وقالت زينب سليماني، في مقابلة خاصة مع قناة "الميادين"، انه على الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ان يعلموا بأن تراث الشهيد سليماني لا يسمح باستمرار الاحتلال الصهيوني.
واضافت: ان أبي كان قائد ومسؤول قوة تحمل اسم "القدس" وهو هدف القضية الفلسطينية.
واعتبرت أن الشأن الفلسطيني والشعب الفلسطيني "كانا مهمين جداً بالنسبة إليه. كان مؤمناً بمساعدة هذا الشعب المظلوم بشتى الطرق"، مضيفةً أن "وضع كل إمكانياته لخدمة القضية الفلسطينية، والنتيجة أننا نشاهد اليوم القوة لدى المقاومة الفلسطينية".
وتابعت: إن ما ميز أبي هو كونه "قائداً ميدانياً عسكرياً قوياً، صاحب كاريزما قوية جداً، ذكياً.. وإلى جانب ذلك كان يملك قلباً رؤوفاً وحنوناً بشكل لافت أيضاً".
وأضافت: "الحاج قاسم كان يستحوذ على قلوب الناس.. كان أبي يقتحم قلوب الناس، ولا سيما من كان يعمل معهم والمقرّبين منه".
وأوضحت زينب سليماني أن حضوره الميداني إلى جانب المقاتلين، وفي مختلف البلدان، كان نتيجة إيمانه بضرورة الوقوف إلى جانب المستضعفين في أي مكان، "فلم يكن يفرّق بين الشعب اللبناني أو السوري أو الإيراني أو الفلسطيني أو اليمني. التعرض للشعب وماله وأعراضه كان خطاً أحمر" بالنسبة له.
ورداً على سؤالها إياه جراء الخوف على حياته، نتيجة حضوره في ساحات الحرب بشكل مباشر، بل وانتقاله إلى الصفوف الأمامية عبر الدراجة النارية، كان الشهيد سليماني يجيب: "كيف تطلبين مني ألا أذهب؟! هؤلاء الشباب المظلومون محاصرون. أنا أملهم بعد الله. كيف لا أذهب؟".
وأردف الشهيد سليماني حينها قائلاً إن "هؤلاء ينتظرونني لأذهب وأساعدهم. عندما أشاهد أي امرأة مهجّرة وتعاني من هذه الحرب، أتذكر زينب ابنتي.. هؤلاء مثل أولادي لا فرق. من واجبي الذهاب، أنا لا أستطيع البقاء".
وأكدت زينب سليماني أن الفكرة التي تحكم عمله هي أنه أين ما وجد مظلوماً وظالماً، أو "شعر في بلد ما أن هناك شعباً مظلوماً يتعرّض للقهر وحريته تسلب منه، كان يعتقد أنه يجب عليه أن يذهب لنصرته ومساعدته".
بالإضافة إلى ذلك، كان "يعتبر أن هناك تقارباً بين سوريا وإيران ولبنان. وهذه الحدود المشتركة كانت خطرة. في أي لحظة كان العدو يستطيع أن يوسّع نفوذه ويصل إلى حدود إيران ويدخل إليها".
أما داخلياً، فلم يكن سليماني منتمياً لأي من "الأجنحة السياسية"، وما كان الأمر يختلف بالنسبة إليه، "سواء أكان هذا المواطن أو المسؤول من هذا الجناح السياسي أم من ذاك، ومن أي طبقة اجتماعية، ومن أي دين كان.. كان يقول دائماً: أنا جندي هذا الشعب"، لافتةً إلى أنه "لم يقيّد نفسه يوماً بهذه التيارات السياسية".
*العلاقة بحركات المقاومة وقادتها
كان الشهيد سليماني يعتبر نفسه "جندياً عند قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي.. وكان يعتقد بذلك بإخلاص"، مضيفةً أنه "كان يعشقه.. إذا أردت وصف علاقته بالقائد، فسأقول إنه مثل حبل الوريد بالنسبة إلى الحاج قاسم".
أما عن علاقته بالقائد العراقي أبو مهدي المهندس، فكانت كما تصف ابنة سليماني "علاقة عميقة وقلبية مميّزة. أنا شخصياً عندما كنت أسافر معه، لم أرَ أبداً، ولا مرة واحدة ولا في أي مكان، لم أرَ أبي وحيداً من دون أبو مهدي المهندس".
وأضافت: "قال لي مرة أبو مهدي شخصياً، إنه يطلب من الله إذا حدث أي مكروه للحاج قاسم، أن يكون قد رحل عن هذه الدنيا ولا يكون في يوم كهذا، لأن هذا الأمر بالنسبة إليه غير قابل للتحمّل. هذه العلاقة كانت من جانب أبي أيضاً. كانت تحكم علاقتهما رفقة من أفضل الرِفق، وعاقبتهما كانت من الأفضل أيضاً".
وفي ما يتعلق بعلاقته بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، فقالت: "علاقتهما كانت أخوية قلبية. كان بينهما عشق أخوي، من الطرفين. حقيقة لا أستطيع أن أصف العلاقة بينهما"، ناقلةً عن أبيها قوله إنه "مطمئن ما دام السيد نصر الله موجوداً".
وكان سليماني "يمدح المقاومة اليمنية دائماً"، ويثني على "هذا الشعب الصبور والواثق بمشيئة الله والواثق بقيادته، على الرغم من الصعوبات والضغوط الكثيرة التي يواجهها ويعاني من جرّائها"، كما كان يعبر عن حبه للسيد عبد الملك الحوثي "ويقول إنه من القيادات القوية جداً للمقاومة".
وكان سليماني يصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "رجل شجاع جداً، يهتم بشعبه ويحبه بشكل لافت". وأنه بخلاف المسؤولين العرب الذين فروا حين تعرضوا لضغوط "صمد ودافع عن شعبه وبلده بقوة وصلابة".
ووصفت زينب الحزن العميق الذي أصاب والدها بعد استشهاد المسؤول العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية، موضحةً أنها وعائلتها "لم نستطع التحدّث مع الوالد لأيام. الوالدة قالت لنا إن أباكم ليس بخير، ولا تتحدّثوا معه، لأنه تأذّى روحياً جداً. لقد أحس بوحدة كبيرة باستشهاد الحاج عماد".
*العائلة والشهادة و"ثمن جريمة ترامب"
وذكرت زينب سليماني عدداً من محاولات اغتيال والدها الذي "كان أعداؤه كثر"، والتي جرت في مختلف البلدان، بينها تلك التي جرت في قريته كرمان التي "حفر فيها الإرهابيون نفقاً تحت أحد الشوارع يوصل الى أسفل الحسينية" التي كان يستمع فيها إلى مجالس العزاء "حتى يفجّروها".
كما تعرضه لإطلاق النار من قبل مسلحين في تنظيم "داعش"، وتعرض موكبه لتفجير على أوتوستراد مطار دمشق الذي كان يسيطر عليه المسلحون، وليس انتهاءً باعتراض مقاتلتان أميركيتان لطائرته، وإنذارهما القبطان بأن عليه أن يحطّ بالطائرة فوراً.
لكن سليماني كما تروي ابنته "كان يبحث عن الشهادة على الجبهات.. كان تعباً وحزيناً من مشاهدة أصدقائه يستشهدون".
كذلك كان سليماني يبدي "اهتماماً جداً بعوائل الشهداء. كان يقلق عليهم. كانوا يعنون له الكثير، وكان يحب الاهتمام بهم"، وفق ما تؤكد ابنته.
وحول عاداته الشخصية داخل المنزل، توضح زينب سليماني أن قائد قوة القدس كان "يعشق المطالعة. كان يقرأ كثيراً، وكان يقرأ أنواعاً مختلفة من الكتب. يقرأ القرآن باستمرار، يقرأ الروايات والكتب العلمية"، مضيفةً أنه "كان حافظاً للخرائط، وذلك بسبب القراءة الدائمة. كان ذكياً جداً. يقرأ الشعر ويحفظه. يقرأ مذكرات الشخصيات المهمة والكتب التاريخية أيضاً. كما كان يحب الرياضة ويمارسها حين يستطيع".
ولفتت زينب سليماني إلى أنه "نحن نعتقد أن مصير رجل حقير وخبيث كترامب، هذا القاتل، الله لا يسامح بدماء الشهداء"، مؤكدة أنه سيدفع ثمن جريمة الاغتيال "بأبشع الطرائق الممكنة".