الإمام الحسن العسكري في ظلّ أبيه عليهما السلام
كان شخوص الإمام الهادي مع ابنه الحسن العسكري عليه السلام من المدينة سنة (234هـ)(1)، ورافقه خلال مدة تواجده في سامرّاء البالغة عشرين سنة فيكون قد عاش الإمام الحسن العسكري عليه السلام في ظل أبيه اثنين وعشرين سنة حيث استشهد أبوه الإمام الهادي عليه السلام سنة (254هـ).
وقد عاش الظروف المأساوية القاسية التي كان يعيشها الإمام الهادي عليه السلام وشيعته والتي كانت تفرضها السلطة الغاشمة على الإمام عليه السلام وأتباعه من أجل إيقاف نشاط الإمام ونشاط أتباعه أو تحديده وتطويقه لئلاّ يتسع نشاط مدرسة أهل البيت عليهم السلام وتنتشر آثارهم بين جميع أبناء الاُمة الاسلامية ذلك النشاط الذي قد يؤدي إلى المواجهة معها ; لذا فهي كانت تعمد الى الاضطهاد والسجن والنفي والمتابعة وهي وسائل السلطات الجائرة على امتداد تاريخ الانسان.
طفولة متميّزة
روي أن شخصاً مرّ بالحسن بن علي العسكري عليهما السلام وهو واقف مع أترابه من الصبيان، يبكي، فظنّ ذلك الشخص أن هذا الصبيّ يبكي متحسّراً على ما في أيدي أترابه، ولذا فهو لا يشاركهم في لعبهم، فقال له: أشتري لك ما تلعب به ؟، فردّ عليه الحسن عليه السلام: «لا. ما للّعب خُلِقنا».
وبهر الرجل فقال له: لماذا خلقنا؟ فأجابه عليه السلام: «للعلم والعبادة».
فسأله الرجل: من اين لك هذا؟، فأجابه عليه السلام: من قوله تعالى ( أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً).
وبهت الرجل ووقف حائراً، وانطلق يقول له: ما نزل بك، وأنت صغير لا ذنب لك؟!!
فأجابه عليه السلام: «إليك عنّي، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلا تتقد إلاّ بالصغار، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنّم»(2).المصدر:
- اعلام الهداية، الامام الحسن بن علي العسكري (ع)، المولف: لجنة التأليف، تاريخ النشر: 1422 هـ، الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)
1- تاريخ الطبري: 7 / 519.
2- حياة الإمام الحسن العسكري: 22 ـ 23 عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام: 155.