وكان بن فرحان الذي التقى نظيره الروسي خلال زيارته الى روسيا في 14 كانون الثاني/ يناير، كرر مزاعمه حول تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة في حين أرسل بلاده قوات عسكرية لقمع الشعب البحريني المطالب بالديمقراطية بالتواطؤ مع نظام آل خليفة.
وادعى بن فرحان الذي حاول أن ينسب كل المشاكل في المنطقة إلى إيران وسياساتها في كلمة ألقاها في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع سيرغي لافروف بان قوات طهران بالوكالة تمنع التوصل الى حل للازمة السورية.
ووفقًا لوثائق لعبت الحكومة السعودية وحتى بعض كبار المسؤولين السعوديين دوراً مباشراً في تمويل الإرهابيين المستأجرين بهدف الإطاحة بالنظام السوري.
وشرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف المواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن السلام في المنطقة وضرورة انسحاب القوات الأجنبية منها لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين ردا على مواقف الحكومة السعودية التي عبر عنها وزير خارجيتها في روسيا.
وقال ظريف "لا أريد أن اهاجم نظيري السعودي كما فعل هو" ، مضيفا أن جيراننا يجب أن يعلموا ان الامن لا يمكن شرائه من الخارج بل يتم تحقيقه من خلال التعاون المشترك.
واكد ظريف مناشدا مسؤولي الدول الخليجية بأن تواجد القوات الامريكية لن يجلب الأمن إلى المنطقة ..نحن مستعدون للتعاون مع الصين وروسيا والدول الأخرى في مجال امن منطقة الخليج الفارسي.
كما انتقد وزير الخارجية بيع الأسلحة الغربية والأمريكية للدول الخليجية وقال بأن 25٪ من أسلحة العالم تُباع لهذه الدول.
واضاف بان أحد الأسباب الرئيسية لخلق المشاكل والنزاعات في منطقة الخليج الفارسي يعود إلى سياسات بعض القوى الدولية التي تريد تأمين مصالحها، وبيع أسلحتها واستعادة عائدات النفط ولن تسمح لدول المنطقة بحل المشاكل معا بعيدا عن بعض التوترات.
واقترحت الجمهورية الإسلامية الايرانية عدة مبادرات لآلية حوار إقليمي ورحبت بالمفاوضات الشاملة بين دول منطقة الخليج الفارسي من أجل السلام والاستقرار في هذه المنطقة.
واكد بان طهران تعتقد ان دول المنطقة يمكنها أن تحقق أمنًا دائمًا وطويل الأمد من خلال إقامة علاقات قوية مع جيرانها دون الاعتماد على الأجانب.
وانطلاقاً وجهة النظر هذه سلكت طهران طريق التعاون مع دول أخرى في المنطقة بدلاً من المواجهة، ورغم استمرار البعض في قرع طبول الخلافات، إلا أن هذه الاستراتيجية الفعالة لطهران لعبت دوراً مهماً في تطوير العلاقات مع دولة مثل قطر وحسنت بشكل ملحوظ مستوى علاقات البلدين الجارين على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ورغم متابعة سياسات إيران في المجال الأمني وتحقيق الأمن من قبل دول المنطقة في شكل مبادرة هرمز للسلام إلا أن السعودية لا تزال تتهم ايران بالتدخل في أمن الدول العربية وتقوم باثارة الفرقة بين دول المنطقة.
بعبارة أخرى ، تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى إنشاء آلية للتعاون الإقليمي ، وإذا ابتعدت بعض البلدان في المنطقة عن الحلقة المفرغة للعنف وتجاهل الأمن الإقليمي، وغيرت السعودية من مواقفها، فإن طهران بالتأكيد ستتخذ خطوات فعالة.