وقال القيادي الزهار في مقابلة خاصة مع قناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار": ان السودان على سبيل المثال، اقامت مؤتمرا للدول العربية صاحبة اللاآت الثلاثة، وبالتالي، لا اعتراف، ولا تفاوض، ولا تطبيع، ولا غير ذلك، وبالتالي، التطبيع يعتبر خيانة لتاريخ هذه الدول، ولفت الى ان اصحاب هذه الارض المباشر هم الفلسطينيون، وصاحبها الغير مباشر او بالدرجة الثانية هي الدول العربية، وفلسطين ارض اسلامية فيها مقدسات اسلامية ومقدسات مسيحية وبالتالي لا يمكن ان نعتبر ان الذي حدث هو شيء طبيعي".
التطبيع.. كلمة مضللة
واوضح الزهار، ان التطبيع هو مصطلح مضلل ويعتبر خيانة وطعنة للمقاومة، وكذلك خيانة لله عزوجل ولرسوله مشيراً الى ان ما حدث يتناقض تماماً ما جاء على لسان الرسول محمد "صلى الله عليه وآله وسلم"، حينما قال: "لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض، ومن يتولهم منكم فانه منهم"، ووصف الزهار الولاء هو الحب والنصرة والتأييد والذي هو التطبيع، واخراج المطبعين من دائرة الاسلام الى دائرة اليهود، ومن دائرة الايمان الى دائرة الكفر، ومن دائرة الانسجام مع المقاومة ومعركتها مع الاحتلال الى دائرة التسليم كما هو حال الوضع الراهن. كما لفت الى ان قضية التطبيع محسومة دينياً ووطنياً بصورة واضحة.
ما سبب التحول في الموقف السوداني باتجاه التطبيع؟
وعزا سبب تحول الموقف السوداني نحو التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي لاسباب دنيوية، وقال الزهار: ان بعض الدول عندما حوصرت اقتصادياً دبّ الفساد في انظمتها ونتيجة لعدم قدرة الانقلابيين في هذه الدول على ان يحققوا انجازات وطنية، استعانت هذه الدول بالغرب وبامواله، وحتى الدول الخليجية وبسبب خروقاتها لحقوق الانسان وتسجيل حالات الفساد عليها من قبل الغرب والشرق ارادت ان تصنع هذه اللعبة كي تتفادى الضغط الغربي وتتفادى من يفكر بثورات ضدها على الارض، بالقول ان امريكا معها ويمكن ان تساعدها، واصفاً اياها بانها كلها امور دنيوية زائلة ومنحرفة، مشدداً على ان هذه الامور لو حدثت لدول غير فاسدة لما لجأت الى التطبيع.
ما يحدث في حال زوال ترامب والاحتلال؟
واضاف الزهار، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب مارس ضغطاً على الانظمة العربية واخذ اموالها واستغل فسادها وانحرافها وعدم قدرتها على ادارة الملفات وعدم ايمانها بقدرات شعوبها، واشار الى انه في حال زوال ترامب في الانتخابات سواء كشخص او كمنهج، فان صورة المنطقة ستتغير كلياً.
واعتبر الزهار: ان ترامب استغل هذه الظروف من اجل ان يحرض شعوبها كي تنقلب عليها، مشيراً الى ان تغير النظام الامريكي وزوال الرئيس، او زوال كيان الاحتلال الاسرائيلي على يد المقاومة في معركة وعد الآخرة، فستتغير كل الجغرافية السياسية مئة بالمئة.
هل ترامب اداة بيدة الادارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية؟
اكد الزهار ان الادارة الامريكية وجدت في ترامب من انه يمكن ان يحقق لها اتفاقات التطبيع، وقال: هذا لايعني ان غير ترامب سوف يعطي حقوق الفلسطينيين ولكن على الاقل أقل سيكون بشاعة وفظاظة من الصورة الراهنة التي قدمها ترامب، مشيراً الى ان الدليل على ذلك، ان الدول الاوروبية كانت جميعها مع الاحتلال الاسرائيلي، ولكن حينما نقلت السفارة الامريكية من القدس الغربية (تل ابيب) الى القدس الشرقية، ترددت الى حد ما.
كيف يمكن مواجهة التطبيع؟
تساءل الزهار عن من سبب الوضع الذي وصلت اوضاع الفلسطينيين، واجاب قائلا: ان سببه هو فساد الانظمة المريضة، ومن اجل ذلك لابد من ان تستكمل المقاومة عناصر القوة، بعدما اصبحت المقاومة ضرورة والمعادلة الوحيدة لهذه اللعبة، معتبراً ان المقاومة امام مرحلة لابد وان تلجأ فيها الى القوة التي لا تهزم وهي التسلح بقوة الاسلام والايمان في مواجهة تطبيع اتفاقات الخيانة، كما اشار الى ان "الله تبارك وتعالى سيسخر لنا انظمة من بيننا"، وبمجرد ما ان ينتهي الرئيس فسيتحول هذا النظام الى عكس ما هو عليه، وتتغير الجغرافية السياسية بصورة لا يتخيلها احد.
وشدد الزهار على انه يجب ايجاد معادلة بما لم يخطر على بال احد، واليوم يجب العودة الى برنامج المقاومة وان تبقى في مرحلة الاستعداد للمواجهة.
تطوير المقاومة لقدراتها العسكرية
وقال الزهار: ان المقاومة كانت في السابق بحاجة الى مساعدة اناس وصواريخ جاهزة لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ولكن الان امتلكت المقاومة خبرة في تصنيع الصواريخ وتطوير صناعتها المحلية وباتت لا تحتاج الى المساعدة السودانية لرفد المقاومة بالصواريخ كما كان سابقاً، موضحاً انه تمت اعادة معادلة المقاومة قبل ان تذهب الدول العربية ومع السودان الى التطبيع مع كيان الاحتلال.
ماذا يحدث اذا تشكل تحالف حقيقي ضد الاحتلال؟
واستطرد الزهار قائلا: من الاسباب التي يجب ان تفكر فيها المقاومة الان، هو لابد من ان يجتمع الحلف المتضرر من الكيان الاسرائيلي، والذي سيستفيد من زواله في تحالف حقيقي.
واوضح، ان الارض الفلسطينية كلها محتلة باستثناء قطاع غزة المحاصر، وبالتالي على غزة وعلى فلسطين في اي مكان ان تحارب من اجل تحرير الارض، مشيراً الى ان الطرف الثاني هو جنوب لبنان المحتل وعلى لبنان المقاومة ان ترتب اوراقها لتحرير ارضها من الاحتلال الاسرائيلي، باعتبار ان العدو مشترك والهدف واحد ولكن الارض تختلف.
واشار الزهار الى ان سوريا ارضها محتلة ايضاً وايران مستهدفة من قبل الاحتلال، وبالتالي لماذا لا يتم تشكيل حلف متضرر من الكيان الاسرائيلي لمواجهة الاحتلال، وتساءل ماذا يمكن لهذه المجموعة اذا دخلت في هذا الحلف، ماذا يمكن ان يحصل للكيان الاسرائيلي؟ واجاب قائلا: بالطبع فسيزول الاحتلال الاسرائيلي.
هل تنضم منظمة التحرير لهذا الحلف؟
ونفى الزهار انضمام منظمة التحرير الفلسطينية لهذا الحلف، ورأى انها لن تغير قناعتها، لانه جيئة بها على مشروع خاص، ولن تغير ولن تستطيع ان تغير موقفها، لانها اذا غيرت منهجها فان الاحتلال الاسرائيلي سيقضي عليها كما هو الحال الان.
ولفت الزهار الى ان المنظمة التحرير الفلسطينية ربطت مصيرها ووجودها بكيان الاحتلال الاسرائيلي ولهذا لا تستطيع تغيير منهجتها، الى درجة انها تعتبر التعاون مع الاحتلال واعطاء المعلومات لها عمل مقدس!