وقال الكناني ، اليوم الاثنين : ان مبادرة "هرمز للسلام" التي طرحتها الجمهورية الاسلامية لحفظ امن الخليج الفارسي كانت المبادرة الواقعية الوحيدة والصادقة لحفظ الامن في هذا الخليج، خصوصا وانه لا تستطيع اي دولة من خارج المنطقة ان توفر حماية لهذا الخليج سوى دول المنطقة نفسها، لأن اهل مكة ادرى بشعابها.
وأضاف، ان "الخليج الفارسي ولاعتبارات كثيرة اولها ، ان جميع التدخلات الاجنبية التي حصلت في كثير من المناطق وخصوصا في منطقه الخليج الفارسي اثرت عليه بشكل سلبي وجعلت المنطقة من اكثر المناطق سخونة وخطورة نتيجه التدخلات الامريكية فيها ودخول والبارجات الامريكية اليها".
وأشار الى انه "تم استقدام البوارج الامريكية في هذه المنطقه الحساسة من اجل ارسال رسائل خاصة الى دول الخليج الفارسي ومن اجل ارعابهم واستفزازهم، والسيطرة على وارداتهم النفطية، وكذلك تمرير المشاريع الامريكية من خلال هذه الدول، وسمحت هذه الدول لنفسها بأن تكون قواعد بحرية دائمة للقوات الامريكية مما شكل خطرا كبيرا على المنطقة وجعلها من اخطر المناطق".
ولفت الكناني الى ان "امريكا لديها مخططات من اجل السيطرة على العالم من خلال مشروعها في الشرق الاوسط الكبير، وطبعا تعتبر منطقة الخليج الفارسي منطقة كبيرة من اجل السيطرة على البحار، من البحر العربي وكذلك البحر المتوسط وايضا جميع الممرات المائية الموجودة في المنطقة".
وأوضح، ان "امريكا تحاول ان تفرض سيطرتها على البحار وجميع الممرات المائية ومن ضمنها مضيق هرمز والخليج الفارسي، ومن هنا تحاول جاهدة وبكل الطرق ان تفرض هيمنتها وسيطرتها على هذه المنطقة".
وتابع "لذلك تقوم امريكا بفرض الحصار على الدول التي تختلف وتعارض المشروع الامريكي ومشاريع الهيمنة الامريكية في المنطقة مثل الجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك العراق وبالتالي تحاول ان تقنع دول الخليج الفارسي الاخرى بوجود عدو وهمي لنشر القواعد والقطع البحرية الامريكية في المنطقة".
وعبر المحلل السياسي العراقي عن اعتقاده، قائلا "نحن نعتقد كل الاعتقاد أن لاخيار امام الدول المتشاطئة في هذه المنطقة سوا ان تشكل دولها قوة حماية خاصة لهذه المنطقة، وتمنع القطعات الاجنبية من ان تكون هي صاحبة زمام الحماية والسيطرة عليها".
وأعتبر، ان "التجارب السابقه اثبتت ان هذه المنطقة تحولت الى منطقة من اخطر المناطق، نتيجة التدخل الامريكي فيها كون ان امريكا تنظر اليها باطماع باعتبارها من اغنى المناطق من حيث ثروات الغاز والنفط في العالم، وايضا لاعتبارات اخرى"، لافتا "ان مبادرات السلام وكذلك الكثير من المقترحات التي قدمتها الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست في هذه المنطقة وحسب وانما في كثير من المناطق هي مقترحات جديرة بالاهتمام".
واكد الكناني على انه "يعرف الجميع ان الادارة الامريكية تحاول ان تنصب العداء للجمهورية الاسلامية لفرض سيطرتها عليها ومن ثم اخضاعها للقرار السياسي الامريكي او على الاقل احتوائها، فالجمهورية الاسلامية هي الدولة الوحيدة في المنطقه التي لا تستطيع الادارة الامريكية ان تمرر مشاريعها على هذه الدولة".
وشدد، ان "من يبحث عن خلاصه وان يكون دولة مستقلة لاخيار امامه سوى ان يترك لغه التكفير واللغة الطائفية والعنصرية والبحث عن القضايا المشتركة والمهمة خصوصا وان كثير من القضايا المشتركة سواء على مستوى الجغرافيا وعلى مستوى الدين والعقيده والتاريخ والمصالح".
وختم الكناني حديثه بالقول، ان "ما شاهدناه في الفترة الاخيرة من دور ايجابي في سوريا من خلال الحضور الكبير للجمهورية الاسلامية بالتنسيق مع روسيا وكذلك بعض الحلفاء الذين شكلوا محورا مهما من اجل مواجهة العنجهية الامريكية وايضا من اجل حفظ السلام في هذه الدول التي تعاني في الحقيقة من التدخل الامريكي، انعكس بشكل كبير على اعادة السلام والاستقرار الى سوريا".
الجدير بالذكر أن خطة "هرمز للسلام" هي إحدى مبادرات الجمهورية الإسلامية الايرانية، التي اقترحها الرئيس الايراني حسن روحاني على دول المنطقة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2019.