وتدعو الرسالة إلى سرعة التعاطي مع حالة عضو حركة "الجهاد الإسلامي"، الأسير ماهر الأخرس، بعد تردّي حالته الصحية، وذلك لمنع اندلاع مواجهة مفتوحة في القطاع في وقت بالغ الدقة. وكانت "الجهاد" قد أعلنت النفير العام في صفوف عناصرها، بعد تدهور الوضع الصحي للأسير المُضرب عن الطعام.
وقالت مصادر مصرية، إن تواصلاً تم بين قيادة الحركة والجانب المصري، لنقل رسالة عاجلة لسلطات الاحتلال بالتجاوب مع مطالب الأخرس، خصوصاً أن وفاته، إذا حصلت، قد تفجّر حرباً جديدة في القطاع سيكون من الصعب السيطرة عليها، ما من شأنه هدم كافة المشاورات والجهود الخاصة بالوساطة من أجل التوصل لتهدئة طويلة المدى في غزة.
ويواصل الأخرس إضرابه عن الطعام لليوم الـ93 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، وهو يمكث حالياً في مستشفى "كابلان" بوضع صحي حرج جداً، حيث يعاني من أوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده. وكانت "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، قد أعلنت النفير العام في صفوف مقاتليها بعد تدهور الوضع الصحي للأخرس. وذكرت "سرايا القدس"، في بيان مقتضب، أنه "تعلن سرايا القدس حالة النفير العام في صفوف مجاهديها بعد التدهور الحاصل على حياة الأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام لليوم الـ92 على التوالي".
أما على صعيد زيارة وفد "حماس" للقاهرة، فقد كشفت المصادر أن المسؤولين المصريين يعتزمون إبلاغ الحركة برفضهم التوسع في قرارات التطبيع العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي شملت حتى الآن الإمارات والبحرين، في وقت باتت فيه شبه محسومة مع السودان، الذي تربطه بالحركة علاقات قوية. وقالت المصادر إن المسؤولين المصريين سيسعون خلال الزيارة إلى توضيح طبيعة موقفهم الحقيقي من قرارات التطبيع الأخيرة، والمحركات الأساسية وراء الترحيب الرسمي المصري "الخجول"، على حد تعبير المصادر، وهو الأمر الذي كان سبباً رئيسياً لتوجه أطراف المشهد الفلسطيني إلى تركيا، التي أعلنت رفضها لقراري التطبيع الإماراتي والبحريني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب المصادر، فإن هناك مخاوف من جانب حركة "حماس" من القرار المرتقب من جانب السودان بشأن الإعلان الرسمي النهائي عن التطبيع مع الاحتلال، خصوصاً إذا بات هناك وجود رسمي إسرائيلي على الأراضي السودانية. وأشارت، في الوقت ذاته، إلى أن هذه الفكرة – أي وجود رسمي إسرائيلي على الأراضي السودانية – تُزعج مصر لأسباب أخرى، متعلقة بأمنها القومي.
وكانت "حماس" قد أعلنت، الأحد الماضي، أن وفداً قيادياً من الحركة غادر قطاع غزة متوجهاً إلى القاهرة. ويضم الوفد عضوي المكتب السياسي للحركة خليل الحية وروحي مشتهى، للانضمام إلى وفد قيادة "حماس" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، وبمشاركة عضو المكتب السياسي عزت الرشق. وأكدت الحركة، في بيان، أنه "سيتم التباحث مع المسؤولين المصريين في سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والنقاش في العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومسار المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية. كما سيتم بحث الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودور مصر في التخفيف من الأزمة الإنسانية التي يمر بها القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي، والتطورات الحاصلة مع الاحتلال، والمستجدات السياسية التي تمر بها المنطقة".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد قال، أخيراً، إن حركته قررت إيفاد وفد من قيادتها إلى القاهرة، برئاسة العاروري، للتأكيد على العلاقات الأخوية الراسخة مع مصر، والتباحث في جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك. وأوضح هنية أنه سيتم بحث ملفات خاصة، كمسار المصالحة والوحدة الوطنية، إلى جانب الأوضاع في قطاع غزة على المستوى الإنساني، وتطورات الأوضاع مع الاحتلال والمستجدات السياسية التي تمر بها المنطقة بشكل عام.