ورحب السيد فضل الله بأي "خطوة تساهم في إنقاذ البلد مما يعاني منه وإخراجه من أزماته وإن كنا نريد أن يأتي ذلك بفعل توافق القوى السياسية، لا بالانقسام الذي حصل والذي عبرت عنه الأصوات التي حظي بها الرئيس المكلف، بعدما أصبح واضحا أنه لا يمكن النهوض بهذا البلد وإخراجه من أزماته في ظل بقاء القوى السياسية على مواقفها وانعدام الثقة في ما بينها.. والذي سيؤدي بالطبع إلى تعثر تأليف الحكومة المرتقبة".
ودعا السيد فضل الله الرئيس المكلف إلى فتح "باب الحوار مع كل القوى السياسية الراغبة في الحوار للتوافق معها على الأسلوب الذي ستدير به الحكومة شؤون الدولة سواء على المستوى الاقتصادي أو المالي أو الإداري أو السياسي، ومعالجة الهواجس التي لدى البعض من أن يتكرر مجددا النهج الذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه من الانحدار، والذي جعله رهينة شروط صندوق النقد الدولي، وأفسح في المجال أكثر للدول للتدخل في شؤونه، أو أن تكون الحكومة منصة لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية"، داعياً القوى السياسية إلى أن "تكون ولا سيما في هذه المرحلة أكثر حرصا على الخروج من حساباتها الخاصة ومصالحها الفئوية لحساب الوطن وإنسانه، فالبلد لا يبنى بالحسابات الخاصة ولا بالمحاصصات، وذلك لتسهيل ولادة حكومة يحتاج إليها اللبنانيون لمواجهة أزماتهم والتحديات التي تواجههم على أكثر من صعيد".
وتابع "إننا نقول لكل من هم في مواقع المسؤولية ، إن المرحلة ليست مرحلة تقاذف المسؤوليات أو أن يرمي كل فريق الكرة في مرمى الآخر، أو مرحلة انتظار لما يجري في هذا البلد أو ذاك. إننا لن نهون من صعوبة تمرير استحقاق التأليف نظرا إلى الشروط والشروط المضادة، لكننا سنبقى نراهن على وعي القوى السياسية لمخاطر ما جرى وما قد يجري ، لتذليل العقبات أمامه. في هذا الوقت، استمع اللبنانيون إلى كلمة رئيس الجمهورية التي حملت بمضمونها تعبيرا حقيقيا عن معاناة اللبنانيين جميعا، وقدمت اعترافا من أعلى مسؤول في الدولة بالأزمات التي يعاني منها اللبنانيون والفساد المستشري في إدارة الدولة، لكن الشعب اللبناني كان ولا يزال ينتظر من رئيس الجمهورية وكل من هم في مواقع المسؤولية أن يقدموا حساباتهم للناس، ماذا فعلوا وماذا سيفعلون ولماذا لم يفعلوا، وما هو مقدار مسؤوليتهم عما حصل؟"
وفي مجال آخر، قال السيد فضل الله "نستغرب إصرار الرئيس الفرنسي على أن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية، في عملية صب للزيت على النار، والتي نراها تخدم المتطرفين وتزيد من استعار العنف الذي ندينه بكل الوسائل، إن على الرئيس الفرنسي أن يأخذ في الاعتبار أن الإساءة لرسول الله إساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين وقسم كبير من الشعب الفرنسي، والحديث عن الحرية يقف عند الإساءة للآخرين. إننا نريد لفرنسا أن تخرج من هذه العقلية التي تستبطن مواقف ضد الإسلام وتفسح في المجال لردود فعل نأمل أن يتم العمل لتداركها قبل أن تنعكس على أكثر من ساحة وموقع.. لتكون فرنسا بالصورة التي نريدها موطنا لتلاقي الرسالات السماوية".