وإِن شِئتَ قُلتُ فِي عِيسَى ابنِ مَريَمَ عليه السلام؛ فَلَقَد كَانَ يَتَوَسَّدُ الحَجَرَ ويَلبَسُ الخَشِنَ ويَأكُلُ الجَشِبَ، وكَانَ إِدَامُهُ الجُوعَ وسِرَاجُهُ بِاللَّيلِ القَمَرَ وظِلَالُهُ فِي الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الأَرضِ ومَغَارِبَهَا، وفَاكِهَتُهُ ورَيحَانُهُ مَا تُنبِتُ الأَرضُ لِلبَهَائِمِ، ولَم تَكُن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ ولَا وَلَدٌ يَحزُنُهُ ولَا مَالٌ يَلفِتُهُ ولَا طَمَعٌ يُذِلُّهُ، دَابَّتُهُ رِجلَاهُ وخَادِمُهُ يَدَاهُ.