(1)
حبيبة أحمدٍ زهراء عطفاً
ألا ابتهِجوا وبالأزهارِ جُودُوا ****** فمولِدُ فاطمٍ للخلْقِ عيدُ
حبيبةُ احمدٍ للدِّينِ حِصْنٌ ****** ومُدَّخَرٌ يَزيدُ ولا يبيدُ
وعِطرٌ قد تضوَّعَ بانتشارٍ ****** هدىً بِسَناهُ يغتنِمُ السعيدُ
وأفئدةٌ من الظلُماتِ تشكو ****** وأوديةٌ بها تشقى الوُرُودُ
وإنَّ بتولَ أحمدَ فخرُ نهجٍ ****** تُصانُ به المودَّةُ والحُدُودُ
ولَلْزَّهراءُ مَظهَرُ كلِّ طُهْرٍ ****** وكلُّ صفاتِها نُبْلٌ وجُودُ
أَقُولُ بمولدِ الزهراءِ شِعراً ****** وَلي بمحمدٍ والآلِ زُودُ
وزادُهُمُ ليومِ الحشرِ ذُخرٌ ****** بهِ أنجو اذا اقتربَ الوعيدُ
إلى الزهرا البتولِ سلامُ وُدٍّ ****** وإكبارٌ يسُرُّ لهُ الوُجودُ
فاُمُّ الطاهرينَ وِعاءُ صدقٍ ****** ومدرسةٌ وفاطمةٌ خُلودُ
سلامُ اللهِ يغمُرُها زكاةً ****** تطهَّرَ نسلُها وهُمُ اُسُودُ
وسيدّةً لها الساداتُ تدنو ****** رِقاباً فهي إخلاصٌ أكيدُ
ألا أعظِم بهِا بنتاً لطه ****** بها ابتهجتْ خديجةُ والسَّديدُ
ومكةُ والحطيمُ ومَنْ رآها ****** تشيرُ إلى السماءِ لِمَن يُعيدُ
فآلُ البيتِ معجزةُ البرايا ****** وهم حُجَجُ الإلهِ لِما يُريدُ
لنا البُشرى بميلادٍ تَنادَى ****** به الأكوانُ والفلَكُ الرّصيدُ
ففاطمةٌ حصيلةُ كلِّ بذلٍ ****** يُخلِّدُ قَدْرَهُ الرّبُّ المجيدُ
وفاطمةٌ هي الإقدامُ نُطقاً ****** على الدنيا اْعتلَتْ بفمٍ يَقُودُ
حبيبةَ أحمدٍ زهراءُ عَطفاً ****** أَغيثينا ببارقَةٍ تذودُ
فإنّا مَعشرَ الاسلامِ نرجو ****** هدىً نمضي بهِ لغدٍ يشيدُ
نلوذُ بفخرِكِ الميمونِ سِبطاً ****** هو المهديُّ والشرَفُ التليدُ
فما أحلى عطاءَكِ بنتَ طه ****** وما أشذى عبيرَكِ إذْ يسودُ
وما أمضى التمسُّكَ بانتظارٍ ****** يُفرَّجُ فيه عن اُمَمٍ تميدُ
فيا زوجَ الوصيِّ ومَنْ سِواهُ ****** لكِ كُفُؤٌ وأنتِ لهُ العضيدُ
ويا ريحانةَ المختارِ بِنتاً ****** قدِ استوصى بها طه الودودُ
ويا اُمَّ الائمةِ أنتِ نورٌ ****** ونهجٌ للرسالةِ لا يَحيدُ
إليكِ نزفُّ فرحتَنا بيومٍ ****** وُلِدْتِ به وفرحتُنا صُمودُ
فنحنُ على محجَّتِكُمُ ثباتٌ ****** وتضحيةٌ إذا اجترأَ الصَّدُودُ
نخلِّدُ يومَكَ الميمونَ صدقاً ****** ومرحمةً يُعَزُّ بها الشّريدُ
ونحنُ بيارقُ الإسلامِ عَوناً ****** تُناصرُ حيثما اكترَبتْ حُدودُ
(2)
عبقَت بطيب الجنة الزهراءُ
عَبَقَتْ بِطِيبِ الجَنَّةِ الزهراءُ ****** فتعطَّرتْ بشذائِها الأَرجاءُ
جاءَتْ الى الدُّنيا حبيبةُ أحمدٍ ****** صِدِّيقةً تهفُو لها الآلاءُ
فاستَبْشَرَ البيتُ العتيقُ ومكَّةٌ ****** وتسامَتِ الوِديانُ والبطحاءُ
وتهلَّلَ الهادي الأمينُ بنورِها ****** ولَنُورُ فاطمةِ البتولِ شِفاءُ
بِنتٌ مُطهرةٌ تفيضُ كرامةً ****** وصفيَّةٌ هي للبُدُورِ سَماءُ
بنتُ النبوَّةِ أَشرقَتْ مَولُودةً ****** سَطَعَتْ بوَجْهٍ يَعتلِيهِ بهاءُ
هي بِضعةُ المُختارِ سيدةُ النِّسا ****** مَرضيَّةٌ منصورةٌ شَمّاءُ
وزكيةٌ حُبِيَتْ بكلِّ قداسَةٍ ****** وكريمَةٌ للمكرُماتِ وِعاءُ
ولها مِنَ البَرَكاتِ ما لا ينتَهي ****** طُوبى لها إنَّ البَتُولَ سَناءُ
هي دَوحةُ النَسبِ الشريفِ أَرُومةً ****** عظُمَتْ أباً والكوثرُ الوضَّاءُ
جاءَتْ الى الدنيا تشاطِرُ أُمَّها ****** أعباءَ أحمدَ للحبيبِ هَناءُ
فخديجةُ الكبرى أعانَتْ فَذَّةً ****** خَيْرَ الورى فعَليُّ فالزهراءُ
وهناكَ مقدامْ أسَرَّ عُلُومَهُ ****** شيخٌ جليلٌ للنبيِّ وَقاءُ
حامَى عن البَيتِ الكريمِ مُجاهداً ****** لا يَنثني أبداً ولا يَستاءُ
بُشراهُ وهو يرى وليدةَ أحمدٍ ****** ونقيّةً مِنْ نسلِها الخُلَفاءُ
صلُّوا على ذُخْرِ النبيِّ مَودَّةً ****** إنَّ الصلاةَ على البتولِ دُعاءُ
ولَطُهْرُ فاطمةٍ يُجَلجِلُ آيةً ****** قُدسيةً منها الكمالُ يُضاءُ
صلَواتُ ربِّ العالمينَ تُظِلُّها ****** في جنَّةِ العلياءِ حيثُ تشاءُ
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي