البث المباشر

شهادات واقرارات

الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - 13:01 بتوقيت طهران

تعطي كلمات العلماء والعظماء في الإمام أبي الحسن علي بن محمّد الهادي (عليه السلام)، صورة من إكبار المؤالف والمخالف له (عليه السلام)، وإجماع المسلمين على جلالته وعظمته.
وإليك بعض الانطباعات التي وصلتنا من معاصريه ومن تلاهم من العلماء والمؤرخين عن هذه الشخصية الفريدة.
من كتاب للمتوكل العباسي إلى الإمام الهادي (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: إنّ أمير المؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، مؤثر في الاُمور فيك وفي أهل بيتك لما فيه صلاح حالك وحالهم، وتثبيت عزك وعزهم، وادخال الأمر عليك وعليهم، يبتغي بذلك رضى الله واداء ما افترضه عليه فيك وفيهم.
ثمّ ختمه بقوله: وأمير المؤمنين مشتاق اليك، ويحب احداث العهد بقربك والتيمن بالنظر إلى ميمون طلعتك المباركة[1].

قال يحيى بن هرثمة ـ الذي ارسله المتوكل لاشخاص الإمام (عليه السلام) إلى سر من رأى ـ: فذهبت إلى المدينة فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله خوفاً على علي الهادي، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسناً اليهم، ملازماً للمسجد، لم يكن عنده ميل إلى الدنيا، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلاّ مصاحف وأدعية وكتب العلم، فعظم في عيني، وتوليت خدمته بنفسي، وأحسنت عشرته، فلما قدمت به بغداد وبدأت باسحاق الطاهري وكان والياً على بغداد، فقال لي: يايحيى إنّ هذا الرجل قد ولده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمتوكل من تعلم فإن حرّضته عليه قتله، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خصمك يوم القيامة، فقلت له: والله ما وقفت منه إلاّ على كل أمر جميل[2].

قال أبو عبد الله الجنيدي: والله تعالى لهو خير أهل الأرض، وأفضل من برأه الله تعالى أمر جميل[3].

قال يزداد الطبيب: إذا كان مخلوق يعلم الغيب فهوأمر جميل[4].

وقال ابن شهرآشوب: وكان أطيب الناس بهجةً وأصدقهم لهجة وأملحهم من قريب وأكملـــهم من بعيد، إذا صمت علته هيــبة الوقار، وإذا تكلّم سماه البهاء، وهو من بيت الرسالة والإمامة ومقرّ الوصية والخلافة شعبة من دوحة النبوّة منتضاة مـــرتضاة، وثــمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة أمر جميل[5].

قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: وأمّا مناقبه: فمنها ما حل في الأذان محل حلاها باشنافها واكتنفته شغفاً به اكتناف اللئالئ الثمينة باصدافها وشهد لأبي الحسن أنّ نفسه موصوفة بنفائس اوصافها، وأنّها نازلة من الدوحة النبوية في ذرى اشرافها، وشرفات اعرافها أمر جميل[6].

قال أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان: أبو الحسن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا(عليهم السلام)، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، وكان قد سعي به إلى المتوكل وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، واوهموه انه يطلب الأمر لنفسه فوجه اليه بعدة من الاتراك ليلاً فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن والوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصىأمر جميل[7].

قال عبد الله بن أسعد اليافعي: أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، عاش اربعين سنــة، وكـــان متعبداً فقيهاً إماماً أمر جميل[8].

قال الحافظ عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير: وأمّا أبو الحسن علي الهادي فهو ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن علي ابن أبي طالب، أحد الأئمة الاثني عشر، وهو والد الحسن بن علي العسكري، وقد كان عابداً زاهداً، نقله المتوكل إلى سامراء فاقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر، ومات بها في هذه السنة ـ سنة اربع وخمسين ومائتين ـ وقد ذكر للمتوكل أنّ بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالساً مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف، وهو على التراب ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل...أمر جميل[9].

قال محمد سراج الدين الرفاعي: الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ولقبه النقي والعالم والفقيه والامير والدليل والعسكري والنجيب، ولد في المدينة سنة اثنتي عشرة ومائتين من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسم في خلافة المعتز العباسي يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة اربع وخمسين ومائتين وكان له خمسة اولاد: الإمام الحسن العسكري، والحسين، ومحمد، وجعفر، وعائشة، فالحسن العسكري اعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله محمد المهدي [10].

قال احمد بن حجر الهيثمي: علي العسكري سمي بذلك لأنه لما وجه لاشخاصه من المدينة النبوية إلى سر من رأى واسكنه بها، كانت تسمى العسكر فعرف بالعسكري، وكان وارث أبيه علماً وسخاء[11].

قال أحمد بن يوسف بن احمد الدمشقي القرماني: الفصل التاسع في ذكر بيت الحلم والعلم والأيادي، الإمام علي بن محمد الهادي، رضي الله عنه: ولد بالمدينة واُمه اُم ولد، وكنيته أبو الحسن، ولقبه الهادي والمتوكل، وكان اسمر، نقش خاتمه «الله ربي وعصمتي من خلقه» وأمّا مناقبه فنفيسة، وأوصافه شريفة[12].

قال عبد الله الشبراوي الشافعي: العاشر من الأئمة علي الهادي، ولد(رضي الله عنه) بالمدينة في رجب سنة اربع عشرة ومائتين، وكراماته كثيرة[13].

قال محمد أمين السويدي البغدادي: ولد بالمدينة وكنيته أبو الحسن، ولقبه الهادي، وكان اسمر اللون، نقش خاتمه «الله ربي وهو عصمتي من خلقه» ومناقبه كثيرة[14].

قال مؤمن الشبلنجي: ومناقبه (رضي الله عنه) كثيرة، قال في الصواعق: كان أبو الحسن العسكري وارث ابيه علماً وسخاءاً، وفي حياة الحيوان: سمي العسكري لأن المتوكل لما كثرت السعاية فيه عنده أحضره من المدينة وأقرّه بسر من رأى[15].

قال محمد امين غالب الطويل: كان حسن الخلق حتى لم يكن أحد يشك في عصمته، ولكن خطر الإمامة أوهم الخليفة المتوكل بالخطر، وقد وشي به اليه أنّه جمع في بيته معدات واسلحة استعداداً للخروج عليه، والادعاء بالخلافة، فأرسل الخليفة حينئذ عساكره التركية فهجموا ليلاً على بيته، وقد اختار الخليفة العساكر التركية لسوء ظنه بالعرب المسلمين، لأنهم يعرفون من الأحق بالخلافة، أمّا الاتراك فكانوا حديثي عهد بالاسلامية، وكانوا لا يعرفون غوامضها، بل كانوا يناصرون العباسيين الذين اعتادوا التزوج من بنات الاتراك.
ذهبت العساكر التركية ليلاً إلى بيت الإمام، ورأوه جالساً على التراب، ملتفاً برداء صوف، وهو يقرأ القرآن وبعد تفتيش جميع زوايا بيته أحضروه الى الخليفة وأخبروه بالقصة، وكيف أنّهم رأوا الإمام زاهداً، وأنّهم لم يجدوا عنده شيئاً من العدة[16].

قال السيد عبد الوهاب البدري: وبقي الإمام الهادي يتنقل في مجالس سامراء، يواسي ذوي المصاب ويساعد المحتاج، ويرحم المساكين، ويشفق على اليتيم ويدلف ليلاً إلى الارامل والثكالى وثوبه كله «صرر» فينثرها عليهم ( لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) يذهب نهاره إلى عمله فيقف تحت الشمس يعمل في مزرعته حتى يتصبب العرق من جسمه، وعندما يقبل الليل يتّجه إلى ربه ساجداً راكعاً خاشعا ليس بين جبينه الوضاح وبين الأرض سوى الرمل والحصى، وانّه يردد دعاءه المشهور «الهي مسيء قد ورد، وفقير قد قصد، لا تخيب مسعاه وارحمه واغفر له خطأه» [17].

قال خير الدين الزركلي: أبو الحسن العسكري علي الملقب بالهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر، الحسيني الطالبي، عاشر الأئمة الإثني عشر، وأحد الأتقياء الصلحاء، ولد بالمدينة، ووشي به إلى المتوكل العباسي فاستقدمه إلى بغداد، وأنزله في سامراء[18].

قال دوايت م رونلدسن بعد أن فصّل الحديث عنه (عليه السلام): قصده كثيرون للأخذ عنه من البلاد التي يكثر فيها شيعة آل محمد، وهي: العراق وايران ومصر [19].

وقال فضل الله بن روزبهان الشافعي: اللهم صلّ وسلّم على الإمام العاشر مقتدى الحيّ والنادي سيّد الحاضر والبادي، حارز
نتيجة الوصاية والإمامة من المبادي، السيف الغاضب على رقبة كلّ مخالف معادي، كهف الملهوفين في النوائب والعوادي قاطع العطش من الأكباد الصوادي، الشاهد بكمال فضله الأحباب والأعادي، ملجأ أوليائه بولائه يوم ينادي المنادي أبي الحسن عليّ النقي الهادي بن محمّد الشهيد بكيد الأعداء، المقبور بسرّ من رأى[20].

قال ابن الصباغ المالكي: قا بعض أهل العلم: فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه، ومد على نجوم السماء أطنابه فما تعد منقبه إلا إليه تحليتها، ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها، ولا تورد محمدة إلا وله تفصيلها وجملتها، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشوب حفظ الراعي لقلاصيه، فكانت نفسه مهذّبة، وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة، وميازه إلى العفاة وأصله وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهله جرى من الوقار والسكون الطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة، على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة عليه لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها[21].

قال ابن حجر: وكان وارث أبيه علماً وسخاءً[22].

قال محمد خواجه بارسا البخاري: وكان أبو الحسن علي الهادي عابداً فقيهاً إماماً[23].

قال الشيخاني: وكان علي العسكري صاحب وقار وسكون وهيبة وطمأنينة، وعفة ونزاهة وكانت نفسه زكية وهمته علية وطريقته حسنة مرضية رضي الله تعالى عنه وعن سلفه وخلفه[24].

قال محمد فريد وجدي: (هو أبو الحسن عليّ بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) هو أحد الأئمّة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية، سُعي به إلى المتوكل وادُّعِي عليه بأن في بيته سلاحاً وكتباً من شيعته وأوهموه بأنه يطلب الخلافة لنفسه فوجّه إليه المتوكّل بعدة من الجنود الأتراك فكبسوا بيته ليلاً على حين غرة منه، فوجدوه وحده في غرفة مغلقة، وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض من بساط إلا الرمل والحصا فأخذ على الصورة التي هو عليها، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يتعاطى الشراب، وفي يده كأس فلمّا رآه عظمه وأجلسه إلى جانبه ولم يكن في داره شيء مما قيل عنه ولا حجّة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس التي بيده فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه فأعفاه، وقال له: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، قال المتوكّل: لا بدّ أن تنشدني، فأنشده: 
باتوا على قلل الأجيال تحرســهم***غلب الرجال فــــما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عزّ عن معاقلــهم***فأودعوا حـــفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ مــن بعدما قــبروا***أين الأســرّة والتيــجان والحلـــل
أين الوجوه التـــي كانــت منعّمة***من دونها تُضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهـم حين سائلهم***تلك الوجوه عليها الــدود يقـتــتل
قــد طالما أكلوا دهراً وما شربوا***فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكِـلوا
قال: فأشفق من حضر على عليّ، وظنّ أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكّل بكاءً كثيراً حتى بلّت دموعه لحيته، وبكى من حضره ثم أمر برفع الشراب، ثم قال: يا أبا الحسن أعليك دَين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه ورده إلى داره مكرّماً، ولد سنة 214 أو 213 ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة وكان مولده بها وأقرّه بسرّ من رأى وهي تدعى بالعسكر فنسب إليها وأقام بها عشرين سنة، وتوفّي بها سنة 254هـ)[25].

المصادر:

- اعلام الهداية، الامام علي بن محمد الهادي(ع)، المولف: لجنة التأليف، تاريخ النشر: 1422 هـ، الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت(ع)
-موقع http://www.14masom.com

(1) اُصول الكافي: 1/502، الفصول المهمة: 265
(2) تذكرة الخواص: 202
(3) مآثر الكبراء: 3/96
(4) بحار الانوار: 50/161
(5) المناقب: 4 / 432
(6) مطالب السؤول: 88
(7) وفيات الاعيان: 2/435
(8) مرآة الجنان: 2/160
(9) البداية والنهاية: 11/15
(10) صحاح الاخبار: 56
(11) الصواعق المحرقة: 205
(12) أخبار الدول: 117
(13) الاتحاف بحب الاشراف: 176
(14) سبائك الذهب: 57
(15) نور الابصار: 149
(16) تاريخ العلويين: 167
(17) سيرة الإمام علي الهادي(عليه السلام): 59
(18) الاعلام: 5/140
(19) عقيدة الشيعة: 215
(20) وسيلة الخادم الى المخدوم: صلوات الإمام الهادي (عليه السلام)
(21) الفصول المهمة ص282
(22) الصواعق المحرقة ص123
(23) فصل الخطاب من ملحقات ينابيع المودة ص386
(24) الراط السوي ص409 مخطوط
(25) دائرة معارف القرن العشرين: ج6، ص437

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة