وتحدثت كاتبة المقال رولا خلف عن ما وصفته بحملة دعائية محمومة لمحاولة إنقاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من ورطة جريمة قتل خاشقجي.
وتتساءل "رولا" عن مدى مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إزاء الجريمة، وتشير إلى المثل العربي الذي يقول "كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته!".
وتشير الكاتبة إلى ظهور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى جانب إبن سلمان في مؤتمر "دافوس الصحراء" الذي انعقد في الرياض الشهر الماضي بعد أن سبق تعرضه للاحتجاز بالعاصمة نفسها.
وتقول إن الأمير الوليد بن طلال -الذي سبق أن تعرض هو الآخر للاعتقال العام الماضي- بدأ يظهر مؤخرا ساعيا إلى تبييض صورة إبن سلمان.
وتضيف أنه على الرغم من كلمات الأمير الوليد المؤثرة التي سبق أن أطلقها في مقابلته مع محطة فوكس نيوز بشأن جريمة قتل صديقه خاشقجي فإنه يعود ليقول عكسها عندما يتعلق الأمر بمدى ضلوع ولي العهد السعودي فيها، فالوليد يصرح ببراءة إبن سلمان من دم خاشقجي.
غير أن الكاتبة تقول إنه من المرجح أن كلا من رئيس الوزراء الحريري والأمير الوليد يعانيان من فقدان مؤقت للذاكرة، وأنهما يتشاركان بروح من التسامح بشكل مبالغ فيه.
وتعود الكاتبة إلى القول إنه لا أحد يعرف على وجه اليقين لماذا قتل خاشقجي، لكن القتل الوحشي كان تحذيرا للآخرين من عدم معارضة ولي العهد السعودي إبن سلمان.
وتضيف أنه لا شيء من هذا الإعجاب المزيف من شأنه إنقاذ سمعة ولي العهد السعودي في الخارج، مشيرة إلى أن المراقبين والسياسيين يرون أنه لا يمكن لجريمة قتل خاشقجي أن تتم دون موافقة إبن سلمان.
غير أنها تستدرك أنه مع مرور كل يوم فإنه يبدو من المرجح أن ينجو إبن سلمان من هذه الفضيحة، مشيرة إلى أن حلفاءه الغربيين بقيادة الولايات المتحدة يبدون غير راغبين في ربطه مباشرة بقتل خاشقجي.
وتضيف أن هؤلاء الحلفاء يأملون في أن يقوم والده المريض الملك سلمان بن عبد العزيز بكبح جماحه، وأنهم يستغلون ضعفه في انتزاع تنازلات منه، مثل وقف الحملة العسكرية السعودية الكارثية في اليمن ووضع حد للحصار غير الحكيم على الجارة قطر.
المصدر: الجزيرة نت