برنامج العقد الرابع – الحلقة -13
عنوان الحلقة:
سر خلود الثورة الإسلامية في عقدها الرابع
==
المذيع الاول
المقدمة :
أهلا بكم مع حلقة جديدة من برنامج " العقد الرابع للثورة الإسلامية " والذي نتناول فيه بالدراسة والتحليل سر خلود الثورة الإسلامية وهي قد دخلت عقدها الرابع محتفظة بنفس نبضها الثوري وشعاراتها المبدئية.. واليوم تصان هذه الثورة من قبل رعيلها الرابع في ظل متغيرات جذرية في جغرافيا هذه الثورة وفي الانتماء ات الجغرافية لانصارها والمدافعين عنها وفي مساحتها التي جعلت من موطنها ايران اكثر من مجرد جغرافيا وبامتدادات معنوية بعيدة وشاسعة ..اذن عنوان حلقة برنامجنا لهذا اليوم:" سر خلود الثورة الاسلامية في عقدها الرابع"
تابعونا بعد هذا الفاصل:
==
المذيع الثاني:
تحية لكم مستمعينا الافاضل وانتم تستمعون عبر اثير اذاعة طهران العربية لبرنامج "العقد الرابع " في هذه الحلقة من البرنامج سنسلط الضوء علي حقائق قد تكون غائبة علي اذهان البعض حول سر ديمومة واستمرارية الثورة الاسلامية وتواصل وهجها ونبضها الثوريين بنفس وتيرتها الاولي وفي العقد الاول من انتصارها المظفر .. كما سوف نستبين اهم العوامل التي وفرت لهذه الثورة كل مقومات الخلود والبقاء والصمود امام اكبر التحديات في حين ان التاريخ الانساني قلما حدثنا عن ثورة بهذا العمق الزماني والمكاني .. حيث ان جميع الثورات الانسانية التي حدثت في تاريخنا القديم والمعاصر لم تتمكن ان تستمر بمثل هذه الاستمرارية التي استمرت بها الثورة الاسلامية التي فجرها الامام الخميني الراحل في عام 1979 وسرعان ما غاب وهجها ونبضها الثوري مع غياب جيلها الاول والصانع لها لكن الثورة الاسلامية في ايران وخلافا لنواميس وقواعد الثورات الاخري كتبت لنفسها البقاء والاستمرارية بفعل عوامل عديدة سناتي علي ذكرها ودراستها في هذه الحلقة من البرنامج وفي حدود الوقت الذي يسمح لنا بذلك .. مستمعينا الكرام تابعونا بعد هذا الاستماع لهذا التقرير:
==
التقرير
تتمتع الثورة الاسلامية في ايران التي انتصرت في عام 1979م بقيادة الامام الخميني الراحل (رض) من وجهة نظر معظم الباحثين والمفكرين ، بخصوصيات ميزتها عن الثورات العالمية وهي السر الذي يقف وراء بقاء وديمومة هذه الثورة محتفظة بنبضها الثوري واستمراريتها في العطاء :
لآن من اهم خصوصيات هذه الثورة قيامها على المحور الالهي . فنحن نقرأ في المادة 56 من دستور الجمهورية الاسلامية :" السيادة المطلقة على العالم والانسان لله ، وهو الذي منح الانسان حق السيادة على مصيره الاجتماعي".
وقد جاء في وصية مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني الراحل رضوان الله تعالي عليه :" نحن نعلم ان هذه الثورة الكبيرة التي حدت من نفوذ ناهبي ثروات العالم والظالمين في ايران انتصرت بفضل التأييد الإلهي . فلو لم تكن النصرة الإلهية لما انتفض شعب يبلغ 36 مليون نسمة انتفاضة واحدة رغم ذلك الاعلام المناهض للاسلام ولعلماء الدين ، ولما أزاح جانباً كل القوى الداخلية والخارجية في جميع ارجاء البلد بفكر واحد وصرخات الله اكبر والتضحيات المدهشة والاعجازية ... ولا شك في أن ذلك تحفة الهية وهدية غيبية منّ بها الله المنان على هذا الشعب المظلوم والمنهوب".
بالاضافة الي النزعة الدينية فان شعبية الثورة الاسلامية هي ايضا عامل اساسي اخر لاستمرار مسيرة عطاء ات هذه الثورة.
لقد نزل معظم ابناء الشعب الايراني الى الساحة في هذه الثورة وطالبوا باسقاط النظام الشاهنشاهي وإقامة النظام الإسلامي. وقد ساهم الجميع في هذه الثورة ؛ العسكري والعامل والموظف والفلاح والطالب الجامعي والمعلم. وهذا الجانب من الشعبية بارز الى حد كبير. وقد كان العنصر الرئيس للكفاح في غالبية الثورات القوى المنظمة الحزبية وشبه العسكرية حيث حسمت الامر عن طريق الحرب المسلحة وكان دور الشعب داعم لها في الغالب . إلا ان كل الشعب كان له دور في ثورتنا فلقد هب في عموم البلاد لمحاربة النظام البهلوي بكل قوة و بأس .
اما العامل الثالث لاستمرارية وهج الثورة الاسلامية فانه يتمثل بعامل "القيادة والمرجعية"؛ اجل ان من الخصوصيات المهمة للثورة الاسلامية أنها مستوحاة من السمة الالهية و التوجه العقائدي الديني ، ودور الدين وعلماء الدين في قيادة الثورة وتوجيهها . في حين ان كل الثورات الاخرى كانت في مقابل الدين .لكن الثورة الايرانية بدأت بقيادة علماء الدين وتوجيههم وتكللت بالنجاح . وكان الامام الخميني يقف على رأس هؤلاء الكبار حيث كان يتمتع بأعلى المناصب الدينية أي المرجعية. وكانت قيادته تتمتع بخصوصيات بارزة نذكر منها:
اولا- الامام الخميني الذي كان مرجعا دينياً، كان يتمتع بقاعدة شعبية واسعة وعميقة.
ثانيا- برهن الامام على قيادته السياسية والثورية من خلال انتفاضة الخامس عشر من خرداد وشجاعته المنقطعة النظير في تلك الاحداث و خلال مرحلة النفي.
ثالثا - كان الامام المخطط للثورة وكان في نفس الوقت مديرها ومنفذها.
==
المذيع الاول:
مستمعينا الكرام مازلنا معكم عبر اثير اذاعة طهران العربية مع برنامج " العقد الرابع للثورة الاسلامية " وموضوع الحلقة : "سر خلود الثورة الاسلامية في عقدها الرابع" اشرنا في تقريرنا الي ثلاثة عوامل اساسية تشكل اهم وابرز عوامل استمرار وخلود الثورة واحتفاظها ببريقها ونبض شارعها الثوري بعد ان تناقلت من صدور وقلوب ثلاثة اجيال وهاهي تركن اليوم بقوة في قلوب الرعيل الرابع بمواصفات مختلفة نوعا ما عن الاجيال الثلاثة الماضية وتلك العوامل الثلاثة : النزعة الدينية وشعبية الثورة والقيادة الفذة والفريدة ..ولكن هناك عامل اخر لايقل من حيث التاثير اهمية عن تلك العوامل الثلاثة التي تقدم ذكرها الا وهو عامل " اصالة الثورة الاسلامية ببعديه : التنظيري والتطبيقي ؛ حيث لم تكن تطلعات هذه الثورة وافكارها مستوردة من الخارج في هذين البعدين ، بل كانت حصيلة المجتمع الايراني ومن افرازات ومعطيات التاريخ الايراني .
لقد اعتنق الايرانيون الاسلام منذ الف واربعمائة سنة ، وتحول الاسلام خلال هذه الفترة الى العنصر الاصلي والاساسي لثقافة ووطنية ايران . كما انتصر الشعب في البعد العملي والتطبيقي ايضا بالاعتماد علي قواه الذاتية ودون الدعم المالي والتسليحي للشرق والغرب ، وبالاعتماد على الله وشعار" انتصار الدم على السيف".
==
نستمع الي رؤية الباحث في الشان الايراني الاستاذصالح قزويني الكاتب والمحلل السياسي من طهران
ردا علي هذا السوال : ماهو الدور الذي لعبته الصفة الاسلامية للثورة في انضاج وانتصار الثورة وفي التفاعل الجماهيري معها ومع قيادتها ؟
(السؤال الاول)
*******************فاصل*******************
==
المذيع الثاني:
يرى الكثير من المفكرين الذين نظروا في مجال اسباب انتصار الثورة الاسلامية في ايران أن عامل الدين هو من اقوى العوامل واكثرها اصالة حيث ادى دوراً كبيراً في ظهور الثورة وانتصارها . كما أن نظرة الى الادبيات السياسية الشائعة في تيار حدوث الثورة الاسلامية وشعارات قادة النهضة وكلماتهم وبياناتهم ، تكشف عن هذه الحقيقة وهي أن الثقافة الحسينية ونهضة الامام الحسين(ع) أدت من بين العناصر الدينية دوراً كبيراً في هذا المجال . وإن ثقافة الشهادة ، والمحاربة الدائمة للباطل ، ومقارعة الطاغوت ، ومبدأ اتباع رضا الله ومصالح المسلمين ، وكذلك ثقافة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كل ذلك كان من الخصائص المؤثرة للثقافة الحسينية في الثورة الايرانية . ايديولوجية كل ثورة وماهيتها بشكلها البسيط والشعبي في شعاراتها كانت منذ القدم أداة للتعرف على اهداف مطالب الشعب ومظهرها.
نستمع الى رؤية الباحث السياسي والخبير في الشان الايراني الاستاذصالح قزويني رداً علي هذا السوال: حول ماهية اهداف الثورة الاسلامية التي لعبت دورا بارزا في تعميق وتوسيع رقعة التفاعل الجماهيري معها ؟
(السوال الثاني)
********************فاصل******************
==
المذيع الاول:
اجل كانت المطالبة بالاستقلال من اكثر شعارات الشعب أصالة في عهد النضال ضد النظام الشاهنشاهي الظالم. وقد كانت ايران في عهد الشاه تلعب دور"شرطي المنطقة" لاميركا والغرب. وكان قانون الحصانة الدبلوماسية الذي قدمته الحكومة وصادق عليه مجلس الشورى الوطني ، يضمن الحصانة للمستشارين الامريكيين كي يعمدوا في داخل ايران الى نهب اموال الشعب وثروته العامة دون اي خوف وقلق . كما كان جيش نظام الشاه تحت تصرف الجنرالات الامريكان بشكل كامل ولم يكن يمتلك اي ارادة.
وكان الاستقلال اكبر منجزات الثورة الاسلامية للشعب الايراني . ولذلك فإن دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية يؤكد في فقراته المختلفة وبشكل بارز على استقلال البلاد . ويمكن القول دون اية مبالغة ان ايران اكثر بلدان العالم استقلالاً اليوم.
مستمعينا الافاضل كانت الحرية من جملة مطالب الشعب دوماً وفي صدر اهداف النهضات والحركات الاستقلالية والتحررية في ايران في القرنين الاخيرين . وكان النظام البهلوي المستبد والدكتاتوري يبخل على الشعب حتى بالحد الادنى من الحريات وذلك من خلال خلق جو الارهاب والرعب وكان بدلاً من ذلك يملأ السجون بالمجاهدين في طريق الحق . وكانت المجالس والحكومات العميلة تتوالى الواحدة تلو الاخرى وترحل وكان دور الشعب والقانون هو الوحيد الذي لم يكن يحظى بالاهمية . وكانت الحكومة البوليسية التي تشكلت خاصة بعد انقلاب 28 مرداد 1332هـ ش (1953م) بتوجيه من امريكا وبريطانيا لدعم نظام الشاه في ايران بشكل شامل ،تكرس كل جهدها لقمع الحرية ومحاربة المجاهدين في طريق الحق.وفي مثل هذا الجو، اطلق الشعب الايراني صرخة " الحرية" الى جانب الاستقلال " و"الجمهورية الاسلامية" .
اليكم رؤية الباحث والخبير السياسي الاستاذالدكتور عدنان اشكوري الكاتب والمحلل السياسي من طهران
ردا هذا السوال : لماذا اختارت الثورة الاسلامية وجماهيرها " الجمهورية الاسلامية" عنوانا للبلاد بعد انتصار الثورة ؟(السوال الاول)
*******************فاصل*******************
==
المذيع الثاني:
مستمعينا الاعزاء ، كان الشهيد آية الله المطهري يرى أن "الجمهورية" هو شكل نظام الحكم ،فيما تجسد"الاسلامية" محتوى ادارة البلاد . وقد حلت الجمهورية الاسلامية محل النظام الملكي بأصوات فاقت 98% . واعلن الامام الخميني(رض) بدوره هذا اليوم عيداً في خطاب بهذه المناسبة فقال:" مبارك لكم هذا اليوم الذي اطحتم فيه بالعدو المارد وفرعون العصر بعد استشهاد الشباب الغيارى ولوعة الامهات والآباء و الآلام المبرحة . واعلنتم حكومة العدل الالهي بآرائكم القاطعة . الحكومة التي تتساوى فيها جميع شرائح المجتمع ويشرق نور العدل الالهي على الجميع دون تفرقة . وينزل فيها مطر الرحمة الالهية على الجميع بشكل متساو ".
==
مازلنا معكم عبر اثير اذاعة طهران العربية وبرنامج " العقد الرابع للثورة الاسلامية ..
يعبر الشعار المهم المتمثل في "لاشرقية لاغربية" عن رفض تسلط الاجانب على شؤون البلد الداخلية . وعلى اثر انتصار الثورة الاسلامية، قامت استراتيجية السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية في اطار سياسة لاشرقية،لاغربية على عدة اسس هي : رفض اي تسلط وخضوع للتسلط ، المحافظة على الاستقلال الشامل والسيادة الوطنية للبلد، والدفاع عن حقوق كل المسلمين ، وعدم الالتزام ازاء القوى المتسلطة ، والعلاقات السلمية المتبادلة مع الحكومات غير المحاربة ، ومنع عقد اي اتفاقية تؤدي الى تسلط الاجانب. ودعم الكفاح المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في اية منطقة من العالم، وفي ظل اتخاذ مثل هذه السياسة اتسعت ابعاد الكفاح ضد الاستكبار في ايران وسادت ثقافة محاربة الاجانب والاستكبار.
نستمع الى رؤية الباحث والخبير في الشان الايراني الاستاذ الدكتور عدنان اشكوري
ردا على هذا السؤال : الى أي مدى نجحت ايران في تطبيق شعار "لاشرقية ولاغربية" رغم انه الشعار الاكبر تحديا للقوى الاجنبية التي قطعت الثورة الاسلامية دابرها في ايران ؟ وهل استطاعت الثورة ان تكرس هذا الشعار على الواقع العملي لدى الشعوب الاخرى وماهي ثمار ذلك ؟؟:(السوال الثاني)
*******************فاصل******************
==
المذيع الاول:الي هنا وناتي واياكم الي نهاية هذه الحلقة من برنامج العقد الرابع للثورة الاسلامية .. شكرا لحسن الاصغا ء والمتابعة والي اللقاء