شارك ترامب في ثلاثة لقاءات انتخابية في يوم واحد، مستهدفا ولايات أساسية في المعركة الرئاسية في سعيه إلى سد الفجوة مع بايدن.
لكن جهوده طغت عليها حقيقة قاتمة: سجلت الولايات المتحدة رقما يوميا قياسيا من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 لليوم الثاني على التوالي السبت (89 ألف إصابة) وسط توقع زيادة أخرى مع حلول الطقس البارد.
كذلك، أودى الفيروس بحياة أكثر من 224 ألف أميركي، وتعتبر غالبية الناخبين أن ترامب تعامل مع الأزمة بشكل سيئ.
وقال بايدن السبت خلال تجمع حاشد، وهو أحد حدثين أقيما في مسقط رأسه بنسلفانيا وهي ولاية متأرجحة، "هذه رئاسة دونالد ترامب".
وأضاف "قال دونالد ترامب وما زال يقول، نحن نقترب من نهاية الوباء. سيزول. نحن نتعلم كيف نتعايش معه".
وتابع "نحن لا نتعلم كيف نتعايش معه. أنت تطلب منا أن نتعلم كيف نموت به وهذا خطأ".
كذلك، حصل بايدن على دعم الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما الذي انتقد استجابة إدارة ترامب لأزمة كوفيد-19.
وقال لمناصرين في تجمع في ميامي "فكرة أن البيت الأبيض فعل شيئا ما بطريقة معينة، هو هراء".
وأضاف أوباما مشيرا إلى دخول ترامب المستشفى بسبب كوفيد-19 قبل ثلاثة أسابيع "لن يقوم دونالد ترامب فجأة بحمايتنا جميعا. لا يمكنه حتى اتخاذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه".
وانتقد أوباما أيضا فشل الرئيس في إدانة الداعين إلى تفوق العرق الأبيض، داعيا أنصاره إلى التصويت لنائبه السابق.
وقال "يمكننا أن نجعل الأمور أفضل… هذا ما يدور حوله التصويت، ليس جعل الأمور مثالية، لكن تحسينها".
تجاهل ترامب انتقادات أوباما قائلا على تويتر إن الرئيس السابق لم يكن لديه سوى "47 شخصا" في هذا الحدث.
وتابع "لم يكن يتمتع بالطاقة، لكن ما زال أفضل من جو!".
كما تجاهل استطلاعات الرأي التي ما زالت تظهر أن منافسه الديموقراطي بايدن يقود السباق إلى البيت الأبيض.
وعن وسائل الإعلام السياسية والإعلامية التي تنقل الأرقام قال "تريد أن تحبطكم. هذه الاستطلاعات أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات".
وقال لمؤيديه تحت أشعة الشمس الحارقة في كارولاينا الشمالية "هذه الانتخابات هي اختيار بين تعافي ترامب الفائق وكساد بايدن"، مسلطا الضوء على الوعود بعلاج لكوفيد-19 والانتعاش الاقتصادي السريع.
ويتقدم بايدن بقوة في استطلاعات الرأي الوطنية ويتقدم بفارق أقل في العديد من الولايات الحاسمة مثل فلوريدا التي عادة ما تقرر الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لكن الديموقراطيين لم ينسوا بعد المفاجأة التي أحدثها ترامب في العام 2016 عندما هزم هيلاري كلينتون، وعمل بايدن على زعزعة آراء مؤيدي ترامب السبت.
وقال في تجمع ثان في دالاس "أتفهم لماذا صوت بعض الناس لصالح دونالد ترامب، فهم يعتقدون أنهم لم يكونوا مرئيين أو مسموعين… أتفهم ذلك. لكن بعد انتخابه، نساكم على الفور".
وتابع "تعلمون، سأراكم وأسمعكم واحترمكم… إذا انتخبت رئيسا، لن تكون هناك ولايات حمراء أو ولايات زرقاء، فقط الولايات المتحدة".
ويسعى ترامب من خلال تنقلاته الشاقة الحالية إلى تكرار إنجازه في العام 2016.
في وقت سابق السبت، أدلى ترامب بصوته في مكتبة عامة في فلوريدا وقال للصحافيين "لقد صوتت لرجل اسمه ترامب".
وبذلك، انضم إلى 55 مليون أميركي يدلون بأصواتهم في وقت مسبق في عام تسبب فيه فيروس كورونا بجعل التصويت شخصيا أمرا صعبا.
وانتقل ترامب من كارولاينا الشمالية إلى أوهايو ثم إلى ويسكنسن حيث ضاعف من تفاؤله مكررا الادعاءات بأن البلاد "تقترب من التخلص" من الوباء.
وفي إشارة إلى تصريحات سابقة لبايدن حذر فيها من "شتاء قاتم" مع وجود كوفيد-19، قال ترامب إنه يعتقد أن خصمه "قاتم جدا".
وأضاف "يقولون لي تبدو متفائلا جدا. هذا صحيح، لأنني أحب هذا البلد. نحن متفائلون… بلدنا العام المقبل سيكون أعظم من أي وقت مضى".