وأفادت وكالات ان المؤتمر الرابع والثلاثين حول الوحدة الإسلامية الذي انعقد للمرة الأولى عبر الفضاء الافتراضي هذا العام خلص الى بيان ختامي تطرق لعدة قضايا مثل العالم ما بعد كورونا، وإدانة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل وإقامة اتحاد إسلامي.
وقال البيان ان انتشار فيروس كورونا في العالم أدى إلى تقوية المعتقدات الروحية والدينية للناس حول العالم، مما أدى بدوره إلى مزيد من التضامن ووحدة المسلمين والسعي وراء الله وتوحيد المجتمعات البشرية. لذا فعلى الأمة الإسلامية ان تتصرف وفقا للمقولة "خير الناس من ينفع الناس".
وأكد البيان على هذه المحاور :
1- انتشار فيروس كورونا في مختلف بلدان العالم، وعلى الرغم من اعتباره تهديدا خطيرا لحياة المجتمع البشري، إلا أن هناك العديد من الفرص التي تعقب هذا الامر كالميل إلى الدين والروحانية والعبادة، والتعاون والتنسيق الدوليين، وزيادة إعمال القيم الروحية، والتعاطف وأهمية الفضاء الإلكتروني ووسائل الاعلام والحكومة الالكترونية.
2 - أصبحت الحاجة إلى معالجة الفقر وعدم المساواة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مجال الصحة في البلدان ذات القوة الاقتصادية الأضعف، واضحة بشكل متزايد مما يتطلب اهتمام المنظمات الدولية ونشطاء القطاع العام، وخاصة شيوخ ونخب الديانات الكبرى.
3 - لقد كشفت هذه الأزمة مرة أخرى ضعف وسوء إدارة وعدم كفاءة القوى العظمى والقوى العالمية في التعامل مع أبعاد الأزمة، وعواقب تقدمها، لا سيما في المجال الاقتصادي، وطرح تحديات هائلة على الهيكل العالمي المهيمن واضطراب الهيمنة المتزايد. حيث ان تنامي العزلة والانطوائية، وتقوية التيارات المتطرفة المناهضة للهجرة ومعارضة آليات التعاون العالمي، وتنامي الاستياء الداخلي وزيادة هشاشة الأوضاع الاقتصادية لهذه البلدان، هي من بين النتائج المباشرة لهذا الوضع. كما ان الاهتمام الشديد بالاتجاهات الحالية، ومحاولة اجتياز هذه المرحلة الحرجة بأمان، واستخدام الخبرات العالمية وتقديم مبادرات بديلة من قبل الدول الإسلامية، هي من بين أهم خطوات تقدم المجتمعات الإسلامية.
4 - اقترح المشاركون في المؤتمر، من خلال عقد اجتماع لوزراء الصحة والعلاج والتعليم الطبي في البلدان الإسلامية، الاستفادة القصوى من قدرة كل طرف على الوقاية من جميع الأمراض المعدية وعلاجها ومكافحتها، ولا سيما وباء كوفيد 19 وعلى الدول أن تستخدم بشكل فعال للتعبئة والتعاون العام في هذا الشأن.
5. قدم الخبراء تحليلات مختلفة لعالم ما بعد كورونا، واتفق الجميع على أن هذا المرض قد طغى على جميع العلاقات في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مختلف دول العالم، ولكن وفقا لتعاليم الإسلام الغنية يمكن للعالم الإسلامي أن يستفيد من أبعاد التقارب والتآزر والنمو والتميز في المجتمعات الإسلامية للخروج من هذه الجائحة بأقل تأثير سلبي وأعلى فعالية إيجابية.
6- أعرب المشاركون عن أسفهم واستنكارهم لسلوك بعض قادة الدول الإسلامية في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب ودعم المثل الأعلى لفلسطين والقدس الشريف، مؤكدين أن هذا المثل الأعلى لا يزال القضية الأولى في العالم الإسلامي وكل الجهود المبذولة للنسيان أو التشويه أو التسوية في هذا الصدد، مثل ما يسمى بصفقة القرن، محكوم عليها بالفشل.
ودعا المشاركون إلى التعاون بين الدول الإسلامية لتقديم حلول جادة وإجراءات فورية للدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى ودعم المقاومة الإسلامية. وأكدوا أن تحرير فلسطين يجب أن يرافقه التحرير الكامل للأراضي التي احتلها النظام الصهيوني ومرتفعات الجولان في سوريا ومزارع شبعا في جنوب لبنان والمناطق المحتلة الأخرى.
7- ورحب ضيوف المؤتمر بمبادرة الأمين العام للجمعية العالمية للتقريب بين المذاهب لتشكيل "الاتحاد الإسلامي" ورأوا ضرورة تشكيل مثل هذا الاتحاد لتحقيق أمة واحدة وحضارة إسلامية جديدة. لأن هذا الاتحاد قادر على تنظيم تعاون العالم الإسلامي ونمو الشعوب الإسلامية ومنع الانقسام والعدوان في العالم الإسلامي من خلال تحسين الذات للدول الإسلامية.
8- بالنظر إلى موجة معاداة الإسلام وبث الكراهية ضد الإسلام في العالم الغربي بقيادة الصهيونية العالمية، يزداد الشعور بالحاجة إلى الوحدة بين المسلمين والدول الإسلامية، ومن الضروري أن تشكل الدول الإسلامية "جبهة موحدة" وحاجزًا قويًا ضد الغطرسة العالمية والصهيونية. ومقاطعة كل من يساعد الصهيونية بهذا الشأن مثل فرنسا مؤخراً.
وفي الختام أعرب المشاركون في المؤتمر عن عميق امتنانهم للمواقف المبدئية والقوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقائد الأعلى للثورة الإسلامية في قيادة الأمة الإسلامية، خاصة في الدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى ودعم جبهة المقاومة. وأدانوا التصرفات غير المشروعة التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة الامريكية في الحرب الاقتصادية ضد الشعب الإيراني والدول المقاومة الاخرى ودعم الجماعات الإرهابية.