاً إلى الجمهورية التي صمدت وتطورت على كل صعيد حتى باتت قوة إقليمية عظمى يحسب لها كل حساب.
واعتبر سماحته أن الثورة الإسلامية تشكل حجة على كل شعوب العالم بحضورها في الساحات للحفاظ على سيادتها وحريتها لتحجز لها مكاناً في الاقليم أو المنطقة.
القادة الشهداء
عن محطات الشهداء القادة رأى السيد نصر الله أن من جملة الصفات المشتركة بين القادة هي الذوبان في مشروع المقاومة حيث لم يكن لديهم أي هدف أو مشروع آخر. مشيراً إلى قدرات المقاومة الكبيرة والمتطورة اليوم بينما كانت في المرحلة السابقة مع الشهداء القادة في ظروف مختلفة، والذين تحملوها من أجل تطوير هذا المشروع.
السيد نصر الله أوضح أنه عندما كان جنوب لبنان يمتلىء بعشرات الاف الجنود "الإسرائيليين" كان الشيخ راغب حرب يرفض المصافحة، وكرس هذا الموقف سلاحاً شكل التحول إلى المقاومة المسلحة. كذلك كان هم الشهيد الحاج عماد مغينة تطوير هذه المقاومة كماً ونوعاً، والسيد عباس الموسوي التي كانت وصيته الأساس حفظ المقاومة.
وربطاً بواقعنا اليوم شدد السيد نصر الله على أننا بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع، كما أننا نحفظ وصية السيد عباس الموسوي بحفظ المقاومة وخدمة الناس.