الصوم والأيام الأربعة(1)
روى إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي(2) قال: اختلف أبي وعمومتي في الأربعة الأيام التي تصام في السنة فركبوا إلى أبي الحسن علي بن محمّد (عليه السّلام) وهو مقيم بصريا(3) قبل مسيره إلى سر من رأى فقال لهم:
جئتم تسألونني عن الأيام الّتي تصام في السنّة؟
فقالوا: ما جئناك إلاّ لهذا.
فقال: اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول، وهو اليوم الّذي ولد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واليوم السابع والعشرون من رجب، وهو اليوم الّذي بعث فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واليوم الخامس والعشرون من ذي العقدة، وهو اليوم الّذي دحيت فيه الأرض من تحت الكعبة، واليوم الثامن عشر من ذي الحجّة وهو يوم الغدير.
الصوم والصلاة وأثرهما(4)
إذا كانت لك حاجة مهمّة فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة واغتسل يوم الجمعة في أول النهار وتصدق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع ﻻ يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء وتصلّي أربع ركعات تقرأ في الأولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد وإذا وقعت الواقعة، وفي الرابعة الحمد وتبارك الذي بيده الملك فإن لم تحسنها فاقرأ الحمد ونسبة الرب تعالى: قل هو الله أحد، فإذا فرغت بسطت راحتيك إلى السماء وتقول:
اللّهم لك الحمد حمداً يكون أحق الحمد بك وأرضى الحمد لك وأوجب الحمد لك وأحب الحمد إليك، ولك الحمد كما أنت أهله وكما رضيت لنفسك وكما حمدك من رضيت حمده من جميع خلقك ولك الحمد كما حمدك به جميع أنبيائك ورسلك وملائكتك وكما ينبغي لعزك وكبريائك وعظمتك، ولك الحمد حمداً تكلّ الألسن عن صفته ويقف القول عن منتهاه ولك الحمد حمداً ﻻ يقصر عن رضاك ولا يفضله شيء من محامدك.
اللّهم لك الحمد في السراء والضرّاء والشدة والرخاء والعافية والبلاء والسنين والدهور، ولك الحمد على آلائك ونعمائك عليّ وعندي وعلى ما أوليتني وأبليتني وعافيتني ورزقتني وأعطيتني وفضلتني وشرفتني وكرّمتني وهديتني لدينك حمداً ﻻ يبلغه وصف واصفٍ، ولا يدركه قوله قائلٍ.
اللّهم لك الحمد حمداً فيما أتيته إليّ من إحسانك عندي وإفضالك عليّ وتفضيلك إيّاي على غيري، ولك الحمد على ما سويت من خلقي وأدّبتني فأحسنت أدبي منّاً منك عليّ لا لسابقة كانت منّي، فأيّ النعم يا رب لم تتخذ عندي، وأي الشكر لم تستوجب منّي، رضيت بلطفك لطفاً، وبكفايتك من جميع الخلق خلفاً.
يا رب أنت المنعم عليّ، المحسن المتفضل المجمل ذو الجلال والإكرام والفواضل والنعم العظام، فلك الحمد على ذلك يا رب، لم تخذلني في شديدة ولم تسلمني بجريرة، ولم تفضحني بسريرة، لم تزل نعماؤك عليّ عامة عند كل عسرٍ ويسر، أنت حسن البلاء عندي، ولك قديم العفو عني، أمتعني بسمعي وبصري وجوارحي وما أقلّت الأرض منّي.
اللّهم وإنّ أول ما أسألك من حاجتي وأطلب إليك من رغبتي وأتوسل إليك به بين يدي مسألتي وأتفرج به إليك بين يدي طلبتي الصلاة على محمد وآل محمد وأسألك أن تصلي عليه وعليهم كأفضل ما أمرت أن يصلّى عليهم كأفضل ما سألك أحد من خلقك وكما أنت مسؤول له ولهم إلى يوم القيامة.
اللّهم فصلّ عليهم بعدد من صلّى عليهم، وبعدد من لم يصلّ عليهم، وبعدد من ﻻ يصلّي عليهم صلاةً دائمةٍ تصلها بالوسيلة والرفعة والفضيلة، وصلّ على جميع أنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين، وصلّ اللّهم على محمد وآله وسلّم عليهم تسليماً كثيراً.
اللّهم ومن جودك وكرمك أنك تحب من طلب إليك وسألك ورغب فيما عندك، وتبغض من لم يسألك وليس أحد كذلك غيرك، وطمعي يا رب في رحمتك، ومغفرتك وثقتي بإحسانك وفضلك، حداني على دعائك والرغبة إليك وإنزال حاجتي بك وقد قدمت أمام مسألتي التوجه بنبيّك الذي جاء بالحق والصدق من عندك ونورك وصراطك المستقيم، الذي هديت به العباد وأحييت بنوره البلاد، خصصته بالكرامة وأكرمته بالشهادة وبعثته على حين فترة من الرسل (صلى الله عليه وآله)، اللّهم وإني مؤمن بسرّه وعلانيته وسرّ أهل بيته الذين أذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطهيراً وعلانيتهم.
اللّهم فصل على محمدٍ وآله، ولا تقطع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة واجعل عملي بهم متقبلاً اللّهم دللت عبادك على نفسك فقلت تبارك وتعاليت: (وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون)(5) وقلت: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ﻻ تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)(6) وقلت: (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون)(7) أجل يا رب ونعم الرب أنت، ونعم المجيب، وقلت: (قل ادعوا الله * أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)(8) وأنا أدعوك اللّهم بأسمائك التي إذا دعيت بها أجبت، وإذا سئلت بها أعطيت وأدعوك متضرعاً إليك مستكيناً، دعاء من أسلمته الغفلة، وأجهدته الحاجة أدعوك دعاء من استكان واعترف بذنبه ورجاك لعظيم مغفرتك وجزيل مثوبتك.
اللّهم إن كنت خصصت أحداً برحمتك طائعاً لك فيما أمرته وعمل لك فيما له خلقته فإنه لم يبلغ إلاّ بك وبتوفيقك، اللّهم من أعدّ واستعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجوائزه، فإليك يا سيدي كان استعدادي رجاء رفدك وجوائزك، فأسألك أن تصلي على محمد وآله وأن تعطيني مسألتي وحاجتي.
ثم تسأل ما شئت من حوائجك ثم تقول: يا أكرم المنعمين، وأفضل المحسنين صلّ على محمد وآله، ومن أرادني بسوء من خلقك فاحرج صدره وافحم لسانه واسدد بصره واقمع رأسه واجعل له شغلاً في نفسه واكفنيه بحولك وقوتك، ولا تجعل مجلسي هذا آخر العهد من المجالس التي أدعوك بها متضرعاً إليك فإن جعلته فاغفر لي ذنوبي كلها مغفرة ﻻ تغادر لي بها ذنباً، واجعل دعائي في المستجاب وعملي في المرفوع المتقبل عندك، وكلامي فيما يصعد إليك من العلم الطيب، واجعلني مع نبيّك وصفيّك والأئمة صلواتك عليهم أجمعين فبهم اللّهم إليك أتوسل واليك بهم ارغب فاستجب دعائي يا ارحم الراحمين، وأقلني من العثرات ومصارع العبرات.
ثم تسأل حاجتك وتخرّ ساجداً وتقول:
ﻻ إله إلاّ الله الحليم الكريم ﻻ إله إلاّ الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم، اللّهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك، ﻻ أبلغ مدحتك ولا الثناء عليك وأنت كما أثنيت على نفسك، اجعل حياتي زيادة لي من كل خير واجعل وفاتي راحة من كل سوء واجعل قرّة عيني في طاعتك.
ثم تقول يا ثقتي ورجائي ﻻ تحرق وجهي بالنار بعد سجودي لك يا سيدي من غير منّ مني عليك، بل لك المنّ لذلك عليّ، فارحم ضعفي ورقة جلدي واكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة وارزقني مرافقة النبيّ وأهل بيته عليه وعليهم السلام في الدرجات العلى من الجنة.
ثم تقول: يا نور النور يا مدبر الأمور يا جواد يا ماجد يا واحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد يا من هو هكذا ولا يكون هكذا غيره يا من ليس في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى إله سواه، يا معزّ كل ذليل ومذلّ كل عزيز قد وعزتك وجلالك عيل صبري فصل على محمد وآل محمد وفرج عنّي كذا وكذا - وتسمّي الحاجة وذلك الشيء بعينه - الساعة الساعة يا أرحم الراحمين.
تقول ذلك وأنت ساجد ثلاث مرات ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول الدعاء الأخير ثلاث مرّات، ثم ترفع رأسك وتتخضع وتقول واغوثاه بالله وبرسول الله وبآله صلّى الله عليه وآله عشر مرّات ثم تضع خدك الأيسر على الأرض وتقول الدعاء الأخير وتتضرع إلى الله تعالى في مسائلك فإنّه أيسر مقام للحاجة إن شاء الله وبه الثقة.
كيف تدعو في القنوت؟(9)
مناهل كراماتك بجزيل عطياتك مترعة، وأبواب مناجاتك لمن أمّك مشرعة، وعطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة وقد ألجم الحذار، واشتدّ الاضطرار وعجز عن الاصطبار أهل الانتظار، وأنت اللّهم بالمرصد من المكّار، اللّهم وغير مهمل مع الإمهال، واللائذ بك آمن، والراغب إليك غانم، والقاصد اللّهم لبابك سالم، اللّهم فعاجل من قد استنّ في طغيانه، واستمرّ على جهالته لعقباه في كفرانه، وأطمعه حلمك عنه في نيل إرادته، فهو يتسرع إلى أوليائك بمكارهه، ويواصلهم بقبائح مراصده، ويقصدهم في مظانهم بأذيته.
اللّهم اكشف العذاب عن المؤمنين، وابعثه جهرةً على الظالمين، اللّهم اكفف العذاب عن المستجيرين، واصببه على المغيرين المفترين المغترين، اللهم بادر عصبة الحق بالعون، وبادر أعوان الظلم بالقصم، اللهم أسعدنا بالشكر وامنحنا النصر، وأعذنا من سوء البداء والعاقبة والختر.
اقنت بهذا الدعاء(10)
يا من تفرّد بالربوبيّة، وتوحّد بالوحدانية، يا من أضاء باسمه النهار وأشرقت به الأنوار، وأظلم بأمره حندس الليل، وهطل بغيثه وابل السيل يا من دعاه المضطرون فأجابهم، ولجأ إليه الخائفون فأمنهم، وعبده الطائعون فشكرهم، وحمده الشاكرون فأثابهم، ما أجلّ شأنك، وأعلى سلطانك، وأنفذ أحكامك. أنت الخالق بغير تكلف، والقاضي بغير تحيّف، حجتك البالغة وكلمتك الدامغة، بك اعتصمت، وتعوذت من نفثات العندة، ورصدات الملحدة الذين ألحدوا في أسمائك ورصدوا بالمكاره لأوليائك، وأعانوا على قتل أنبيائك وأصفيائك، وقصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرك، وكذبوا رسلك، وصدوا عن آياتك، واتخذوا من دونك ودون رسولك ودون المؤمنين وليجة، رغبة عنك، وعبدوا طواغيتهم وجوابيتهم بدلاً منك فمننت على أوليائك بعظيم نعمائك، وجدت عليهم بكريم آلائك، وأتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك، حفظاً لهم من معاندة الرسل، وضلال السبل، وصدقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة، وخشعت لك بالعقود قلوب الإنابة.
أسألك اللّهم باسمك الذي خشعت له السماوات والأرض، وأحييت به موات الأشياء، وأمتّ به جميع الأحياء، وجمعت به كل متفرق، وفرقت به كل مجتمع، وأتممت به الكلمات، وأريت به كبرى الآيات، وتبت به على التوابين، وأخسرت به عمل المفسدين فجعلت عملهم هباءً منثوراً وتبرتهم تتبيراً أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا، واستنطقوا فنطقوا، آمنين مأمونين.
اللّهم إني أسألك لهم توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وتقية أهل الورع، وكتمان الصديقين، حتى يخافوك، اللّهم مخافة تحجزهم عن معاصيك، وحتى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك وحتى يناصحوا لك وفيك خوفاً منك، وحتى يخلصوا لك النصيحة في التوبة حباً لك، فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين، وحتى يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك، وحتى يفوضوا إليك أمورهم ثقة بك.
اللّهم ﻻ تنال طاعتك إلا بتوفيقك، ولا تنال درجة من درجات الخير إلاّ بك، اللّم يا مالك يوم الدين، العالم بخفايا صدور العالمين، طهّر الأرض من نجس أهل الشرك وأخرس الخراصين عن تقولهم على رسولك الإفك، اللّهم اقصم الجبارين، وأبر المفترين، وأبد الأفاكين الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأولين.
وأنجز لي وعدك إنك ﻻ تخلف الميعاد، وعجّل فرج كل طالب مرتاد، إنك لبالمرصاد للعباد، وأعوذ بك من كل لبس ملبوس، ومن كل قلب عن معرفتك ومحبوس، ومن كل نفس تكفر إذا أصابها بؤس، ومن واصف عدل عمله عن العدل معكوس، ومن طالب للحق وهو عن صفات الحق منكوس، ومن مكتسب إثم بإثمه مركوس، ومن وجهه عند تتابع النعم عليه عبوس، أعوذ بك من ذلك كله، ومن نظيره وأشكاله وأشباهه وأمثاله إنك عليّ عليم حكيم.
من تعقيبات صلاة الصبح(11)
يا كبير كل كبير، يا من ﻻ شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة الخائف المستجير، يا مطلق المكبّل الأسير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا راحم الشيخ الكبير يا نور النور، يا مدبّر الأمور، يا باعث من في القبور، يا شافي الصدور، يا جاعل الظل والحرور، يا عالمّاً بذات الصدور، يا منزل الكتاب والنور، والفرقان العظيم والزبور.
يا من تسبح له الملائكة بالإبكار والظهور، يا دائم الثبات، يا مخرج النبات بالغدوّ والآصال، يا محيي الأموات، يا منشئ العظام الدارسات، يا سامع الصوت يا سابق الفوت، يا كاسي العظام البالية بعد الموت، يا من ﻻ يشغله شغل عن شغل، يا من ﻻ يتغير من حال إلى حال، يا من ﻻ يحتاج إلى تجشّم حركة ولا انتقال، يا من ﻻ يشغله شأن عن شأن، يا من يردّ بلطف الصدقة والدعاء عن أعنان السماء ما حتم وأبرم من سوء القضاء، يا من ﻻ يحيط به موضع ولا مكان، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء يا من يمسك الرمق من الدنف العميد بما قلّ من الغذاء، يا من يزيل بأدنى الدواء ما غلظ من الداء، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعّد عفا.
يا من يملك حوائج السائلين، يا من يعلم ما في ضمير الصامتين يا عظيم الخطر يا كريم الظفر، يا من له وجه ﻻ يبلى، يا من له نور ﻻ يطفى يا من له ملك ﻻ يفنى، يا من فوق كل شيء أمره، يا من في البر والبحر سلطانه، يا من في جهنم سخطه، يا من في الجنة رحمته، يا من مواعيده صادقة، يا من أياديه فاضلة، يا من رحمته واسعة، يا غياث المستغيثين يا مجيب دعوة المضطرين، يا من هو بالمنظر الأعلى وخلقه بالمنزل الأدنى.
يا رب الأرواح الفانية، يا رب الأجساد البالية، يا أبصر الناظرين يا أسمع السامعين، يا أسرع الحاسبين، يا أحكم الحاكمين، يا أرحم الراحمين، يا واهب العطايا، يا مطلق الأسارى، يا رب العزّة، يا أهل التقوى وأهل المغفرة، يا من ﻻ يدرك أمده، يا من ﻻ يحصى عدده، يا من ﻻ ينقطع مدده، أشهد والشهادة لي رفعة وعدة، وهي منّي سمع وطاعة، وبها أرجو المفازة يوم الحسرة والندامة، إنّك أنت الله ﻻ إله إلاّ أنت وحدك ﻻ شريك لك، وأن محمداّ عبدك ورسولك، صلواتك عليه وآله، وأنه قد بلّغ عنك وأدّى ما كان واجباً عليه لك، وإنك تعطي دائماً وترزق، وتعطي وتمنع، وترفع وتضع، وتغني وتفقر وتخذل وتنصر، وتعفو وترحم، وتصفح وتتجاوز عمّا تعلم ولا تجور ولا تظلم وإنّك تقبض وتبسط، وتمحو وتثبت، وتبدئ وتعيد، وتحيي وتميت وأنت حيّ ﻻ تموت، فصلّ على محمد وآله واهدني من عندك وأفض عليّ من فضلك، وانشر عليّ من رحمتك، وانزل عليّ من بركاتك، فطالما عودتني الحسن الجميل، وأعطيتني الكثير الجزيل وسترت عليّ القبيح.
اللهم فصل على محمد وآله، وعجّل فرجي، وأقلني عثرتي، وارحم عبرتي وارددني إلى أفضل عادتك عندي، واستقبل بي صحةً من سقمي، وسعةً من عدمي وسلامةً شاملةً في بدني، وبصيرةً ونظرةً نافذةً في ديني، ومهّدني وأعنّي على استغفارك واستقالتك قبل أن يفنى الأجل وينقطع العمل وأعنّي على الموت وكربته وعلى القبر ووحشته، وعلى الميزان وخفّته، وعلى الصراط وزلّته، وعلى القيامة وروعته.
وأسألك نجاح العمل قبل انقطاع الأجل، وقوّة في سمعي وبصري، واستعمالاً لصالح ما علّمتني وفهّمتني، إنك أنت الرب الجليل وأنا العبد الذليل، وشتّان ما بيننا يا حنان يا منّان، يا ذا الجلال والإكرام وصل على من به فهّمتنا وهو أقرب وسائلنا إليك محمد وآله وعترته الطاهرين.
الزيارة الغديرية(12)
السلام على محمد رسول الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوة ربّ العالمين أمين الله على وحيه وعزائم أمره والخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل والمهيمن على ذلك كلّه، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحيّاته، والسلام على أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين وعباده الصالحين، السلام عليك يا أمير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين ووليّ ربّ العالمين ومولاي ومولى المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين يا أمين الله في أرضه وسفيره في خلقه وحجّته البالغة على عباده، السلام عليك يا دين الله القويم وصراطه المستقيم، السلام عليك أيّها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، وعنه يسألون السلام عليك يا أمير المؤمنين آمنت بالله وهم مشركون وصدّقت بالحق وهم مكذّبون وجاهدت وهم محجمون وعبدت الله مخلصاً له الدين صابراً محتسباً حتى أتاك اليقين ألا لعنة الله على الظالمين، السلام عليك يا سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين ورحمة الله وبركاته، أشهد أنّك أخو رسول الله ووصيّه ووارث علمه وأمينه على شرعه وخليفته في أمّته وأول من آمن بالله وصدّق بما أنزل على نبيّه، وأشهد أنّه قد بلّغ عن الله ما أنزله فيك فصعد بأمره وأوجب على أمّته فرض طاعتك وولايتك وعقد عليهم البيعة لك وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما جعله الله كذلك، ثم أشهد الله تعالى عليهم فقال: ألست قد بلّغت فقالوا اللّهم بلى فقال: اللّهم اشهد وكفى بك شهيداً وحاكماً بين العباد، فلعن الله جاحد ولايتك بعد الإقرار وناكث عهدك بعد الميثاق، وأشهد أنّك وفيت بعهد الله تعالى وأنّ الله تعالى موف لك بعهده (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)(13)، وأشهد أنّك أمير المؤمنين الحق الذي نطق بولايتك التنزيل وأخذ لك العهد على الأمة بذلك الرسول، وأشهد أنّك وعمّك وأخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم: (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشّر المؤمنين)(14) أشهد يا أمير المؤمنين أن الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين، وأن العادل بك غيرك عاند عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربّ العالمين، وأكمله بولايتك يوم الغدير، وأشهد أنّك المعنيّ بقول العزيز الرحيم: (وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)(15) ضل والله وأضلّ من اتبع سواك وعند عن الحق من عاداك، اللّهم سمعنا لأمرك وأطعنا واتبعنا صراطك المستقيم فاهدنا ربّنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلى طاعتك واجعلنا من الشاكرين لأنعمك وأشهد أنك لم تزل للهوى مخالفاً، وللتقى محالفاً، وعلى كظم الغيظ قادراً، وعن الناس عافياً غافراً، وإذا عُصي الله ساخطاً، وإذا أطيع الله راضياً، وبما عهد إليك عاملاً، راعياً لما استحفظت، حافظاً لما استودعت، مبلّغاً ما حمّلت، منتظراً ما وعدت، وأشهد أنّك ما اتقيّت ضارعاً، ولا أمسكت عن حقّك جازعاً، ولا أحجمت عن مجاهدة عاصيك ناكلاً، ولا أظهرت الرضا بخلاف ما يرضي الله مداهناً ولا وهنت لما أصابك في سبيل الله، ولا ضعفت ولا استكنت عن طلب حقّك مراقباً معاذ الله أن تكون كذلك بل إذ ظلمت احتسبت ربّك وفوّضت إليه أمرك، وذكّرتهم فما أدّكروا، ووعظتهم فما اتعظوا، وخوّفتهم الله فما تخوّفوا، وأشهد أنّك يا أمير المؤمنين جاهدت في الله حقّ جهاده، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، وألزم أعداءك الحجة بقتلهم إيّاك لتكون الحجة لك عليهم، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه، السلام عليك يا أمير المؤمنين عبدت الله مخلصاً وجاهدت في الله صابراً، وجدت بنفسك محتسباً، وعملت بكتابه، واتبعت سنّة نبيّه وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ما استطعت، مبتغياً ما عند الله راغباً فيما وعد الله، ﻻ تحفل بالنوائب، ولا تهن عند الشدائد، ولا تحجم عن محارب، أفك من نسب غير ذلك إليك وافترى باطلاًَ عليك، وأولى لمن عند عنك، لقد جاهدت في الله حق الجهاد، وصبرت على الأذى صبر احتساب، وأنت أوّل من آمن بالله وصلى له وجاهد وأبدى صفحته في دار الشرك والأرض مشحونة ضلالة والشيطان يعبد جهرة وأنت القائل: ﻻ تزيدني كثرة الناس حولي عزّة، ولا تفرّقهم عنّي وحشة، ولو أسلمني الناس جميعاً لم أكن متضرعاً، اعتصمت بالله فعززت، وآثرت الآخرة على الأولى فزهدت، وأيّدك الله وهداك، وأخلصك واجتباك، فما تناقضت أفعالك، ولا اختلفت أقوالك، ولا تقلّبت أحوالك، ولا ادعيت ولا افتريت على الله كذباً، ولا شرهت إلى الحطام، ولا دنّستك الآثام، ولم تزل على بيّنة من ربّك ويقين من أمرك، تهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، أشهد شهادة حق وأقسم بالله قسم صدق أنّ محمداً وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق، وأنّك مولاي ومولى المؤمنين وأنّك عبد الله ووليّه وأخو الرسول ووصيّه ووارثه، وأنّه القائل لك: والذي بعثني بالحق ما آمن بي من كفر بك، ولا أقرّ بالله من جحدك، وقد ضلّ من صدّ عنك، ولم يهتد إلى الله ولا إليّ من ﻻ يهتدي بك، وهو قول ربّ عزّ وجلّ: (وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)(16) إلى ولايتك، مولاي فضلك ﻻ يخفى، ونورك ﻻ يطفى، وأنّ من جحدك الظلوم الأشقى، مولاي أنت الحجّة على العباد والهادي إلى الرشاد، والعدّة للمعاد، مولاي لقد رفع الله في الأولى منزلتك. وأعلى في الآخرة درجتك، وبصّرك ما عمي على من خالفك وحال بينك وبين مواهب الله لك. فلعن الله مستحلي الحرمة منك وذائد الحقّ عنك، وأشهد أنهم الأخسرون الذين (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)(17)، وأشهد أنّك ما أقدمت ولا أحجمت ولا نطقت ولا أمسكت إلاّ بأمرٍ من الله ورسوله، قلت: والذي نفسي بيده لقد نظر إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أضرب بالسيف قدماً فقال: يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ﻻ نبيّ بعدي، وأعلمك أنّ موتك وحياتك معي وعلى سنّتي، فوالله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضلّ بي، ولا نسيت ما عهد إليّ ربيّ، وإنّي لعلى بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه، وبيّنها النبي لي، وإنّي لعلى الطريق الواضح، ألفظه لفظاً، صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من سواك بمن ناواك، والله جلّ اسمه يقول: (هل يستوي الذين يعلمون والذين ﻻ يعلمون)(18) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك، وأنت وليّ الله وأخو رسوله والذابّ عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله قال الله تعالى: (وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيماً)(19).
وقال الله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله ﻻ يستوون عند الله والله ﻻ يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجةً عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشّرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبداً إنّ الله عنده أجر عظّيم)(20)، أشهد أنّك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله لم تبغ بالهدى بدلاً، ولم تشرك بعبادة ربك أحداً، وأن الله تعالى استجاب لنبيّه (صلى الله عليه وآله) فيك دعوته، ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمّته، إعلاءً لشأنك وإعلاناً لبرهانك، ودحضاً للأباطيل، وقطعاً للمعاذير، فلمّا أشفق من فتنة الفاسقين واتقى فيك المنافقين، أوحى إليه ربّ العالمين: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس)(21)، فوضع على نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع ونادى فأبلغ ثم سألهم أجمع، فقال: هل بلّغت؟
فقالوا: اللّهم بلى.
فقال: اللّهم اشهد.
ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
فقالوا: بلى فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيّه إلاّ قليل، ولا زاد أكثرهم غير تخسير، ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: (يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبّهم ويحبّونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(22).
(إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون)(23).
(ربّنا آمنّا بما أنزلت واتّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)(24) (ربّنا ﻻ تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهاب)(25)، اللّهم إنّا نعلم أنّ هذا هو الحق من عندك، فالعن من عارضه واستكبر وكذّب به وكفر وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون، السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيد الوصيّين، وأول العابدين، وأزهد الزاهدين، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته.
أنت مطعم الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً لوجه الله، ﻻ تريد منهم جزاءً ولا شكوراً وفيك أنزل الله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)(26).
وأنت الكاظم للغيط والعافي عن الناس والله يحب المحسنين، وأنت الصابر في البأساء والضرّاء وحين البأس وأنت القاسم بالسويّة والعادل في الرعيّة والعالم بحدود الله من جميع البريّة والله تعالى أخبر عمّا أولاك من فضله بقوله: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ﻻ يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون)(27). وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل ونصّ الرسول ولك المواقف المشهودة والمقامات المشهورة والأيّام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب (إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب ﻻ مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبيّ يقولون إنّ بيوتنا عورةً وما هي بعورة إن يريدون إلاّ فراراً)(28) وقال الله تعالى: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلاّ إيماناً وتسليماً)(29) فقتلت عمروهم وهزمت جمعهم (وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً)(30) ويوم أحد إذ يصعدون ولا يلون على أحد والرسول يدعوهم في أخراهم وأنت تذود بهم المشركين عن النبيّ ذات اليمين وذات الشمال حتى ردّهم الله عنكما خائفين ونصر بك الخاذلين، ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: (إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم ولّيتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين)(31) والمؤمنون أنت ومن يليك وعمّك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفّلت دونهم المعونة، فعادوا آيسين من المثوبة، راجين وعد الله تعالى بالتوبة، وذلك قول الله جلّ ذكره: (ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء)(32) وأنت حائز درجة الصبر، فائز بعظيم الأجر.
ويوم خيبر إذ أظهر الله خور المنافقين، وقطع دابر الكافرين، والحمد لله ربّ العالمين (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل ﻻ يولّون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً)(33) مولاي أنت الحجة البالغة والمحجة الواضحة والنعمة السابغة، والبرهان المنير، فهنيئاً لك بما آتاك الله من فضل وتبّاً لشانئك ذي الجهل.
شهدت مع النبي (صلى الله عليه وآله) جميع حروبه ومغازيه، تحمل الراية أمامه، وتضرب بالسيف قدّامه، ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور، أمّرك في المواطن ولم تكن عليك أمير، وكم من أمر صدّك عن إمضاء عزمك فيه التقى واتبع غيرك في مثله الهوى، فظنّ الجاهلون أنّك عجزت عمّا إليه انتهى، ضلّ والله الظانّ لذلك وما اهتدى، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهّم وامترى بقولك صلّى الله عليك: قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين، وينتهز فرصتها من ﻻ حريجة له في الدين، صدقت وخسر المبطلون وإذ ماكرك الناكثان فقالا: نريد العمرة فقلت لهما: لعمركما ما تريدان العمرة لكن تريدان الغدرة، فأخذت البيعة عليهما، وجدّت الميثاق فجدّ في النفاق، فلمّا نبهتهما على فعلهما أغفلا وعادا وما انتفعا وكان عاقبة أمرهما خسراً، ثمّ تلاهما أهل الشام فسرت إليهم بعد الإعذار وهم ﻻ يدينون دين الحقّ ولا يتدبرون القرآن، همج رعاع ضالّون وبالذي أنزل على محمد فيك كافرون ولأهل الخلاف عليك ناصرون، وقد أمر الله تعالى باتّباعك وندب المؤمنين إلى نصرك، وقال عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(34) مولاي بك ظهر الحق وقد نبذه الخلق وأوضحت السنن بعد الدروس والطمس، فلك سابقة الجهاد على تصديق التنزيل، ولك فضيلة الجهاد على تحقيق التأويل، وعدوّك عدوّ الله جاحد لرسول الله، يدعو باطلاً ويحكم جائراً ويتأمّر غاصباً ويدعو حزبه إلى النّار، وعمّار يجاهد وينادي بين الصفّين: الرواح الرواح إلى الجنّة، ولمّا استسقى فسقي اللبن كبّر وقال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن، وتقتلك الفئة الباغية فاعترضه أبو العادية الفزاري فقتله، فعلى أبي العادية لعنة الله ولعنة ملائكته ورسله أجمعين، وعلى من سلّ سيفه عليك وسللت سيفك عليه يا أمير المؤمنين من المشركين والمنافقين إلى يوم الدين، وعلى من رضي بما ساءك ولم يكرهه وأغمض عينه ولم ينكر أو أعان عليك بيد أو لسان أو قعد عن نصرك، أو خذل عن الجهاد معك، أو غمط فضلك وجحد حقّك، أو عدل بك من جعلك الله أولى به من نفسه، وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته وسلامه وتحياته، وعلى الأئمة من آلك الطاهرين إنه حميد مجيد، والأمر الأعجب والخطب الأفظع بعد جحدك حقّك غصب الصديقة الطاهرة الزهراء سيدة النساء فدكاً، وردّ شهادتك وشهادة السيدين سلالتك وعترة المصطفى صلّى الله عليكم، وقد أعلى الله تعالى على الأمة درجتكم ورفع منزلتكم وأبان فضلكم وشرّفكم على العالمين، فأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيراً، قال الله جلّ وعزّ: (إنّ الإنسان خلق هلوعاً * إذا مسّه الشرّ جزوعاً * وإذا مسّه الخير منوعاً * إلاّ المصلّين)(35) فاستثنى الله تعالى نبيّه المصطفى وأنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق، فما أعمّه من ظلمك عن الحق، ثم أقرضوك سهم ذوي القربى مكراً أو حادوه عن أهله جوراً، فلمّا آل الأمر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما بما عند الله لك فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عند الوحدة وعدم الأنصار وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح (عليه السّلام) إذ أجبت كما أجاب، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابراً محتسباً إذ قال له: (يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)(36). وكذلك أنت لما أباتك النبي (صلى الله عليه وآله) وأمرك أن تضجع في مرقده واقياً له بنفسك، أسرعت إلى إجابته مطيعاً ولنفسك على القتل موطّناً، فشكر الله تعالى طاعتك، وأبان عن جميل فعلك بقوله جلّ ذكره: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)(37) ثمّ محنتك يوم صفين وقد رفعت المصاحف حيلة ومكراً فأعرض الشك وعرف الحق واتبع الظنّ أشبهت محنة هارون إذ أمّره موسى على قومه فتفرقوا عنه، وهارون ينادي بهم ويقول: (يا قوم إنّما فتنتم به وإنّ ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)(38)، وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم إنّما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك واستدعوا نصب الحكمين فأبيت عليهم وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم، فلمّا أسفر الحق وسفه المنكر، واعترفوا بالزلل والجور عن القصد واختلفوا من بعده وألزموك على سفه التحكيم الذي أبيته، وأحبّوه وحظرته وأباحوا ذنبهم الذي اقترفوه، وأنت على نهج بصيرة وهدى، وهم على سنن ضلالة وعمى، فما زالوا على النفاق مصرّين، وفي الغيّ مترددين، حتى أذاقهم الله وبال أمرهم فأمات بسيفك، من عاندك فشقي وهوى، وأحيا بحجّتك من سعد فهدى، صلوات الله عليك غادية ورائحة وعاكفة وذاهبة، فما يحيط المادح وصفك، ولا يحبط الطاعن فضلك، أنت أحسن الخلق عبادة وأخلصهم زهادة، وأذبّهم عن الدين، أقمت حدود الله بجهدك، وفللت عساكر المارقين بسيفك، تخمد لهب الحروب ببنانك وتهتك ستور الشبّه ببيانك، وتكشف لبس الباطل عن صريح الحق، ﻻ تأخذك في الله لومة لائم، وفي مدح الله تعالى لك غنى عن مدح المادحين وتقريظ الواصفين، قال الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً)(39) ولمّا رأيت أن قتلت الناكثين والقاسطين والمارقين وصدقك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعده فأوفيت بعهده، قلت: أما آن أن تخضب هذه من هذه؟ أم متى يبعث أشقاها؟ واثقاً بأنّك على بيّنة من ربّك وبصيرة من أمرك، قادم على الله، مستبشر ببيعك الذي بايعته به، وذلك هو الفوز العظيم، اللّهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك، بجميع لعناتك وأصلهم حرّ نارك، والعن من غصب وليّك حقّه، وأنكر عهده وجحده بعد اليقين والإقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين، اللّهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن ظلمه وأشياعهم وأنصارهم، اللّهم العن ظالمي الحسين وقاتليه والمتابعين عدوّه وناصريه والراضين بقتله وخاذليه لعناً وبيلاً، اللّهم العن أول ظالم ظلم آل محمدٍ ومانعيهم حقوقهم، اللّهم خصّ أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستنّ بما سنّ إلى يوم القيامة، اللّهم صلّ على محمد وآل محمد خاتم النبيين وعلى عليّ سيد الوصيين وآله الطاهرين واجعلنا بهم متمسّكين، وبولايتهم من الفائزين الآمنين الذين ﻻ خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فضل الزيارة والزائر(40)
من خرج من بيته يريد زيارة الحسين (عليه السّلام) فصار إلى الفرات فاغتسل منه كتب الله من المفلحين، فإذا سلّم على أبي عبد الله (عليه السّلام) كتب الله من الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرئك السلام ويقول لك: أمّا ذنوبك فقد غفرت لك استأنف العمل.
الحسين (ع) هو المقدم(41)
كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السّلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) وعن زيارة أبي الحسن وأبي جعفر (عليهم السلام) فكتب إليّ:
أبو عبد الله (عليه السّلام) المقدّم، وهذا أجمع وأعظم أجراً.
زيارة الرضا (ع) والصلاة عنده(42)
من كانت له إلى الله عزّ وجلّ حاجة فليزر قبر جدي الرضا (عليه السّلام) بطوس وهو على غسل وليصلّ عند رأسه ركعتين وليسأل الله تعالى حاجته في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم وأنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة ﻻ يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله تعالى من النار وأحله [وأدخله خ ل] إلى دار القرار.
الزيارة الجامعة(43)
قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم): علمني يا بن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم. فقال:
إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة، ثم امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف وكبر الله عزّ وجلّ ثلاثين مرّة، ثم ادن من القبر وكبّر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزّان العلم، ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأمناء الرحمن وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة ربّ العالمين، ورحمة الله وبركاته.
السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى، وأولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الأعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى، ورحمة الله وبركاته، السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورحمة الله وبركاته.
السلام على الدعاة إلى الله، والأدلاّء على مرضاة الله، والمستوفرين في أمر الله، والتامين في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين، الذين ﻻ يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ورحمة الله وبركاته.
السلام على الأئمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، وأهل الذكر، وأولي الأمر، وبقية الله، وخيرته وحزبه، وعيبة علمه، وحجته وصراطه، ونوره وبرهانه، ورحمة الله وبركاته.
أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وحده ﻻ شريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت له ملائكته، وأولوا العلم من خلقه، ﻻ إله إلاّ هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.
وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون المقربون المتقون، الصادقون المصطفون المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعمله، وارتضاكم لغيبه واختاركم لسرّه، واجتباكم بقدرته، وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببرهانه، وانتجبكم لنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججاً على بريّته وأنصاراً لدينه، وحفظة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده وأدلاء على صراطه، عصمكم الله وطهّركم تطهيراً.
فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجدّتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكدّتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة، والموعظة، الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حقّ جهاده، حتى أعلنتم دعوته، وبيّنتم فرائضه وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه على الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم ﻻحق، والمقصّر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوّة عندكم وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآيات الله لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم. من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبّكم فقد أحبّ الله، أنتم السبيل الأعظم، والصراط الأقوام، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس.
من أتاكم [فقد] نجى، ومن لم يأتكم [فقد] هلك، إلى الله تدعون، وعليه تدلّون وبه تؤمنون، وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون، سعد [والله]، من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتّبعكم فالجنة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن ردّ عليكم في أسفل درك من الجحيم.
أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأنّ أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين، حتى منّ علينا بكم، فجعلكم في بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصّنا به من ولايتكم، طيباً لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم.
فبلغ الله بكم أشرف محل المكرّمين، وأعلى منازل المقرّبين، وأرفع درجات المرسلين، حيث ﻻ يلحقه ﻻ حق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى ﻻ يبقى ملك مقرّب، ولا نبي مرسل، ولا صدّيق ولا شهيد ولا عالم، ولا جاهل ولا دنيّ ولا فاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبّار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلاّ عرّفهم جلالة أمركم، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصتكم لديه، وقرب منزلتكم منه.
بأبي أنتم وأمّي وأهلي ومالي وأسرتي، أشهد الله وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم، وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، محقّق لما حققّتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدّق برجعتكم منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم مستجير بكم، زائر لكم، عائذ بكم، لائذ بقبوركم، مستشفع إلى الله عزّ وجلّ بكم، ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي، في كلّ أحوالي وأموري.
مؤمن بسرّكم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ومفوّض في ذلك كلّه إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مسلّم، ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدّة، حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكّنكم في أرضه.
فمعكم معكم لا مع عدوّكم، آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أولكم وبرئت إلى الله عزّ وجلّ من أعدائكم، ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم، والجاحدين لحقّكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكم، والشاكّين فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجة دونكم، وكل مطاعٍ سواكم، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النّار.
فثبّتني الله أبداً ما حييت على موالاتكم، ومحبتكم ودينكم، ووفقتني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتصّ آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرّ في رجعتكم، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم.
بأبي أنتم وأمّي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد الله بدأ بكم، ومن وحّده قبل عنكم، ومن قصده توجّه بكم، مواليّ ﻻ أحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار، وحجج الجبّار، بكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزّل الغيث، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، وبكم ينفّس الهمّ، وبكم يكشف الضرّ، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدّكم بعث الروح الأمين.
وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين فقل: (والى أخيك بعث الروح الأمين) آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع كل متكبّرٍ لطاعتكم، وخضع كلّ جبّار لفضلكم، وذلّ كل شيء لكم، وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم، وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم.
كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحقّ والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأمي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذلّ، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا بكم من شفا جرف الهلكات ومن النار.
بأبي أنتم وأمّي ونفسي، بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمّت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة، والدرجات الرفيعة والمقام المحمود، والمكان المعلوم عند الله عزّ وجلّ، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعة المقبولة.
(ربّنا آمنّا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)(44)، (ربّنا ﻻ تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك الوهّاب)(45)، (سبحان ربّنا إن كان وعد ربّنا لمفعولاً)(46).
يا وليّ الله إنّ بيني وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً ﻻ يأتي عليها إلاّ رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سرّه، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لمّا استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإنّي لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحبّ الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.
اللّهم إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقّهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنّك أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمدٍ وآل الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الزيارة أيام الأسبوع(47)
عن الصقر بن أبي دلف قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن صلّى الله عليه جئت أسأل عن خبره قال: فنظر الزرافي إليّ وكان حاجباً للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه. فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الأستاذ. فقال: اقعد. قال: فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت في المجيء. قال: فزجر الناس عنه، ثم قال لي: شأنك وفيم جئت. قلت: لخير ما. قال: لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك. فقلت له: ومن مولاي؟ مولاي أمير المؤمنين. قال: اسكت مولاك هو الحق ﻻ تحتشمني فإني على مذهبك. فقلت: الحمد لله. فقال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم. قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده. قال: فجلست، فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة - وأومأ إلى بيت - فدخلت فإذا هو جالس على صدر حصير وبحذائه قبر محفور. قال: فسلّمت فردّ ثم أمرني بالجلوس. ثم قال لي:
يا صقر فما أتى بك؟
قلت: جئت أتعرّف خبرك.
قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إليّ فقال: يا صقر ﻻ عليك لن يصلوا إلينا بسوء.
فقلت: الحمد لله.
ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) ﻻ أعرف معناه.
قال: وما هو؟
قلت: قوله: (ﻻ تعادوا الأيام فتعاديكم)، ما معناه؟
فقال: نعم الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض، فالسبت اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأحد أمير المؤمنين (عليه السّلام) والاثنين الحسن والحسين (عليهما السلام) والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهما السلام)، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، واليه تجمع عصائب الحق، فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال: ودّع واخرج فلا آمن عليك.
زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) في يومه وهو يوم السبت
أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وحده ﻻ شريك له، وأشهد أنّك رسوله، وأنّك محمد بن عبد الله، وأشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربّك، ونصحت لأمّتك، وجاهدت في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأديت الذي عليك من الحق، وأنك قد رؤفت بالمؤمنين، وغلظت على الكافرين، وعبدت الله مخلصاً حتى أتاك اليقين فبلغ الله بك أشرف محلّ المكرمين، الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلال.
اللّهم صلّ على محمد وآله، واجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقرّبين وأنبيائك المرسلين، وعبادك الصالحين، وأهل السماوات والأرضين، ومن سبّح لك يا رب العالمين، من الأولين والآخرين، على محمد عبدك ورسولك ونبيّك وأمينك ونجيّك وحبيبك وصفيّك وصفوتك وخاصّتك وخالصتك وخيرتك من خلقك، وأعطه الفضل والفضيلة والوسيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون، اللّهم إنّك قلت: (ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً)(48) إلهي فقد أتيتك منيباً مستغفراً تائباً من ذنوبي، فصلّ على محمد وآله، واغفرها لي، يا سيدنا أتوجه بك وبأهل بيت نبيّك إلى الله تعالى ربّك وربّي ليغفر لي.
ثم استرجع ثلاثاً وقل:
أصبنا بك يا حبيب قلوبنا، فما أعظم المصيبة بك حيث انقطع عنّا الوحي، وحيث فقدناك فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، يا سيّدنا يا رسول الله، صلوات عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين هذا يوم السبت وهو يومك، وأنا فيه ضيفك وجارك، فأضفني وأجرني، فإنّك كريم تحبّ الضيافة، ومأمور بالإجارة فأضفني وأحسن ضيافتي، وأجرنا وأحسن إجارتنا، بمنزلة الله عندك، وعند آل بيتك، وبمنزلتهم عنده، وبما استودعكم الله من علمه، فإنّه أكرم الأكرمين.
زيارة أمير المؤمنين (ع) في يومه وهو يوم الأحد
السلام على الشجرة النبويّة، والدوحة الهاشميّة المضيئة، المثمرة بالنبوّة، المونعة بالإمامة، السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيّبين الطاهرين، السلام عليك وعلى الملائكة المحدقين بك، والحافّين بقبرك، يا مولاي يا أمير المؤمنين، هذا يوم الأحد وهو يومك وباسمك، وأنا ضيفك فيه وجارك، فأضفني يا مولاي وأجرني، فإنّك كريم تحبّ الضيافة، ومأمور بالإجارة، فافعل ما رغبت إليك فيه، ورجوته منك بمنزلتك وآل بيتك عند الله وبمنزلته عندكم، وبحقّ ابن عمّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليكم أجمعين.
زيارة الزهراء (ع)
السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك، فوجدك لما امتحنك صابرةً أنا لك مصدّق، صابر على ما أتى به أبوك ووصيّه صلوات الله عليهما، وأنا أسألك إن كنت صدقتك إلاّ ألحقتني بتصديقي لهما، لتسرّ نفسي، فاشهدي أنّي طاهر بولايتك وولاية آل نبيّك محمد (صلى الله عليه وآله).
وهنا في هذه الزيارة زيادة برواية أخرى وهي:
السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك، وكنت لما امتحنك به صابرةً ونحن لك أولياء مصدّقون، ولكل ما أتى به أبوك (صلى الله عليه وآله)، وأتى به وصيّه (عليه السّلام) مسلّمون، ونحن نسألك اللّهمّ إذ كنّا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة العالية، لنبشّر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتهم (عليهم السلام).
يوم الاثنين وهو باسم الحسن والحسين صلوات الله عليهما
زيارة أبي محمد الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام)
السلام عليك يا بن رسول ربّ العالمين، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا حجّة الله، السلام عليك يا نور الله، السلام عليك يا صراط الله، السلام عليك يا بيان حكم الله، السلام عليك يا ناصر دين الله، السلام عليك أيّها السيّد الزكيّ، السلام عليك أيّها البرّ الوفيّ ، السلام عليك أيّها القائم الأمين، السلام عليك أيّها العالم بالتأويل، السلام عليك أيّها الهادي المهديّ، السلام عليك أيّها الطاهر الزكيّ، السلام عليك أيّها التقيّ النقي، السلام عليك أيّها الحق الحقيق، السلام عليك أيّها الشهيد الصدّيق، السلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي، ورحمة الله وبركاته.
زيارة الحسين بن علي (ع)
السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين، السلام عليك يا بن سيّدة نساء العالمين، أشهد أنّك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصاً، وجاهدت في الله حقّ جهاده حتى أتاك اليقين، فعليك السلام منّي ما بقيت وبقي اللّيل والنهار، وعلى آل بيتك الطيبين، أنا يا مولاي مولى لك ولآل بيتك، سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، وظاهركم وباطنكم، لعن الله أعداءكم من الأولين والآخرين، وأنا أبرأ إلى الله تعالى منهم.
يا مولاي يا أبا محمد، يا مولاي يا أبا عبد الله، هذا يوم الاثنين وهو يومكما وباسمكما، وأنا فيه ضيفكما فأضيفاني، وأحسنا ضيافتي، فنعم من استضيف به أنتما، وأنا فيه من جواركما فأجبراني، فإنّكما مأموران بالضيافة والإجارة فصلى الله عليكما وآلكما الطيبين.
يوم الثلاثاء وهو باسم عليّ بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين
(زيارتهم عليهم السلام)
السلام عليكم يا خزّان علم الله، السلام عليكم يا تراجمة وحي الله، السلام عليكم يا أئمة الهدى، السلام عليكم يا أعلام التقى، السلام عليكم يا أولاد رسول الله، أنا عارف بحقّكم، مستبصر بشأنكم، معاد لأعدائكم، موال لأوليائكم، بأبي أنتم وأمّي صلوات الله عليكم، اللّهمّ إنّي أتوالى آخرهم كما تواليت أوّلهم وأبرأ من كلّ وليجة دونهم، وأكفر بالجبت والطاغوت واللاّت والعزّى صلوات الله عليكم يا مواليّ، ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا سيد العابدين وسلالة الوصيّين، السلام عليك يا باقر علم النبيّين، السلام عليك يا صادقاً مصدّقاً في القول والفعل.
يا مواليّ هذا يومكم، وهو يوم الثلاثاء، وأنا فيه ضيف لكم، ومستجيّر بكم، فأضيفوني وأجيروني، بمنزلة الله عندكم وآل بيتكم الطيّبين الطاهرين.
يوم الأربعاء وهو باسم موسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمد بن علي، وعليّ بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين
(زيارتهم عليهم السلام)
السلام عليكم يا أولياء الله، السلام عليكم يا حجج الله، السلام عليكم يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات الله عليكم وعلى آل بيتكم الطيبين الطاهرين، بأبي أنتم وأمّي لقد عبدتم الله مخلصين، وجاهدتم في الله حقّ جهاده حتى أتاكم اليقين، فلعن الله أعداءكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرأ إلى الله وإليكم منهم، يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، أنا مولى لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا، وهو يوم الأربعاء، ومستجيّر بكم فأضيفوني وأجبروني، بآل بيتكم الطيبين الطاهرين.
يوم الخميس وهو يوم الحسن بن علي صاحب العسكر صلوات الله عليهما وسلّم
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجّة الله وخالصته، السلام عليك يا إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجّة ربّ العالمين، صلّى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين، يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن عليّ، أنا مولىّ لك ولآل بيتك، وهذا يومك وهو الخميس، وأنا ضيفك فيه ومستجير بك فأحسن ضيافتي وإجارتي، بحقّ آل بيتك الطيّبين الطاهرين.
يوم الجمعة وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه وهو اليوم الذي يظهر فيه عجله الله
(زيارته عليه السلام)
السلام عليك يا حجّة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون، ويفرّج به عن المؤمنين، السلام عليك أيّها المهذّب الخائف، السلام عليك أيّها الولي الناصح، السلام عليك سفينة النجاة السلام عليك يا عين الحياة، السلام عليك صلّى الله عليك وعلى آل بيتك الطيّبين الطاهرين السلام عليك عجّل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الأمر، السلام عليك يا مولاي أنا مولاك، عارف بأولاك وأخراك، أتقرّب إلى الله تعالى بك وبآل بيتك وأنتظر ظهورك وظهور الحق على يديك، وأسأل الله أن يصلّي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني من المنتظرين لك، والتابعين والناصرين لك على أعدائك، والمستشهدين بين يديك في جملة أوليائك.
يا مولاي يا صاحب الزمان، صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم الجمعة، وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك، وقتل الكافرين بسيفك، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك، وأنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام، ومأمور بالإجارة فأضفني وأجرني، صلوات الله عليك، وعلى أهل بيتك الطاهرين.
الزيارة نيابةً(49)
عن داود الصرمي قال: قلت له: - يعني أبا الحسن العسكري (عليه السّلام) -: إني زرت أباك وجعلت ذلك لكم. فقال: لك من الله أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة.
زيارة السيّد عبد العظيم(50)
عن محمد بن يحيى العطار عمّن دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السّلام) من أهل الريّ قال: دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السّلام) فقال:
أين كنت؟
فقلت: زرت الحسين (عليه السّلام).
قال: أما أنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (عليه السّلام).
المصادر:
-موقع http://www.14masom.com
1 - الخرائج والجرائح 2/759 - 760، ب 15، ح 78. مناقب ابن شهر آشوب: 4/ 417
2 - العريضي: نسبة إلى عريض وهو قرية على أربعة أميال من المدينة
3 - صريا: قرية أسسها موسى بن جعفر (عليه السّلام) على ثلاثة أميال من المدينة
4 - بحار الأنوار 90/48-53 ح 2، عن المتهجد وجمال الأسبوع: روى يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري عن أبي الحسن الثالث العسكري (عليه السّلام) قال.
5 - سورة البقرة: الآية 186
6 - سورة الزمّر: الآية 53
7 - سورة الصافات: الآية 75
8 - سورة الإسراء: الآية 110
9 - مهج الدعوات 60 - 61: كان الإمام مولانا الزكيّ علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام) يقنت بهذا الدعاء
10 - مهج الدعوات 61 - 62: كان الإمام أبو الحسن الثالث (عليه السّلام) يدعو بهذا الدعاء في قنوته
11 - مصباح الكفعمي 78 - 80: روي عن أبي الحسن العسكري (عليه السّلام) في الصباح
12 - بحار الأنوار 100/359 - 368 ح 6: عن المفيد رحمه الله في زيارة أمير المؤمنين (عليه السّلام) يوم الغدير قال فيها روايتان: الأولى: زيارة أمين الله، الثانية: ما روي عن أبي محمد الحسن العسكري عن أبيه صلوات الله عليهما وذكر أنه (عليه السّلام) زار بها في يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، فإذا أردت ذلك فقف على باب القبة الشريفة واستأذن وادخل مقدماً رجلك اليمنى على اليسرى، وامش حتى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بن كتفيك وقل.
13 - سورة الفتح: الآية 10
14 - سورة التوبة: الآية 111-112
15 - سورة الأنعام: الآية 153
16 - سورة طه: الآية 82
17 - سورة المؤمنون: الآية 104
18 - سورة الزمر: الآية 9
19 - سورة النساء: الآية 95 - 96
20 - سورة التوبة: الآية 19 - 22
21 - سورة المائدة: الآية 67
22 - سورة المائدة: الآية 54
23 - سورة المائدة: الآية 55 - 56
24 - سورة آل عمران: الآية 53
25 - سورة آل عمران: الآية 8
26 - سورة الحشر: الآية 9
27 - سورة السجدة: الآية 18-19
28 - سورة الأحزاب: الآية 10 - 13
29 - سورة الأحزاب: الآية 22
30 - سورة الأحزاب: الآية 25
31 - سورة التوبة: الآية 25 - 26
32 - سورة التوبة: الآية 27
33 - سورة الأحزاب: الآية 15
34 - سورة التوبة: الآية 119
35 - سورة المعارج: الآية 19 - 22
36 - سورة الصافات: الآية 102
37 - سورة البقرة: الآية 207
38 - سورة طه: الآية 90 - 91
39 - سورة الأحزاب: الآية 23
40 - كامل الزيارات 185 - 186 ب 75 ح 5: حدثني هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن أحمد بن هايندار [مابنداد خ ل] عن أحمد بن المعافا الثعلبي من أهل رأس العين، عن علي بن جعفر الهماني [الهمداني خ ل] قال: سمعت علي بن محمد العسكري (عليه السّلام) يقول:..
41 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2/216 ب 66 ح 25 وكامل الزيارات 301 ب 99 ح 11 وفروع الكافي 2/583-584 ح 3 والتهذيب 6/91 ب 38 ح 1: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد الحصيني، عن علي بن محمد بن مروان، عن إبراهيم بن عقبة قال.
42 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/262 ب 66 ح 32 وأمالي الصدوق 471 المجلس 86 ح 12: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب ومحمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم ناتانه وعلي بن عبد الله الورّاق جميعاً عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الصقر بن دلف قال: سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السّلام) يقول.
43 - بحار الأنوار 102/127-133 ح 4 عن عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): الدقاق والسناني والورّاق والمكتّب جميعاً عن الأسدي، عن البرمكي عن النخعي قال.
44 - سورة آل عمران: الآية 53
45 - سورة آل عمران: الآية 8
46 - سورة الإسراء: الآية 108
47 - بحار الأنوار 102/210-216 وجمال الأسبوع 25-38 الفصل 3: بالإسناد إلى الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن أحمد الموصلي.
48 - سورة النسا