وأوضح الجعفري في بيان سورية أمام جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع في سورية أن الاحتلال الأمريكي وأدواته من الميليشيات الانفصالية يواصلون ممارساتهم الرامية إلى نهب موارد الدولة السورية.. فبالتزامن مع سرقتها العلنية للنفط والغاز السوريين قامت قوات الاحتلال الأمريكي مؤخرا بالحفر والتنقيب عن الآثار في محافظة الحسكة وسرقت كميات كبيرة من الآثار والكنوز والذهب بحضور خبراء آثار فرنسيين وإسرائيليين كما قامت بالحفر في موقع أثري في ريف مدينة المالكية بمحافظة الحسكة حيث عثرت على 12 قبرا وآثار تاريخية تعود إلى العهد الروماني.
قوات الاحتلال الأمريكي تواصل سعيها لإضفاء نوع من الشرعية على التنظيمات الإرهابية والميليشيات العميلة لها
وأشار الجعفري إلى أنه يجري تهريب الآثار السورية المنهوبة التي لا تقدر بثمن ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين عبر شمال العراق وتركيا تمهيدا لنقلها إلى وجهات أخرى مؤكدا أن هذه الجرائم الموصوفة هي امتداد للجرائم التي دأب تنظيم “داعش” الإرهابي على ارتكابها لتوفير الموارد المالية لممارساته الإرهابية وقد حل الآن الأصيل مكان الوكيل في تبادل جلي للأدوار.
ولفت الجعفري إلى أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل واصلت قوات الاحتلال الأمريكي سعيها لإضفاء نوع من الشرعية على التنظيمات الإرهابية والميليشيات العميلة لها وما يرتبط بها من كيانات مصطنعة حيث قام وفد أمريكي مما تسمى هيئة حرية الأديان بالتسلل بشكل غير شرعي إلى ريف محافظة دير الزور ومنطقة الطبقة بمحافظة الرقة وعقد لقاءات مع ممثلي تلك الميليشيات وهيئات مرتبطة بها كما قامت شركة كرياتيف انترناشيونال أسوشييتس الأمريكية بإبرام اتفاقات مع ما يسمى المجلس المدني في دير الزور متسائلا.. هل بهذه الطريقة تدافع دولة مقر منظمة الأمم المتحدة عن أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي.
وبين الجعفري أنه على نحو مماثل وبعد لجوء النظام التركي وأدواته من التنظيمات الإرهابية والمرتزقة لاستخدام مياه الشرب بشكل ممنهج سلاحا ضد المدنيين وقطعه إمدادات المياه من محطة علوك المائية عن نحو مليون سوري في مدينة الحسكة وجوارها قام النظام التركي وأدواته بسرقة مضخات المياه العائدة لآبار “أصفر نجار” و”عين الكبريت” و”مجرى الخابور” الواقعة في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة وهو ما يمثل إمعانا من قبل نظام أردوغان في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها في سورية متسلحا بالحصانة والإفلات من العقاب اللذين يوفرهما له حلفاؤه في الناتو.
وأشار الجعفري إلى قيام مرتزقة النظام التركي فيما يسمى فصيلي “السلطان مراد” و”السلطان سليمان شاه” الإرهابيين بأعمال حفر وتنقيب في عدة مناطق أثرية في عفرين وجوارها لسرقة الآثار وتهريبها إلى تركيا ولم يكتف النظام التركي بذلك وإنما عمد إلى سرقة كميات كبيرة من مادتي القمح والشعير ومحاصيل زراعية أخرى وتهريبها إلى الأراضي التركية على غرار ما سبقها من سرقة للنفط والآثار والمصانع والآليات والممتلكات وإحراق ما لم يتمكن من سرقته علاوة على قيام النظام التركي بسرقة محصول الزيتون وبيع زيت الزيتون السوري في الأسواق الأمريكية والأوروبية على أنه منتج تركي.
الشعب السوري وحده صاحب الحق الحصري في صنع مستقبله
وقال الجعفري: بعد كل هذا يأتي البعض ليحاضر علينا بالحديث عن تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254.. وهنا أدعوكم للبدء بالجملة الأولى منه والتي تؤءكد على التزام المجلس القوي بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.. فهل أنتم مستعدون لإبراز تطبيقكم لها وهل ستتعاون الجهات الأخرى مع الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى سورية لتنفيذ هذا الالتزام ثم ماذا عن تطبيق القرار 2253 الذي اعتمد قبل يوم واحد فقط من اعتماد القرار 2254.
وأكد الجعفري مجددا على الملكية السورية والقيادة السورية للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة وعلى أن إنجاح عمل لجنة مناقشة الدستور التي تعقد جولتها الرابعة بعد أيام يستلزم احترام قواعد إجراءاتها التي تم التوافق عليها ورفض أي تدخلات خارجية في عملها وأي محاولات من قبل بعض الحكومات لفرض جداول زمنية مصطنعة.. فاللجنة سيدة نفسها والشعب السوري وحده صاحب الحق الحصري في صنع مستقبله.
زيارة بومبيو لن تغير من الواقع القانوني والسياسي والجغرافي للجولان بوصفه أرضاً محتلة وجزءاً لا يتجزأ من سورية
وجدد الجعفري إدانة سورية بأشد العبارات زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل والضفة الغربية في التاسع عشر من الشهر الجاري مشيرا إلى أن هذه الزيارة تؤكد الانحياز المطلق للإدارة الأمريكية الحالية حتى اللحظات الأخيرة من ولايتها لكيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومنها قرار مجلس الأمن رقم 497 وأمن المنطقة واستقرارها كما تشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة أعماله العدوانية وأحدثها عدوانه على سورية الليلة الماضية ومشددا على أن زيارة بومبيو لن تغير من الواقع القانوني والسياسي والجغرافي للجولان بوصفه أرضا محتلة وجزءا لا يتجزأ من سورية التي تعمل لاستعادته بكل السبل التي يتيحها القانون الدولي.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي عقد في دمشق يومي الـ 11 و الـ 12 من الشهر الجاري بين الجعفري أنه شكل خطوة بالغة الأهمية ضمن جهود الدولة السورية وحلفائها لضمان العودة الآمنة والكريمة والطوعية للمهجرين إلى مناطقهم وأماكن إقامتهم الأصلية وتوفير البيئة المناسبة لذلك من خلال مواصلة الجهود والتعاون مع الدول الصديقة والشركاء في العمل الإنساني لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب وتأهيل الأحياء السكنية والمرافق العامة وفي مقدمتها المدارس والمراكز الصحية ومحطات الطاقة والبنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية وهذا كله كان من ضمن الاهتمامات التي يتم التعبير عنها والمطالبة بتلبيتها في مجلس الأمن على مدى سنوات.
الحكومات التي قاطعت المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين أثبتت رغبتها بإطالة أمد الأزمة
وأوضح الجعفري أن المشاركين في المؤتمر أكدوا على التمسك الثابت بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها ورفض أي محاولات للمساس بها ورفضهم الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري وطالبوا بوضع حد للاحتلال الأجنبي وجرائمه بما فيها نهبه ثروات سورية ومواردها إضافة إلى ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب وتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين وما يرتبط بهما من أفراد وكيانات وهي كلها أمور تنسجم مع مواقف الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة بهذه القضايا الجوهرية.
ولفت الجعفري إلى أن المشاركين جددوا تمسكهم بالحل السياسي بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة وشددوا على ضرورة قيام لجنة مناقشة الدستور بعملها على نحو توافقي بناء دون تدخل خارجي أو محاولات لفرض أطر زمنية مصطنعة وذلك لتمكين اللجنة من تحقيق الحد الأقصى من دعم الشعب السوري لنتائج عملها وطالبوا المجتمع الدولي بتقديم الدعم المناسب لتوفير البيئة المواتية لعودة المهجرين وهذا ينسجم مع القرار الأممي 2254 وولاية المبعوث الخاص.
وتوجه الجعفري بشكر سورية لروسيا ولحكومات الدول التي قرنت القول بالفعل وشاركت في أعمال المؤتمر سواء بالحضور شخصيا أو عبر الفيديو.. وشكرها أيضا للحكومات التي قاطعت المؤتمر لأنها أثبتت بتصرفاتها من جديد زيف ما تدعيه من حرص إنساني ودور بناء على الصعيد الدولي كما أثبتت رغبتها بإطالة أمد الأزمة ومواصلة الألاعيب الجيوسياسية على حساب أمن سورية واستقرارها ورفاه أبنائها.
سورية تأسف لرضوخ الأمم المتحدة الشريك الأساسي للحكومة السورية في العمل الإنساني لتعليمات الموظف السابق في الخارجية الأمريكية جيمس جيفري
وأعرب الجعفري عن أسف سورية لرضوخ الأمم المتحدة الشريك الأساسي للحكومة السورية في العمل الإنساني لتعليمات الموظف السابق في الخارجية الأمريكية جيمس جيفري وإخلالها بالتزامات ولايتها ومتطلبات تعاونها مع سورية وذلك باكتفائها بتكليف ممثلها المقيم في سورية بالحضور بصفة مراقب بدلا من الانخراط في الحوار والنقاشات كشريك فاعل ودعم الجهود الرامية لتحسين الوضع الإنساني والعودة الكريمة والآمنة والطوعية للاجئين إلى وطنهم وفقا لما ينص عليه القانون الدولي.
وقال الجعفري: من المؤسف أنه في الوقت الذي فرض فيه على الأمم المتحدة عدم إرسال ممثليها للمشاركة في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين قام وفد أممي يضم في عضويته المدعو “مارك كيتس” الذي يوصف بأنه نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية بالتسلل بطريقة غير شرعية ومن دون موافقة الحكومة السورية إلى محافظة إدلب عبر الحدود مع تركيا حيث رافقه عدد مما يسمى “الأمنيين” التابعين لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية.. فهل هذا هو التطبيق العملي لدور الأمم المتحدة كشريك فاعل للحكومة السورية في الحقل الإنساني.
وشدد الجعفري على أن هذا السلوك المدان يمثل انتهاكا لسيادة سورية ومساساً بالتعاون القائم بين الحكومة السورية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ودعما للإرهاب وخرقا لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب ولمبادئ العمل الإنساني التي تضمنها قرار الجمعية العامة رقم 46-182 معربا عن تطلع سورية لقيام الأمين العام ووكيله للشؤون الإنسانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الاعتذار والمساءلة عن هذا الفعل ومعاقبة مرتكبيه.
ورداً على مندوبي الدول الغربية قال الجعفري: لقد خلت بيانات ممثلي بعض هذه الدول من أي ذكر لمسألة الإرهاب في سورية وضرورة مكافحته وفقاً لقرارات مجلس الأمن كما خلت من أي إدانة للعدوان الإسرائيلي الذي تكرر خلال الأيام الأخيرة مرتين وكأن هذا لا علاقة له بتصعيد العدوان والتوتر بينما ندرس الملفين السياسي والإنساني في بلادي.
وأضاف الجعفري: لم نسمع أي ذكر للعدوان أو مكافحة الإرهاب وهي مسألة مهمة دفعت بمجلس الأمن لاعتماد عشرة قرارات حول مكافحة الإرهاب في سورية منذ بدء الأزمة فيها واليوم لم نسمع شيئاً عن ذلك وإنما سمعنا كلاماً من ممثلي بلجيكا وفرنسا وألمانيا عن أن الاجراءات القسرية التي يفرضونها لا تضر بالوضع الإنساني مشيراً إلى أن هذا الكلام غير ناضج سياسياً ولا قانونياً لأن أصحابه يحلقون في فراغ شخصاني ويتخذون مواقف تخالف قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي تعتبر الإجراءات عملاً غير مشروع فهل نحن نتعامل مع أمم متحدة بنسختين أو نسخة واحدة، فالأمم المتحدة تؤكد أن تلك الإجراءات القسرية غير شرعية لكن البعض يسعى لتبريرها واعتمد خطاباً وصائياً هو لغة أوروبية صرفة متعارف عليها وتخرج عن أصول لتخاطب الدبلوماسي.
وفي رده على مندوب النظام التركي قال الجعفري: الكلام الذي قاله المندوب التركي في إحاطته اليوم تضليلي لأعضاء مجلس الأمن فمنذ بداية الأزمة فتح النظام التركي حدود بلاده مع سورية أمام عشرات آلاف الإرهابيين من كل دول العالم وكان بعض وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في المجلس يصفون أولئك الإرهابيين بأنهم “جهاديون” لا بل إن بعض هؤلاء الوزراء ورؤساء الدول والحكومات كانوا يطلقون على هؤلاء الإرهابيين الأجانب الذين دخلوا إلى سورية من تركيا اسم “المعارضة السورية المعتدلة” مبيناً أن هذه الآلاف المؤلفة من الإرهابيين كان يمول تحركها كل من قطر والسعودية وكان النظام التركي يتولى نقلها إلى حدوده مع سورية حيث يتم تدريبها ثم إدخالها إليها.
وأشار الجعفري إلى أن أول تجربة لاستخدام مواد كيميائية تمت في مدينة غازي عينتاب وقام بها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي داخل الأراضي التركية علناً وتم نشر الرابط في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يسمع صوت لمن قام بتجربة استخدام تلك المواد الكيميائية على الأرانب آنذاك يقول: “لقد نجحنا في استخدام الكيميائي على الأرانب وسننقل استخدامه إلى داخل سورية”.
وأكد الجعفري أن النظام التركي متورط في سفك دماء السوريين بمختلف الأشكال منذ بداية الأزمة بما في ذلك إدخال الإرهابيين وتشجيعهم على استخدام الكيميائي وقد زودت سورية مجلس الأمن برسالة خاصة حول إرهابي سوري يدعى هيثم القصاب نقل لترين من السارين من ليبيا إلى اسطنبول على متن طائرة مدنية تركية ثم جرى نقل هذين اللترين من السارين مع الإرهابي نفسه إلى الحدود مع سورية وتم إدخالهما إلى داخل سورية حيث تم استخدام هذه المواد في بلدة خان العسل السورية في آذار 2013 وهو ما نجم عنه استشهاد 23 جندياً ومدنياً سورياً.
وأشار الجعفري إلى اعتراف رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم على عدد من القنوات التلفزيونية بأن واشنطن طلبت من النظام القطري أن يقود عملية رعاية الإرهاب في سورية بالتنسيق مع النظام السعودي حيث اعترف حمد لاحقاً أن قطر صرفت وحدها 137 مليار دولار لتقويض استقرار سورية متسائلاً: هل هذا كاريكاتور أم ان هذه وقائع يجب أخذها بالاعتبار في مجلس الأمن، ومن سيحاسب وتتم مساءلته على سفك دماء مئات الآلاف من السوريين ثم يأتي مندوب النظام التركي ليحاضر علينا بالعفة والطهارة ونظامه معروف بما يفعل في قبرص وأذربيجان وليبيا وشرق المتوسط فأقرب الناس إلى النظام التركي هم اليوم ضده بما في ذلك بعض الأوروبيين.