وخلال العام المشرف على الانتهاء 2020، تواردت أنباء عديدة عن اعتقال أمراء، وفي مقدمتهم أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلا أن ذلك لم يتم تأكيده.
واستعرضت "عربي21" في تقرير لها، الأمراء الذين تأكد اعتقالهم من قبل ذويهم، أو منظمات حقوقية وقفت على قضاياهم:
محمد بن نايف
أكدت عدة مصادر، بما فيها منظمة هيومن رايتس ووتش، أن ولي العهد السابق رهن الاعتقال منذ آذار/ مارس الماضي.
وأوضحت المنظمة أن هناك مخاوف بشأن سلامة محمد بن نايف، ونقلت عن محاميه قوله إن مكان احتجازه مجهول، وإنه مُنع من استقبال طبيبه الشخصي منذ فترة احتجازه الأولى.
وفي الخامس من كانون أول/ ديسمبر الجاري، نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، قالت فيه إن ولي العهد السابق يواجه مخاطر، بعد الطلب من "يوتيوب" حذف فيديو يزعم أن ابن نايف تآمر من أجل الإطاحة بالنظام السعودي.
وقالت الصحيفة إن محمد بن نايف، المعتقل حاليا، كان ضحية حملة منسقة ومستمرة من داخل السعودية على منصات التواصل الاجتماعي، ما يعرض حياته الشخصية للخطر.
وتوقع معارضون سعوديون، ووسائل إعلام غربية، أن يعود اسم ابن نايف للتداول مجددا مع وصول الديمقراطي جو بايدن للبيت الأبيض، وذلك نظرا للعلاقة الوطيدة بين ولي العهد السابق وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، التي كان بايدن جزءا منها.
بسمة بنت سعود
أعلن مكتب بسمة بنت سعود بن عبد العزيز (ثاني ملوك السعودية)، أنها وإحدى بناتها معتقلات في سجن الحائر بالرياض، منذ الثامن والعشرين من شباط/ فبراير 2019، دون توجيه أي تهمة لهما.
ولفت مكتب الأميرة الرسمي إلى أن آخر تواصل معها كان في نيسان/ أبريل الماضي، متابعا: "لم نتلقّ إلى الآن أي معلومات حول وضعها الصحي أو القانوني".
واشتهرت بسمة بمقالاتها التي تتناول ضرورة تحسين أوضاع المرأة السعودية والإصلاحات السياسية، إضافة إلى انتقادها المباشر لدور السعودية في اليمن.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، نقلت شبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية عن مقربين من بسمة بنت سعود قولهم إن حياتها في خطر.
وقال المقربون من بسمة: "لا نعرف إن كانت ميتة أو على قيد الحياة، فنحن لا نعرف في الحقيقة ما جرى لها".
أبناء الملك عبد الله
يعد أبناء الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، الأكثر تضررا من العهد الجديد، إذ دشّن محمد بن سلمان وصوله إلى ولاية العهد في 2017 بسلسلة إجراءات أقصت أبناء عبد الله، وفي مقدمتهم متعب، الذي شغل منصب وزير الحرس الوطني لسنوات طويلة.
متعب بن عبد الله، الذي احتجز لأسابيع ضمن حملة "الريتز" المتعلقة بقضايا الفساد، لم يكن الوحيد من بين إخوته تعرضا للتضييق، إذ تحتجز السلطات السعودية حاليا أخويه تركي وفيصل، وسط أنباء أن مشعل بن عبد الله محتجز أيضا.
تركي بن عبد الله، أمير الرياض السابق، هو الأكثر تضررا، إذ مضى على اعتقاله أكثر من ثلاث سنوات منذ (تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)، بتهم تتعلق بالفساد.
وصاحبت ظروف اعتقال تركي تفاصيل غامضة، أبرزها وفاة مدير مكتبه اللواء علي القحطاني داخل السجن، وسط تقارير تحدثت عن مقتله.
ومن أبناء الملك عبد الله المعتقلين، فيصل، الذي شغل منصب رئيس هيئة الهلال الأحمر سنوات طويلة.
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في أيار/ مايو الماضي، أن أجهزة الأمن اعتقلت فيصل في 27 آذار/ مارس 2020.
وزاد التقرير بالقول إن ظروف الاعتقال والإخفاء تتم بمعزل عن العالم الخارجي، وإن السلطات رفضت الكشف عن مكانه أو وضعه.
وقال التقرير إن مصادر مقربة من العائلة المالكة كشفت لـ"هيومن رايتس" ما يشير إلى أن السلطات ربما "أخفته" قسرا.
أما مشعل، الذي أعفاه الملك سلمان في 2015 من إمارة منطقة مكة المكرمة، فلا يوجد أي تأكيد من مصادر رسمية أو حقوقية حول اعتقاله.
سعود بن سيف النصر
حفيد الملك سعود بن عبد العزيز، وأحد ثلاثة أمراء تم اختطافهم من أوروبا بطرق غامضة، وذلك على خلفية نقدهم الشديد للأوضاع داخل السعودية.
وظهر سعود في أواخر عهد الملك عبد الله، موجها تغريدات ناقدة للفساد في السعودية، ولفساد الأسرة الحاكمة، والمستشار في الديوان الملكي خالد التويجري، وذلك في تغريدات عبر "تويتر".
بعد وصول الملك سلمان إلى السلطة، هاجم سعود بن سيف النصر العهد الجديد بشدة، وشن هجوما لاذعا على ولي ولي العهد حينها محمد بن سلمان.
وفي 2015، أعاد سعود بن سيف النصر نشر تغريدات تدعو إلى انقلاب داخلي في السعودية، إلا أنه اختفى بشكل مفاجئ بعد ذلك.
وذكر الأمير المعارض خالد بن فرحان آل سعود، أن ما حدث مع سعود بن سيف النصر باختصار، هو أن المخابرات السعودية -عبر عملاء لها- تمكنت من اختطافه عبر استدراجه من ميلانو إلى روما؛ بغية مناقشة مشروع تجاري، إلا أن الطائرة واصلت طريقها إلى الرياض.
سلطان بن تركي الثاني
أمير سعودي مثير للجدل، نجحت المخابرات في استدراجه من أوروبا مرتين، الأولى في عهد الملك فهد، والثانية في عهد الملك سلمان.
دعا سلطان مطلع الألفية الجديدة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة، وهو ما دفع المخابرات إلى اختطافه من جنيف بسويسرا عبر طائرة خاصة، وتخديره ونقله إلى الرياض، وذلك في العام 2004.
في العام 2010، سمحت السلطات فيصل بالمغادرة إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، إلا أنه باغتهم برفع دعاوى قضائية تتهم الحكومة بتعذيبه.
بقي سلطان متنقلا بالخارج إلى غاية الشهر الأول من العام 2016، حينما تعرض لخديعة ثانية في أثناء وجوده بباريس.
إذ أقنعه وسطاء متعاونون مع المخابرات أن بمقدوره الذهاب إلى القاهرة لرؤية والده، الذي يقيم فيها منذ سنوات، نظرا لسوء علاقته بالأسرة الحاكمة (عاد وتوفي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016).
إلا أن الطائرة ذهبت به على الفور إلى الرياض، حيث تم اعتقاله مجددا، ولم يصدر أي توضيح رسمي حول حالته.
الجدير بالذكر أن شقيق سلطان بن تركي، هو فهد بن تركي، الذي أقيل من منصبه كقائد للقوات السعودية المشتركة في اليمن آب/ أغسطس الماضي، واتهم رسميا بالفساد، وسط أنباء غير مؤكدة أيضا عن اعتقاله.
تركي بن بندر بن محمد
حفيد الملك عبد العزيز من جهة والدته الأميرة البندري، عمل كضابط في وزارة الداخلية، واستقال لاحقا من وظيفته، وغادر إلى باريس في 2012.
وقال تركي إنه تعرض للاعتقال بسبب خلافات مع خاله الملك سلمان (أمير الرياض حينها) حول الإرث، وذلك بعد وفاة والدته في 2008.
بدأ تركي ببث فيديوهات تنتقد حكام السعودية، وسرد فيديوهات مطولة عن خلافات أبناء عمومته، وهو ما أثار جدلا واسعا.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أعلنت وسائل إعلام أن السلطات المغربية قبضت على تركي بأوامر سعودية، وسلّمته إلى الرياض.
لاحقا، تداولت حسابات في "تويتر" أنباء عن وفاة تركي بن بندر داخل السجن، إلا أن ذلك لم يتم تأكيده بشكل رسمي.
"غزالان" ووالده
أكثر قضايا الأمراء المعتقلين غموضا، إذ إن سلمان بن عبد العزيز، ووالده عبد العزيز بن سلمان بن سلمان بن محمد آل سعود، لم يتقلدا أي مناصب سابقة، ولم يعلنا أي معارضة علنية للنظام الحالي.
في كانون الثاني/ يناير 2018، اعتقلت السلطات سلمان الملقب بـ"غزالان" ووالده، رفقة مجموعة من أحفاد "سعود الكبير".
قال التلفزيون السعودي إن الأمراء، وعددهم 11، تجمهروا داخل الديوان الملكي، وعبروا عن رفضهم لإلغاء إعفاء الأمراء من دفع فواتير الكهرباء، وهو ما دفع السلطات لاعتقالهم.
بعد أسابيع، خرج جميع الأمراء باستثناء "غزالان" ووالده. والأمير سلمان متزوج من عريب بنت الملك عبد الله، وشقيقة الأمير تركي المعتقل.
شكّل اعتقال "غزالان" صدمة في أوساط عائلته الضيقة، وجمهوره الواسع في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقول محبّوه إنه أمير مثقف، تعلم في فرنسا وأتقن لغتها، ولم يكن له أي أطماع سياسية، مستغربين سبب اعتقاله مع والده حتى الآن.
خرجت قضية سلمان إلى العلن منذ شهور، وقامت منظمتا "القسط" و"مينا رايتس" بتسليم شكوى ضد الحكومة السعودية لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تطالب بوقف انتهاكات السلطات ضد الأمير سلمان ووالده.
وفي موقع "تويتر"، تغرّد الأميرتان الجواهر وسارة، شقيقتا "غزالان"، مطالبتين بالإفراج عنه وعن والده، بشكل غير مباشر.
في أيار/ مايو الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مقربا من سلمان بن عبدالعزيز وقّع عقدا بمليوني دولار مع روبرت ستريك، المعروف بعلاقاته القوية مع دوائر السياسة الخارجية في إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ونص العقد على "الدعوة للإفراج" عن الأمير.