وتزايدت أعداد الإصابات بالفيروس باطراد في معظم أنحاء أوروبا على مدى الشهرين الماضيين. كما بدأت حالات الدخول إلى العناية المركزة والوفيات بسبب كورونا في الارتفاع، خاصة في إسبانيا وفرنسا.
وفي إسبانيا، التي تقع في صدارة دول القارة من حيث عدد الإصابات، سيفرض الإقليم الذي تقع فيه العاصمة مدريد قيودا على التنقل بين المناطق المتضررة بشدة من الزيادة الجديدة، لتؤثر هذه القيود على أكثر من 850 ألف شخص.
وحظرت السلطات في مدينة نيس بجنوب فرنسا التجمعات لأكثر من 10 أفراد في الأماكن العامة وفرضت قيودا زمنية على العمل في الحانات، بعد فرض قيود جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع في مرسيليا وبوردو.
وسجلت فرنسا يوم الجمعة 13200 إصابة جديدة، وهو أعلى معدل يومي منذ بدء التفشي.
وفي الدنمارك، التي اقتربت فيها الإصابات الجديدة وعددها 454 اليوم الجمعة من الرقم القياسي الذي بلغ 473 في أبريل، قالت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن إن السلطات ستخفض الحد الأقصى المسموح به للتجمعات العامة إلى 50 نزولا من 100، وأصدرت أمرا بإغلاق الحانات والمطاعم مبكرا.
وأمرت أيسلندا بإغلاق أماكن الترفيه والحانات في نطاق العاصمة لمدة أربعة أيام من 18 إلى 21 سبتمبر.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن حكومته تقوم بتحضير إجراءات "على مستوى الأقاليم" لمكافحة التفشي بعد أن سجلت البلاد رقما قياسيا بلغ 1972 حالة في الساعات الـ24 الماضية.
ومن المتوقع أن تشمل القيود إغلاق الحانات والمطاعم في وقت أبكر في المدن الرئيسية مثل أمستردام وروتردام ولاهاي.
وفي اليونان، التي يمكن القول إنها خرجت سالمة إلى حد كبير من الموجة الأولى من "كوفيد-19" التي ضربت أوروبا في مارس وأبريل، قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الحكومة مستعدة لتشديد القيود في منطقة أثينا الكبرى مع تسارع وتيرة الإصابات.
وزادت الحالات في بريطانيا إلى المثلين تقريبا، وبلغت 6000 إصابة يوميا في الأسبوع الأخير، فيما ارتفعت أعداد من يتلقون العلاج بالمستشفيات، وقفزت معدلات الإصابة في أجزاء من شمال إنجلترا ولندن.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا أمر لا مفر منه، وإنه لا يرغب في معاودة فرض إجراءات العزل العام، لكن ربما يتعين على الحكومة فرض قيود جديدة.
وبعيدا عن أوروبا وتحديدا في البرازيل، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيلها 39797 إصابة جديدة بفيروس كورونا و858 حالة وفاة خلال اليوم الأخير.
يذكر أن البرازيل سجلت ثاني أكبر حصيلة وفيات في العالم بعد الولايات المتحدة، وثالث أكبر حصيلة إصابات بعد الولايات المتحدة والهند.
وأظهرت دراسة حديثة لجامعة أكسفورد، أن فيروس كورونا الذي يستهدف الرئتين في المقام الأول، وكذلك الكلى والكبد والأوعية الدموية، له تأثير أيضاً على الدماغ، ويتسبب في أعراض عصبية، من بينها الصداع والهذيان.