وألقت قوات الشرطة القبض على العشرات من المتظاهرين الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات التي تحولت لليوم الثاني على التوالي، خاصة في بعض البلديات، إلى أعمال شغب وتخريب ونهب، حيث أقدم المتظاهرون على رشق قوات الأمن بالحجارة وبعد المواد الصلبة والحادة وإطلاق الشهب والقنابل المضيئة وإضرام النار في حاويات القمامة.
ووقعت أكبر الاضطرابات في العاصمة مدريد ليلة السبت إلى اليوم الأحد، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بالقيود المفروضة من طرف السلطات العمومية وتدين هذه التدابير والإجراءات التقييدية خاصة حظر التجول الليلي الذي تم فرضه منذ الأسبوع الماضي والإغلاق وحظر حركة تنقل الأشخاص خارج الحيز الترابي لمناطقهم.
وكانت برشلونة ومدن أخرى من إقليم كاتالونيا قد شهدت ليلة الجمعة إلى السبت اندلاع مواجهات بين مئات من الأشخاص الذين خرجوا للتظاهرة والاحتجاج ضد تشديد القيود التي اعتمدتها السلطات المحلية وقوات الشرطة المحلية.
وأقدم المتظاهرون عند محاولة تفريقهم من طرف رجال الشرطة على رشق قوات الأمن بالحجارة وبعض المواد الصلبة والحادة وإطلاق الشهب الاصطناعية وتخريب بعض الممتلكات مع إضرام النار في حاويات القمامة.
وندد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية بهذه الأحداث وأعمال الشغب والتخريب مشددا على أن "السلوك العنيف وغير المنطقي لبعض المجموعات التي هي أقلية أمر لا يمكن التسامح معه".
وأكد سانشيز في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" أنه "من خلال المسؤولية والوحدة والتضحية فقط يمكننا التغلب على هذه الجائحة التي تضرب جميع الدول".
وتعيش إسبانيا منذ عدة أسابيع على إيقاع ارتفاع مقلق في عدد حالات الإصابة بفيروس ( كوفيد-19) ما دفع السلطات العمومية إلى اعتماد قيود مشددة جديدة بالعديد من الجهات المستقلة في محاولة لوقف انتشار العدوى منها حظر التجول الليلي وحصر وتقليص حركة التنقل وإغلاق المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه مع تقليص طاقة الاستقبال في بعض المرافق والأماكن العامة إلى جانب إغلاق العديد من البلديات والأقاليم خاصة تلك التي تسجل ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة بالمرض.
وأعلنت إسبانيا منذ الأحد الماضي حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر ما أطلق يد الجهات المستقلة التي هي المسؤولة حصريا على تدبير القطاع الصحي لاتخاذ مجموعة الإجراءات والتدابير التقييدية الجديدة من أهمها حظر التجول الليلي وحظر حركة التنقل خارج الحيز الترابي للجهات والأقاليم والبلديات والإغلاق الكلي أو الجزئي لبعض المناطق.
وحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة الإسبانية فقد بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مليون و185 ألف و678 حالة، بينما تقدر عدد حالات الوفيات بـ35 ألف و878 حالة وذلك منذ بدء تفشي الوباء في البلاد.